ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

 


الإهداءات


العودة   منتديات حـــبة حــب > هஐ¤ღ المنتدى الاسلامى ღ¤ஐه > ~ قسم قصص الانبياء والصحابه ~

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-09-2012, 07:53 PM
~ مشرف منتدى الاثاث والديكور المنزلى ~
Maged غير متواجد حالياً
Egypt     Male
لوني المفضل Darkcyan
 رقم العضوية : 36
 تاريخ التسجيل : Sep 2011
 فترة الأقامة : 4646 يوم
 أخر زيارة : 03-01-2018 (05:16 PM)
 المشاركات : 4,133 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ذو النون المصرى.. رائد التصوّف الذى اختلف عليه الناس



هو أبوالفيض ذوالنون ثوبان بن إبراهيم المصرى، ولد فى أواخر أيام المنصور، على الأرجح عام ١٨٥ هـ، وقد قيل إن ذا النون من موالى قريش، وكان أبوه نوبياً، ثم نزل إلى إخميم فى صعيد مصر.
اتخذ من التقرب إلى الله منتهى رغبته، ومعقد أمله ومقصده، وغاية مراده ومنيته، وأقصى مرامه وبغيته، وأعلى ما تثب إليه روحه، ويسعى جسده. لم يكن زاهداً وعابداً عابراً فى تاريخ التصوّف ومسيرته، بل كان من أصحاب الأذواق والمواجيد وأرباب المعرفة والرأى والفقه.

