الديك والكلب والثعلب

كان الديك والكلب يعيشان سويا في أهنأ عيش عند أسرة راعٍ للغنم يسكن في بيت صغير بالبادية. الديك يوقظ أهل الحي لصلاة الفجر، والكلب يحرس الغنم من الذئاب، والدجاج من الثعالب..
ثم أنهما استأذنا صاحبهما في أجازة قصيرة ليخرجا إلى الغابة القريبة في نزهة خلوية تستغرق يوما وليلة فقط، فأذن لهما.
أمضيا النهار في التجول بين الأشجار والاستمتاع بمشاهدة جداول الماء وأنواع الطيور والأزهار، ولما جاء الليل أويا إلي شجرة كبيرة، فصعد الديك إلى أحد فروعها العليا، وأوى الكلب إلى جحر في أصل الشجرة.
ولما جاء وقت الفجر استيقظ الديك كعادته، ونفض عن نفسه الكسل، وراح يؤذن بصوته القوي الندى..
استيقظ الثعلب لسماع صياح الديك.. إنه منذ زمن طويل لم يسمع صياح الديك في هذه الغابة.. وتحركت شهيته للحم الديك ذي المذاق الفريد.. فقام وهو مستبشر، وتتبع الصوت حتى وصل إلى الشجرة الكبيرة ورأى الديك هناك فوق واحد من فروعها، فخاطبه بصوت عال:
- أيها الديك الفتى، ذو الصوت القوي والريش الجميل والتاج الأحمر فوق رأسك العالى، كم تشبه الملوك فى عزها وشموخها. وكم كنت أشتاق إلي سماع صوتك في الأسحار حتى أستيقظ للصلاة. هلا نزلت إلىّ حتى أؤدى لك واجب الشكر على ما أسديت إلىّ من معروف، وحتى أمتع نظري بمنظرك الجميل وسمعي بصوتك الحبيب.
ابتسم الديك لسماع هذا الكلام من الثعلب، وردّ عليه قائلا:
- شكرا لك أيها الثعلب العزيز.. إني كذلك اشتاق إلى رؤية وجهك النبيل، وسماع كلامك المهذب الرقيق، ورؤية ذيلك الطويل الناعم.
فقال الثعلب:
- إذن فانزل إليّ.. إني في انتظارك.
قال الديك:
- قل للبواب أن يفتح لي الباب حتى أنزل إليك.
- وأين هو؟
- إنه نائم في بيته في أسفل هذه الشجرة فاذهب إليه وأيقظه..
لم يشكّ الثعلب في كلام الديك، فتوجَّه على الفور إلى أصل الشجرة يوقظ البواب، فإذا به يُفاجأ بكلب ضخم يبرز إليه من الجحر وينقضُّ عليه كوحش مفترس.
صرخ الثعلب وانطلق يسابق الريح وهو يولول ويستغيث، والكلب وراءه كظلِّه، يعضُّه مرةً هنا ومرةً هناك حتى كاد يقتله، فلم يجد الثعلب ما يُنجيه من هذا الوحش إلا أن يقذف بنفسه في حفرة صياد..
عاد الكلب إلى صاحبه الديك، وحكي له ما كان من أمر الثعلب، ولما عادا إلي صاحبهما الراعي قصاّ عليه قصة الثعلب، فضحك الراعي طويلا وقال:
لقد صدق المثال الذي يقول: تيجي تصيده يصيدك.
(مستوحاة من قصص أيسوب)

 

طرح رآئع كروعة حضورك
دمتي ودآم فيض عطآئك
كل الشكر لك ويعطيك العآفية
بآقآت الورد لروحك الطيبة ~