#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() ![]()
مراحل تكوين اللبن اعداد الدكتور محمد دودح العضو المؤسس للهيئة العالمية للاعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة
قال تعالى: ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ﴾ النحل: 66, وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَاف...ِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ. وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ﴾ المؤمنون: 212. الدلالة العلمية: قوله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ. وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ)؛ متعلق ببيان عموم منافع الأنعام؛ ذكورا وإناثا على وجه الإجمال, وقوله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ)؛ مختص باللبن وحده على وجه التفصيل, فناسبه بيان مراحل تكوينه وفق الترتيب في النظم الموافق للواقع: (مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ), فالفرث هو حصيلة هضم الطعام, والدم وسيلة نقل خلاصة الغذاء, واللبن ينتجه الضرع خالصًا؛ أي نقيًّا مصفى من الشوائب؛ سائغًا بإضافة سكر اللبن, قال ابن عاشور: "وهذا الوصف العجيب من معجزات القرآن العلمية؛ إذ هو وصف لم يكن لأحد من العرب يومئذ أن يعرف دقائق تكوينه, ولا أن يأتي على وصفه بما لو وصفه العالم الطبيعي (اليوم) لم يصفه بأوجز من هذا وأجمع". التوافق مع العلوم الحديثة: قوله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ. وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ)؛ متعلق ببيان عموم منافع الأنعام, ولفظ (الْأَنْعَامِ) جمع تأنيث والضمير المؤنث في (بُطُونِهَا) و(عَلَيْهَا) عائد عليها, وهو محمول على المواشي: الإبل والبقر والماعز والأغنام, و(نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا) محمول على اللبن ومصدره الإناث, لكن السياق يتعلق ببيان منافع عامة تستمد من الجنسين فناسبه (بُطُونِهَا) لتشمل الجنسين بإجمال, وقوله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ)؛ تصريح باللبن وبيان بمراحل تكونه, وفي مقام الإجمال وعدم التخصيص جاء الضمير العائد على مجموع الأنعام ذكورا وإناثا بجمع التأنيث: (بُطُونِهَا), وفي مقام التخصيص باللبن جاء بجمع التذكير: (بُطُونِهِ), ومخالفة الجنس تقتضي التقدير, وتمييز جنس الأنعام الإناث أنسب للمقام باعتبارها مصدر اللبن؛ ولذا يستقيم تقدير المعنى: (وإن لكم في جنس الأنعام الإناث لعبرة نسقيكم مما في بطونه), وهذا يعني أن تذكير (بطونه) عائد على مقدر مذكر لفظا جمع معنى وهو لفظ (جنس)؛ باعتباره الأنسب لمقام تكوين اللبن, قال ابن عادل (رحمهم الله تعالى جميعا) في اللباب في علوم الكتاب (ج1049): "إنَّما ذكر الضمير (بالتذكير) لأنه يعود على البعض وهو الإناث؛ لأنَّ الذُّكور لا ألبان لها، والعبرة إنَّما هي في بعض الأنعام.., (إذن) التَّذكير باعتبار جنس الأنعام", فلفظ (بُطُونِهِ) الوارد بالتذكير عائد سياقا على جنس الأنعام الإناث؛ وتذكيره إذن الأنسب لمقام الاختصاص باللبن ومراحل تكوينه في تعبير بليغ حافظ على ترتيب يطابق الواقع: (نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ), ولفظ (فَرْثٍ) محمول على محتوى الكرش بعد الهضم, فأوجز عملية الهضم Digestion التي تتم في تجويف الأمعاء وتنتهي بخلاصة الغذاء كعصارة للطعام المهضوم Chyme, ولفظ (دَمٍ) محمول على محتوى أوعية الدم؛ حيث تُستخلص عناصر الغذاء خلال عملية الهضم وتصب فيه, وتقديم لفظ (فَرْثٍ) على لفظ (دَمٍ) يتفق تماما مع ترتيب مراحل تكوين اللبن في الواقع. والتعبير (مِنْ بَيْنِ) في غاية الإيجاز والدقة في مطابقة الواقع؛ حيث يتفق مع وجود أوعية خاصة تنقل خلاصة الطعام المهضوم إلى مجرى الدم خلال الحلمات الممتدة في تجويف الأمعاء والتي تسمى الأوعية اللبنية Lacteal Vessels, والعطف بالواو في التعبير: (مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ)؛ أفاد التشريك في البينية, كأنه تعالى قال: (من بين فرث ومن بين دم), فدل على مرحلة استخلاص أخرى تعقب الانتقال في الدم خلال جهاز مستقل بتصنيع اللبن Milk يتفق مع الضرع Udder, والتعبير (لَبَنًا خَالِصًا) أي صافيا بلا شوائب, والتعبير (سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ) أي مستساغا يتفق مع إضافة سكر اللبن Lactose, هذه المراحل التي تكون إحداها مقدمة للأخرى لا تصنعها مصادفة وإنما بتقدير أجمله التعبير: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً), فهي مراحل عجيبة تشهد كل مرحلة للخالق بالقدرة وتهتف بلسان الحال قائلة: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ النمل: 88.
![]()
|
![]() |
#2 | |
نائب الاداره
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
بارك.. الله..بك..
جزاك..الله..خير.. الجزاء.. الله.. يعطيك..العافية.. ويوفقك.. دمت..بخيير.. وبسعاااده.. ![]() |
|
![]() |
![]() |
#3 | |
الاداره
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
|
|
![]() |
![]() |
#4 | |
نائب الاداره
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاك الله خيرا على هذا
الطرح القيم والرائع لك كل الود |
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|