#1
|
||||||||||
|
||||||||||
يا قلبي ما أقساك
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته
يا قلبُ ما أقساك قافيتي تتناثر كنتف الخشب حينما ذكراك تلامسني فتضيع كلماتي التي لا أريد صياغتها ويتقطع حبل أنفاسي وأطبق عيني، و أجمد ملامحي.. وأنساك لكن الهم لم ينساني وكأنه عطر تسربل بعباءة العناد وأمسك بأسنانه بتلابيبي لا يرضخ لكلمات تأنيبي ولا يضعف أمام ضربات إرادتي أنت رحلت والذكرى أجهضت ولم أعد أرى سوى قبر السنوات لم أعد أرى سوى قبر الأمنيات فيا فزعي وأنا أرى قلبي سعيدا بهذه القبور فيا خوفي وأنا أرى قلبي سعيدا برحيلك ولكنه يأبى أن ينزع لون الرماد يأبى أن يجعل رياح النسيان التي اقتلعت جذورك أن تقتلع رماد أحزاني لماذا أيها القلب تحكم بقسوة و تقيد جسدي تحت أنقاض رمادك لماذا أخضعت العقل وخنتني وأقنعته بجمال بزة غربتي لماذا أرسلت جنودك الى أفكاري وأقنعتها بحب الوحدة وخنتني لماذا؟ ألا تدرك ما صنعت ما بنيت من ملامح على خارطة مدينتي أنت شيدت الحروب وحطمتني يا قلبي جعلت طعنات المعارك تخترق جمجمتي كل يوم..كل دقيقة...كل ثانية بين وحشة الغربة وحب وحدتي أيها القلب ما أقساك ألا تراني مضرجةً بدمائي في داخلي أنشبتَ المعارك وحولي ....تنهار القصور فصداقة كانت تواسيني .. هجرتني وأخوة كانت تجبر كسري .. هجرتني وكلماتي يا قلبي تأرجحت بمصفاتك ولست أدري كيف حكمت؟! وكيف وضعت الكلمات على الميزان؟! وكيف وزنت؟! وكيف ظلمت؟! وأنت تخنق كلمات الأمل في مهدها وتترك اليأس يشرب كأس الخلود أيها القلب متى تنسى نزعة انتقامك مني أمرتك بالنسيان وطاوعتني وبعدها حكمت وانتزعتني عن عرشك فكما أخرجته منك يا قلبي أخرجت معه كل شيء فلا أمل بقي يدفئ صوتي و لا حب يمنح شراييني بعض الحياة أيها القلب ما أقساك احتضنتك دوما ..حميتك دوما..دعوت لك ولكنك أعلنت لي العصيان بعد أن عصيتُ كل توسلاتك ليبقى استجبتَ لأوامري ونسيت ،وبعدها .. كرهتني أنشبت خناجرك فيّ دون أي شفقة أنا أعلم أنك لا تشفق علي فمازلت أحتضنك بداخلي وأشعر بجدرانك المجوفة وقشرتك الخشنة كإبرٍ من صقيع لا يذوب أعلم أنك لم تعد تكترث بعذابي فأنت أنا ...وأنا أنت لا مبالاتك للمشاعر..للحب..للوجع رشقتني بعيدا عن عالم الأحياء نحتتني تمثالاً من الشمع فدموعي التي تشفق أحيانا على وجنتيّ بزيارتها مجرد...ماء بلا طعم ولا لون ولا رائحة وبلا أي شعور...تماما مثلك يا قلبي وكل يوم تراود عقلي المخدر بحقن سلطتك التساؤلات لا تستغرب أيها القلب المتحجر عقلي يسأل..يثور..يناقش رغم جبروتك في سلطتك و سطوتك ولكنه يسأل ويثور ويناقش في صمتٍ مدوي..وصرخات صامتة يسأل ويثور ويناقش وهو يعلم أن مطرقة القاضي بيمينك وأن باب السجن بين أصبعيك وأنك حكمت علينا بالسجن المؤبد وبالأعمال الشاقة تحت بشرتي الشمعية التي لا يرى الناس ما تحتها من انهيارات ثلجية..وحمم بركانية ومعارك دامية...وأطلال تحمل كل أنواع الخراب حتى متى أيها القلب الذي ينبض فقط.. لأتنفس.. وأعلم أنك لو استطعت. لاقتلعت هذا مني ولتركت جسدي يتهاوى ليتحطم تمثال الشمع أو ربما لهربت أنت قافزا من بين أضلاعي تهرب الى أين...تهرب الى من... أقسم أني لا أعلم الى أين تريد الهروب فحتى هو .....أخرجته من نطاق حاجتك وأخرجته من نطاق محبتك وأخرجته من نطاق اكتراثك أنا أسمعك الآن تتخبط ..أتريد الكلام؟!!! أيها القلب القاسي ماذا لديك لتقوله لي ألم تنتهي قواميس رشق الصمت في حناياي لتأتي بقواميس أخرى من رشق الكلمات أنا أسمعك تتخبط..أتريد الهروب.. الى من يا قلب.. فلا أم و لا أب و لا أخ و لا أخت ولا صديق تلامس قدماك دربه ولا هو ؟! فإلى من .. و لا تريدني حتى أنا ولا تريد العقل الممتقع ببخار غليان أفكاره ولا تريد المشاعر التي أريقت بعيدا عن ملامحي ولا تريد أناسا ليخاطبوك أنت لا تريد حتى أناسا يفهموك لا تنكر يا قلب.. أنسيت أنا أنت ..وأنت أنا أعلم أنك صخرة جبارة تسحقني وأنك تحمل وشوم كل الأذى ولكنك جبان! أنت حتى لا تريد من يفهم متاهاتك أعلم أنك لا تريدني لأني أفهم حيلك لذا قل لي أيها القلب.. الى من تهرب.. الى من تهرب قل لي.. والماضي يقتل والمستقبل يخيف والحاضر..لا تصفه قافيتي قل لي الى من تهرب وحتى الأم الحنون باعتك قل لي الى من تهرب وحتى أمان الأب جافاك قل لي لمن تهرب أرتجف القلب من بين الضلوع وكأنه لآن أو أشفق على حشرجة صوت ٍ لم تغادر أسوار ملامحي بسط قلبي كفيه .. تنفس من كل زواياه وهمس "سأهرب إلى من وعدني منذ الأزل" "بأن أملي عنده لن يخيب" "أهرب الى من سيعدني وعوداً.." "أقسم أنه سيفي بها" "إذا ركضت إليه" "سأهرب..سأركض" "سأرتمي في كنف الله" "فسواه لن يتلقفني كما أريد" "فسواه لن يتلقفني كما أريد"
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|