ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

 


الإهداءات



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-23-2011, 01:42 PM
حبيب فضى
سوزى غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 72
 تاريخ التسجيل : Nov 2011
 فترة الأقامة : 4724 يوم
 أخر زيارة : 03-01-2018 (06:39 PM)
 المشاركات : 1,800 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي :: قصة اصحاب الفيل::



اشتهرت بلاد اليمن بخيراتها الكثيرة و بأرزاقها المباركة و بمناخها الحلو المعتدل و جوها اللطيف العليل..
و كان على رأس هذه البلاد السعيدة ملك يدعى ذا نواس الذى أحبه الناس و عاشوا فى ظلال حكمه سعيدين ناجحين..
فقد كان هذا الملك تقيا ورعا زاخدا فى زخارف الحياة و مباهجها راغبا فى اصلاح النفوس وارتقائها يكره الشر و الأشرار يحترم الخير و الأخيار..
و مرة و فى احدى جولاته و أسفاره حدث أن مر بمدينة يثرب هذا الملك المحبوب غجرى فجرى بينه و بعض سكان يثرب الذين يدين بعضهم باليهودية جرى حديث حول الدين اليهودى و مزاياه و فضائله و أهدافه ..فلاقى هذا الدين هوى فى نفس الملك و انطباعا جيدا فى نفسه و صدى عميقا في جوارحه..
وهكذا أحب ذو نواس دين اليهودية و نصب نفسه داعيا له و جاهر فى الانضمام اليه باللين و الاقناع تارة و بالتهديد و الوعيد تارة أخرى بل انه قد تبنى الاكراه و التعذيب و العقاب الشديد لكل رافض و مقاوم لدعوته هذه..
لذلك دخل هذا الدين الجديد الكثيرون اما عن ايمان و اقتناع و اما عن خوف من بطش الملك و قوته الى ان شاع أمر ذي نواس و اشتدت شوكته و هاب الناس بطشه و بأسه و ران على البلاد صمت رهيب..

(ذو نواس و المسيحية بنجران)

اما سكان نجران فكانوا يدينون بالدين المسيحى آمنوا به و علق بأنفسهم و سكن اعماقهم..
و حدث أن أوغر بعض المقربين صدر ذي نواس ضد سكان نجران المسيحين للعمل على التخلى عن دينهم هذا و الانخراط فى الدين اليهودى..
فلاقت هذه الفكرة قبولا فى نفس ذي نواس بل و تحمس لها كثيرا و هو المغامر القوي الطموح..قسار وراء هذه المغامرة و جرى خلف تلك الغواية ..ودخل بلاد نجران على رأس جيش جرار داعيا أهلها للدخول فى دين اليهودية و نبذ المسيحية الا أن سكان نجران رفضوا التخلى عن دينهم بكل قوة و حزم و أبوا اعتناق اليهودية فأخذوها يقاومون بكل ما أوتوا من مقاومة و قوة فلم تستطع جيوش ذي نواس بما أوتيت من بطش أن تثني هؤلاء الميحين عن ايمانهم و معتقداتهم ..
فسلك الفاتح الغازى سبل التعذيب و الارهاب و القمع حتى انه أمر بحفر كبيرة و أضرم فيها النيران و هدد الناس بحرقهم فلم يستسلموا الى ذالك الأسلوب الوحشى المروع بل انهم ازدادوا تشبثا بعقيدتهم و استمسكا بدينهم .
فما كان من الملك ذي نواس الا أن أمر بالقاء الكثيرين من المؤمنين فى هذا الأخدود الملتهب غير عابئ بالصراخ و العويل و التوسل و التضرع فقد جعل اجسادهم و قودا للنار عقابا لهم على عنادهم و اصرارهم..

(الحرب بين اليمن و الحبشة)

استطاع أحد سكان نجران المسيحين المؤمنين ان يهرن من بين يدي فتك ذي نواس فانسل من البلاد تحت ستار الظلام و استطاع ان يجتاز الحدود آمنا حتى وصل قيصر ملك الروم فأطلعه على الوضع فى نجران و طلب النصرة منه و التأييد له و لأهل بلده.
و نظرا لطول المسافة بين بلاد الروم و نجرانزوده قيصر بكتاب شخصى الى النجاشى امبراطور الحبشة طالبا منه مد يد العون و الاغاثة و بذل ما يمكن لانقاذ نجران.
وصل رسول قيصر الى بلاد الحبشة و قابل النجاشى و قدم له كتاب الهام أن اطلع عليه حتى وقف منتصبا و علت ملاح الثأر و التأهب قسمات وجهه.
و بعد أن فكر قليلا أمر قواده بالتوجه على رؤوس جيوشهم باتجاه بلاد نجران للقضاء على ذي نواس..
ولما التقى الجيشان دارت معركة طاحنة هائلة و انتهت بهزيمة ذي نواس و خذلانه و انكساره و بنصر النجاشي و المسيحية معا.