تقلبت أحواله حتى اختلف عليه الناس. وتناثرت أخباره حتى تفرق بشأنه المؤرخون. واختلطت أقواله حتى ساح من تدبر سيرته فى ظنون لا نهاية لها، عن مسلكه ومصيره، وعن معتقداته وأفكاره وتقديره. ولم يسلم ميلاده ومماته من هذا التناثر والتضارب والاختلاط، ل إنه مات عن ستين عاماً، كذلك قيل إنه مات عن تسعين عاماً.
المنشأ والمسيرة
كان أبوه نوبياً، ثم نزل إلى إخميم فى صعيد مصر، وأقام فيها فسمع يوماً صوت لهو ودفاف، فسأل:
ما هذا؟
قيل: عرس
وسمع بجانبه بكاءً وصياحاً
فسأل: ما هذا؟
ل: فلان مات.
فقال: أعطى هؤلاء فما شكروا وابتلى هؤلاء فما صبروا وأقسم أن لا يبيت بالبلد فخرج فوراً إلى مصر فقطنها.
يصفه المناوى فى كتابه {الكواكب الدرية} بأنه {العارف الناطق بالحقائق، الفائق للطرائق، ذو العبارات الوثيقة، والإشارات الدقيقة، والصفات الكاملة، والنفس العاملة، والهمم الجلية، والطريقة المرضية، والمحاسن الجزيلة المتبعة، والأفعال والأقوال التى لا تخشى منها تبعة، زهت به مصر وديارها، وأشـرق بنوره ليلها ونهارهـا}.
وقال الدار قطنى عنه: {روى عن مالك أحاديث فيها نظر، وكان واعظاً}. ويصفه ابن يونس بأنه كان عالماً فصيحاً حكيماً. أما يوسف بن أحمد البغدادى فيقول: كان أهل ناحيته يسمونه الزنديق: وقال السلمى فى {محن الصوفية}: ذو النون أول من تكلم ببلدته فى ترتيب الأحوال، ومقامات الأولياء، فأنكر عليه عبدالله بن عبدالحكم، وهجره علماء مصر، وشاع أنه أحدث علماً لم يتكلم فيه السلف، وهجروه حتى رموه بالزندقة}.
وقال محمد بن الفرخى: {كنت مع ذى النون فى زورق، فمر بنا زورق آخر، ل لذى النون: إن هؤلاء يمرون إلى السلطان، يشهدون عليك بالكفر. فقال: اللهم إن كانوا كاذبين، فغرقهم ، فانقلب الزورق، وغرقوا . فقلت له: فما بال الملاح؟ قال: لم حملهم وهو يعلم قصدهم؟ ولأن يقفوا بين يدى الله غرقى خير لهم من أن يقفوا شهود زور، ثم انتفض وتغير، وقال: وعزتك لا أدعو على أحد بعدها}.
ويقال إن أمير مصر دعاه وسأله عن اعتقاده ، فتكلم ، فرضى أمره، وطلبه الخليفة المتوكل، فلما سمع كلامه، وَلِعَ به وأحبَّه حباً جماً. وكان يقول: إذا ذكر الصالحون ، فحىَّ هلا بذى النون.
وتذكر المصادر التاريخية أن ذا النون زار بغداد مرة واحدة وقابل المتوكل ثم عاد إلى مصر حيث تُوفى يوم الاثنين الثانى من ذى القعدة سنة ٢٤٦ هـ ، ومات المتوكل بعده بعام واحد.
ويروى عمرو بن السرح: {قلت لذى النون: كيف خلصت من المتوكل، وقد أمر بقتلك؟ قال: لما أوصلنى الغلام، قلت فى نفسى: يا من ليس فى البحار قطرات، ولا فى ديلج الرياح ديلجات، ولا فى الأرض خبيئات، ولا فى القلوب خطرات، إلا وهى عليك دليلات، ولك شاهدات، وبربوبيتك معترفات، وفى قدرتك متحيرات، فبالقدرة التى تُجيرُ بها من فى الأرضين والسماوات إلا صليت على محمد وعلى آل محمد، وأخذت قلبه عنى، فقام المتوكل يخطو حتى اعتنقنى، ثم قال: أتعبناك يا أبا الفيض}.
ويقال إن المتوكل طلب منه أن يكتب له دعاء يدعو الله به دائماً، فكتب له: {رب أقمنى فى أهل ولايتك، مقام رجاء الزيادة فى محبتك، واجعلنى ولها بذكرك فى ذكرك إلى ذكرك، وفى روح بحابح أسمائك لاسمك، وهب لى قدماً أعادل بها بفضلك أقدام من لم يزل عن طاعتك، وأحقق بها ارتياحاً فى القرب منك، وأحف بها جولا فى الشغل بك، ما حييت وما بقيت رب العالمين، إنك رؤوف رحيم. اللهم بك أعوذ وألوذ وأؤمل البلغة إلى طاعتك، والمثوى الصالح من مرضاتك، وأنت ولى قدير}.
أما يوسف بن الحسين فيقول: {حضرت مع ذى النون مجلس المتوكل، وكان مولعاً به، يفضله على الزهاد، فقال: صف لى أولياء الله. قال: يا أمير المؤمنين، هم قوم ألبسهم الله النور الساطع من محبته، وجللهم بالبهاء من إرادة كرامته، ووضع على مفارقهم تيجان مسرته، فذكر كلاماً طويلاً .
وقال عنه الذهبى بترجمته فى كتاب سير أعلام النبلاء: {ذو النون المصرى الزاهد شيخ الديار المصرية... هو من روى عن مالك والليث وابن لهيعة وفضيل بن عياض وسلم الخواص وسفيان بن عيينة وطائفة}.
وكانت لذى النون مهارة فى علم الكيمياء وصناعتها، يقال إنه تعلمها من الكيميائى العربى الشهير جابر بن حيان، وبرع فى فنون التنجيم وفك الطلاسم. وكان من المنشغلين بحل رموز ورق البردى فى إخميم، التى كانت حافلة بالرسوم القبطية القديمة. وقد تمكن بالفعل من حل كثير من رموزها ونقوشها، فصارت معلومة للناس بعد جهل، وواضحة بعد غموض.
