تائهة أنا ياقلبي

تائهة أنا يا قلبي في دنيا هذه الوحدة القاتلة.....
أتنفس الصعداء حيناً بعد حين......
أتلفت بحيرة لا أرى أمامي سوى أحزان نفسي ....تحوم في فضاء الوحشه الموغلة....
ألهث مشفقة على نفسي...من فرط الحيرة والضياع...
أضع يدي المرتجفة على صدري...
أشعر بقلبي الحائر...بين أضلعي...يدوي كدوي الطير....
أتلمس من دقاته المضطربه المرتجفه...حزن دفين...
ينكمش قلبي على نفسه...
كأنما تحوم حوله أشباح وأطياف مخيفه...
أراه يتمزق ويتألم...وأتعذب وأنا أحدق إليه..عاجزة مكتوفة اليدين...
ماذا بيدي يا قلبي الحزين...
فأنا مثلك تائهة ...في أعماق الحيرة...لا أملك من أمري عيناً بصيرة...
أتمنى فعلا لو أمتلك في هذه الظلمه الحالكه مصباح من نور...
يعيد الي الأماني ...ويعيد الي البسمة والحبور...
أود لو تنطلق روحي المحبوسه...تعدو كفرس أصيله في المروج الخضراء...
تفك قيدها القاسي...
تناظل لتتحرر... من القيد..تفك اللجام...تعانق أمانيها زرقة السماء...
أود لو تحطم روحي هذا الحاجز القاسي...من الكبرياء...
لأفصح عما في داخلي...ليفرغ كل ما في جوفي...
لأتخلص أخيراً يا قلب من خوفي...
أتمنى لو يعصيني لساني يوماً...
ليفسح لك ياقلب مساحة من الحريه...التي تبحث عنها دوماً...
لتتناثر الحروف والكلمات...
لتفصح عن ما في داخلي من آهات....
لتعلن ياقلب أن أبواب نوافذك مشرعة...
ليعلم الجميع أن جسور التواصل من الآن ممدودة....
ليرى الكل إنني بالفعل لم أعد مفقودة...

ولكن رويدك ياقلب...لقد ذهبت بنا الأماني بعيداً...
نسينا قيودنا ...أعمت تلك الأحلام الوردية بصيرتنا...
....ألا ترى ...أننا بالفعل لا نزال هنا...
.....لا تزال أشباح الحيرة والوحدة تحيط بنا....
ربما علينا أن نسلم يا..قلب..ربما كان هذا قدرنا...
أتعلم لماذا...لا تتعجب أعلم إنك حائراً وقد خطر على بالك سؤال كهذا....
......إذاً إليك الحقيقة وان كانت مرة...
لأنني أعرف نفسي تمام المعرفة...
لست أحتاج إلى الولوج إلى أعماقي إلى إذن أو تأشيرة...
...لأني لن أقبل يوماً على المخاطرة...
لن أكشف ما بداخلي...لن أثير الشفقة...سوف أستمر في المكابرة...
ولأنك رفيق دربي ياقلب...عليك بالهدوء والمصابرة...
لأننا سوف نظل معاً ...رغم أني أسبب لك العذاب...
وصدقني لست أنت الوحيد الذي يتعذب...
إذاً فلنبقى واحدنا يواسي الآخر...عل الفرج يأتي...
وسبحان ربك مسبب الأسباب...