#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
جميع قصائد نزار القباني
![]()
القصيدة المتوحشة
****** أحبينى . . . بلا عقد وضيعى فى خطوط يدى أحبينى . . لأسبوع . . لأيام . . لساعات . . فلست أنا الذى يهتم بالأبد . . أنا تشرين . . شهر الريح والأمطار . . والبرد . . أنا تشرين . . فانسحقى كصاعقة على جسدى . . أحينى . . بكل توحش التر . . بكل حرارة الأدغال كل شراسة المطر ولا تبقى ولا تذرى . . ولا تتحضرى ابدا . . فقد سقطت على شقتيك كل حضارة الحضر أحبينى . . كزلزال . . كموت غير منتظر . . وخلى نهدك المعجون . . بالكبريت والشرر . . يهاجمنى . . كذئب جائع خطر وينهشنى . . ويضربنى . . كما الأمطار تضرب ساحل الجزر . . أنا رجل بلا قدر فكونى . . أنت لى قدرى وأبقينى على نهديك . . مثل النقش فى الحجر . . **** أحبينى . . ولا تساءلى كيفا . . ولا تتلعثمى خجلا ولا تتساقطى خوفا أحبينى . . بلا شكوى أيشكو الغمد . . إذ يستقبل السيفا ؟ وكنى البحر الميناء وكونى الأرض والمنفى وكونى الصحو والإعصار كونى اللين والعنفا أحبينى . . بألف وألف أسلوب ولا تكررى كالصيف إنى أكره كالصيفا أحبينى . . وقوليها لأرفض أن تحينى بلا صوت وأرفض أن أوارى الحب فى قبر من الصمت أحبينى . . بعيدا عن بلاد القهر والكبت بعيدا عن مدينتنا التى شبعت من الموت . بعيدا عن تعصبها . . بعيدا عن تخشبها . . أحبينى . . بعيدا عن مدينتنا التى من يوم أن كانت إليها الحب لا يأتى . . إليها الله . . لا يأتى . . **** أحبينى . . ول تخشى على قدميك - سيدتى - من الماء فلن تعمدى امرأة وجسمك خارج الماء وشعرك خارج الماء فنهدك . . بطة بيضاء . . لا تحيا بلا ماء . . أحبينى . . بطهرى . . أو بأخطائى بضحوى . . أو بأنوائى وغطينى . . أيا سقفا من الأزهار . . ياغابات حناء . . تعرى . . واسقطى مطرا على عطشى وصحرائى . . وانعجبى بأجزائى تعرى . . واشطرى شفتى .. إلى نصفين .. يا موسى سيناء ... إلى إمراة كانت حبيبتى ****** انكسر أباء السيراميك الأزرق الذى كنا نحتفظ به وانكسر معه شيىء فى داخلنا لا يمكن الصداقة فأنا أعرف أنت تعرفين أن الأوانى الجميلة لا يمكن الصاقها شاخت كلمات الحب . . ياسيدتى شاخت الألف وشاخت الحاء وشاخت الباء فقدت تاءات التأنيث بكارتها ولم تعد نون النسوة تدر حليبا " ! ! كل شيىء تساقط كالورق اليابس على أرض مخيلتى كل خواتمك كل مكاحلك كل قبعاتك الصيفية كل صرعاتك الهيبية تحولت إلى فتافيت خبز أكلتها العصافير . . . اخبرينى ، ياسيدتى ماذا يفعل العاشق بزجاج القلب حين ينكسر ؟ وبالشهوة حين لا تشتهى ؟ وبالصراخ حين لا يصرخ ؟ وبالعشق حين لا يعشق ؟ نحن مختلفان فى كل شيىء انت متمسكة بموسيقى خلاخيلك . . وانا متمسك بموسيقى حريتى . انت من حزب الوسط . . وأنا من حزب المجانين انت مقيمة فى النصوص . . وانا مهاجر منها . . انت ملتزمة بسلطة القبيلة . . وأنا ضد جميع السلطات انت جزء من التاريخ . . وأنا لا تاريخ لى . . . يا التى كنت تملأ الدنيا وتشغلين الناس ماذا فعل بك الزمان ؟ ماذا فعلت بنفسك ؟ كيف تحولت من بطلة شهيرة إلى فتاة كومبارس ؟ ومن رواية كلاسيكية عظيمة . . إلى مقالة صحفية ؟ ومن عمل تشكيلى إلى عمل لا شكل له ؟ ومن امرأة تشعل الحرائق إلى امرأة تحت الصفر . . أيتها الفينيقية . . التى تاجرت بكل شيىء وخسرت كل شيىء . . لماذا لا تعترفين ؟ بأن ثوراتك كلها كانت على الورق . . ومراكبتك كلها كانت مصنوعة من ورق . . اختلفت طوحاتن ، يا سيدتى فانا ذاهب إلى يسار القصيدة . . وانت ذاهبة إلى يمينها . . انا ذاهب بأتجاه البحر . . وأنت ذاهبة بأتجاه الجاهلية . . أنا أبحث عن حجر الفلاسفة . . وأنت تبحثين عن احجار الزمرد والياقوت . . أنا أبحث عن عناوين الريح . . وأنت تبحثين عن باب المحكمة الشرعية ! ! ماذا حدث يا امرأة ؟ كيف تحولت من امرأة رافضة إلى ثورة مضادة للثورة ؟ ومن فرس متمرد . . إلى سجادة فى قصر أبى لهب ؟ ؟ قضى الأمر . . قضى الأمر . . ياسيدتى فلم يعد بوسعك أن ترمى اناء السيراميك الأزرق . . ولم يعد بوسعك . . أن تعيدى عقارب الحب إلى الوراء . . ولا أن تعيدينى معك إلى أوراء . . فأنا مجنون من مجانين الحرية . . وأنت الزوجة الواحدة بعد الألف من زوجات شهريار ! ! حكاية **** كنت اعدو فى غابة اللوز . . لما قال عنى ، اماه إنى حلوة وعلى سالفى . . غفا زر ورد وقميص تفلتت منه عروه قال ماقال . . فالقميص جحيم فوق صدرى ، والثوب يقطر نشوة قال لى : مبسمى وريقة توت ولقد قال إن صدرى ثروه وروى لى عن ناهدى حكايا .. فهما دورقا رحيق ونور وهما ربوة تعانق ربوة . . أأنا حلوة ؟ وأيقظ أنثى فى عروقى ، وشق للنور كوة إن فى صوته قرارا رخيما وبأحداقه . . بريق النبوه جبهة حرة . كما انسرح النور وثغر فيه اعتداد وقسوة يغصب القبلة اغتصابا . . وارضى وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة ورددت الجفون عنه . . حياء وحياء النساء للحب دعوه تستحى مقلتى . . ويسأل طهرى عن شذاه . . كأن للطهر شهوه أنت . . تنكرى على احتراقى كلنا ... فى مجامر النار نسوه . رسالة إلى رجل ما ******* ياسيدى العزيز هذا خطاب امرأة حمقاء هل كتبت إليك قلبى امرأة حمقاء ؟ اسمى أنا ؟ دعنا من الأسماء رانية . . أم زينب أم هند . . أم هيفاء أسخف ما نحمله - ياسيدى - الأسماء **** ياسيدى أخاف أن أقول مالدى من أشياء أخاف - لو فعلت - أن تحترق السماء . . فشرقكم ياسيدى العزيز يصادر الرسائل الزرقاء يصادر الأحلام من خزائن النساء يمارس لحجر على عواطف النساء يستعمل السكين . . والساطور . . كى يخاطب النساء ويذبح الربيع ، والأشواق . . والضفائر السوداء وشرقكم ياسيدى العزيز يصنع تاج الشرف الرفيع من جماجم النساء . . **** لا تنتقدنى سيدى إن كان خطى سيئا . . فإننى أكتب والسياف خلف بابى وخارج الحجرة صوت الريح والكلاب . . ياسيدى ! عنترة العبسى خلف بابى يذبحنى . . إذا رأى خطابى . . يقطع رأسى . . لو رأى خطابى . . يقطع رأسى . . لو رأى الشفاف من ثيابى . . يقطع رأسى . . لو أنا عبرت عن عذابى . . فشرقكم ياسيدى العزيز يحاصر المرأة بالحراب . . وشرقكم يا سيدى العزيز يبايع الرجال أنبياء وطمر النساء فى التراب . . **** لا تنزعج ! ياسيدى العزيز . . من سطورى لا تنزعج ! إذغ كسرت القمقم المسدود من عصور . . إذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميرى إذا أنا هربت من أقبية الحريم فى القصور إذا تمردت ، على موتى . . على قبرى ، على جذورى . والمسلخ الكبير . . إذا أنا كشفت عن شعورى فالرجل الشرقى لا يهتم بالشعر ولا الشعور . . الرجل الشرقى - واغفر جرأى - لا يفهم المرأة ... إلا داخل السرير .. **** معذرة ياسيدى إذا تطاولت على مملكة الرجال فالأدب الكبير - طبعا - أدب الرجال والحب كان دائما من حصة الرجال ... والجنس كان دائما مخدرا يباع للرجال ... خرافة حرية النساء فى بلادنا فليس من حرية . . أخرى ، سوى حرية الرجال . . ياسيدى . . قل ماتريده عنى . . بلهاء فلم أعد أبالى . . لأن من تكتب عن همومها . فى منطق الرجال تدعى امرأة حمقاء ألم أقل فى أول الخطاب إنى امرأة حمقاء . عادات **** تعودت قهوتك العربية كل صباح ورائحة البن فعل اعتياد تعودت صوتك يضرب مثل البيانو خفيفا ، عميقا ، حزينا وصوت النساء ظن معاشرة واعتياد تعودت عطرك يدخل تحت مسامات جلدى وقد يصبح العطر . . - مثل الكتابة - فعل اعتياد . . تعودت وجهك