وعلى النقيض من هذا يقول الدكتور أحمد صبحى منصور: {ذو النون المصرى شخصية مجهولة غامضة، والمكتوب عنها فى المصادر التاريخية لا يتعدى صفحتين على الأكثر... وكانت أغلب سيرته أقوالاً وليست وقائع وأحداثاً}. وقد جاء ذكر سيرة ذى النون بصفحات قليلة فى الكثير من المصادر التاريخية فى مطلعها: طبقات الصوفية للسلمى، وحلية الأولياء لأبى نعيم الأصفهانى، والرسالة القشيرية، والأنساب للسمعانى، ووفيات الأعيان لابن خلكان، والوافى بالوفيات للصفدى، والنجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة لابن تغرى بردى الأتابكى، وحسن المحاضرة للسيوطى، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلى، وموسوعة الأعلام للزركلى.
وثمة من يحيل ذا النون إلى الطائفة الإسماعيلية الشيعية، التى تأثر بها، وطالع مذهبها، فظهرت مقولاتها وأفكارها فى بعض ما كان يقوله ويعتقد فيه. وهو إما أخذ عنهم مباشرة، حيث كانوا يسعون أيامها إلى نشر مذهبهم فى دول شمال أفريقيا، وإما يكون اطلع على أفكارهم فى ما قرأه عنهم لدى {إخوان الصفا وخلان الوفا} وكذلك فى كتابات أبى حيان التوحيدى. وقد ظهر هذا التأثير فى عبارة منسوبة إلى ذى النون قال فيها لأصحابه: {من أراد طريق الآخرة فليكثر مساءلة الحكماء ومشاورتهم، وليكن أول شىء يسأل عنه العقل، لأن جميع الأشياء لا تدرك إلا بالعقل. ومتى أردت الخدمة لله، فاعقل لم تخدم، ثم اخدم}.
وإعلاء العقل ذى {المعرفة البرهانية} على الحدس والمعرفة اللدنية} ليس من مألوف المتصوفة، ما يعنى أن هذه الفكرة وافدة على ذى النون، لم يحصل عليها من إلهامه وذوقه، ولم يأخذها عن صوفى آخر.
طريق الهداية
والسؤال: هل سار ذو النون فى طريق الله منذ نعومة أظافره، أم أنه اهتدى فى منتصف الطريق؟ وهنا، يروى يوسف بن الحسين جانباً من حياة ذى النون فى شبابه فيقول: {استأنست بذى النون، فقلت له: أيها الشيخ ما كان بدء شأنك؟ قال: كنت شاباً صاحب لهو ولعب... وذات مرة خرجت من مصر لبعض القرى فنمت فى الطريق فى بعض الصحارى ففتحت عينى فإذا بقنبرة عمياء سقطت من وكرها على الأرض فانشقت الأرض فخرج منها سكرجتان: إحداهما ذهب والأخرى فضة وفى إحداهما سمسم والأخرى ماء، فجعلت تأكل من هذه وتشرب من هذه، فقلت حسبى قد تبت، ولزمت الباب إلى أن قبلنى}.
وثمة من يؤكد أن توبة الرجل جاءت خلال أدائه فريضة الحج. لكن ثمة من يؤكد أيضاً أن تلك التوبة كانت على يد شقران المغربى العابد، وهو شخصية قوية أثرت تأثيراً كبيراً فى تلميذه.
وكان ذو النون يقول دوماً: {إن لله عباداً خرجوا إليه بإخلاصهم، وشمروا إليه بنظافة أسرارهم، فأقاموا على صفاء المعاملة، وبادروا إلى استماع كلامه بحضور أفهامهم، فعند ذلك نظر إليهم بعين الملاحظة فأجزل لهم المواهب، وحفت لهم منه العطايا، فشموا روائح القرب من قربه، وهبت عليهم رياح اللقاء من تحت عرشه، فتطايرت أرواح قلوبهم إلى ذلك الروح العظيم، ثم نادت لا براح} .
وقال:
ألا خل خدوم؟
ألا صديق يدوم؟
ألا حليف وداد؟
ألا صحيح اعتقاد؟
أين من استراح قلبه بحب الله؟
أين من ظهر على جوارحه نور خدمة الله؟
أين من عرف الطريق؟
أين من نظر بالتحقيق؟
أين من سقى فباح؟
أين من بكى وناح؟
أولئك تحف بهم الملائكة بالليل والنهار، وتسلم عليهم الحيتان من البحار}.
رؤيته الصوفيّة
كان ذو النون يؤمن بأن {القرآن كلام الله غير مخلوق} ويرى أن الله تعالى لا يمكن أن يتصوره أحد مهما أطلق لخياله العنان، إذ يقول: {مهما تصور فى وهمك، فالله بخلاف ذلك}. وكان ذو النون يرى أن الاستغفار يجمع معانى عدة هى:
الندم على ما مضى
والعزم على الترك
وأداء ما ضيعت من فرض
ورد المظالم فى الأموال والأعراض والمصالحة عليها
وإذابة كل لحم ودم نبت على الحرام
وإذاقة ألم الطاعة كما وجدت حلاوة المعصية
ومن يطالع أقوال ذى النون فى المعرفة اللدنية والمحبة الإلهية والفناء يدرك تماماً أن الرجل ترك علامة قوية فى تاريخ التصوف برمته، حين طلع على الناس بكلام جديد لا عهد لهم به فى المقامات والأحوال والكشف والظاهر والباطن، فكانت له الريادة والسبق فى هذا عن متصوفة مصر جميعاً.
