ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

 


الإهداءات


العودة   منتديات حـــبة حــب > هஐ¤ღ المنتدى الاسلامى ღ¤ஐه > ~ القسم الاسلامى العام ~

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-21-2011, 07:51 AM
نائب الاداره
معانى الورد غير متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~










لوني المفضل Fuchsia
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 فترة الأقامة : 4686 يوم
 أخر زيارة : 12-10-2021 (09:57 PM)
 المشاركات : 38,198 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
شرح حديث ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه...) من رياض الصالحين للعثيمين رحمه الله



عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق : (( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يُرسل الملك ، فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزق ، وأجله ، وعمله ، وشقي أو سعيد ، فو الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل عمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينهما إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار ، فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )) متفق عليه .

الـشـرح

ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ في باب الخوف والتحذير من الأمن من مكر الله ، قال فيما نقله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ، فو الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بيته وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )) .
قوله رضي الله عنه : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق ، يعني الصادق فيما يقول ، والمصدوق ، فيما يوحى إليه من الوحي ، وفيما يقال له من الوحي ، فهو صادق لا يخبر إلا بالصدق ، مصدوق لا ينبأ إلا بالصدق صلوات الله وسلامه عليه .
وإنما قدم هذه المقدمة ؛ لأنه سيخبر عن أمر غيبي باطن يحدث في ظلمات ثلاث : (( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة )) إذا جامع الرجل امرأته ، وألقى في رحمها الماء بقي أربعين يوماً وهو نطفة على ما هو عليه ، ماء ، لكنه يتغير شيئاً فشيئاً ، يميل إلى الحمرة ، حتى يتم عليه أربعون يوماً .
فإذا تم عليه أربعون يوماً ، إذا هو قد استكمل الحمرة وصار قطعة دم ؛ علقة ، فيمضي عليه أربعون يوماً أخرى وهو علقة ، يعني قطعة دم ، لكنها جامدة ، ولكنه يثخن ويغلظ شيئاً فشيئاً ، حتى يتم له ثمانون يوماً .
فإذا تم له ثمانون يوماً فإذا هو مضغة ؛ قطعة لحم ، في الرحم هذه المضغة قال الله تعالى فيها : ( مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) [الحج: 5] ، فتبقى أربعين يوماً ، تخلق من واحد وثمانين يوماً إلى مائة وعشرين يوماً ، ولا يتبين فيها الخلق تبيناً ظاهراً إلا إذا تم لها تسعون يوماً في الغالب .
فإذا مضى عليها أربعون يوماً وهي مضغة ، أرسل الله إليها الملك الموكل بالأرحام ؛ لأن الله عز وجل يقول : ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ) [المدثر: 31] ، فالملائكة جنود الله عز وجل ، وكل منهم موكل بشيء ؛ منهم الموكل بالأرحام ، ومنهم الموكل بالنفوس يقبضها ، ومنهم الموكل بالأعمال يكتبها ، ومنهم الموكل بالأبدان يحفظها ، وظائف عظيمة للملائكة ، أمرهم الله عز وجل بها .
فيأتي ملك الأرحام إلى كل رحم ، فينفخ فيه الروح بإذن الله عز وجل ، وهذه الروح أمر لا يعلمه إلا رب العالمين. قال الله تعالى: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً )[الإسراء:85] ينفخها في هذا البدن ، الذي هو قطعة لحم في الرحم ، ليس فيها حراك ولا إحساس ولا شيء ، فإذا نفخ هذه الروح دخلت في هذا البدن ، فتسير فيه كما تسير الجمرة في الفحمة بإذن الله ، أو الطين في المدر اليابس ، فتدب في هذا الجسد حتى تدخل في الجسد كله ، فيكون إنساناً ، يتحرك ، وتحس الأم بتحركه بعد مائة وعشرين يوماً ، وحينئذ يكون إنساناً ، أما قبل فهو ليس بشيء
ولو سقط الجنين قبل تمام مائة وعشرين يوماً ، فليس له حكم من جهة الصلاة عليه ، بل يؤخذ ويدفن في أي حفرة من الأرض ، ولا يصلى عليه .
أما إذا تم مائة وعشرين يوماً ، يعني أربعة أشهر ، صار حينئذ إنساناً ، فإذا سقط بعد ذلك ، فإنه يغسل ، ويكفن ، ويصلى عليه ، لو كان قدر اليد ، فإنه يصلى عليه ، ويدفن في مقابر المسلمين إن كان مسلماً .
وإن كان من أولاد النصارى ، يعني أمه وأبوه من النصارى ، فلا يدفن في مقابر المسلمين ، بل يخرج ويدفن بدون تغسيل ولا تكفين؛ لأنه وإن كان طفلاً ، فإن الرسول سئل عن أولاد المشركين فقال(هم منهم))(244).
والحاصل أنه إذا تم له أربعة أشهر يغسل ، ويكفن ، ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ، ويسمى ، ويعق عنه على الأرجح ليشفع لوالديه يوم القيامة ؛ لأنه يبعث يوم القيامة .
قال النبي عليه والصلاة والسلام : (( ويؤمر )) الملك (( بأربع )) كلمات : يكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد .
