أبرع الصور الفوتوغرافية فى نصف قرن

الكاميرا حيث لا تستطيع الكذب
" أبرع الصور الفوتوغرافية فى نصف قرن "
يمكن للمشاهد أن يتعايش
مع البث المكثف والسريع للصور المتتالية
التى تغرقه فيها شبكة وسائل الإتصال .
ويمكن لهذا المشاهد أيضاً أن يتوقف
ويوقف الزمن المكثف والسريع
حين تحضر أمام عينيه الصورة الفوتوغرافية
ففى ثبات الصورة وبنيتها الدالة
يستطيع المتلقى أن يجعل من ذاته فاعلاً فى
بناء المعنى
فالصورة مثل الكلمات , وكل الأشياء الآخرى
لا يمكن أن تنفلت من تورطها فى لعبة المعنى
وهنا يمكن لنا وعلى التضاد مع حالة الصورة المتحركة
أن نبنى المعادلة التى ينجزها هذا الفن الذى
لا يستطيع أن يوجد دون خطاب ومعنى
وعبر هذين المفهومين
يصبح المشاهد وبمجرد وقوفه أمام الصور الثابتة
جزءاً من آلية إنتاج المعنى
على عكس من اللحظة المسرحية التى لا يمكن تثبيتها
والتى لا بد من وجود المشاهد فيها
كى تكتمل يصبح إنتاج المعنى لدى المشاهد
المتلقى هو الجزء الأهم
من معادلة الصورة الفوتوغرافية
وإذا أبتعدنا عما هو نظرى فى حديثنا
وتوقفنا أمام التى تحضر هنا
وهى الصور التى فازت بأحسن صورة فوتوغرافية
فى الأعوام التى قدمت فيها
نعثر على شروط مثالية لفكرة إنتاج المعنى
حيث فى المشاهد المثبتة عناصر التاريخ والحدث
والسياسة وقبل كل شئ الإنسان
فلا صورة هنا دون إنسان ودون حقيقة
وعبر القراءة المتوفرة هنا فى هذه الصور
يتمكن القارئ المشاهد من أن يعيد التفكير
بما حمله المقروء والمسموع عبر أكثر من نصف قرن
ويستطيع أيضاً أن يرى
كيف أن الصورة كانت وما زالت
فاعلاً سياسياً
وإجتماعياً
فى مجمل التغييرات التى تتالت
فى النصف الثانى من القرن الماضى
وصولاً لمبدأية الألفية الثالثة
الصورة تنتمى لنسق الحقيقة
لعل الشخوص الذين ينطقون فيها
هم صناع هذه الحقيقة
أترككم مع الصور ..