ويُنسب إلى ذى النون أنه كان أول من عرف التوحيد بمعناه الصوفى، وأول من وضع تعريفات للوجد والسماع، وأول من استخدم الرمز فى التعبير عن حاله. وهام ذو النون عشقاً فى ربه، وعبر عن هذا شعراً فى نظمه:
أطلبوا لأنفسكــم: مثلما وجدت أنـا
قد وجدت لى سكناً: ليس فى هواه عنا
إن بعدت قربنى: أو قربت منه دنا
ويناجى ذو النون ربه أن يلهمه نور المعرفة وأسرار المحبة، ويكشف عنه الحجب، ليقترب منه أكثر، فها هو يقول: {إلهى، لا تترك بينى وبين أقصى مرادى حجاباً إلا هتكته، ولا حاجزاً إلا رفعته، ولا وعراً إلا سهلته، ولا باباً إلا فتحته، حتى تقيم قلبى بين ضياء معرفتك، وتذيقنى طعم محتبك، وتبرد بالرضى منك فؤادى، وجميع أحوالى، حتى لا أختار غير ما تختاره، وتجعل لى مقاماً بين مقامات أهل ولايتك، ومضطرباً فسيحاً فى ميدان طاعتك}.
وقد سئل ذو النون ذات يوم: بم عرفت ربك؟ فقال: {عرفت ربى بربى، ولولا ربى ما عرفت ربى}. وكانت المعرفة لديه هى يقين يناله الإنسان بثلاثة أمور ترتبط جميعها بالذات الإلهية، أولها: النظر فى الأمور كيف دبرها، وفى المقادير كيف قدرها، وفى الخلائق كيف خلقها.
ومفتاح العبادة لدى ذى النون هو الفكرة، وآية الوصول مخالفة النفس والهوى، ومخالفتها فى ترك الأمانى، وإن كل من داوم على التفكير يرى علم الروح فى قلبه. ولذا كان ينصح دائماً كل من يسعى إليه بقوله: {لا تصحب مع الله تعالى إلا بالموافقة ولا مع الخلق إلا بالمناصحة، ولا مع النفس إلا بالمخالفة، ولا مع الشيطان إلا بالعداوة}.
وكان ذو النون ملامتياً، أى متعمقاً فى إخلاصه، متحرياً للصدق فى عبادته، لا يظهر خيراً ولا يضمر شراً، متكتماً على أحواله وأعماله. وهنا يقول ثلاثاً من علامات الإخلاص: استواء الذم والمدح من العامة، ونسيان رؤية الأعمال فى الأعمال، وترك اقتضاء ثواب العمل فى الآخرة.
ولم يكن الإخلاص لدى ذى النون منفصلاً عن الخوف والمراقبة واليقين والتوكل والحياء والصدق والذكر، وكلها من مقامات المتصوفة وأحوالهم. فها هو يقول عن الأول: {الناس على الطريق، ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف، ضلوا عن الطريق}. وسئل ذات مرة: متى يتيسر على العبد سبيل الخوف؟ فقال: {إذا أنزل نفسه منزلة السقيم يحتمى من كل شىء مخافة طول السقام}. أما المراقبة فإن علامتها ودليل تحققها لديه هما {إيثار ما آثر الله تعالى، وتعظيم ما عظم الله تعالى، وتصغير ما صغر}.
وفى ما يخص اليقين يرى ذو النون أن ثمة {ثلاثة من أعلام اليقين: قلة مخالطة الناس فى العشرة، وترك المدح فى العطية، والتنزه عن ذمهم عند المنع. وثلاثة من أعلام يقين اليقين: النظر إلى الله تعالى فى كل شىء، والرجوع إليه فى كل أمر، والاستعانة به فى كل حال}. أما التوكل فيعرّفه بأنه {ترك تدبير النفس، والانخلاع من الحول والقوة، وإنما يقوى العبد على التوكل، إذا علم أن الله سبحانه وتعالى يعلم ويرى ما هو فيه}. ويرى ذو النون أن الحياء هو {وجود الهيبة فى القلب مع وحشة ما سبق منك إلى ربك تعالى}. ويؤمن بأن الصدق هو {سيف الله، ما وضع على شىء إلا قطعه}. وأخيراً كان يرى أن {من ذكر الله ذكراً على الحقيقة نسى فى جنب ذكره كل شىء، وحفظ الله تعالى عليه كل شىء وكان له عوضاً عن كل شىء}.
وقد ظل ذو النون وفياً لهذا الوجدان الصوفى الرائق حتى وافته المنية، بعد أن حفر علامة فى تاريخ التصوف المصرى خصوصاً، إذ يبدأ به حديث المؤرخين عن الصوفية على ضفاف النيل، ويركَّز عليه كحالة من {التصوف الفردى الجوانى} قبل أن تتحول الصوفية المصرية إلى ظاهرة اجتماعية تسير فى ركاب السلطة على يد صلاح الدين الأيوبى، حين أنشأ تكايا أو {خانقاوات} للمتصوفة توفر لهم الدولة فيها كل احتياجاتهم مقابل تفرغهم للعبادة، ورام الأيوبى من هذا استعمال أهل التصوف فى محاربة المذهب الشيعى.
ويروى حيان بن أحمد السهمى أن ذا النون مات فى الجيزة، وعبروا بجثمانه إلى مصر المحروسة فى مركب خوفاً من زحمة الناس على الجسر، لليلتين خلتا من ذى القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وقال آخر: مات سنة ثمان وأربعين، وهذا اختلاف بسيط قياساً إلى الخلاف والجدل حول أفكار ذى النون ومواجيده وارتباطاته وتاريخه المتفرق على كتب قليلة