(أبرهة الحبشي و بناء الكنيسة)

ومرت الأيام و تعاقبت السنون فتولى أبرهة الحكم على الحبشة فكان هذا الملك متعصبا حقودا على العرب لئيما شرس الطباع عنيدا متهورا..
كان مما ساء أبرهة كثيراأن رأى الناس جميعا على العرب و غير العرب يقصدون الكعبة فى مكة و يحجون بيتها الحرام .
هذه الكعبة المقدسة فى النفوس الاكليل المتوج على رؤوس العرب فى كل مكان ..فأخذ الحسد ينهش صدر أبرهة و الغيرة تأكله أكلا..
لذلك أراد ان يصرف الناس عن الحج الى البيت العتيق و يجرد قريش العربية من زعامتها للعرب و يستقطب الناس الى بلاده جاذبا اياهم بالمظاهر الفارغة و الأبهة المزيفة و الأموال الزائلة.
فأمر أبرهة ببناء كنيسة ؤؤؤضخمة بصنعاء و رصد لها الأموال و جلب بها أفخر أنواع المواد و الأحجار الأنيقة البديعة و حشد آلاف العمال و الصناع و الفنانين و الرسامين..و جلب لها أيضا اجمل المفروشات واحلى الزخارف و أبدع اللوحات..
و هطذا شيدت هذه الكنيسة على مساحة كبيرة من الأرض و فى موقع مناسب مرموق و أحاطها بالأسوار و الأشجار و البساتين..
وخيل ؤالى أبرهة انه ببنائه لهذه الكنيسة الضخمة الهائلة الجمال فى العمارة و الفن سوف يبهر العرب بروعة هذه الكنيسة وضخامتها و هندستها فعندئذ ينصرفون من الحج للكعبة الى الكنيسة هذه.. و انتظر أبرهة طويلا طويلا جدا موقنا بأن العرب سيتحولون من البيت العتيق و مكة الى الكنيسة فى صنعاء فطال انتظاره و تعجب من امر هؤلاء الذين يحجون الى مكة و يتركون صنعاء بكنيستها هذا الصرح الشامخ الهائل و نسى ان الناس المؤمنين الواثقين من عقائدهم وراء المظاهر المصطنعة ولا ينساقون خلف لمعان الذهب و الجواهر .
فكا هذه الأمور البراقة لا تقدم ولا تؤخر فى ايمان الأنسان فالمهم هو الحق و الجوهر و الحقيقة فالكنيسة التى شيدها أبرهة لم تشيد الا حقدا على العرب و الا غيرة من العرب .
و بالمقابل استاء العرب كثيرا من بناء تلك الكنيسة فى صنعاء المنافسة لمركز مكة و مكانتها فى نفوس الناس فاشتد العرب غيظا و ثارت نفوسهم غاضبة مستنكرة اذ رأوا فى جوارهم منافسا و شاهدوا بين ظهرانيهم مناوئا ..
فعمدوا الى تحقير بيت أبرهة و الاقلال من قيمته و أهميته بشتى السبل و الطرائق فهم أى العرب قد قابلوا أعمال أبرهة الكيدية بأعمال مشابهة و لم يكن باستطاعتهم أن يجلسوا مكتوفى الأيدي لا حول لهم ولا قوة أمام أبرهة المتكبر المتغطرس..
فكان أن رأى أبرهة امبراطور الحبشة أن الناس لالالاظلوا على حجمهم للكعبة المقدسة وأن العرب لم تترك مكة و تتوجه الى كنيسة صنعاء فاستشاط غضبا و ثارت ثورتة ..حتى ان سكان اليمن عامة و صنعاء خاصة اخذوا يتسربون الى مكة خفية و جهارا ليؤدوا طقوسهم الدينية فكان على أبرهة لو كان انسانا عاقلا حكيما أن يترك الناس و شأنهم فهم احارا فيما يختارون و فيما يحبون و فيما يرغبون ..
الا أن الحقد و الجهل أعميا قلبه و أفقداه السيطرة على عقله فانجرف وراء تهوره و طيشه..وأمر باعداد الجيوش الجرارة لغزو مكة و هدم الكعبة الشريفة ..وفى الساعة المحددة تقدم أبرهة على رأس جحافل جيوشه متوجها باتجاه مكة مزهوا واثقا بقوته العاتية و أفياله الضخمة..
سمع العرب النبأ الخطير وأخذت القبائل تواجه أبرهة بالقتال الا لم تستطع ان ترده فكان ان أصيبت تلك القبائل العربية بالهزيمة و الضعف و التشتت..
وأصبح أبرهة على مشارف مكة و كان جيشه قد صادر الكثير من الاموال و الماشيه منها مئتا بعير عائدة لزعيم قريش عبد المطلب فكان أن تقابل أبرهة و عبد المطلب ليتفاوضا و يسلكا نهج السلم و الصلح فقد كان العرب لا طاقة لهم بقوة أبرهة الحبشى و أفياله المخيفة .
الا أن أبرهة لم يقبل بالسلم مع العرب و رفض كل الأموال و الهبات و التنازلات اذ لمس ناحية ضعف العرب المادية و انجر وراء غطرسته وأهوائه و عنفوانه فاقتحم مكة الخالية من السكان الذين لجؤوا الى الجبال متوارين متضرعين الى الله أن يرد هذا الطاغية وأن ينزل به عقابه العادل و يصون الكعبة المشرفة و البيت العتيق.
فاستجاب الله لدعاء عبد المطلب سيد قريش فأرسل الى سماء مكة أسرابا من الطيور ترمى أحجارها الفاتكة على جيوش أبرهة فانتشر الذغر بين صفوف جيش أبرهة و قتل الكثيرون و سالت دماؤهم و تهشمت رؤوسهم فلنقرأ معا هذه الآيات من سورة الفيل : {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل*ألم يجعل كيدهم فى تضليل*وأرسل عليهم طيرا ابابيل*ترميهم بحجارة من سجيل*فجعلهم كعصف مأكول}
وهكذا باء أبرهة بالذل و الانكسار و توج العرب بالغار و الانتصار و حفظ الله الكعبة و البيت العتيق وزاد هذا الحادث العجيب من مكانة مكة وزعامتها و قدسيتها و صمودها أبد الدهر دوما و أبدا.

وانتهت القصة

 

الموضوع الأصلي : :: قصة اصحاب الفيل::     -||-     المصدر : منتديات حبة حب     -||-     الكاتب : سوزى



 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap 


الساعة الآن 06:49 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010