عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-15-2011, 05:08 AM
مشرف قسم
أسد العرب غير متواجد حالياً
Egypt     Male
لوني المفضل Darkblue
 رقم العضوية : 6
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 فترة الأقامة : 4661 يوم
 أخر زيارة : 03-01-2018 (05:28 PM)
 العمر : 33
 المشاركات : 2,206 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
تفسير القران الكريم



اخوانى واخواتى اعضاء حبة حب ان شاء الله هبتدى معاكم تفسير القران الكريم
ارجو من الله ان يرزقنى صواب ذلك العمل ارجو منكم الدعاء لى بالرحمه والمغفره


نبدا ببعض المعلومات عن القران الكريم



القـرآن الكريم:
القرآن في اللغة:مَصْدَرُ قرأَ بمعنى تَلا، أو بمعنى جَمع،،
تقول: قَرَأ قَرْءاً وقُرْآناً، كما تقول: غفر غَفْراً وغُفْراناً فعلى المعنى الأول (تلا)
يكون مصدراً بمعنى اسم المفعول؛ أي بمعنى متلوّ وعلى المعنى الثاني (جَمَعَ)
يكون مصدراً بمعنى اسم الفاعل؛ أي بمعنى جامع لجمعه الأخبار والأحكام(1).
والقرآن في الشرع: كلامُ الله تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه
محمد صلى الله عليه وسلم ، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة
الناس قال الله تعالى( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً).
[الإنسان: 23] ،
وقال: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2).
وقد حَمَى الله تعالى هذا القرآن العظيم من التغيير والزيادة والنقص والتبديل،،
حيث تكفَّل عز وجل بحفظه فقال( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
(الحجر:9)
ولذلك مضت القرون الكثيرة ولم يحاول أحدٌ من أعدائه أن يغيرَ فيه، أو يزيد
أو ينقص، أو يبدل إلا هتك الله تعالى ستره، وفضح أمره.
وقد وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة، تدلُّ على عظمته وبركته وتأثيره
وشموله، وأنه حاكم على ما قبله من الكتب.


قال الله تعالى: (

وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)
(الحجر:87) (وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (قّ:1)
وقال تعالى: ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)
(صّ:29 )
(وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
(الأنعام:155) }
( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) (الواقعة:77) }،
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ
أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً



) (الاسراء:9).
وقال تعالى: { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ
اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر:21)
(وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ
آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (التوبة:124 )
( وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ)
(التوبة( 125).
(



وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغ)(الأنعام: من الآية19) }،
(فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً) (الفرقان:52).
وقال تعالى: { َنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}
(النحل: من الآية89)
وقال تعالى: (



وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ
وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ)(المائدة: من الآية48).
والقرآنُ الكريمُ مصدرُ الشريعةِ الإِسلامية التي بُعِثَ بها
محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافَّة، قال الله تعالى:
{ (



تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان:1) }،
{ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى
صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (ابراهيم:1) )
( اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)
(ابراهيم:2).
وسنةُ النبي صلى الله عليه وسلم مصدرُ تشريعٍ أيضاً كما قرره القرآن،
قال الله تعالى:
{



منْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }
(النساء:80) ) { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً}
(الأحزاب: من الآية36) ، { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}
(الحشر: من الآية7) ،
{



قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)



نزول القـرآن:
نزول القرآن نَزل القرآنُ أوَّل ما نزل على رسول الله في ليلة القدر
في رمضان، قال الله تعالى:{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (القدر:1 ) ،
{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} (الدخان:3)
{ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:4)
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}
(البقرة: من الآية185)}
وكان عُمْرُ النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل عليه أربعين سنة
على المشهور عند أهل العلم، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما
وعطاء وسعيد بن المسيِّب وغيرهم وهذه السِّنُّ هي التي يكون بها بلوغ
الرشد وكمال العقل وتمام الإِدراك
والذي نزل بالقرآن من عند الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،
جبريلُ أحدُ الملائكة المقربين الكرام، قال الله تعالى عن القرآن:
{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الشعراء:192)( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ)
(الشعراء:193)
{ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} (الشعراء: 194)(بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ }
(الشعراء:195)
وقد كان لجبريل عليه السلام من الصفات الحميدة العظيمة،
من الكرم والقوة والقرب من الله تعالى والمكانة والاحترام بين الملائكة
والأمانة والحسن والطهارة؛ ما جعله أهلاً لأن يكون رسول الله تعالى
بوحيه إلى رسله قال الله تعالى: { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} (التكوير:19)
{ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ} (التكوير:20)( ُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) (التكوير:21))
(عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (لنجم:5) (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) (لنجم:6)( وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى)
(لنجم:7)
وقال:
(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى
لِلْمُسْلِمِينَ)
(النحل:102)
وقد بيَّن الله تعالى لنا أوصاف جبريل، الذي نزل بالقرآن من عنده
وتدل على عظم القرآن، وعنايته تعالى به؛ فإنه لا يرسل من كان
عظيماً إلا بالأمور العظيمة.