هو أبوالفيض ذوالنون ثوبان بن إبراهيم المصرى، ولد فى أواخر أيام المنصور، على الأرجح عام ١٨٥ هـ، وقد قيل إن ذا النون من موالى قريش، وكان أبوه نوبياً، ثم نزل إلى إخميم فى صعيد مصر.
اتخذ من التقرب إلى الله منتهى رغبته، ومعقد أمله ومقصده، وغاية مراده ومنيته، وأقصى مرامه وبغيته، وأعلى ما تثب إليه روحه، ويسعى جسده. لم يكن زاهداً وعابداً عابراً فى تاريخ التصوّف ومسيرته، بل كان من أصحاب الأذواق والمواجيد وأرباب المعرفة والرأى والفقه.

تقلبت أحواله حتى اختلف عليه الناس. وتناثرت أخباره حتى تفرق بشأنه المؤرخون. واختلطت أقواله حتى ساح من تدبر سيرته فى ظنون لا نهاية لها، عن مسلكه ومصيره، وعن معتقداته وأفكاره وتقديره. ولم يسلم ميلاده ومماته من هذا التناثر والتضارب والاختلاط، ل إنه مات عن ستين عاماً، كذلك قيل إنه مات عن تسعين عاماً.
المنشأ والمسيرة
كان أبوه نوبياً، ثم نزل إلى إخميم فى صعيد مصر، وأقام فيها فسمع يوماً صوت لهو ودفاف، فسأل:
ما هذا؟
قيل: عرس
وسمع بجانبه بكاءً وصياحاً
فسأل: ما هذا؟
ل: فلان مات.
فقال: أعطى هؤلاء فما شكروا وابتلى هؤلاء فما صبروا وأقسم أن لا يبيت بالبلد فخرج فوراً إلى مصر فقطنها.
يصفه المناوى فى كتابه {الكواكب الدرية} بأنه {العارف الناطق بالحقائق، الفائق للطرائق، ذو العبارات الوثيقة، والإشارات الدقيقة، والصفات الكاملة، والنفس العاملة، والهمم الجلية، والطريقة المرضية، والمحاسن الجزيلة المتبعة، والأفعال والأقوال التى لا تخشى منها تبعة، زهت به مصر وديارها، وأشـرق بنوره ليلها ونهارهـا}.
وقال الدار قطنى عنه: {روى عن مالك أحاديث فيها نظر، وكان واعظاً}. ويصفه ابن يونس بأنه كان عالماً فصيحاً حكيماً. أما يوسف بن أحمد البغدادى فيقول: كان أهل ناحيته يسمونه الزنديق: وقال السلمى فى {محن الصوفية}: ذو النون أول من تكلم ببلدته فى ترتيب الأحوال، ومقامات الأولياء، فأنكر عليه عبدالله بن عبدالحكم، وهجره علماء مصر، وشاع أنه أحدث علماً لم يتكلم فيه السلف، وهجروه حتى رموه بالزندقة}.
وقال محمد بن الفرخى: {كنت مع ذى النون فى زورق، فمر بنا زورق آخر، ل لذى النون: إن هؤلاء يمرون إلى السلطان، يشهدون عليك بالكفر. فقال: اللهم إن كانوا كاذبين، فغرقهم ، فانقلب الزورق، وغرقوا . فقلت له: فما بال الملاح؟ قال: لم حملهم وهو يعلم قصدهم؟ ولأن يقفوا بين يدى الله غرقى خير لهم من أن يقفوا شهود زور، ثم انتفض وتغير، وقال: وعزتك لا أدعو على أحد بعدها}.
ويقال إن أمير مصر دعاه وسأله عن اعتقاده ، فتكلم ، فرضى أمره، وطلبه الخليفة المتوكل، فلما سمع كلامه، وَلِعَ به وأحبَّه حباً جماً. وكان يقول: إذا ذكر الصالحون ، فحىَّ هلا بذى النون.
وتذكر المصادر التاريخية أن ذا النون زار بغداد مرة واحدة وقابل المتوكل ثم عاد إلى مصر حيث تُوفى يوم الاثنين الثانى من ذى القعدة سنة ٢٤٦ هـ ، ومات المتوكل بعده بعام واحد.
ويروى عمرو بن السرح: {قلت لذى النون: كيف خلصت من المتوكل، وقد أمر بقتلك؟ قال: لما أوصلنى الغلام، قلت فى نفسى: يا من ليس فى البحار قطرات، ولا فى ديلج الرياح ديلجات، ولا فى الأرض خبيئات، ولا فى القلوب خطرات، إلا وهى عليك دليلات، ولك شاهدات، وبربوبيتك معترفات، وفى قدرتك متحيرات، فبالقدرة التى تُجيرُ بها من فى الأرضين والسماوات إلا صليت على محمد وعلى آل محمد، وأخذت قلبه عنى، فقام المتوكل يخطو حتى اعتنقنى، ثم قال: أتعبناك يا أبا الفيض}.
