#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جدال الملحدين فى وجود الله
![]() روت كتب التاريخ أنَّ جماعةً من الزنادقةِ الكُفَّارِوالجاحدين المُنْكرين توجهواإلى الخليفة العباسى أبى جعفرالمنصور.فلمَّاأخذوامجالسهم فى حَضْرته واستقربهم المقام عنده أخذوايجادلونه فى وجود الله وداربينه وبينهم خلافٌ طويل أنكروافيه أن يكون لهذاالكون خالقٌ قادرٌ أومُدَبِّرٌحكيمٌ ،ولم يستطع الخليفة إقناعهم بوجودالله وكان شأنهم فى هذاالجَدَلِ شأن الشيوعيين المُلحدين فى هذه الأيام. وقدأحضرلهم الخليفة كثيراً من العلماءفلم يفلحوافى إقناعهم فلمارأى ذلك وزيره الربيع قال له:ياأميرالمؤمنين ليس لهؤلاءالجاحدين إلاأبوحنيفة النُّعمان فقال :علىَّ بهِ الساعة ،فلماجاء أخبره الخليفة بأمرهؤلاءالكافرين وقال له فى لهفةٍ وغضبٍ:انقذالإسلام من فتنةٍ عمياءياأباحنيفة إن هؤلاءالقوم ينكرون وجودالله- فهل عندك من دليلٍ يُقنعهم؟ويردهم إلى الصواب والرشاد؟ فأقبل عليهم الإمام وقال لهم:أيهاالقوم :إنى اليوم مشغولٌ بأمرعظيم من شئونى ولاأستطيع نقاشكم لأن أحداًمن تجار الهندقدأرسل إلىَّ سفينةً مشحونةً بمختلفِ البضائعِ ومملوءةً بشتَّى الجواهر واليواقيت وقد وجههاإلى العراق بدون قائد يرشدهاأوملاح يقودها وهى الآن تشق عباب البحر وتصارع أمواجه لاتخشى الغرق ولاتخاف الهلاك وتُرهب اللصوص ولاتضل الطريق ،وأناالآن فى انتظاروصولها وهذامايشغلنى عن جوابكم اليوم .فقال القوم متعجبين :كيف تسيرسفينة فى لُجج البحارالزاخرة والمحيطات الواسعة وليس معها قائد ولاربَّان؟وليس معهاملاح يرشدهاويهديهاإلى سواءالسبيل؟فقال لهم الإمام:الآن لزمتكم الحُجة،إذاكنتم لاتصدقون أن هذاالعالم الضخم بمافيه من أشجارٍ وبحارٍوأنهارٍوجبالٍ وسهولٍ وكواكبٍ ونجومٍ يسبح فى الفضاء وحده ويتم نظامه ويقوم بتدبيره وإتقانه بدون إلهٍ قادرٍ وربٍّ عظيم. وعندذلك دخل الإيمان قلوبهم وصافحت قوة الحق عقولهم فلم يلبثواحتى قالوها مدويةًوصريحة واضحةً وقويةً جليةً"نشهدأن لاإله إلاالله وأن محمداًعبده ورسوله"فدخلواعلى الخليفة وهم كفار ملحدون وخرجوامن عنده وهم مسلمون موحدون
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|