في وجعي انت من السباقين
لهذا الليل أن يتوعّكَ أكثر , أن يمنحَ للسَهِر وقتاً
أطول , أن يَجمعني بالساعَةِ التي على مِعصَمي , ثوانٍ وَدقائِقَ وساعاتٍ تُذكر , |
لتكونَ القَهوَةُ مرّه , تعيد الماضي لمرّه , أسكُن طيفاً يَزورني كل يوم , يلقي
التحيّةَ ويرحل , يتركُ الأحلامَ أرمل , يجهضُ الأمنياتَ الجميله , مخاضاً ليسَ
بطاهر , كوردَةٍ على النافِذةِ تَذبل , يا هَذا الليلُ المعتم والأسود , كَم وَكم
لأوجاعك أنا أُذهل . أترُكَ أمري بينَ يديكَ رهينَه , لما تخفيهِ عَنِ هَذا الشتاء
أنا أجهل .
لكِ
أن تَعتَصمي من صوتي أربعونَ يوماً , أنفكّ عَن أحزانكِ وكلامِكِ لوماً , أنسى
قليلاً تعاسَةَ الحظّ مَعكِ , أحرقُ الأحزانَ في جَسدي وَسماً , أنهالُ بالضلالَةِ
التي عهدتها منكِ , يشاطرُ قَسوتَكِ في الهوى قلباً , يُدمي كل الأشياءِ مِن حولِكِ
, يحبّك في الدنيا دَهراً , وَطريقُكِ الذي يمتلئُ بالفراغ , زَرعتُهُ ورداً
وَزهراً , سَنابِلَ تَتمايلُ مَع الريح , تُشارِكُكِ في الموسيقى رَقصاً . أما
كفاكِ أن تلومين , أن تُسقِطي الهدايا أرضاً وَتركُضين , ترشّينَ العِطرَ على عنقكِ
, فتنَةً للأجواءِ تتركين , قلباً ضريحاً في نبضهِ , استنزِفَ وأنتِ بداخلهِ
تَسكُنين , تقلصينَ الهواءَ مِن صَدري , تأخذينَ الفرحَ الذي بداخلي أكسجين ,
تَجهلينَ العمقَ الأليمَ في بؤرتِهِ , تَدّعينَ الجَهل وأنتِ تعلمين , ماهذا بالله
أخبريني , ألستِ يوماً لي كُنتِ تَحَنّين ؟! , تغلقينَ عينيكِ كَطفلةٍ , وبي أنا
تحلمين ؟! , أن أكونَ بالقربِ مِنكِ , رجلاً عَنِ الشمالِ وعَنِ اليَمين ؟! , ألم
أكن يوماً لدفاتِرِكِ حبراً , فارساً بهِ تَحلمين ؟! , تخبئينه في صندوقِكِ سراً ,
رسالةً وَصوراً تضمّين ؟! , عجبي عَن تقلباتِكِ في الهوى , كل يومٍ هَذا القلب
تَطعنين , في لبّه تُحكمين أن تغرسي , سيفَ سيّافٍ يَنحَرُ الرقاب , خنجراً حاداً
وسكين .
في وَجعي أنتِ من السبّاقين , في سهري وأرقي أنتِ مِنَ
المساهمين , في كلامي وأشعاري أنتِ مِنَ الملهمين , شكراً لَكِ يا فتنةَ الرجال ,
بالكثيرِ مِنَ القلوبِ تَفوزين , تلعبينَ بالأشياءِ كالطفله , لا يهمّكِ ماذا
تَكسرين , حَتّى إن كلفّكِ الأمرُ نَفساً , لقيمتها الغاليةِ تَرخصين , وما زلتِ
تلعبين , لعبةَ الهوى وتغدرين , لكِ الدنيا بَحجمها إذا , وأنا بريءٌ مِما تفعلين
|
.
|