ويقال إن المتوكل طلب منه أن يكتب له دعاء يدعو الله به دائماً، فكتب له: {رب أقمنى فى أهل ولايتك، مقام رجاء الزيادة فى محبتك، واجعلنى ولها بذكرك فى ذكرك إلى ذكرك، وفى روح بحابح أسمائك لاسمك، وهب لى قدماً أعادل بها بفضلك أقدام من لم يزل عن طاعتك، وأحقق بها ارتياحاً فى القرب منك، وأحف بها جولا فى الشغل بك، ما حييت وما بقيت رب العالمين، إنك رؤوف رحيم. اللهم بك أعوذ وألوذ وأؤمل البلغة إلى طاعتك، والمثوى الصالح من مرضاتك، وأنت ولى قدير}.
أما يوسف بن الحسين فيقول: {حضرت مع ذى النون مجلس المتوكل، وكان مولعاً به، يفضله على الزهاد، فقال: صف لى أولياء الله. قال: يا أمير المؤمنين، هم قوم ألبسهم الله النور الساطع من محبته، وجللهم بالبهاء من إرادة كرامته، ووضع على مفارقهم تيجان مسرته، فذكر كلاماً طويلاً .
وقال عنه الذهبى بترجمته فى كتاب سير أعلام النبلاء: {ذو النون المصرى الزاهد شيخ الديار المصرية... هو من روى عن مالك والليث وابن لهيعة وفضيل بن عياض وسلم الخواص وسفيان بن عيينة وطائفة}.
وكانت لذى النون مهارة فى علم الكيمياء وصناعتها، يقال إنه تعلمها من الكيميائى العربى الشهير جابر بن حيان، وبرع فى فنون التنجيم وفك الطلاسم. وكان من المنشغلين بحل رموز ورق البردى فى إخميم، التى كانت حافلة بالرسوم القبطية القديمة. وقد تمكن بالفعل من حل كثير من رموزها ونقوشها، فصارت معلومة للناس بعد جهل، وواضحة بعد غموض.
وعلى النقيض من هذا يقول الدكتور أحمد صبحى منصور: {ذو النون المصرى شخصية مجهولة غامضة، والمكتوب عنها فى المصادر التاريخية لا يتعدى صفحتين على الأكثر... وكانت أغلب سيرته أقوالاً وليست وقائع وأحداثاً}. وقد جاء ذكر سيرة ذى النون بصفحات قليلة فى الكثير من المصادر التاريخية فى مطلعها: طبقات الصوفية للسلمى، وحلية الأولياء لأبى نعيم الأصفهانى، والرسالة القشيرية، والأنساب للسمعانى، ووفيات الأعيان لابن خلكان، والوافى بالوفيات للصفدى، والنجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة لابن تغرى بردى الأتابكى، وحسن المحاضرة للسيوطى، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلى، وموسوعة الأعلام للزركلى.
وثمة من يحيل ذا النون إلى الطائفة الإسماعيلية الشيعية، التى تأثر بها، وطالع مذهبها، فظهرت مقولاتها وأفكارها فى بعض ما كان يقوله ويعتقد فيه. وهو إما أخذ عنهم مباشرة، حيث كانوا يسعون أيامها إلى نشر مذهبهم فى دول شمال أفريقيا، وإما يكون اطلع على أفكارهم فى ما قرأه عنهم لدى {إخوان الصفا وخلان الوفا} وكذلك فى كتابات أبى حيان التوحيدى. وقد ظهر هذا التأثير فى عبارة منسوبة إلى ذى النون قال فيها لأصحابه: {من أراد طريق الآخرة فليكثر مساءلة الحكماء ومشاورتهم، وليكن أول شىء يسأل عنه العقل، لأن جميع الأشياء لا تدرك إلا بالعقل. ومتى أردت الخدمة لله، فاعقل لم تخدم، ثم اخدم}.
وإعلاء العقل ذى {المعرفة البرهانية} على الحدس والمعرفة اللدنية} ليس من مألوف المتصوفة، ما يعنى أن هذه الفكرة وافدة على ذى النون، لم يحصل عليها من إلهامه وذوقه، ولم يأخذها عن صوفى آخر.
طريق الهداية
والسؤال: هل سار ذو النون فى طريق الله منذ نعومة أظافره، أم أنه اهتدى فى منتصف الطريق؟ وهنا، يروى يوسف بن الحسين جانباً من حياة ذى النون فى شبابه فيقول: {استأنست بذى النون، فقلت له: أيها الشيخ ما كان بدء شأنك؟ قال: كنت شاباً صاحب لهو ولعب... وذات مرة خرجت من مصر لبعض القرى فنمت فى الطريق فى بعض الصحارى ففتحت عينى فإذا بقنبرة عمياء سقطت من وكرها على الأرض فانشقت الأرض فخرج منها سكرجتان: إحداهما ذهب والأخرى فضة وفى إحداهما سمسم والأخرى ماء، فجعلت تأكل من هذه وتشرب من هذه، فقلت حسبى قد تبت، ولزمت الباب إلى أن قبلنى}.
