هل يستيقظ المسلمون بعد العدوان الصهيوني الجديد على غزة

فرح المسلمون بردود الأفعال الرسمية فور العدوان الصهيوني الجديد على غزة، في أول ليلة من العام الهجري الجديد1434هـ، وشعر المسلمون بعودة العزة لمواقف الحكام الرسمية، فقد قامت الطائرات الصهيونية بقصف وحشي عنيف، وبغارات متواصلة، و أسفر هذا الهجوم عن استشهاد سبعة من الفلسطينيين؛ على رأسهم أحمد الجعبري نائب قائد كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) وإصابة أربعين آخرين، وزادت الغارات فيما بعد، وبقصف عنيف من الزوارق البحرية، وبأسلحة حارقة ومحرمة دوليا، وبحشد عسكري بري، وازداد عدد الضحايا في اليوم التالي إلى 15 شهيدا و أكثر من مئة جريح غالبيتهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، وتزعم القيادة الصهيونية أنها تستهدف فقط مواقع إطلاق الصواريخ.
وهذا التصعيد الخطير الذي قام به الجيش الصهيوني، والذي كان يتكرر كثيرا قبل انتفاضات الشعوب العربية، أو ثورات التغيير العربي، لم يكن يواجه إلا بردود فعل رسمية باردة، تؤكد على فقدان الأمل حتى في بيانات شجب أو استنكار، وكنا في غالبية بلاد الإسلام لا نتوقع ردود فعل رسمية من غالبية حكام المسلمين، وكانت الفعاليات المؤثرة تصدر من معظم الشعوب المسلمة، متمثلة في جمع المعونات والتبرعات وتوصيل المساعدات للشعب الفلسطيني، خاصة شعب غزة المحاصر من قبل دول وحكومات عربية إضافة لحكومة الكيان الصهيوني.
فهل تغيرت ردود أفعال المسلمين تجاه العدوان الجديد على غزة في أول ليلة من العام الهجري الجديد، فنحمد الله تعالى على حدوث رد فعل سريع، ليس على المستوى الشعبي كما يحدث غالبا، بل على المستوى الحكومي والرسمي، فقد أشاد جميع المراقبين بقرار الرئيس المصري بسحب السفير المصري من تل أبيب، وطرد سفير الكيان الصهيوني من القاهرة، وقد أكد بعض الدعاة أن هذا وفاء بما وعد به الرئيس، الدعاة والعلماء يوم الثامن من ذي الحجة1433هـ بأنه لن يسمح بضرب فلسطين ولا قتل الفلسطينيين. كما دعت بعض الحكومات لكبح جماح هذا العدوان الغاشم بعقد مؤتمر على مستوى الجامعة العربية لاتخاذ القرارات المناسبة تجاه هذه التطورات الخطيرة، و طالب الرئيس المصري بعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن، ودعا بعض العلماء لعقد مؤتمر لمنظمة المؤتمر الإسلامي لتتخذ ما يناسب هذا الاعتداء الجديد، أو لاتخاذ قرارات حاسمة، لا تقل عن قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية، و وقف أعمال التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب.
ودعا عدد من الدعاة والعلماء الشعب المصري للمشاركة في مظاهرات للتنديد بهذا الاعتداء الغاشم، وأكد بعض النشطاء للنزول في وقفة احتجاجية أمام الجامعة العربية؛ كي تعلن سحب المبادرة العربية للسلام، وتفعل اتفاقية الدفاع المشترك، كما دعا عدد من العلماء الرئيس الأمريكي بارك أوباما للتوقف عن دعمه لبني صهيون، وقد استشهد بعضهم بقول الله تعالى: " وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ"سورة الشعراء.