- أول ما نزل من القـرآن
أول ما نزل من القرآن على وجه الإِطلاق قطعاً الآيات الخمس الأولى
من سورة العلق، وهي قوله تعالى: (



اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1)
(خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ) العلق:2 (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) (العلق:3)
(الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (العلق:4)( عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:5)
ثم فتر الوحي مدة، ثم نزلت الآياتُ الخمسُ الأولى من سورة المدثر،
وهي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1) )( قُمْ فَأَنْذِرْ) (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)
(المدثر:3)
( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) (المدثر:4) ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر:5) ففي "الصحيحين":
"صحيح البخاري ومسلم"(1) عن عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي قالت:
حتى جاءه الحقُّ، وهو في غار حراء، فجاءه المَلَكُ فقال: اقرأ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أنا بقارئ
(يعني لستُ أعرف القراءة) فذكر الحديث، وفيه ثم قال:
( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)
إلى قوله (عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) } [العلق: 1 - 5] وفيهما(1)
عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
وهو يحدث عن فترة الوحي: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء"
فذكر الحديث، وفيه: فأنزل الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)قُمْ فَأَنْذِرْ)
(المدثر:2))( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) } إلى ( المدثر: 1 – 5).
وثمت آيات يقال فيها: أول ما نزل، والمراد أوّل ما نزل باعتبار شيء معين
فتكون أوليّة مقيدة مثل: حديث جابر رضي الله عنه في "الصحيحين"(2)
أن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله: أي القرآن أنزل أول؟ قال جابر:
{



يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) } [المدثر: 1] قال أبو سلمة: أنبئت أنه
( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)
[العلق: 1] فقال جابر: لا أخبرك إلا بما قال رسول الله : قال رسول الله :
"جاورت في حراء فلما قضيت جواري هبطت" فذكر الحديث وفيه:
"فأتيت خديجة، فقلت: دثروني، وصبَّوا عليّ ماءً بارداً، وأنزل عليّ:
(



يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) } إلى قول( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) } [المدثر: 1 - 5] "
فهذه الأوَّلية التي ذكرها جابر رضي الله عنه باعتبار أول ما نزل بعد فترة
الوحي، أو أول ما نزل في شأن الرسالة؛ لأن ما نزل من سورة اقرأ ثبتت به
نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما نزل من سورة المدثر
ثبتت به الرسالة في قوله: (



قُمْ فَأَنْذِرْ ) [المدثر: 2]
ولهذا قال أهل العلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم نُبِّئ بـ:
{ اقْرَأْ } [العلق: 1] وأرسل بـ (المدثر) [المدثر: 1]



نزول القـرآن ابتدائي وسببي
ينقسم نزول القرآن إلى قسمين:

القسم الأول: ابتدائي: وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه،
وهو غالب آيات القرآن، ومنه قوله تعالى:
( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ)
(التوبة:75) الآيات، فإنها نزلت ابتداء في بيان حال بعض المنان
وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة بن حاطب في قصة طويلة
ذكرها كثير من المفسرين، وروجها كثير من الوعاظ، فضعيف لا صحة له(3).
القسم الثاني: سببي:وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه
والسبب:
أ -إما سؤال يجيب الله عنه مثل:
( يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجّ)(البقرة: من الآية189)
ب - أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير مثل:
(



وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ)(التوبة: من الآية65)
الآيتين نزلتا في رجل من المنان قال في غزوة تبوك في مجلس:
ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء
يعني رسول الله وأصحابه، فبلغ ذلك رسول الله ونزل القرآن فجاء الرجل
يعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبه
(أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ)(التوبة: من الآية65) (4).
جـ -أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل:
(



قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ
يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة:1} الآيات.