وثمة من يؤكد أن توبة الرجل جاءت خلال أدائه فريضة الحج. لكن ثمة من يؤكد أيضاً أن تلك التوبة كانت على يد شقران المغربى العابد، وهو شخصية قوية أثرت تأثيراً كبيراً فى تلميذه.
وكان ذو النون يقول دوماً: {إن لله عباداً خرجوا إليه بإخلاصهم، وشمروا إليه بنظافة أسرارهم، فأقاموا على صفاء المعاملة، وبادروا إلى استماع كلامه بحضور أفهامهم، فعند ذلك نظر إليهم بعين الملاحظة فأجزل لهم المواهب، وحفت لهم منه العطايا، فشموا روائح القرب من قربه، وهبت عليهم رياح اللقاء من تحت عرشه، فتطايرت أرواح قلوبهم إلى ذلك الروح العظيم، ثم نادت لا براح} .
وقال:
ألا خل خدوم؟
ألا صديق يدوم؟
ألا حليف وداد؟
ألا صحيح اعتقاد؟
أين من استراح قلبه بحب الله؟
أين من ظهر على جوارحه نور خدمة الله؟
أين من عرف الطريق؟
أين من نظر بالتحقيق؟
أين من سقى فباح؟
أين من بكى وناح؟
أولئك تحف بهم الملائكة بالليل والنهار، وتسلم عليهم الحيتان من البحار}.
رؤيته الصوفيّة
كان ذو النون يؤمن بأن {القرآن كلام الله غير مخلوق} ويرى أن الله تعالى لا يمكن أن يتصوره أحد مهما أطلق لخياله العنان، إذ يقول: {مهما تصور فى وهمك، فالله بخلاف ذلك}. وكان ذو النون يرى أن الاستغفار يجمع معانى عدة هى:
الندم على ما مضى
والعزم على الترك
وأداء ما ضيعت من فرض
ورد المظالم فى الأموال والأعراض والمصالحة عليها
وإذابة كل لحم ودم نبت على الحرام
وإذاقة ألم الطاعة كما وجدت حلاوة المعصية
ومن يطالع أقوال ذى النون فى المعرفة اللدنية والمحبة الإلهية والفناء يدرك تماماً أن الرجل ترك علامة قوية فى تاريخ التصوف برمته، حين طلع على الناس بكلام جديد لا عهد لهم به فى المقامات والأحوال والكشف والظاهر والباطن، فكانت له الريادة والسبق فى هذا عن متصوفة مصر جميعاً.
ويُنسب إلى ذى النون أنه كان أول من عرف التوحيد بمعناه الصوفى، وأول من وضع تعريفات للوجد والسماع، وأول من استخدم الرمز فى التعبير عن حاله. وهام ذو النون عشقاً فى ربه، وعبر عن هذا شعراً فى نظمه:
أطلبوا لأنفسكــم: مثلما وجدت أنـا
قد وجدت لى سكناً: ليس فى هواه عنا
إن بعدت قربنى: أو قربت منه دنا
ويناجى ذو النون ربه أن يلهمه نور المعرفة وأسرار المحبة، ويكشف عنه الحجب، ليقترب منه أكثر، فها هو يقول: {إلهى، لا تترك بينى وبين أقصى مرادى حجاباً إلا هتكته، ولا حاجزاً إلا رفعته، ولا وعراً إلا سهلته، ولا باباً إلا فتحته، حتى تقيم قلبى بين ضياء معرفتك، وتذيقنى طعم محتبك، وتبرد بالرضى منك فؤادى، وجميع أحوالى، حتى لا أختار غير ما تختاره، وتجعل لى مقاماً بين مقامات أهل ولايتك، ومضطرباً فسيحاً فى ميدان طاعتك}.
وقد سئل ذو النون ذات يوم: بم عرفت ربك؟ فقال: {عرفت ربى بربى، ولولا ربى ما عرفت ربى}. وكانت المعرفة لديه هى يقين يناله الإنسان بثلاثة أمور ترتبط جميعها بالذات الإلهية، أولها: النظر فى الأمور كيف دبرها، وفى المقادير كيف قدرها، وفى الخلائق كيف خلقها.
ومفتاح العبادة لدى ذى النون هو الفكرة، وآية الوصول مخالفة النفس والهوى، ومخالفتها فى ترك الأمانى، وإن كل من داوم على التفكير يرى علم الروح فى قلبه. ولذا كان ينصح دائماً كل من يسعى إليه بقوله: {لا تصحب مع الله تعالى إلا بالموافقة ولا مع الخلق إلا بالمناصحة، ولا مع النفس إلا بالمخالفة، ولا مع الشيطان إلا بالعداوة}.
