عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2012, 10:49 AM   #4
مشرف قسم


أسد العرب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 العمر : 33
 أخر زيارة : 03-01-2018 (05:28 PM)
 المشاركات : 2,206 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



4- خديجة بنت الإمام سحنون
(تُوفـِّـيَت فـي حدود سنة 270 هـ )

خلال فترة ازدهارها العلمي ونبوغ حضارتها أنجبتِ «القيروان» جهابذة من العلماء الفقهاء والشعراء والأدباء بلغوا مراتب سامية وشأْوًا بعيدًا.
هؤلاء الأعلام لم يكونوا من الرجال «الذكور» فحسب بل إن المرأة بلغت علمها وأدبها مراتب عُلْيَا.
ومن بين ما تذكرهن المراجع التاريخية والقصص «خديجة بن الإمام عبد السلام سَحْنون بن سعيد التنُّوخي» (160 هـ ـ 240 هـ)، صاحب «المُدوَّنة» [في مذهب الإمام مالك] ورائد المدرسة المالكية في افريقية والغرب الإسلامي.
اسمها ونسبها
هي العالمة الجليلة السيدة خديجة بنت الإمام عبد السلام سحنون –بفتح السين المهملة وضمها مع سكون الحاء وضم النون– بن سعيد التنّوخي (160هـ – 240هـ)، صاحب «المُدَوَّنة» ورائد المدرسة المالكية في إفريقية والغرب الإسلامي.
صفاتها وشمائلها:
قال عنها الإمام القاضي عياض في كتابه «ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك»:
« كانت خديجة عاقلة عالمة ذات صيانة ودِين، وكان نساء زمانها يستفتيْنَها في مسائل الدين ويقتَدِين بها في معضلات الأمور».
وذلك لِمَا منحها الخالق جلّ ثناؤه من كمال العقل والمدارك العالية.
وكان أبوها يحبّها حبّا شديدا ويستشيرها في مهمّات أموره حتّى أنه لما عُرِضَ عليه القضاء، لم يقبله إلا بعد أخْذِ رأيها.
وكانت في بيت سحنون مكتبة عظيمة تغذَّتْ منها خديجة وأخوها، تحتوي على ما سمعه سحنون في مصر والمدينة من الحديث والمسائل الفقهية، وكان سحنون يتباهى بما دوّنه من كتب وما اقتناه منهما كما يظهر في تراجمه.
ولم تأخذ خديجة من أبيها علمه وفقهه فقط، بل تحلَّتْ أيضًا بأخلاقه وخصاله التي قلما اجتمعت في غيره، كما ذكر القاضي عياض. منها: الورع والكرامة والزهد في الدنيا والملاحة مع رقة القلب وغزارة الدمعة والخشوع الظاهر والتواضع وسلامة الصدر وكرم الأخلاق.
يقول القاضي عياض في «ترتيب المدارك»:
«فسار - يعني الإمام سحنون - حتى دخل على ابنته خديجة، وكانت من خيار الناس، فقال لها اليوم ذبح أبوك بغير سكين». وكذا كان يفعل أخوها محمّد بعد وفاة أبيها.
اتصفت خديجة بالعلم كما ذكر القاضي عياض، وطبيعة أنها استمدَّت معارفها من والدها.
تَرْكُــــها الزواج
قال أبو داود العطار: «أرسلني أبو جعفر أحمد بن لبدة ابن أخي القاضي سحنون لأخطُب له خديجة من أبيها، وكانت من أحسن النساء وأعقلهنّ.
فذكرتُ ذلك لسحنون فقال لي: همَمْتُ بذلك، وسكت، ثم أتاه ابنه محمد فاستشاره ولم يجب الخطبة [يعني لم يوافق] ثم تُوفِّي سحنون فأرسلني ابن لبدة إلى محمد [يعني ابن سحنون] فذكرت ذلك له فقال: كيف أتجاسر على ما لم يصنعه أبي؟ فسكت عنه حتى تُوفِّيَ محمد، فأرسلني إليها فقالت لي: «ما لم يصنع أبي وأخي أنا أصنعه؟ لا أفعل أبدا».
وإنما منع خديجة من الزواج بقريبها العالم: الحياءُ والحِشْمة التي فُطِرَتْ عليها، وكأنها أرادت احترام نيّة والدها وأخيها، ولو أدّى ذلك الانقباض إلى تضحية شبابها والاقتصار على إشغال حياتها بما يرضي الربّ من صلاة وعبادة ونصيحة وإفادة.
ويبدوا أن سحنون وابنه قد رفضا يد أحمد بن لبدة بعد استشارة خديجة، ولم يكن لها الإباء دون موافقتها كما تنص عليه الشريعة الاسلامي، وهما الإمامان الكبيران.
ولعل خديجة كانت مُتبتِّلة مثل رابعة العدوية(1) التي خطبها كثيرون لورعها ونقاها وصباحة وجهها والنور المشع من شخصها، لكنها ردتهم خائبين.
وفــاتــها
ماتت وهي بِكْر في حدود سنـة 270 هـ، ودُفِنتْ حَذْوَ أبيها وأخيها بمقبرتهم المشهورة بهم قُرْبَ فَسْقية «الأغالبة» ومقام الصحابي أبي زمعة البلوي خارج مدينة القيروان(2).
-------- حاشية ----------
(1) لم أذكر «رابعة العدوية » في هذا الكتاب لكوني لم أقف على مصدر أعتمد عليه في كونها لم تتزوج! ولم يصلْنا من أخبارها الموثَّقة إلا القليل من زهدها ووعظها وحسب، ولم أجد فيما صحَّ لي من أخبارها ما يصلح لإدراجها هنا.
وإنما أقول ذلك حتى لا يظن البعض أننا غفَوْنا عن ذكرها وهي على شرطنا.
(2) نقلا عن مقالة: «نساء ملأن الدنيا: خديجة بنت الإمام سحنون رائدة زمانها» للأستاذ ناجح الزغدودي. وهي منشورة في «جريدة الشروق التونسية ». على شبكة المعلومات الدولية.
وكذا عن مقالة: « خديجة بنت الإمام سحنون ». بقلم : الدكتور أحمد الطويلي. وهي منشورة شبكة المعلومات. ويراجع للمزيد: « «شهيرات التونسيات» [ص47] حسن حسني عبد الوهاب، و« ترتيب المدارك وتقريب المسالك» [4/ 222] للقاضي عياض.
اللهم اشْفِ غيظنا من بشار الأسد وأعوانه، اللهم اجعلهم يتمنَّون الموتَ فلا يجدونَه!
اللهم استجب دعوتي فإنك تعلم أني أكاد أموتُ كمَدًا !
لم يُخْلَقِ الدَّمْعُ لامرئٍ عبَثًا ... الله أدْرَى بِلَوعةِ الحَزَنِ


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس