باديكير السمك‏ ‏يزيد‏ ‏نعومة‏ ‏قدميك‏!

عندما‏ ‏اكتشف‏ ‏شقيقان‏ ‏من‏ ‏تركيا‏ ‏بطريق‏ ‏المصادفة‏ ‏البحتة‏ ‏تلك‏ ‏الاسماك‏ ‏العجيبة‏ ‏التي‏ ‏تخالف‏ ‏طبيعتها‏ ‏بقية‏ ‏الكائنات‏ ‏البحرية‏ ‏فتلتف‏ ‏حول‏ ‏ما‏ ‏يقترب‏ ‏منها‏ ‏لا‏ ‏تبتعد‏ ‏عنه‏, ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏يخطر‏ ‏في‏ ‏بالهما‏ ‏أن‏ ‏تجربة‏ ‏ممتعه‏ ‏كتلك‏ ‏التي‏ ‏عاشاها‏ ستصبح صيحة في عالم التجميل يذيع صيتها لتبلغ العالم كله.
الطريق كان طويلاو شاقا وقد أعيا الأخوين المشوار المرهق نزولا في وادي الكانجال بتركيا. لذلك وما أن رأي أحدهما بريق الماء في غدير يسري في الأفق حتي قرر اصطحاب شقيقهلوقفة يلتقطا خلالها أنفاسهما ويريحا أقدامهما في الماء قبل إكمال المسير. الباقي يحكيه التاريخ. فما أن قاما بانزال قدم واحدة في الماء حتي شعرا بدغدغة لطيفة وإذا بأسماك صغيرة تلتف حول القدمين وكانها تاكل منها, والمفاجأة الأكبر كانت إحساس النعومة الفائقة التي شعرا بها في القدم بعد نزعها من الماء وكانها قدم طفل رضيع.
وقع التجربة كان غريبا وممتعا مما دفع الرجلين إلي المجيء إلي نفس المكان لتكرارها مرةتلو الأخري, ومرة بعد مرة بدا الخبر ينتشر وبدا الناس يتوافدون علي المكان بعد إن ذاع صيته.
هنا تنتهي القصة المعروفة وإلي يتناقلها الناس مند القرن التاسع عشر عن اكتشاف تأثير أسماك الجارا روفاورغم أن القصة تعود لزمن بعيد إلا أنه لم ينتشر استخدام تلك الاسماك في مجال التجميلالا منذ 5 سنوات, فأصبحت مراكز التجميل في الشرق الأقصي وعدد كبير من دول العالم الأخري تحوي تلك الأحواض التي تقدم هذه الخدمة وتعيش فيها الجارا روفا ونظير مقابل كان باهظ الثمن في بداية الأمر ثم تضاءل شيئا فشيئا حتي أصبح في متناول الجميع و لا يتبقي سوي حب خوض التجارب الجديدة, ويستطيع الإنسان انزال قدمه أو يده فيها لتجتمع الأسماك حولها وتلتهم الأجزاء الجافة والمتيبسة من الجلد ليختبر بنفسه تاثير النعومة الفائقة.
تقول سلمي ثروت البالغة من العمر 31 سنة والتي تعمل في مجال الموارد البشرية بإحدي الشركات منذ سنوات كنت في أحد الأسفار الخاصة بالعمل, وبعديوم شاق اقترح علي مضيفي أن أجرب بديكير السمك الذي يقصدة الكثير من السياح والكفيل بإزالة عناء وإرهاق العمل, وبالفعل كانت تجربة طريفة, فإحساس دغدغة الأسماك حول القدمين يمنح الإنسان شعورا بالاسترخاء, والنعومة البالغة لا يمكن إلا أن نلاحظها وذلك بعد دقائق معدودة لذلك عندما علمت لاحقا أن بعض الأماكن في مصر تقوم حاليا بتقديم نفس الخدمة لم أتردد في تكرار التجربة والتي أنصح بها بشدة.
في بعض الأماكن في هليوبوليس وشرم الشيخ توجد تلك المراكزالتي تحوي أحواض تلك الاسماك وفي إحداها التقينا بليديا بقتر المدير العام للمركز والتي تقول: الإقبال علي هذه التجربة نجده ملحوظا ومتزايدا,فالعالم اصبح قرية صغيرة وما أن يبدا شخص في نقل تجربة من دولة أخري حتي ينتشر خبرها لدي الجميع, ونحن نتأكد من أن الأسماك التي نستوردها من سنغافورة هي أسماك الجارا روفاالأصلية وليست سمكة التشن تشن التي تختلف عنها وإن كانت تشبهها إلي حد كبير.
ليديا تقول إن سمك الجارا في الأساس مصدره تركيا وإيران, ولأن الطلب عليه وصيده ازداد بشكل مضطرد, قامت الحكومات بفرض قيد تنظيمي لمنع الصيد الجائر والمحافظة علي تلك الثروة السمكية لذلك بدات بلاد أخري منها بلاد الشرق الأقصي في تكثيره في أحواض مزارع سمكية. وغالبا ما يتم تصديرها منها لدول العالم الأخري.
تبين الترقب و المغامرة
وعن رد فعل الناس بشكل عام تقول ليديا : في البداية ينقسم رد الفعل لحين السماع عن هذا النوع من البديكير إلي نوعين, بعض الناس يتحمسون بشدة وذلك إما لأنه سمع عن التجربة من قبل او جربها بنفسه في دولة أخري, أو لمجرد حب تجربة شيء جديد, أما البعض الآخر ينتابه شيء من التشكك والتردد, والسبب ينقسم إلي شقين, البعض يتوقع شيئا من الألم, والبعض الآخر يتساءل عن مخاطر صحية. وهنا نؤكد له أن المسألة ليس بها أي نوع من الألم, لأن تلك الأسماك ليس لها أسنانبل علي العكس الإحساس يكون لطيفا ويؤدي إلي الاسترخاء وذهاب التوتر وانحسار الشعور بالضغط العصبي وكذلك تنشط تلك الأسماك الدورة الدموية وتعمل علي تحديد الجلد وإزالة آثار الجروح القديمة.
تؤكد ليديا أيضا أنه لا يوجد ما يدعو للتخوف من الناحية الصحية, فأسماك الجارا روفا لأنها ليس لديها أسنان لذلك هي لا تخترق أنسجة الجلد, ورغم أن بعض الولايات في أمريكالم تحصل علي تصريح رسمي من الجهات الرسمية الصحية بالسماح بمزاولة هذا النشاط إلا أنه منتشر في ولايات عديدة كثيرة ومنتشر في أنحاء العالم وفي المراكز المعتمدة في مصر يتم اتخاذ إجراءات ضرورية لدرء احتمالات أي ضرر صحي للإنسان وهذه الاجراءات حتمية ولا يتم التهاون فيها وهي كالتالي :
أولا : يتم إجراء اختبارات علي القدم قبل نزولها في الأحواض للتاكد من عدم وجود جروح او طفح في الجلد وذلك لضمان عدم انتشار عدوي أو جراثيم من شخص لآخر.
ثانيا : يتم غسيل وتطهير القدم جيدا وبشكل متقن لقتل البكتيريا.
ثالثا : يتم تمرير الماء المستخدم والأحواض بخمس خطوات إلزامية من التعقيم والتنقية والفلترة كل خمس دقائق لضمان النظافة التامة.
رابعا : علي الأقل لابد وأن تمر عشر دقائق بين كل استخدام وآخر لضمان اجراء دورتين علي الأقل من دورات وخطوات التعقيم الشامل.
خامسا : لا يتم السماح لمن يعاني من مرض جلدي أو جروح غائرة أو إكزيما باستخدام الأحواض.
سادسا : كذلك يحظر استخدام أحواض سمك الجارا روفا علي من يعاني من أمراض مناعة أو سيولة في الدم أو مرض السكر.
في مصر.. النظافة لها معايير أخري
وعن الجوانب الصحية لهذا الأمر وما إذا أنت التجربة تنطوي علي أي مخاطر توجهنا بالسؤالإلي د. عبد الهادي مصباح أستاذ علم المناعة وزميل الأكاديمية الأمريكية لعلوم المناعة فقال: لابد من توخي الحذر من انتشار عدوي أو انتقال أمراض دم أو أمراض جلدية, وكثيرا ما يتم الطمأنة تجاه تقاليع وتجارب وتثبت الأيام أنها انطوت علي مخاطر.
يؤكد د. مصباح أن الجلد هو مفتاح الحديث هنا في هذا الصدد فهو يحتوي علي طبقة سطحية وأخري داخلية, والطبقة الأولي تحمي ما تحتها والمشكلة هنا أنه في حالات مرضية بعينها كأمراض السكر حيث يتعذر التئام الجروح بشكل طبيعي وبمعدل يماثل غير المريض وتوجد مشاكل في تدفق الدم ووصوله للأطراف لذلك لا ينصح أبدا ولو علي سبيل التجربة بخوض مثل هذا الأمر في تلك الحالات السالف ذكرها.
كذلك يشير د. مصباح إلي انطباق نفس الحظر علي من يتاولون عقاقيرا أو علاجا يزيد من احتمالات إصابتهم بأمراض أو بكتيريا أو يقلل من دفاع جسمهم الطبيعي تجاهها وذلك لانخفاض معدل ومستوي المناعة, ومن تلك الحالات يشير إلي العقاقير التي تحتوي علي الستيرويد وتلك إلي تكافح الأورام.
ولكن في النهاية يؤكد د. مصباحأنه بصفة عامة وطالما أن المحاديز الطبية أخذت في عين الاعتبار وطالما أن التجربة أجيزت من الجهات الرسمية يبقيعلي من يريد الاستمتاع بنعومة قدميه عن طريق هذه الموضة الجديدة التأكد من التزام المكان بخطوات النظافة والتعقيم بحذافيرها.

 

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]