من انت يامساء

انتظرت المساء ..!! فقط انتظرت .. ثم انتظرت ... وأنا انتظر ت ذكرت أشياء رحلت كغيرها من الأشياء ..!!تراكمات .. مجرد تراكمات ..!! تلك التراكمات كانت مليئة بالأحلام والأمنيات ... كانت أمنياتٌ مشروعة .. كانت أحلام جميلة درجة الهذيـان ...!! واقترب المساء ... وغردت العصافير إيذاناً بالسكينة والهدوء ... لك الله أيها المساء .. لك الله ... من أنت يامساء .. من أنت ..؟ أنا المســاء .. أنا السكون والعيون الحالمة ... أنا الهدوء والليالي الساحرة ... أنا المســــاء ... في المســاء رُسمت ’’ الموناليزا ’’ وابتسمت لي.. أناالمسـاء .. في المساء رثى جرير زوجته ولولا حيائه لهاجت أحزانه أناالمســاء سر كل الآهــات وسر كل الـتأوهات في المسـاء فقد قيس عقله وفي المساء رحلت ليلى ذات قدر ..!! أنا المســاءالذي يُشار إليه بالحزن وتدفق المشاعر والأنين وأنا المسـاء الذي لا يرحم وحدة متألم برغم وجود القمر ..!! سأكون ذكرى أليمةرغم لحظات الفرح .. فقط سأكون كذلك القطار ولكن مقصورتي تختلف نعم تختلف لأنركابها بعض من بقايا ...!! مجرد بقايا ... أنا المســـاء ... وبرغم سكوني .. وبرغم هذا الهدوء .. إلا أنني أستمتع بدمعة تنساب بصدق ذات نقاء .... أستمتع بأن هناك أناس جعلوني لحزنهم مشاركاً , ولأحلامهم سيداً ... أستمتع بأن هناك قلوب ما زالت عامرة بالخير رغم ألمهم ..!! أنا المســاء مهذب البشر وملهمهم رغم الظلام ... انا المســاء لمن أشتكيك لشمعتي أم لوردتي أم للوحة سريالية غير واضحة المعالم ... لمن أشتكيك لذلك القمر والذي ترك أثراً شاعرياً في لياليك ... سحقاً لي .. لمن أشتكيك ...!! سأشتكيك لنفسي .. رغم أنها لم تنصفني يوماً .. ولكني سأفعل ... أيها المســاء .....المظلم الحالم والرهيب ... أيها المســاء .....الساحر الساكن العجيب ... سأكتبك في مذكراتي ... وسأكتب بأني لا أخافك , ولن أهرب منك إليك فقط سأواجه القدر ربما تكون لي ساتراً من أعين ٍ تريد أن تتشفى ..!! ربمـا تكون لي ملجأ من نفسي التي تعيث في نفسي هلاكاً ... لا أدري أي نفس سأكونها .. سأكون عاشقاً ربما وأغني ’ أغداً ألقاك ’ سأكون شاعراً ربما وأكتب : هذه ليلتي ... أو ... أو أكون مخلصاًلتلك التراكمـات والتي اجتاحت سنين حياتي أو أكونها يا نفسي .. وأبتسم حتى لا تُسرق الحقيقة كما سُرقت قبلهاقلوب وأرواح وأمسيات ٍ جميلة ...!! حتى عناق الأرواح .. أصبح ماض ٍ وذكرى مجرد ذكرى ولكنها تالفة ... هذا هوالمســاء سيد العاشقين وملهم الكتاب ..!! ومن يجعل تلك القهوة مرة ... هذا هو المســـاء سيد اللحظات والتي تتجلى فيها الإنسانية وتنساب فيهالدمعة .. وتريد الروح أن تسكن روح أخرى تحتويها ... وتحتـوي جنون قلب ٍ تــاه في هذا الليل المتفرج فقط ...... ومع ذلك وذاك ومع حزن ذلك المتيم وتبدد أحلام ذلك العاشق وتردي أوضاع ذلك الهائم في جهات أربعة لا التقاء فيها ... سنبقى نعشق ذلك المسـاء رغماً عنا .. حتى نجد أرواحاًتحتوينا ونسكن إليها ويهطل المطر ..!!