![]() |
|
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#11 | |
:: الإدارة ::
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
الحمدُ للهِ الَّذِي جعلَ يومَ الجُمُعَةِ سيدَ الأيامِ، وأشهدُ أنْ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ القائِلُ :]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا البَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ[([1]) وأشهدُ أنَّ سيِّدَنَا محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ, القائلُ صلى الله عليه وسلم :«الْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةُ مَا بَيْنَهُمَا مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ »([2]) اللهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ علَى سيِّدِنَا محمَّدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ ومَنْ تبعَهُمْ بِإحسانٍ إلَى يومِ الدينِ.
أمَّا بعدُ: فأوصيكُمْ عبادَ اللهِ ونفسِي بتقوَى اللهِ تعالَى وطاعتِهِ، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ :] وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ[([3]). أيُّها المسلمونَ : إنَّ يومَ الجُمعةِ يومٌ مباركٌ ، فهوَ يشهدُ لِمَنْ حضرَهُ ، وقدْ فضَّلَهُ اللهُ علَى سائرِ الأيَّامِ ،قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم :« إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَأَكْثِرُوا عَلَىَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَىَّ » ([4]). فالصلاةُ علَى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فِي هذَا اليومِ المباركِ عظيمةُ الأثرِ كثيرةُ النفعِ ، فداوِمْ عليهَا أيهَا المسلمُ فِي يومِ الجمعةِ. وقدْ أجزلَ اللهُ للمسلمينَ العطايَا والثَّوابَ العظيمَ فِي يومِ الجمعةِ قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:« مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا » ([5]). ومِنْ أعظمِ فضائلِ هذَا اليومِ العظيمِ أنَّ فيهِ ساعةَ إجابةٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« إِنَّ فِى الْجُمُعَةِ سَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ »([6]). وقدْ قالَ بعضُ العلماءِ : إنَّ ساعةَ الاستجابةِ مَا بيْنَ صلاةِ العصرِ إلَى غروبِ الشمسِ . وقالَ بعضُهُمْ : هيَ مِنْ جلوسِ الإمامِ علَى المنبرِ إلَى انتهاءِ الصلاةِ، وهيَ ساعةُ غنيمةٍ ، فلنغتنِمْهَا بكثرةِ الدعاءِ فِي هذَا اليومِ المباركِ. ومِنْ فضائلِهِ أنَّهُ مَنْ قرأَ فيهِ سورةَ الكهفِ أضاءَ لهُ مَا بينَ الجمعتينِ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« إِنَّ مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ »([7]). وقدْ حذَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ترْكِ صلاةِ الجمعةِ بلاَ عذْرٍ أوِ التخلفِ عنهَا فقَالَ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ تَرَكَ ثَلاَثَ جُمَعٍ تَهَاوُناً بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ »([8]). عبادَ اللهِ : إنَّ للجُمعةِ آداباً وأحكاماً؛ فمِنْهَا أنَّهُ يُسَنُّ التَّهيُّؤُ لَهَا قبْلَ حضورِهَا بالاغتسالِ والتطيُّبِ ولبسِ أحسنِ الثيابِ، وتجميلِ الهيئةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« مَنِ اغْتَسَلَ فَأَحْسَنَ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ تَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ الطُّهُورَ ثُمَّ لَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ ، وَمَسَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ ثُمَّ رَاحَ إِلَى الْجُمُعَةِ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَينِ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمْعَتَيْنِ، وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ »([9]). والمقصودُ أنْ يكونَ جمْعُ المصلينَ نظيفًا طاهرًا ، ولهذَا استحبَّ العلماءُ تبخيرَ المساجدِ وتنظيفَهَا والعنايةَ بِهَا ، وإزالةَ كُلِّ مَا مِنْ شأنِهِ أنْ يؤذِيَ صغيرًا أوْ كبيرًا ، وقدْ كانَ المسلمونَ مِنَ العهدِ النبويِّ الشريفِ ولاَ يزالونَ يتسابقونَ إلَى هذَا العملِ الجليلِ ، فلاَ يفوتنَّكُمُ الإسهامُ فِي هذَا الخيرِ ، ففيهِ أجرٌ عظيمٌ . ولاَ ينبغِي أنْ يأتِيَ الإنسانُ لصلاةِ الجمعةِ بِملابسَ لاَ تتناسبُ معَ قدسيةِ الصلاةِ ومكانةِ المسجدِ ، والأفضلُ أنْ يرتدِيَ أحسنَ الثيابِ قالَ اللهُ تعالَى :] يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ[([10]) وكذلكَ التَّبكيرُ إلَى صلاةِ الجُمعةِ، قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتْ الْمَلائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» ([11]). ويُقصدُ بالساعةِ : الحثُّ علَى التبكيرِ إليهَا ، والترغيبُ فِي فضيلةِ السبقِ وانتظارُ الجمعةِ والاشتغالُ بالتنفلِ والذكرِ([12]) . وينبغِي للمسلمِ أنْ يحرصَ علَى الاستماعِ إلَى الخُطْبةِ ويتجنَّبَ اللَّغوَ والعبثَ أثناءَ الاستماعِ إليْهَا ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا »([13]) ومنْ آدابِ هذَا اليومِ المباركِ أنْ لاَ يتخطَّى رقابَ النَاسِ؛ فعَنْ جَابِرِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضيَ اللهُ عنهُمَا : أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَجَعَلَ يَتَخَطَّى النَّاسَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ »([14]). ويدخلُ فِي هذَا الإيذاءِ التشويشُ علَى المصلينَ بكلِّ أنواعِهِ كرنينِ الهواتفِ أوْ لعبِ الأطفالِ الصغارِ ، أوِ المزاحمةِ لغيرِ حاجةٍ ، ورفعِ الصوتِ والخصومةِ ومَا أشبَهَ ذلكَ ، فلاَ تضيِّعْ ثوابَكَ أيهَا المصلِّي بشيءٍ يمكنُ الابتعادُ عنهُ وتجنُّبُهُ . وعلَى المسلمِ أنْ يحرصَ علَى الصفِّ الأولِ ، ولاَ يجلسَ فِي آخرِ المسجدِ ويتركَ أوَّلَهُ خاليًا فيضطرَّ مَنْ أتَى بعدَ ذلكَ إلَى تخطِّي الرقابِ ، وقدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« أَتِمُّوا الصَّفَّ الأَوَّلَ ثُمَّ الَّذِى يَلِيهِ ، وَإِنْ كَانَ نَقْصٌ فَلْيَكُنْ فِى الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ »([15]). اللهمَّ اجعلنَا مِمَّنْ يطبقُ آدابَ هذَا اليومِ العظيمِ، وتقبَّلْ منَا مَا نقدِّمُهُ مِنْ عملٍ فيهِ ، إنَّك أنتَ السَّميعُ العليمُ . أقولُ قولِي هذَا وأستغفرُ اللهَ لِي ولكمْ فاستغفرُوهُ، إنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ . |
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|