قصتي مع الألم

لا أدري كيف أبدؤها. في تلك البقعة القريبة جدا مني عرفته لأول مرة .هناك لمحته لأول مرة .
لم أكن أعرف أنني سأقع في شباك حبه.تسلل خفية إلى قلبي ودس حبه بين طيات قلبي.
بدأ يجري في عروقي وأحسست أني أحتاجه كثيرا. جعلته شاطئي الذي تتحطم عليه موجاتي وينتهي به مدي وجزري .

كان مينائي الذي تحط به سفني عندما لاتستطيع المسير أكثر من ذلك .أصبح منارتي التي ترشدني كلما اشتد ليلي سوادا .
كنت أشعر بفوضى حين أفقده ويرتبني حين يطل بوجهه بين الوجوه .أتظاهر أمام الناس أنه لا يعنيني وتفضحني عيناي بشوق عارم .
لاح الفراق في الأفق. ماعدت أسمع صوته بين الأصوات وما عدت ألمح وجهه بين الوجوه ..أكذب على نفسي وأقول سيعود ..
أجلس على كرسي الإنتظار في نفس المكان الذي جمعنا في كل يوم والأمل يشاطرني المكان.

لكنه لم يأتي .بدأت التعود على غيابه كنت كلما فتحت دفتر الذكريات كان إسمه أول الأسماء .
مواقفه تتصدر الصفحات.حتى خط يديه وبعض من مقتنياته الشخصية احتفظت بها .حزمت حقيبة ذكرياتي ومخيلتي.
رتبت فيها أشواقي وألم فراقي وكل ذكرياتي معه أطفأت أضواء قلبي التي أشعلها في صدري .لأرميها في صندوق المهملات .

لا لا إلى أبعد من ذلك.سأدفنها تحت الثرى لتتحول إلى فتات مع السنوات.
لحظة لحظة وإذا به عائد عرفه قلبي قبل أن تعرفه عيني نظرت إليه وكأني لا أعرفه تجاهلته لبرهه ربما لأقل من ذلك.
ولم أحس بنفسي إلا وأنا ذاهبة إليه . قال ضاحكا أني كنت سئأتي إليك لو لم تأتي وأني كنت سأحاول الحديث معك. أحسست بسعادة تجتاح جسدي ..
قلبي يخفق بشدة رغم برودة الهواء من حولي أحسست أن دمي يغلي في عروقي جلست معه ولم أحس بالعقارب حين تلتقي لتفترق مجددا .

وعدني أنه سيعود وأنه سيعاود الجلوس معي رحل مبتعدا والفرح يملؤني إنتظرته بشوق وأنا أفكر كيف سأضع في يده مفاتيح بيتي وكيف سأدخله إلى عائلتي سأقول لهم أنه هو من إختاره قلبي وأني أفضل أن أكمل رحلتي على أرضه وأن يكون هو سمائي وظلي حين يشتد الحر سأخبرهم أنه هو ساعدي .
فجأة في أحد زيارته أخبرني أنه سيتزوج احتبست الدموع في عيني شعرت أنها تحرقني وأنها تريد السقوط رغما عني لا أدري كيف قاومتها وقلت لعل الله يعطيك على قدر نيتك وضع قلبي تحت قدميه وسحقه بلا رحمة .بعد أن كنت عالمه أعطيته من قلبي ومن دمي دون مقابل فدفعت ثمنا باهظا لحبي.
همسة أعيش على أنقاض عواطف أبحث عن نفسي بين الناجين . فلا تبخلوا علي بالدعاء .