فوائد معرفة أسباب النزول:
معرفة أسباب النزول مهمة جدًّا، لأنها تؤدي إلى فوائد كثيرة منها:
1 - بيان أن القرآن نزل من الله تعالى؛
وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم
يسأل عن الشيء، فيتوقف عن الجواب أحياناً، حتى ينزل عليه الوحي
أو يخفى عليه الأمر الواقع، فينزل الوحي مبيناً له.
مثال الأول: قوله تعالى:
( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (الاسراء:85) ففي "صحيح البخاري"(5)
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
أن رجلاً من اليهود قال: يا أبا القاسم ما الروح؟ فسكت، وفي لفظ:
فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يرد عليهم شيئاً، فعلمتُ أنه يوحى إليه
فقمت مقامي، فلما نزل الوحي قال: (



وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي }
[الإسراء: 85] الآية
ومثال الثاني: قوله تعالى:
(يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَل)
(المنافقون: من الآية8) ، ففي "صحيح البخاري"(1)
أن زيد بن أرقم رضي الله عنه سمع عبد الله بن أُبَي رأس المنان يقول ذلك،،
يريد أنه الأعزُّ ورسول الله وأصحابه الأذل، فأخبر زيد عمه بذلك
فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم زيداً
فأخبره بما سمع، ثم أرسل إلى عبد الله بن أُبَي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا
فصدقهم رسول الله ؛ فأنزل الله تصديق زيد في هذه الآية؛ فاستبان
الأمر لرسول الله
2 - بيان عناية الله تعالى برسوله في الدفاع عنه
مثال ذلك: قوله تعالى:
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)
(الفرقان:32) وكذلك آيات الإِفك؛ فإنها دفاع عن فراش النبي صلى الله عليه وسلم
وتطهيرٌ له عمَّا دنَّسه به الأفَّاكون.
3 - بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم.
مثال ذلك آية التيمم، ففي "صحيح البخاري"(2) أنه ضاعَ عقدٌ
لعائشةَ رضي الله عنها، وهي مع النبي صلى الله عليه وسلم
في بعض أسفاره فأقام النبي صلى الله عليه وسلم لطلبه، وأقام الناس
على غير ماء، فشكوا ذلك إلى أبي بكر، فذكر الحديث وفيه:
فأنزل الله آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن حضير:
ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر والحديث في البخاري مطولاً
4 - فهم الآية على الوجه الصحيح.
مثال ذلك قولهُ تعالى: ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ
أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا)(البقرة: من الآية158)
أي يسعى بينهما، فإنَّ ظاهر قوله: {فلاجناح عليه } [البقرة: 158]
أن غاية أمر السعي بينهما، أن يكون من قسم المباح وفي "صحيح البخاري"
(3) عن عاصم بن سليمان قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا
والمروة، قال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإِسلام أمسكنا
عنهما؛ فأنزل الله تعالى: { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ }
[البقرة: 158]
إلى قوله:
{ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] وبهذا عرف أن نفي الجناح ليس المراد
به بيان أصل حكم السعي، وإنما المراد نفي تحرجهم بإمساكهم عنه
حيث كانوا يرون أنهما من أمر الجاهلية، أما أصل حكم السعي فقد تبين
بقوله: { مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158]

محمد بن صالح العثيمين


الحكمة من نزول القرآن مفرقاً:
من تقسيم القرآن إلى مكي ومدني؛
يتبين أنه نزل على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً ولنزوله
على هذا الوجه حِكَمٌ كثيرة منها:
1 - تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ؛
لقوله تعالى:
( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِك)
(الفرقان: من الآية32)) (الفرقان: من الآية32)
(يعني كذلك نزلناه مفرقاً) لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً : 32) )
(


وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ ) (الفرقان:33).
(

ليصدوا الناس عن سبيل الله ) (إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً )
[الفرقان: 32، 33].
2 - أن يسهل على الناس حفظه وفهمه والعمل به، حيث يقرأ عليهم
شيئاً فشيئاً؛
لقوله تعالى:
( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً)
(الاسراء:106).
3 - تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القرآن وتنفيذه، حيث يتشوق الناس
بلهف وشوق إلى نزول الآية؛
لا سيما عند اشتداد الحاجة إليها كما في آيات الإِفك واللعان.
4 - التدرج في التشريع حتى يصلَ إلى درجة الكمال، كما في آيات الخمر
الذي نشأ الناس عليه، وألفوه، وكان من الصعب عليهم أن يُجَابَهُوا بالمنع
منه منعاً باتًّا، فنزل في شأنه أولاً ؛
قوله تعالى:
(


يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ
وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (البقرة:219).
فكان في هذه الآية تهيئة للنفوس لقبول تحريمه حيث إن العقل يقتضي
أن لا يمارس شيئاً إثمه أكبر من نفعه.
ثم نزل ثانياً قوله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا
مَا تَقُولُونَ)
(النساء: من الآية43)} ، فكان في هذه الآية تمرين على تركه في بعض
الأوقات وهي أوقات الصلوات، ثم نزل ثالثاً قوله تعالى:
(


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ
مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:90)
(


إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ
وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)
(المائدة:91)
(


وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا
أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (المائدة:92)
فكان في هذه الآيات المنع من الخمر منعاً باتًّا في جميع الأوقات
بعد أن هُيِّئت النفوس، ثم مُرِنَت على المنع منه في بعض الأوقات

ترتيب القرآن:
تلاوته تالياً بعضه بعضاً حسبما هو مكتوب في المصاحف ومحفوظ
في الصدور.
وهو ثلاثة أنواع:
النوع الأول:
ترتيب الكلمات بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الآية
وهذا ثابت بالنص والإِجماع، ولا نعلم مخالفاً في وجوبه وتحريم مخالفته
فلا يجوز أن يقرأ:
لله الحمد رب العالمين بدلاً من :
( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2)
النوع الثاني:
ترتيب الآيات بحيث تكون كل آية في موضعها من السورة،
وهذا ثابت بالنص والإِجماع،


وهو واجب على القول الراجح وتحرم مخالفته
ولا يجوز أن يقرأ:
مالك يوم الدين الرحمن الرحيم بدلاً من:
( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)
(الفاتحة) ففي "صحيح البخاري"(1)
أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان رضي


الله عنهم في قوله تعالى:
(
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ
غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ
مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة240) :
قد نسختها الآية الأخرى يعني قوله تعالى:
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ
أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْر)
(البقرة: من الآية234) } وهذه قبلها في التلاوة قال:
فَلِمَ تكتبها؟
فقال عثمان رضي الله عنه: يا ابن أخي لا أغيِّر شيئاً منه من مكانه.
وروى الإِمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث عثمان
رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه


السُّوَر ذوات العدد
فكان إذا نزل عليه الشيء، دعا بعض من كان يكتب، فيقول:
ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا.
النوع الثالث:
ترتيب السُّوَرُ بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف
وهذا ثابت بالاجتهاد فلا يكون واجباً وفي "صحيح مسلم"(2)
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم
ذات ليلة، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران،
وروى البخاري .. تعليقاً عن الأحنف: أنه قرأ في الأولى بالكهف،
وفي الثانية بيوسف أو يونس، وذكر أنه صلى مع عمر بن الخطاب
الصبح بهما.
قال شيخ الإِسلام ابن تيمية: "تجوز قراءة هذه قبل هذه، وكذا في الكتابة
ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة رضي الله عنهم في كتابتها، لكن لمَّا
اتفقوا على المِصْحَف في زمن عثمان رضي الله عنه، صار هذا مما
سَنَّه الخلفاء الراشدون، وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب اتباعها" اهـ.

5 - كتابة القـرآن وجمعه
لكتابة القرآن وجمعه ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى:
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان الاعتماد
في هذه المرحلة على الحفظ أكثر من الاعتماد على الكتابة؛ لقوة الذاكرة
وسرعة الحفظ وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة، ولذلك لم يجمع في مصحف
بل كان من سمع آية حفظها، أو كتبها فيما تيسر له من عُسُب النخل
ورقاع الجلود، ولِخاف الحجارة، وكِسر الأكتاف وكان القراء عدداً كبيراً.
ففي "صحيح البخاري" عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سبعين رجلاً يقال لهم: القرَّاء
فعرض لهم حيَّان من بني سليم رِعل وذكوان عند بئر معونة فقتلوهم
وفي الصحابة غيرهم كثير كالخلفاء الأربعة، وعبد الله بن مسعود
وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن


جبل
وزيد بن ثابت، وأبي الدرداء رضي الله عنهم.
المرحلة الثانية:
في عهد أبي بكر رضي الله عنه في السنة الثانية عشرة
من الهجرة وسببه أنه قُتِلَ في وقعة اليمامة عددٌ كبيرٌ من القراء منهم
سالم مولى أبي حذيفة؛ أحد من أمر النبي صلى الله عليه وسلم
بأخذ القرآن منهم.
فأمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه لئلا يضيع، ففي "صحيح البخاري"
أن عمر بن الخطاب أشار على أبي بكر رضي الله عنهما بجمع القرآن
بعد وقعة اليمامة، فتوقف تورعاً، فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله
صدر أبي بكر لذلك، فأرسل إلى زيد بن ثابت فأتاه، وعنده عمر ..
فقال له أبو بكر: إنك رجلٌ شابٌّ عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي
لرسول الله فَتَتَبَّع القرآن فاجمعه،
قال: فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللِّخاف وصدور الرجال،
فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته،
ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما رواه البخاري مطولاً
وقد وافق المسلمون أبا بكر على ذلك وعدُّوه من حسناته
حتى قال علي رضي الله عنه: أعظم الناس في المصاحف أجراً أبو بكر
رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله.
المرحلة الثالثة: في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه
في السنة الخامسة والعشرين، وسببه اختلاف الناس في القراءة بحسب
اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة رضي الله عنهم فخيفت الفتنة
فأمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد؛
لئلا يختلف الناس، فيتنازعوا في كتاب الله تعالى ويتفرقوا.
ففي "صحيح البخاري" أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان من فتح
أرمينية وأذربيجان، وقد أفزعه اختلافهم في القراءة، فقال:
يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف
اليهود والنصارى..
فأرسل عثمان إلى حفصة، أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف
ثم نردها إليك، ففعلت، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير،
وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في
المصاحف وكان ..زيد بن ثابت أنصاريًّا والثلاثة قرشيين
- وقال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين:
إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛
فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف
رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا
وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرق.
وقد فعل عثمان رضي الله عنه هذا بعد أن استشار الصحابة رضي الله عنهم
لما روى ابن أبي داود.. عن علي رضي الله عنه أنه قال: واللهِ ما فعل
الذي فعل في المصاحف
إلا عن ملإٍ مِنَّا، قال: أرى أن نجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة
ولا اختلاف، قلنا: فَنِعْمَ ما رأيت.
وقال مصعب بن سعد : أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان
المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد، وهو من حسنات
أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه التي وافقه المسلمون عليها
وكانت مُكَمِّلة لجمع خليفة رسول الله أبي بكر رضي الله عنه.
والفرق بين جمعه وجمع أبي بكر رضي الله عنهما أن الغرض


من جمعه
في عهد أبي بكر رضي الله عنه تقييد القرآن كله مجموعاً في مصحف
حتى لا يضيع منه شيء دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد؛
وذلك أنه لم يظهر أثرٌ لاختلاف قراءاتهم يدعو إلى حملهم على الاجتماع
على مصحف واحد.
وأما الغرض من جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن
كله مجموعاً في مصحف واحد، يحمل الناس على الاجتماع عليه لظهور
الأثر المخيف باختلاف القراءات.
وقد ظهرت نتائج هذا الجمع حيث حصلت به المصلحة العظمى للمسلمين
من اجتماع الأمة، واتفاق الكلمة، وحلول الأُلفة، واندفعت به مفسدة كبرى
من تفرق الأمة، واختلاف الكلمة، وفشو البغضاء، والعداوة
وقد بقي على ما كان عليه حتى الآن متَّفقاً عليه بين المسلمين متواتراً
بينهم، يتلقاه الصغير عن الكبير، لم تعبث به أيدي المفسدين
ولم تطمسه أهواء الزائغين فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين.


محمد بن صالح العثيمين

 

الموضوع الأصلي : تفسير القران الكريم     -||-     المصدر : منتديات حبة حب     -||-     الكاتب : أسد العرب



 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس