التأديب فقط أم التأديب مع المعاقبة..ما الفرق بينهما

إن أسلوب التأديب الفعّال يساعد الطفل على ضبط سلوكياته وفقا لتمييزه بين الخطأ و الصواب، لا لخوفه من العقاب. فمثلا، حينما يصدق الطفل في حديثه فهو فعلا صادق؛ لأنه يعرف تماما أن التلفظ بالكذب خطأ كبير، لا لخوفه من أن يُكتشف.
و يكون الهدف دوما من معاقبة الطفل التوقف عن فعل السلوكيات غير المحبذة لدى والديه، و بالتالي استخدام أساليب مؤلمة لإيقافه عن ذلك.

هناك أربعة أنواع أساسية للعقاب:



· عقوبات جسدية - كالصفع، الردف، الجلد ، الضرب بعصا أو فرشاة شعر أو حزام.
· عقوبات شفهية أو لفظية - كالتعيير و السخرية أو استخدام كلمات قاسية كأن تقولين: "أنا لا أحبك".
· منع المكافأت - "لن أسمح لك بمشاهدة التلفاز إن لم تقم بحل واجباتك المدرسية".
· عقوبات جزائية - "لأنك كسرت النافذة، ستقوم بدفع ثمن إصلاحها من مصروفك الخاص".
إن أول نوعين من أنواع العقاب (الجسدية و اللفظية) لا يندرجان تحت أسلوب التأديب الفعّال. أما بالنسبة للنوعين الأخيرين (منع المكافأت و العقوبات الجزائية) يندرجان تحتها أحيانا، و أحيانا أخرى يندرجان تحت أسلوب العقاب و ذلك بحسب أسلوب الأبوين الإداري.

أهو أسلوب لطيف أم قاس..؟؟



من الضروري أن ننظر هنا إلى أسلوب العقوبات الجسدية التي يستخدمها الآباء.
فضربة خفيفة على باطن الكف تندرج تحت أسلوب العقاب المعتدل. و مع أنها لا تتسبب بالضرر الجسدي، إلا أنها لا تساعد الطفل على التطور و استيعاب خطأه. و في المقابل قد يتشكل عند الطفل اعتقاد بأن العنف الجسدي هو أفضل حل للتعامل مع المشاكل. لذلك يتوجب على الأهل تجنب العقوبات الجسدية تماما. و في حين لاحظ الآباء كثرة استخدامهم لهذا الأسلوب، فعليهم أن يعووا بأن هناك خطبا ما، و أن طريقتهم في التأديب غير مجدية. و يقر بعض الآباء أن أسلوب الضرب هو أكثر فاعلية من تعليم أبنائهم كيفية ضبط أنفسهم و هذا بدوره يخفف على الأهل شعور الإحباط.
فمن غير المجدي على الإطلاق استخدام العقوبات الجسدية القاسية و الإساءات اللفظية على أنها أساليب تأديبية. و قد اعتاد بعض الآباء على صفع أبنائهم و ضربهم في لحظات الغضب، و قد لا يدركان حينها حجم الآلام التي يتسببان بها لأطفالهم. أما بالنسبة للإساءات اللفظية فلها أثر نفسي كبير.

لماذا يعتبر أسلوب العقاب أسلوبا غير مجدي..؟؟



إن أسلوب العقاب الجسدي لا يجدي عادة مع الأطفال لعدة أسباب. أولا: لأنها تجعل الطفل يكره نفسه و الآخرين. كما وتجعله يعتقد بأن أبويه يعاملانه بهذه الطريقة؛ لأنه شخص ناقص أو لكونه أسوء شخص في العالم. و في حين تشكلت عند الأطفال فكرة أنهم أشخاص سيئين فسيتصرفون بشكل سيء حتما. فالطفل الذي يُعامل بقسوة ما من شيء يدعوه ليصبح شخصا صالحا. و قد يتصنع ذلك أحيانا ليتجنب العقاب، لا لأنه تعلم التفريق بين الخطأ و الصواب.
ويشعر الأطفال الذين اعتادوا الضرب أنهم يدفعون ثمن خطأهم حينما ينالون عقابهم مباشرة لكنهم يعتقدون بعد ذلك أنه بإمكانهم معاودة ارتكاب ذات الخطأ مرة أخرى، و يتهيئوا نفسيا لينالوا ذات العقاب. أي نعني بذلك بعبارة أخرى أن الشعور بالندم على ارتكاب الخطأ ستتجمد لديهم نتيجة التعرض للضرب المتكرر من قبل والديهم.
و يقلد الأولاد سلوك العنف الجسدي الذي يستخدمه آبائهم لتسوية المشكلات و حل النزاعات. فقد لوحظ أن هؤلاء الأطفال الذين يتعرضون للضرب من قبل آبائهم يطبقون أسلوب العنف مع الآخرين من أجل تسوية وحل مشاكلهم.
ومن مساوئ العقاب الجسدي أيضا: أنه حينما يكبر الطفل و ينمو ليبلغ طول وقوة والديه سيضطر الأهل حينها إلى تغيير أسلوب عقابهم و تأديبهم لأساليب أخرى، و سيدركون أنهم كانوا مخطئين منذ البداية حينما لجؤوا لاستخدام أساليب خاطئة.
إن أسلوب الثواب و العقاب يعلمان الطفل أن يكون شخصا صالحا أثناء وجود والديه فقط. و حينما يستخدم الآباء أسلوب المكافأة بكثرة من أجل تشجيع الطفل فذلك مثل الذي "يلوح لأولاده بالجزرة": أي أن الآباء سيعودون أبناؤهم على تقديم المكافآت مقابل كل عمل صالح أو صحيح. ففي حين كافأتِ ابنك بمبلغ من المال مقابل ترتيب سريره اليوم، سيتساءل عن مكافئته غدا. فبدلا من أن نزرع داخل أطفالنا دوافع ذاتية نابعة من قلوبهم لمساعدة الآخرين و معاونة أفراد أسرتهم، نكون قد علمناهم أن المساعدة لا تكون إلا لغاية مادية.

