ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

 


الإهداءات


العودة   منتديات حـــبة حــب > هஐ¤ღ المنتدى الاسلامى ღ¤ஐه > ~ القسم الاسلامى العام ~

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-15-2013, 07:59 AM
نائب الاداره
معانى الورد غير متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~










لوني المفضل Fuchsia
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 فترة الأقامة : 5026 يوم
 أخر زيارة : 12-10-2021 (09:57 PM)
 المشاركات : 38,198 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً



﴿ وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً ‏﴾ ( الفرقان‏:37)


هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في أواخر النصف الأول من سورة الفرقان‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها‏(77)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم ـ وهو من أسماء القرآن الكريم ـ لكون القرآن فارقا بين الحق والباطل‏,‏ وهذه السورة المباركة جزء منه‏,‏ وهي بذلك فارقة بين الحق والباطل‏.‏ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضية العقيدة الإسلامية ـ شأنها في ذلك شأن كل السور المكية‏.‏ وتبدأ بتمجيد الله ـ تعالي ـ خالق كل شيء‏,‏ الذي أنزل القرآن الكريم علي خاتم أنبيائه ورسله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وجعل هذا الكتاب الخاتم فارقا بين الحق والباطل‏,‏ كما جعله نذيرا للعالمين إلي يوم الدين‏.‏ وتثني الآيات بتنزيه الله ـ تعالي ـ عن الشريك‏,‏ والشبيه‏,‏ والمنازع‏,‏ والصاحبة‏,‏ والولد‏,‏ وعن جميع صفات خلقه‏,‏ وعن كل وصف لايليق بجلاله‏,‏ وفي ذلك تقول‏:‏

﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً*الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِوَلَمْ يَتَّخِذْوَلَداًوَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِوَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً﴾
(‏الفرقان‏:1‏-‏2)‏



ثم تنعي الآيات علي الكفار والمشركين شركهم بالله الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ‏,‏ كما تنعي عليهم إنكار الخلق‏,‏ والتطاول علي القرآن الكريم‏,‏ وعلي خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ وتدفع الآيات دعاواهم الباطلة فتقول‏:‏

﴿وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاًوَهُمْ يُخْلَقُونَوَلاَيَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَراًّوَلاَنَفْعاًوَلاَيَمْلِكُونَ مَوْتاًوَلاَحَيَاةًوَلاَنُشُوراً*وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُوَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماًوَزُوراً*وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةًوَأَصِيلاً*قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً﴾
(‏ الفرقان‏:3‏ ـ‏6)‏



كذلك تنعي الآيات علي كل من الكفار والمشركين اعتراضهم علي بشرية خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم‏,‏ وتطاولهم علي شخصه الكريم وإنكارهم للساعة وترد عليهم محذرة ومواسية إياه فتقول‏:‏

﴿وَقَالُوا مَا لِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَوَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً *أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَاوَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً *انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً *تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُوَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراً *بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِوَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً *إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاًوَزَفِيراً *وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً ﴾
‏(‏الفرقان‏:7‏ ـ‏13)‏



وفي تبكيت واضح لهؤلاء المكذبين بالدين وإنذار صريح من سوء مصيرهم في الآخرة تقول لهم الآيات‏:‏

﴿لاَ تَدْعُوا اليَوْمَ ثُبُوراًوَاحِداًوَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً *قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الخُلْدِ الَتِي وُعِدَ المُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءًوَمَصِيراً *لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَوَعْداً مَّسْئُولاً *وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْوَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ *قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَوَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْوَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَوَكَانُوا قَوْماً بُوراً *فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاًوَلاَنَصْراًوَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً ﴾


(‏ لفرقان‏:14‏ ـ‏19)‏



وتعاود الآيات في سورة الفرقان توجيه الخطاب إلي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ مؤكدة بشرية رسل الله وأنبيائه جميعا‏,‏ ومستنكرة طلب الكفار وصول الرسالة السماوية إليهم من الملائكة مباشرة‏,‏ أو طلب رؤية الله ـ تعالي ـ جهرة حتي يؤمنوا به‏,‏ مؤكدة أن جزاء هذا التطاول هو الخلود في نار جهنم‏,‏ بينما المؤمنون في جنات الخلد ينعمون وفي ذلك تقول‏:‏

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ المُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَوَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِوَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَوَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً *وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا المَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْوَعَتَوْا عُتُواًّ كَبِيراً *يَوْمَ يَرَوْنَ المَلائِكَةَ لاَ بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَوَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً *وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً *أَصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَراًّوَأَحْسَنُ مَقِيلاً *وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِوَنُزِّلَ المَلائِكَةُ تَنزِيلاً *المُلْكُ يَوْمَئِذٍ الحَقُّ لِلرَّحْمَنِوَكَانَ يَوْماً عَلَى الكَافِرِينَ عَسِيراً ﴾
‏(‏ الفرقان‏:20‏ ـ‏26)‏



ثم تنتقل الآيات إلي استعراض عدد من مشاهد يوم القيامة‏,‏ وفيه يندم الظالمون علي معصية الله ورسوله ندما شديدا‏,‏ ساعة لاينفع الندم ولاتفيد العبرات‏,‏ وفيه يشكو رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ هاجري القرآن الكريم من قومه وأتباعه إلي الله ـ سبحانه وتعالي ـ كما تؤكد الآيات أن كل نبي من أنبياء الله كان له أعداء من المجرمين الذين يكفرون به‏,‏ ويرفضون دعوته‏,‏ مؤكدة أن الله ـ تعالي ـ هو الهادي والنصير‏,‏ ومستنكرة اعتراض الكفار والمشركين علي نزول القرآن الكريم مفرقا‏,‏ ومبينة الحكمة من ذلك‏,‏ ومؤكدة لرسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أن هؤلاء الضالين المكذبين بالدين لا يأتونه باعتراض من اعتراضاتهم الواهيه إلا جاءه ربه بالحق يدفع باطلهم‏,‏ ويرد علي حججهم‏,‏ ونفندها تفنيدا وفي ذلك تقول الآيات‏:‏

﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً*يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً *لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِيوَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً *وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القُرْآنَ مَهْجُوراً *وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُواًّ مِّنَ المُجْرِمِينَوَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياًوَنَصِيراً *وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآنُ جُمْلَةًوَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَوَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً *وَلاَيَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّوَأَحْسَنَ تَفْسِيراً ﴾
(‏ الفرقان‏:27‏ ـ‏33)‏



ومن قبيل التخفيف عن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ في مواجهة كفر الكافرين‏,‏ وشرك المشركين المكذبين بالدين الحق‏,‏ أشارت الآيات إلي عدد من أنبياء الله ـ تعالي ـ وإلي تفاعل أقوامهم معهم سلبا وإيجابا وإلي جزاء كل منهم علي موقفه‏,‏ ومنهم أقوام كل من أنبياء الله موسي وهارون‏,‏ ونوح‏,‏ وهود‏,‏ وصالح‏,‏ وشعيب‏,‏ ولوط‏,‏ وأقوام غيرهم من أنبياء الله الذين أهلكهم الله بذنوبهم ودمر ديارهم تدميرا فتقول‏:‏

﴿الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وَجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً *وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً *فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً *وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً *وَعَاداً وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً *وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً ﴾


(‏ الفرقان‏:34‏ ـ‏39)‏وتعاود الآيات بتوجيه الخطاب إلي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ للمرة الثالثة مستنكرة مرور كفار قريش علي قري قوم لوط في أسفارهم إلي بلاد الشام دون اعتبار بما أصاب تلك القري من دمار جزاء كفرهم وإفسادهم في الأرض‏,‏ ومواسية رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ علي تطاول السفهاء من الناس علي مقامه الكريم‏,‏ في القديم والحديث‏,‏ مهددة إياهم‏,‏ ومتوعدة لهم فتقول‏:‏


﴿وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى القَرْيَةِ الَتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لاَ يَرْجُونَ نُشُوراً*وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً *إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ العَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً *أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً *أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾
(‏الفرقان‏:40‏ ـ‏44)‏



وتستمر الآيات من‏(45)‏ إلي‏(49)‏ في استعراض عدد من آيات الله في الخلق إثباتا لحقيقة الألوهية‏,‏ والربوبية‏,‏ والوحدانية المطلقة للخالق العظيم‏.‏ ثم تعاود التأكيد علي فضل القرآن الكريم‏,‏ موجهة الخطاب إلي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ليجاهد به الكفار فتقول‏:‏