وكان ذو النون ملامتياً، أى متعمقاً فى إخلاصه، متحرياً للصدق فى عبادته، لا يظهر خيراً ولا يضمر شراً، متكتماً على أحواله وأعماله. وهنا يقول ثلاثاً من علامات الإخلاص: استواء الذم والمدح من العامة، ونسيان رؤية الأعمال فى الأعمال، وترك اقتضاء ثواب العمل فى الآخرة.
ولم يكن الإخلاص لدى ذى النون منفصلاً عن الخوف والمراقبة واليقين والتوكل والحياء والصدق والذكر، وكلها من مقامات المتصوفة وأحوالهم. فها هو يقول عن الأول: {الناس على الطريق، ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف، ضلوا عن الطريق}. وسئل ذات مرة: متى يتيسر على العبد سبيل الخوف؟ فقال: {إذا أنزل نفسه منزلة السقيم يحتمى من كل شىء مخافة طول السقام}. أما المراقبة فإن علامتها ودليل تحققها لديه هما {إيثار ما آثر الله تعالى، وتعظيم ما عظم الله تعالى، وتصغير ما صغر}.
وفى ما يخص اليقين يرى ذو النون أن ثمة {ثلاثة من أعلام اليقين: قلة مخالطة الناس فى العشرة، وترك المدح فى العطية، والتنزه عن ذمهم عند المنع. وثلاثة من أعلام يقين اليقين: النظر إلى الله تعالى فى كل شىء، والرجوع إليه فى كل أمر، والاستعانة به فى كل حال}. أما التوكل فيعرّفه بأنه {ترك تدبير النفس، والانخلاع من الحول والقوة، وإنما يقوى العبد على التوكل، إذا علم أن الله سبحانه وتعالى يعلم ويرى ما هو فيه}. ويرى ذو النون أن الحياء هو {وجود الهيبة فى القلب مع وحشة ما سبق منك إلى ربك تعالى}. ويؤمن بأن الصدق هو {سيف الله، ما وضع على شىء إلا قطعه}. وأخيراً كان يرى أن {من ذكر الله ذكراً على الحقيقة نسى فى جنب ذكره كل شىء، وحفظ الله تعالى عليه كل شىء وكان له عوضاً عن كل شىء}.
وقد ظل ذو النون وفياً لهذا الوجدان الصوفى الرائق حتى وافته المنية، بعد أن حفر علامة فى تاريخ التصوف المصرى خصوصاً، إذ يبدأ به حديث المؤرخين عن الصوفية على ضفاف النيل، ويركَّز عليه كحالة من {التصوف الفردى الجوانى} قبل أن تتحول الصوفية المصرية إلى ظاهرة اجتماعية تسير فى ركاب السلطة على يد صلاح الدين الأيوبى، حين أنشأ تكايا أو {خانقاوات} للمتصوفة توفر لهم الدولة فيها كل احتياجاتهم مقابل تفرغهم للعبادة، ورام الأيوبى من هذا استعمال أهل التصوف فى محاربة المذهب الشيعى.
ويروى حيان بن أحمد السهمى أن ذا النون مات فى الجيزة، وعبروا بجثمانه إلى مصر المحروسة فى مركب خوفاً من زحمة الناس على الجسر، لليلتين خلتا من ذى القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وقال آخر: مات سنة ثمان وأربعين، وهذا اختلاف بسيط قياساً إلى الخلاف والجدل حول أفكار ذى النون ومواجيده وارتباطاته وتاريخه المتفرق على كتب قليلة


 

الموضوع الأصلي : ذو النون المصرى.. رائد التصوّف الذى اختلف عليه الناس     -||-     المصدر : منتديات حبة حب     -||-     الكاتب : Maged



 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 08-23-2012, 03:55 PM   #2
نائب الاداره


معانى الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 أخر زيارة : 12-10-2021 (09:57 PM)
 المشاركات : 38,198 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 SMS ~










لوني المفضل : Fuchsia
افتراضي





 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap 


الساعة الآن 05:21 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010