يكتب نصف القصيدة فبلى ويمسك خيط العبارة قلبى ويغمس اصبعة فى المداد . . تعودت شعرك يمتد مثل العريشة فوقى . . وصهل فوق ضلوعى صهيل الجياد . . تعودت قغطانك المغربى ينقط وردا ً وماء ً على وفى حالة العشق . . يصبح ثوب الحبيبة بيتا ً . . ويصبح أما ً . . ويغدو لنا وطنا ً . . مثل كل البلاد . . تعودت عينيك مثل حشيشة كيف . . فما عدت أبصر بين العيون الكبيرة الا السودا . . تعودت . . أن تغطى بريش حنانك خمسين عاما ً . . ومنذ سحبت غطاء الأمومة عنى نسيت الرقاد تعودت جسمك . . يسرق نصف الشراشف منى ونصف الوساد ويحتلنى بوصة بوصة ويتركنى كومة رماد . . . الموجز فى بلاغة النساء ********** لو تسكتين . . لو تسكتين دقيقة . . لو تسكتين . . هذا الشريط سمعته ، وحفظته فتوقفى عن عزفة من اجل رب العالمين أعطى لجسمك فرصة لبقول أى قصيدة غزلية يختارها . . أو أى بيت شاء من شعر الحنين أعطى لوجهك فرصة حتى يدوخنى بفتنة . . ويغسلنى بفضتة ويقرأ لى مساء " ما تيسر من كتاب الياسمين . . أعطى لشعرك فرصة ليدور حول الأرض . . او حولى ملايين السنين . . أعطى اعطرك فرصة حتى يعبر عن مشاعرة كل شجاعة . . وتطرف فالعطر مفتاح اليقين أعطى لثغرك فرصة حتى يقدم مشمشا ً . . وسفرجلا ً . . وسلال ليمون لكل الجائعين . . أعطى لنهدك فرصة حتى يحطم قيدة ويقود جيش الثائرين . . أعطى لخصرك فرصة حتى يثقفنى . . ويصقلنى ويشعرنى بأنى أنتمى لحضارة المتحضرين . . لو نسكتين . . . لو تسكتين دقيقة . . . لو تسكتين . كل اللغات ، سوى الأنوثة ، كذبة كل البلاغة كذبة كل الفصاحة كذبة كل الخطابة فى سرير الحب ، وقت ضائع . . ومهانة للعاشقين . . خلي فصاحتك القديمة " جانبا " كل الكلام الفلسفى . . . نسيته إلا كلام الياسمين ! ! حقا ئب البكاء **** إذا أتى الشتاء وحركت رياحه ستائرى أحس ياصديقتى بحاجة إلى البكاء على ذراعيك . . على دفاترى . . إذا أتى الشتاء وانقطعت عندلة العنادل وأصبحت . . كل العصافير بلا منازل يبتدىء النزيف فى قلبى . . وفى أناملى كانما الأمطار فى السماء تهطل ياصديقتى فى داخلى . . عدئذ . . يغمرنى شوق طفولى إلى البكاء . . على حرير شعرك الطويل كالسنابل . . كمركب أرهقه العياء كطائر مهاجر . . يبحث عن سقف له . . فى عتمة الجدائل . . **** إذا أتى الشتاء . . واغتال مافى الحقل من طيوب وخبأ النجوم فى ردائه الكئيب ياتى إلى الحزن من مغادرة المساء ياتى كطفل شاحب غريب مبلل الخدين والرداء . . وافتح الباب لهذا الزائر الحبيب امنحه السرير . . والغطاء امنحه . . جميع مايشاء رسائل لم تكتب لها ****** مزقيها . . كتبى الفارغة الجوفاء إن تستلميها . . والعنينى . . والعنيها كاذبا كنت . . وحبى لك دعوى أدعيها إننى أكتب للهو . . فلا تعتقدى كاجاء فيهافانا - كاتبها المهووس - لا أذكره ماجاء فيها . . اقذفيها . . اقذفى تلك الرسالات . . بسل المهملات واحذرى . . أن تقعى فا الشراك المخبوء بين الكلمات فانا نفسى لا ادرك معنى كلماتى فكرى تغلى . . ولا بد لطوفان ظنونى من قناة أرسم الحرف كما يمشى مريض فى سبات فإذا سودت فى الليل تلال الصفحات فلأن الحرف ، هذا الحرف جزء من حياتىولأنى رحلة سوداء فى موج الدواة **** اتلفيها . . وادفنى كل رسالاتى باحشاء الوقود واحذرى أن تخطئى . . أن تقرئى يوما بريدى فانا نفسى لا أذكر مايحوى بريدى ! . . وكتاباتى ، وأفكارى ، وزعمى ، ووعودىلم تكن شيئا ، فحبى لك جزء من شرودىفأنا أكتب كالسكران لا أدرى اتجاهى وحدودى أتلهى بك ، بالكلمة ، تمتص وريدى قحياتى كلها . شوق إلى حرف جديد ووجود الحرف من ابسط حاجات وجودىهل عرفت الآن ما معنى بريدى ؟
![]()
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|