على قارعة الطّريق

على قارعة الطّريق


تتهاوى المعاني الجميلة أشلاء وتنهش جثثا تصاعدت الرّوائح منها عفنة موبوءة


من شرفات نوافذي أطلّ الهوينا تخنقني الحسرة وتتحشرج الآهات في حلقي صباحا مساء


ساهمة أحيانا نظراتي لا تقوى على الحراك سكناتي أتحسّس معالم بعضا منّي فلا أكاد أجدها من فرط الإغماءة والشّرود


أحسّني تواريت من الوجود وتمنّيت الأرض تبتلعني في ثواني علّني أهرب أبشع عمليّات الإنتحار في تاريخ الإنسانيّة


وأحيانا أسرع إلى إطباق النّوافذ وأسدل السّتائر ليمحو ظلام غرفتي أبشع جرائم البشر على الأرض


لكنّ تلك الجرائم لا تهربني ولا تباعدني وتلاحق أفكاري وتتزاحم ملامحها في ملعب ذهن ضاق بالألم حتّى انهارت منه الخلايا صريعة وهربت وعيها إلى اللاّوعي علّها تنعم بالهدوء والسّكينة هناك


وعبثا ألوذ باللاّوعي فالضّمير يقرع أجراسا نحاسيّة تزعج مراكز السّمع وتؤرّق صفوها


عبثا أهرب فتلك الجرائم على قارعة الطّريق تعصرني ألما فظيعا استحال التّخلّص منه حتّى مع أجدى عقاقير الهروب