رومانسيات على قيد الحياة ...

رومانسيات علىقيدالحياة :
تناسى العشاق السلوك الرومانسي و اقتصروه على الكلام فقط ، حتى أصبحت كل الأفلام القديمة رومانسية...
و كل الأغاني القديمة رومانسية...
و يعود السبب في ذلك إلى وجود سلوك رومانسي بين المحبين قديماً لا يقتصر على الكلمات فيه فقط ...
فكان حينما يتعرف شاب على فتاة ... كان لا تعجزه الوسيلة لتبيان حبه ... إلا لقاء ...
لقاء محبوبته ليقول من كلام الحب ما يشاء .... إذاً اللقاء كان هو الوسيلة الوحيدة لتبيان ذلك الحب...
و هنا نسأل أين ذهب ( لقاء الشرفة ) كأن يمر العاشق تحت الشرفة (الشباك) شباك الحبيبة و تمنحه نظرة الحب و الوله
و من دون أن يكون كلام بينهما ... من تلك النظرة يشتعل الحب بينهما...
(( و تعطلت لغة الكلام ... و خاطبت عيني في لغة الهوى عيناك ))
و أقمت جسوراً من عطش ******* ما بين مكاني و الشرفة
و نفضت حصوني فاعتمري****** صدري بالرقة و الخفة
لقد اختفت رسائل العشاق و ما تحمله من أئر المحبوب ... فقد كانت الرسالة قبل أيام بين يديي من نحب
عطرة عليها لمسات يديه ...أنفاسه فيها ... تعبئ المساحة المحيطة بالرسالة ...
خطه في الرسالة و كما تعرفون الخط هو شخصية كاتبه ...
كل ذلك اختفى و لم نشعر بالأسى على فقدانه...
على فقدان رومانسية الشرفة ...أو الشباك...



ولا على الرسالة و أثرها ...
فلن نجد شاعر معاصر يكتب عن الرسائل كما كتب عنها قدامى الشعراء...
أين ذهب هذا كله ... لماذا ...
و لكن باعتقادي هناك من يزل يستمتع بلقاء الشرفة أو الشباك ..
و تبتل روحه من تلك النظرة الخاطفة المسروقة ... من الزمان ...
لازال هناك عشاق مازالوا على قيد الحياة ...
يبحثون عن شرفة ... عن نظرة ... و يجيدون كتابة الرسائل ...