الجارديان: حل البرلمان المصري يمثل ثورة مضادة

تناولت صحيفة الجارديان في مقالها الصادر اليوم بعنوان " حل البرلمان المصري يمثل ثورة مضادة" أن كوبري قصري النيل الذي شهد بعض المعارك التي وقعت أثناء الثورة المصرية أصبح اليوم مزاراً شعبياً.
كما أن حالة الهرج والمرج الذي تشهده مدينة القاهرة التي يعيش بها 12 مليون نسمة تنعكس على هذا الكوبري الذي وقف عليه الأطفال يسخرون من بعضهم البعض وهم يقفون أعلى الكوبري الذي يجري النيل من تحته ليستعيدوا صورة الثورة التي مر عليها عام ونصف وتحفها المخاطر من جميع الجوانب الآن. كشر الجيش والنظام القديم يوم الخميس، وقبل يومين من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية عن أنيابهم من خلال إعلان قضاة المحكمة الدستورية الذين عينوهم عن أن الانتخابات البرلمانية لاغية وباطلة وهى الانتخابات التي فاز فيها الأخوان المسلمين بأغلبية ساحقة.

ولكن المحكمة لم تكتفي بذلك بل ذهبت لأبعد من ذلك عندما أمرت بحل البرلمان بأكمله على الرغم من أنها قد لا يكون لديها السلطة لفعل ذلك. ومن هنا اتضحت الخطة التي يلعبها المجلس العسكري الحاكم في مصر أمام الجميع لأنه إذا تم حل البرلمان، سيتم حل الجمعية التأسيسية للدستور معها. وإذا أعلن يوم الاثنين عن فوز مرشح الجيش أحمد شفيق فإن النظام القديم سيقضي تماماً على الثورة، وسيكون له السلطة في الأمر بانتخابات برلمانية جديدة، والسلطة في إعادة كتابة الدستور والرئاسة. فهي ثورة مضادة في كل شئ وما ينقصها هو الاسم. ولكن بالنسبة لبعض المراقبين مثل الكاتب فهمي الهويدي فإن علامات وقوع الانقلاب المضاد كان جلياً قبل أن تصدر المحكمة الدستورية قرارها.

يقول الهويدي بأن الصحفيين الذين كان يدفع بهم النظام القديم والذين اختفوا عن وسائل الإعلان منذ أكثر من عام ظهروا فجأة من خلال وابل من المقالات التي كتبوا فيها عن دعمهم لشفيق. ويتسائل الهويدي: من أعطاهم الشجاعة ليقولوا ذلك؟ والتي كانت أمر مستحيل قبل بضعة شهور. وهناك إشارة أخرى وهي الإعلان الغريب الذي صدر يوم الأربعاء عندما مكن وزير العدل كل أفراد الأمن والقوات المسلحة والشرطة بالقبض على المدنيين الذين يثيرون القلاقل في الشوارع وهي قوة غير مسبوقة لم ترى منذ الحكم بقانون الطوارئ والذي انتهى العمل به منذ مدة قليلة. كما حث المرشح محمد مرسي في وقت مبكر من صباح اليوم الشعب المصري على عدم السماح بهذه الثورة المضادة.

أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية لتصويت المصريين في الخارج في انتخابات الإعادة حصول مرسي على أغلبية بنسبة 75% بينما حصل شفيق على 25%. وقد حذر الأخوان المجلس العسكري من تزوير الانتخابات لصالح شفيق وتعهدوا بعودتهم إلى الميدان مرة أخرى. لا يعمل كل الجنرالات لصالح شفيق ولكن مهما حدث فإن الثورة قد غيرت مصر ولم يعد تحدي السلطة ممنوعاً ولكن الوصول إلى نظام سياسي يعكس الواقع الجديد قد يكون أمر صعب وقد يكون دامياً. وختمت الجارديان مقالها بقولها أنه كما يجري النيل تحت أقدام الأطفال فإن الثورة مازالت مستمرة وتجري في دماء أبنائها.