#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
نسجت خيوط العنكبوت
![]()
نسجت خيوط العنكبوت
أخذت عدتي ورحلت عبر أغوار نفسي . مسترشدا بضوء خافت ينبعث من كوة تقع في نهاية جدار الزمن . نسجت خيوط شبكة العنكبوت ، لأربط بين ضفتي كياني . أقمت صلة مع عناكب المكان . نستخلص الغذاء من أشعة الشمس المتسربة عبر شقوق الصرح الشامخ . نرتوي بارتشاف حبات العرق المتناثرة على وجنتي الشفق البائس . جدفنا بأجنحة الشقاء نغالب الأمواج الدروج . نطت يدي اليمنى - بغتة - وهوت ، تتبعها اليسرى رفيقة درب ، تشق المجاهل المكشرة عن ضواحك ناتئة متبرجة . لم تعد يدي . استوحت هواجسي أنها استبدلت دراعي بصدغ منهك ، استوطن الرمس قبل أوانه . لعلها ضاقت من طول إصغاء وعناء . شربت الظلال ثم تجرعت معي الدارس من الكآبة الظلماء . زارني فقدها . مر بي متفقدا . أيقظ أوجاعا سرت في جوانحي تيارا حارقا بلا لهيب ولا هابية . سمومها يدرو رمادي فوق رؤوس الشوامخ . يسقي - على مهل - بدمي حقول الزقوم الطافح . مزقت ليالي اللظى أشلائي . حولتها هباء تسوقه الرياح ، ليشهد مجزرة انتحار الأمواج بين يدي الرضام الصماء . سحوب هبائي تراكمت ، شكلت سفحا قاتما مدلهما ، تكسوه أردية السراب الخادع . ظللت أسرابه مخيلتي ردحا ، تاهت عناكيبها بسماء رسمتها بحبر التيار الذي عبرني ، تجاوزني . تدفق مطرا غزيرا تهاطل من منابع جسمي . سقى دوحة الروح التي نمت وترعرعت على جبيني . طفقت واجما . أحدث بصمتي الدجى . أحاور حفيف الخمائل المعانقة لباحة فكري . أرتب أحلام المارين . أرمم طين الخطوات . أحفز هواجسي . أخضبها بحناء العرس المقام على حافة قبري . أنظف وجوه القمر المشظى بنحيب البراءة . أرعى الليل الذي نام في كفي واسترسل يئن بغطيط متعب . كسر هدوء ليلي البهيم صوت رافق غطيطه . نفذ عبر التصدعات التي انتابت جدار نفسي الهرم. تخللته ومضات نافذة تضيئ أغوار نفسي . استمرالترنيم المدوي . توالت الرسائل الوامضة بوتيرة متصاعدة باطراد . اختنقت العناكيب واختفت. انسحبت أسراب الطيور وولت . اختلطت الأصوات وتعانقت . يتناهى إلى سمعي ، مزيج من النواح والتهليل والزغاريد ، لم أعد قادرا على التمييز ... ولا على التقدير... ألازم كوة المكان ، أختفي خلف أشباح شبيهة مهجورة . أحتمي برداء الوجوم . أحكم إغلاق منافذ الحواس من جسدي . أستسلم قسرا للنوم العميق .
![]()
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|