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّوَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً*ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً *وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساًوَالنَّوْمَ سُبَاتاًوَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً*وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِوَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً *لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاًوَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماًوَأَنَاسِيَّ كَثِيراً *وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً *وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً *فَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَوَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾
(‏ الفرقان‏:45‏ ـ‏52).‏



وفي الآيتين‏(53),(54)‏ تعاود السورة الكريمة استعراض عدد آخر من آيات الله في الخلق‏,‏ ثم تكرر استنكار شرك المشركين وكفر الكافرين واستكبارهم علي السجود لله رب العالمين‏,‏ موجهة الخطاب إلي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ فتقول‏:‏

﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ البَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً *وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً *وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُهُمْ وَلاَ يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً *وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً *قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً *وَتَوَكَّلْ عَلَى الحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً *الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْئَلْ بِهِ خَبِيراً *وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً﴾
(‏الفرقان‏:53‏ ـ‏60).‏



وتنتقل الآيات من‏(61)‏ إلي‏(77)‏ لتفصل صفات عباد الرحمن وتؤكد تعظيم جزائهم من الله ـ تعالي ـ فتقول‏:‏

﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً*وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً*وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً *وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً *وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً *إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَراًّ وَمُقَاماً*وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً *وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً *يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً *إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً *وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً *وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً *وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُماًّ وَعُمْيَاناً*وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً *أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً *خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَراًّ وَمُقَاماً *قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً﴾
(لفرقان‏:61‏ ـ‏77)‏



وختام هذه السورة الكريمة نداء إلي الناس جميعا علي لسان خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ مؤكدا هوان البشر علي الله ـ سبحانه وتعالي ـ لولا القلة المؤمنة التي تتوجه بالدعاء إليه‏,‏ أما المكذبون الضالون من الكفار والمشركين فالعذاب حتم محتوم عليهم لامهرب لهم منه ولا فكاك‏.‏


من ركائز العقيدة في سورة الفرقان

‏1‏ـ اليقين بوحدانية الله ـ تعالي ـ الذي له ملك السماوات والأرض‏,‏ والذي يعلم السر والجهر‏,‏ وتنزيهه ـ سبحانه وتعالي ـ عن جميع صفات خلقه‏,‏ وعن كل وصف لايليق بجلاله‏,‏ ومن ذلك ادعاء الشريك‏,‏ أو الشبيه‏,‏ أو المنازع‏,‏ أو الصاحبة والولد وهو ـ تعالي ـ خالق كل شيء‏,‏ ومقدره تقديرا والخالق لابد أن يكون مغايرا لصفات خلقه‏,‏ ومن صفاته ـ تعالي ـ أنه هو الغفور الرحيم‏,‏ البصير‏,‏ الهادي‏,‏ النصير‏,‏ وأن الإنسان طالما هو محبوس في قوالب الطين الأرضي لايمكنه رؤية الله سبحانه وتعالي‏.‏


‏2‏ـ التصديق بالآخرة وأهوالها‏,‏ وبكل ما أورد القرآن الكريم من أحداثها‏,‏ وبكل من الجنة ونعيمها‏,‏ والنار وجحيمها.


‏3‏ـ التسليم بأن الشيطان للإنسان عدو مبين‏.‏


‏4‏ـ الإيمان بأنبياء الله جميعا‏,‏ وبما أرسلوا به‏,‏ وبما أورده القرآن الكريم من قصصهم.


من التوجيهات التعبدية في سورة الفرقان

‏1‏ ـ الأمر بعبادة الله ـ تعالي ـ بما أنزل والنصح بقيام الليل وبتدبر القرآن الكريم.


‏2‏ـ الابتعاد عن الكبائر التي حرمها الله ـ تعالي ـ والاستغفار المتصل عن الصغائر التي يمكن أن يقع فيها الإنسان ومنها اللغو‏,‏ وضرورة المسارعة بالتوبة عنها‏.‏


‏3‏ـ الحرص علي الأعمال الصالحة‏,‏ وبالتوسط في كل شيء وبالتواضع والتسامح والزهد‏.‏

 




 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap 


الساعة الآن 01:55 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010