فهل لا يستيقظ المسلمون في اتخاذ المواقف الصحيحة من الأعداء إلا إذا هجمت المصائب وحصلت الكوارث، ووقع القتل والعدوان من العدو الصهيوني، وإذا كنا سعدنا بهذه القرارات السريعة، وفرحنا بهذه التحركات الفاعلة التي تشعرنا بعودة العزة للمسلمين، فعلينا أيضا أن نساند الشعب الفلسطيني، ونقف بجوار شعب غزة المحاصر، و لا بد أن يقوم الحكام بتوجيه رسالة إلى الولايات المتحدة تطالبها بالوقوف مع الحق والعدل، و مراعاة حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها. وينبغي أن يقوم الحكام بمطالبة السلطة الفلسطينية بإلغاء التنسيق الأمني مع جيش الاحتلال الصهيوني فورًا، وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين من حماس والجهاد لديها، وإعطاء الحرية للشعب الفلسطيني للتعبير عن مشاعره بكل وسائل التعبير، وكذلك عليها أن تسعى لتحقيق التصالح الوطني الفلسطيني، وهذا أقل ما ينبغي فعله لنثبت أننا من المسلمين الذي يطلبون أن يتنزل عليهم نصر الله، وهذا لا يتحقق إلا إذا نصرنا الله تعالى في أنفسنا، قال تعالى: "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز"سورة الحج.
وإذا كنا سعدنا بهذه التغييرات الإيجابية فعلينا أيضا أن ننبه المسلمين على بعض المواقف المخادعة، والتي يطلقها بعض السياسيين من تهوين هذا الاعتداء، وربط سببه بالانتخابات القادمة في الكيان الصهيوني، فالصراع ليس سياسيا فقط، بل هو صراع عقائدي، صراع بين الحق والباطل، وهم يريدون القضاء النهائي على المقاومة خاصة بعد اكتمال منظومة صد الصواريخ التي تعرف بالقبة الحديدية، وعلينا أن نتيقن أن بني صهيون ليس لديهم أي نية لتسوية القضية بأي شكل سلمي، فلا بد أن نتصدى لهذا لإجرام الصهيوني، لكي يشعر أعداءنا أن أمتنا مازالت حية وقادرة على التصدي لمخططات الفاسدين الذين يسعون فى الأرض فسادا، ويبغونها عوجا، ولا ننس أن اليهود همأشدُّ الناس عداوةً للذين آمنواقال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) سورة المائدة: من الآية 82.
ويكفي أن نذكر المسلمين ببعض مواقف اليهود المخزية من جرائم وحشية، ومذابح مستمرة لفرض سيطرتهم على فلسطين منذ عام 1948م، ولا ننس أنهم يحاربون ويحتلون بعقيدة وتوجيهات دينية، ولكن عقائدهم فاسدة وقد فضحها الله تعالى في كتابه الكريم، وأثبتتها الوقائع والأحداث، ووثقها المؤرخون من غير المسلمين، فلا يشك أحد أن اليهود الصهاينة اتهموا الله تعالى بتهم مخجلة منها مثلا ما قاله الله تعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ، غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء" سورة المائدة،وهم أصل الفساد وهم من المفسدين: "كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"سورة المائدة،وهم قتلة الأنبياء، وهم..، وهم.. ويمكن قراءة النصف الأول من سورة البقرةلنعلم طباع اليهود المنحرفة، وعقائدهم الفاسدة، وقتلهم الأنبياء وافتئاتهم على الرسل، ولكننا عندما نسينا هذاضعفنا أمام هذه الشراذم، ولجأنا للتحليلات السياسية التي ضيعت القضية وأضعفت العزة، والحل في العودة لكتاب الله تعالى، فهو يدعونا للتجهز للقتال، ويرغبنا فيه، ويؤكد أن عزة المؤمن في رفع راية الجهاد، وقد جاءت الآيات الكثيرات لتبين فضل الشهادة والاستشهاد، وما أعدَّ الله تعالى للمجاهدين من عزِّ الدنيا وسعادة الآخرة.
فعلينا أن نقرأ كتاب الله، ونحاول العمل به، وبخاصة آيات الجهاد وفضل المجاهدين ومنازل الشهداء عند الله تعالى، مثل قوله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ﴾ سورة الصف.

 

تسلم الايادي على جهودك
يعطيك الف عآفيه على الطرح الرائع..
لاحرمنا منك ..آبدآ..ولآمن تميزك..
بآنتظار جديدك المتميز
دمت بسعآدهـ
ولك مني أرق تحيه