#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ســر يتمكــن في كـل واحد فينـآ ... في كـل أدمــــي ......... ما أعجبَ هذهِ النّفسُ البشرية , فهي سِرٌّ مِن الأسرار , فيها تَتجلّى عظمةُ اللهِ و إبداعُ خَلقه . فهي مُسيّرةٌ مُخَيَّرة , تسلُكُ الطريق السَويّ و الصِّراطَ المستقيم , فتَصِل لدرجة الأخيار مع الذينَ أنعمَ الله عليهم من النّبيينَ و الصِدِّيقينَ و الشُّهداء , و على النقيض فحينما تسلُك الطريقَ الخطأ و تتخذ الباطلَ و الهوى دليلاً فهي تسقطُ لمرتبةِ الشّياطين و مَرَدَةِ الإِنسُ و الجِنّ , لا ينتشِلُهَا منها إلا الذي خَلقها فعَجباً لهذِهِ النّفس : ! فيها من النّار ( الشّهوَة , الجوع , الغضب , الحِقد , الحسَد , الغِلّ ). وفيها من النور ( العَفو , التّسامُح , الحِلم , الفهم , الحنين إلى النّورِ الأعظم ). و فيها من الطين : ( الآلية , التّكرار , الجُمود , الرّتابة , القُصور , الخُمول , التّثَاقُل , الكَسَل و العَجْز عن التغيير ) . و فيها من الرّوحانيّة : ( الانطلاق , الحريّة , الشفافيّة , الابتكار , الإبداع , الخيال , الجمال , الحُبّ , الإيمان ) . ![]() فهي لا توجد نارِيّة أو نُورِيّة أو طينيّة أو روحانيّة , بل هي مزيجٌ من كل هذه المكونات , تصعد و تهبط حسبَ مقدار أحدُها فيها . فلَو تأمّلنا أنفُسنا لوجدنا أنّنا في حالةِ تَذبذُبٍ دائمٍ بين هذه المراتب , صاعِدينَ و هابِطينَ من مرتبةٍ لأُخرى , من حالةٍ روحانيّةٍ إلى ناريّةٍ إلى طينيّة . و الصُّوفِيّون يُطلقون على هذه المراتب ( المقامات ) , و مِما لا شَكَّ فيه أنّ الإنسان بطبعهِ مزيجٌ من كل هذه المراتب . فقد تشُدّهُ جذَباتُ الهوى و الشّهوة فينـزِلُ إلى الحَضيض حينَ لا يذكر اللهَ و لا عذابَه , و في هؤلاء يَقولُ سُبحانَه : ( إنّهُم كالأنعامِ بل هُم أضلّ ) . و كثيرٌ من الخَلقِ من تقودُهُ و تُحَرِّكُهُ مكوّناته النّاريّة , فهُوَ حقودٌ حسودٌ مُنصاعٌ لنَزَواتِهِ و شهواتِهِ , لا يَعرفُ معروفاً و لا يُنكِرُ مُنكراً , يعيشُ و يرتَعُ كالبَهائِم . و القِلّة القليلة من الناس هُم من وَجَدوا في روحانيّتِهم السعادة و الأمان , فالخيرُ طريقُهم و الحقّ سبيلهُم , يَذكرون الله قياماً و قُعوداً و على جُنوبِهِم , و يتفكّرونَ في خَلقِ السّماواتِ و الأرض , فالتّفكّرُ و الإبداعُ و الانطلاقُ و التّحرُر من وَرقِ الشّهوةِ هو باعِثُهم على اكتشاف الجمال و الحُبّ و الإيمان . فهم يُلامِسونَ وجدانَهم و يُحَرِّكُون مكامِنَ الخيرِ في أنفُسهم ليصِلوا إلى درجة الأخيار الأبرار مع الذينَ أنعمَ الله عليهم من النبيينَ و الصِدِّيقينَ و الشُّهداء . و ما أكثرَ مَنْ يستَقِرّونَ في المراتب السُّفلية حيثُ الحياةُ شهوةٌ و أكلٌ و شُرب , فلا هُمومٌ إلا همومُ البطنِ و الفَرْج . و يبقى أوساطُ النّاسِ مِمّن يتأرجَحُونَ بين النّارِ و النُّور , بين جذَبات العُلوّ و جذَبات التّسافُل , ينتَشِلونَ أنفسهم من إغراءٍ ليَقعوا في آخر . فالشيطانُ لا يدخلُ إلا على الذينَ هَبطوا إلى المرحلة النّارية حيثُ توجدُ أبوابهُ من الشهوةِ و الغضبِ و الحسدِ و غيرها . و النّفس البشرية بطبعها تميلُ للراحةِ و الشّهَوات , و لكن السّعيد هو من كَبَحَ شهواته في المعصية لِيُنَفّسَ عن نفسهِ فيما شرعَ الله لهُ ليسلُكَ الطريق السّويّ و ينالُ رِضا الله . فسبحانَ الله ... قال تعالى : ( فألهَمَهَا فُجُورَهَا و تَقواهَا ) . فالنّفسُ مُسيّرَةُ مُخيّرة , تَنـزِلُ و تَرتَفعُ بنَقصِ و زِيادَةِ الإيمان و المكونات الرّوحانيةِ فيها . يقول تعالى عن عبادِهِ المُفلِحين : ( قَدْ أفلَحَ مَنْ زكَّاها ) , و هو من زكّى نفسَهُ و طهَّرَها من نارِيّتِهِ و شَهواته . و يقول تعالى عن الخائبينَ الخاسِرين : ( وَ قَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) , و هو الذي خَانَ نفسهُ و جعلَ إلههُ هَواهُ فهُوَ خائبٌ خاسِر . و تستمرٌّ هذهِ المرحلةِ إلى أن يَرِثَ الله الأرضَ و مَنْ عليها و ينجُو مَنْ نَجا و يسقُطُ من أضاعَ عمرهُ في مرحلتِهِ النّاريّة فلَهُ بها النّار ( إلاّ ما شاءَ الله ) . نَعُوذُ باللهِ من نارهِ , و نَسألُ اللهَ أن يَهدي نُفوسَنا إلى نورِ الحقّ لِننعَمَ بالنّورِ التّامِ يومَ القيامَة
الموضوع الأصلي :
سـر من أسـرٍآر الكــون العظـــيم
-||-
المصدر :
منتديات حبة حب
-||-
الكاتب :
معانى الورد
![]()
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|