فيكتب رزقه : وكتب الرزق يعني هل هو قليل ، أم كثير ؟ ومتى يأتيه ؟ وهل ينتقص أم لا ينتقص؟ المهم أنه يكتب كاملاً .
ويكتب أجله أيضاً : في أي يوم ؟ وفي أي مكان ؟ وفي أي ساعة ؟ وفي أي لحظة ؟ وعن بعد أم قرب ؟ وبأي سبب من الأسباب موته ؟ والمهم أنه يكتب كاملاً .
ويكتب عمله : هل هو صالح ،أم سيء ، أم نافع ، أم قاصر على الشخص نفسه ؟ والمهم يكتب كل أعماله .
ويكتب مآله : وما أدراك ما المآل ؟ فيكتب هل هو شقي أم سعيد ؟ ( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) [هود: 106ـ108].
وكل هذا يكتب . لكن أين يكتب ؟ وردت آثار أنه يكتب في جبينه على جبهته .
فإن قال قائل : كيف تتسع الجبهة لكتاب هذه الأشياء كلها ؟
قلنا : لا تسأل عن أمور الغيب . ومن أنت حتى تسأل عن أمور الغيب ؟ قل آمنت بالله وصدقت بالله وبرسوله ، ولا تسأل : كيف ؟
وقد وقع الآن في وقتنا ما يشهد لمثل هذا ـ كمبيوتر قدر اليد يكتب به الإنسان آلاف الكلمات ، وهو من صنع البشر . فما بالك بصنع الله عز وجل .
والحاصل أن هذا من المسائل التي يخبر بها الرسول عليه الصلاة والسلام وأنت لا تدركها بحسك ، فإن الواجب عليك أن تصدق وتسلم ؛ لأنك لو لم تصدق وتسلم إلا بما تدركه بحسك لم تكن مؤمناً ، وما كنت مؤمناً بالغيب ، فالذي يؤمن بالغيب هو الذي يقبل كل ما جاء عن الله ورسوله ، ويقول آمنت بالله ورسوله وصدقت .
قال : (( فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها )) . ولكن أبشروا فإن هذا الحديث مقيد ، بأنه لا يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ، وأما الذي يعمل بعمل أهل الجنة بقلب وإخلاص فإن الله لا يخذله عز وجل ، والله أكرم من العبد ، فإذا عملت بعمل أهل الجنة بإخلاص ـ نسأل الله أن يجعلنا والمسلمين منهم ـ فإن الله لا يخذلك ، لكن فيما يبدو للناس .
والدليل على هذا القيد ما ثبت في صحيح البخاري ، أن رجلاً كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ، وكان شجاعاً مقداماً ، لا يترك للعدو شاذة ولا فاذة إلا قضى عليه ، فتعجب الناس منه ؛ ومن شجاعته ، من إقدامه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم : (( إنه من أهل النار )) أعوذ بالله ، هذا الشجاع الذي يفتك بالعدو من أهل النار ؟ فكبُر ذلك على المسلمين ، وعظم عليهم ، وخافوا ، كيف يصير هذا من أهل النار ؟
فقال رجل : والله لألزمنه ؛ أتابعه وأراقبه ؛ لأرى نهايته كيف تكون ؟ فمشى معه ، وفي أثناء القتال أصاب هذا الرجل الشجاع السهم فجزع ، فأخذ بسيفه فسله ، فوضعه في صدره ، واتكأ عليه حتى خرج من ظهره ، قتل نفسه جزعاً ، فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . قال: وبم ؟
قال :الرجل الذي قلت إنه من أهل النار . حصل له كذا وكذا .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ))
الحمد لله على هذا القيد ، يعمل فيما يبدو للناس بعمل أهل الجنة وهو من أهل النار ، يظنون أنه صالح ، ولكن في قلبه فساد وهو من أهل النار .
قال في حديث ابن مسعود : (( وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )) هذا عكس الأول .
الأول : وجدنا له شاهداً في الواقع وهي قصة هذا الرجل .
وهذا له أيضاً شاهد في الواقع ، يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها . وقع هذا عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، رجل يقال له الأصيرم من بني عبد الأشهل ، كافر منابذ للدعوة الإلهية ، ضد المسلمين ، فلما كان في غزوة أحد ، وخرج الناس من المدينة يغزون ، ألقى الله في قلبه الإسلام ، فأسلم وخرج يجاهد .
فلما حصل ما حصل للمسلمين ، وقتل منهم من قتل ، وذهب الناس ينظرون في قتلاهم ، فوجدوا الأصيرم ، فقال له قومه : ما الذي جاء بك ؛ فقد عهدناك ضد هذه الدعوة ، أحدب على قومك ، يعني عصبية ، أم رغبة في الإسلام ؟
قال : بل رغبة في الإسلام ، وأقرئوا الرسول صلى الله عليه وسلم مني السلام ، وأخبروه أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ثم مات ، فأخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأظنه قال : (( إنه من أهل الجنة )) فهذا الرجل أمضى عمره كله في الكفر ، ضد الإسلام وضد المسلمين، وكان خاتمته هذه الخاتمة، عمل بعض أهل النار، حتى كم يكن بينه وبينهما إلا ذراع، فسبق عليه الكتاب، فعمل بعمل أهل الجنة، فكان من أهل الجنة.
ساق المؤلف هذا الحديث من أجل أن نخاف وأن نرجو ، نخاف على أنفسنا من الفتنة ، ولهذا ينبغي للإنسان أن يسأل الله دائماً الثبات : اللهم ثبتني بالقول الثابت ، وكان النبي على الصلاة والسلام يقول : (( اللهم مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك ، اللهم مصرف القلوب ، صرف قلبي على طاعتك )) (245) هذا هو النبي صلى الله عليه وسلم .
وأيضاً نأخذ من هذا الحديث ألا نيأس ، ولا نيأس من شخص نجد على الكفر أو على الفسق ، ربما يهديه الله في آخر لحظة ، ويموت على الإسلام . نسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وأن يتوفانا على الإيمان بمنه وكرمه .

 




 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap 


الساعة الآن 11:50 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010