مزايا أسلوب التأديب الفعّال:



· تعلم الأطفال كيفية ضبط النفس.
· يمكن تطبيقه على الأطفال المراهقين.
· تنمي لدا الطفل ملكة احترام الذات.
· تعلم الطفل طريقة فعالة لحل المشكلات.

مساوئ أسلوب العقاب القاسي:



· تعلم الطفل خصلة اللجوء لخداع والديه.
· يصعب تطبيقه على الأطفال المراهقين.
· تهدم عند الطفل احترامه لذاته.
· تعلم الطفل العنف و تجعله يعتقد بأنها طريقة مقبولة لحل المشكلات.

لماذا يضرب الآباء..؟؟



يحتج الآباء الذين يضربون أبنائهم عادة بدلا من تأديبهم بالحجج التالية:
· " لم ينفع مع ابني أي أسلوب آخر".
· "علي أن أعلم أبنائي من الآمر و من الناهي في هذا المنزل".
· "إنهم يضطرونني لفعل ذلك".
· " أنا اعتدت الضرب من والدي، وها أنا ذا بأحسن أحوالي اليوم".

الأسباب التي نادرا ما يعترف بها الآباء بعد ضرب أولادهم:



· انزعاج الزوج من زوجته أو العكس، و بالتالي ضرب الأبناء للتخفيف عن غضبهم.
· أنهم يكونوا بحالة غضب مما يؤدي لعدم القدرة على ضبط أنفسهم و التفكير بطرق تأديبية أفضل.
· أنهم لا يجيدون استخدام أساليب تأديبية أكثر فعالية.
· أن الضرب يخفف من شعورهم بالإحباط.
· أنه أسلوب سهل و سريع، و يتطلب كمية تفكير أقل بالنسبة لأساليب التأديب الأخرى.
و يقوم بعض الآباء بالضرب ليعلّموا أولادهم الطاعة. حيث تكون غايتهم الرئيسية هي تربيتهم على تنفيذ أوامرهم دون نقاش.
و حين تكون طاعة الوالدين فقط هي الهدف، يصبح الطفل سلبيا، و بالتالي يفقد حيويته وحبه للحياة.
إن السؤال عن الضرب هي مسألة حساسة لدا بعض الآباء. فهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام. و بشكل عام يفكر الآباء بأحد الطرق التالية:
1. "من أدب ولده كسبه".
2. "أعتقد أنه من المستحيل أن يتمكن أحد من ضرب الأطفال الصغار".
3. "إن الأساليب التأديبية الأخرى هي أكثر فعالية".
يتساءل الآباء الذين اعتادوا ضرب أبنائهم: "ما الخطأ في ذلك؟". نحن لا نتحدث هنا عن الأسلوب الصحيح أم الخاطئ. فالتركيز هنا على نقطة اختيار الطريقة الأمثل في تربية أبنائنا من أجل سلامتهم. و يجب على هؤلاء الآباء الذين اعتادوا الضرب أن يسألوا أنفسهم الأسئلة التالية:
· لماذا أقوم باستخدام أسلوب الضرب فقط في تأديب أولادي..؟؟
· هل يجدي الضرب معهم..؟؟
· كيف كان شعوري حينما كان يضرباني والديّ في طفولتي..؟؟
· هل علمني ضربهم التوقف عن اقتراف الأخطاء..؟؟
أم أنني كنت أتسلل من ورائهم كي لا يكتشفاني ..؟؟
يعتقد العلماء أن الطفل حينما يولد يكون قابلا لاكتساب الأخلاق الحسنة أو السيئة، و ذلك حسب الطريقة التي يعامل بها و بحسب نوع التجارب التي يخضع إليها، و أخيرا بحسب تجاوبه مع المجتمع المحيط به. أي نعني هنا أن الطفل يكتسب الأخلاق الحسنة والسيئة اكتسابا ولا يولد عليها. لذلك يرى العلماء أن الطفل السيئ أو المنحرف يحتاج لأساليب تأديب خاصة تساعده على تعلم الخطأ و الصواب بدلا من اللجوء للعقاب البدني.

 

تسلم الايادي على جهودك
يعطيك الف عآفيه على الطرح الرائع..
لاحرمنا منك ..آبدآ..ولآمن تميزك..
بآنتظار جديدك المتميز
دمت بسعآدهـ
ولك مني أرق تحيه