حدثتني وسادتي

حدثتني وسادتي مساءً

متى تهدأُ يا رفيقي وتكف عن البكاء
متى تعودُ بسمتكَ وتخلع عباءة المساء
هون عليكَ صديقي فالكل لِحالكَ مُستاء


ألا ترى مِن حولِكَ جمال الأشياء
ألا ترى إبداعَ الخالقِ في الأرضِ وفي السماء


تلك العصافير تغرد مبتهجةً يُسعدها الغناء
وتلك الأزهارُ من حولك رقيقةً ملساء
وتلك قلوبٌ أهدتك حياةً بيضاء


فلماذا الحزنُ خليلي و لماذا يكون البكاء


افتح قلبك للدنيا ولاتجعلها صماء
فصول العامِ أربعةٌ فلا تحصرها في الشتاء


أريدك أن تفرح من قلبك وتنسى معنى الشقاء


تلك أماني وسادة أذبلتها دموعك وأحزنها البكاء


::



::

حتى أنتِ وسادتي نسيتي معنى الوفاء


تبا لكِ ولهم ولكل مستاء
أنسيتي كيف كانت تضمك إليها وفي يدهاالحناء


أنسيتي رقتها وما بداخلها من صفاء
أنسيتي عطفها على الفقراء
وبكاؤها على التعساء
وحنانها على اليتماء
وصبرها على البلاء


هل تذكرين وسادتي أول لقاء
هل تذكرين كيف كنا سعداء


تذكري إذاً يا خائنة:: آخر لقاء
تذكري وصيتها
تذكري حكايتها
تذكري دموعها البيضاء


تبا لك وسادتي وتبا لكل مستاء


هي رحلت عن دنيا الغدر والشقاء
ارتاحت من النفاق والخداع والرياء
وذهبت هناك حيث النقاء


ذهبت لملك الملوك وأرحم الرحماء
اللهم رحماك نرجو يارب السماء


ارزقنا حسن الخاتمة واجمعنا في دار البقاء


ولا تكلنا لأنفسنا ونجنا من دار الفناء