بالصور..نهر الدم أول عرض مسرحى على مسرح الدولة بعد تولى مرسى

الابتعاد عن النص المكتوب واللجوء لنص حركى تعبيرى مؤكدا هو الأصعب فى عالم الفن وبخاصة فى عالم المسرح، وهذا التحدى هو ما قبله المخرج محمد درويش فى العرض المسرحى الذى قام بإخراجه على خشبة مسرح العائم "نهر الدم" من إنتاج مسرح الشباب، وهناك تحدٍ آخر اختاره درويش أيضا يخص موضوع المسرحية التى تتناول عذاب القبر والحساب الذى يلقاه العباد على ذنوبهم قبل حسابهم يوم القيامة منذ دخولهم اللحد، وبرغم أن هذه الأمور تعد من الأمور الغيبية إلا أن خيال المخرج والممثلين بالعمل كان مقبولا إلى حد ما، لأن النص تخلى عن أى كلام واعتمد فقط على التعبير الحركى الذى تتعدد رسائله ويتلقاها كل مشاهد بمنظور ربما يختلف من شخص لآخر.

يبدأ العرض منذ دخول المشاهدين للمسرح فقد أراد المخرج محمد درويش، مشاركة المشاهدين فى الحدث ودخولهم فى الحالة المسرحية التى يريد توصيلها منذ الوهلة الأولى ولذلك صمم ديكور المسرحية محمد مصطفى على هيئة قبر داخلى ويبدأ العمل بدخول عدد من الأكفان ثم تتحرك وتخرج من أكفانها ليبدأ حسابها وقد اختار درويش الشذوذ الجنسى للرجال والسحاقيات للنساء كذنوب يتم محاسبة فاعليها عليها حسابا عسيرا، بالإضافة لظلم الحكام واستغلالهم سلطتهم لمصالح شخصية من خلال شخصية الحاكم التى أداها أحمد البنهاوى ببراعة شديدة وتشاركه فى الأداء المتميز الفنانة الصاعدة سمية السالم.

قدم المخرج أيضا من خلال العمل شخصية "الشيطان" وجعله هو المحرك الرئيسى والمحرض على كل الذنوب التى يرتكبها العباد من خلال مساعدين له وأدى شخصية الشيطان أحمد عثمان، ربما كان أداؤه معبرا لكن الماكياج الذى وضعه على وجهه كان تقليديا وبكميات كثيرة جدا.

فى مقابل المذنبين الذين نرى قبورهم بؤرا من النار واللهيب وأصوات من الصراخ والعويل نجد فى المقابل طاقات النور وأصوات الأذان للمجموعة التى التزمت فى الدنيا ولم ترنكب الذنوب ولم تنجرف لنداءات ووسوسات الشيطان وبرغم محاولات المذنبين اللحاق بالملتزمين إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل ويتساقطون واحدا تلو الآخر.
المسرحية يقوم ببطولته مجموعة من شباب المسرح المصرى منهم أحمد البنهاوى وسمية السالم ومحمد إكرام ووسام صبحى وشادى أسعد ومريم البحرواوى ووائل شاهين وأحمد عثمان وآلاء المصرى ومصطفى حسين وعادل رأفت وخالد السعداوى ومحمد مبروك ومصطفى البراء وجميعهم أدوا أدوارهم بدون كلام معتمدين على تعبيرات وجوههم ولغة الجسد وهى الأصعب بالتأكيد فى التعبير وتوصيل الرسائل للمشاهدين.

"نهر الدم" فكرة وإخراج محمد درويش وإعداد موسيقى شريف الوسيمى وأزياء هبة مجدى واستعراضات فاروق جعفر وتنفيذ ديكور محمد هاشم والمسرحية تعرض يوميا على مسرح فاطمة رشدى يوميا فى الثامنة مساء.