ليتــك لـَمْ تَكـُّنْ

هِي كِتَابـَات نَثَرَهـا القَلَـم لـ يَروي قِصـَةً حَقِيقِيـة
بَطَلَتْهَـا فَتَـاةٌ أَصْبَحَتْ جُثـَّة مُتَحَرِكَـة تَنْتَظِـر غَيْث رَحْمـَه يَرويهـا ويُعيـد إليهـا الحَيـَاة
وَاسْمَحـُوا لِي بَأَنْ أَرْوِيهـا عَلى لِسَانِهـَا

...
...
...


وَلازِلْـتُ مُكَبّلـةَ اليدين مُقيّـدة
تُحيط بي الأَشْـواك منْ كـُلِ جَانِب
ظـَلام يَعـم المكـان وأَسْـوار تُطَوقَنِي رغماً عني
أُحـَاول جَاهـدةً التفلُّـت...أُحَـاول الفـِرَار
فـ إذا بي أَقـَع ... في حُفـرةٍ ليس لهـا قـَرَار
فـ أَنْهَضْ بِتَثَاقُـل فـ التَعـَب قـَد أَخَـذ مِني مَأْخـَذَه
أَتَعْلَـم بأَنَنِي لازِلْـتُ أَتَنَفـس ...وبأَنَنِي لازِلْـت أَرْمُـق ذلك النــور الذي خَطَـفَ البَصَـر
أَراه أَمـَامَي كـَ شَمْسٍ فِي كَبـِد السمَـاء أَعْتَلَـت .... كـَ بُرْكـَانْ يَثـُور ولا يُنْكـِرَه أَحَـد
أَتَعْلَـم....بأَنَنِي مَا عُـدتُ أُدْرِك أَي طَرِيـق سَـ أَسْـلُك...ولا أَي وردٍ سَـ أَحْتَضِـن
أَيـا تُرى إلى أَينْ سَـ تَأْخُذْنِي قَدَمَـاي؟!!
تَفْكِيـري يَجْتَاحُنِي....يَقْتَـات على مَا تَبَقى مِني..يَسْلُبنِي َأغْلَى مَا أَمْلُكـ...يَسْلُبنِي رَاحَتِي
أَتُـدْرِك.... بأَنَنِي لازِلْـت تِلْك العَنِيـدَة التي لا تَعْتَـرِف سـوى بِمَـا أَمَر به الرَب وَنَهَى
أَمّـا غَيـرَ ذلك فلا مَجَـال لـَه عِنِدي وَلا أَثـَر لَه فِي حَياتِي قـَدْ تَجِـد
أَخْبِرْنِي..مَـاذَا عَنْـك؟!!
وإلى أَي مَـدَى قَـدْ وصلـت؟!!
أَوَفيتَ بِالوَعْـد وتَابَعْـت الطَرِيـق؟!!
أَمْ اسْتَسْلَمْـت لأَول عَاصِفَـةٍ هَوجَـاء أَعْتَرَضَـتك؟!!
أَخْبِرْنِي بِرَبـِك إلى أَين أَنْت مَاضٍ؟!!
لا تَقُـلْ لِي بِأَنـك نَقَضْت الوَعـْد وَتَرَكْتَنِي إلى حَيثُ الهَجُرْ!!!
إلى حَيثُ الوحـْدَة .... إلى حَيثُ الضيـَاع ..... إلى حَيثُ مُسْتَنْقَـع الغـَدر
أَتَعْلَـم ... لـَسْت أَنْت المُخْطِـئ...وإنَّمـا قَلْبِي مَنْ يَسْتَحِق الطعـْن
تَرَكـْت مَنْ أَحَبَنِي بـِ صِـدْق وَوَثَقْت بـِ مَاكِـرٍ قَـدْ كَـذَبْ
يَا اللــه...لازِلْـت أَذْكُـر أًمِّي وَوَصَايَاهـا
لازِلْـت أَذْكُـر أَبي
أَخِي
بـَلْ...أُخْتِي وَتَوأَمي
لكـن....سَـ أقُولَهـا بَعْـد نَـدم
يَـا ليتَـك لَـمْ تَكُـنْ
يَـا ليتَـك لَـمْ تَكُـنْ