أما أهم أسباب الفشل الكلوي فهي.. كما يقول د. عوض تعود إلي أسباب وراثية تظهر في الصغر وأخري ناتجة عن أمراض تظهر مع التقدم بالسن.. فالأسباب الوراثية تتمثل في تكيس الكلي و كذلك العيوب الخلقية في مجري البول حيث ينتج عن ذلك صعود جزء من البول، بما يحويه من ميكروبات إلي الكلي الأمر الذي يؤدي إلي التهابهما وبالتالي حدوث الفشل الكلوي.
وعن الأمراض التي تظهر مع التقدم في السن فيعتبر أن مرضي السكري وارتفاع ضغط الدم قد يسببان الفشل الكلوي في حال تأخر علاجهما لمدة تزيد عن 10 سنوات بالإضافة إلي بعض الأدوية الضارة بالكلي وبعض أمراض اضطرابات أجهزة المناعة مثل الذئبة الحمراء.
ويشير د. عوض إلي أن تشخيص مرض الفشل الكلوي يتم بعدة طرق منها تحليل البول لمعرفة كمية البروتين وخلايا الدم فيه وملاحظة أي تغير أو ترسبات في البول وانزيمات الكلي في الدم، كما يمكن إجراء الأشعة التلفزيونية لمراقبة حجم الكلي وشرايينها وشكلها والتغيير الذي طرأ عليها ويمكن أيضاً إجراء اشعة بالكمبيوتر أو بالمغناطيس خاصة علي شرايين الكلي بالإضافة إلي إمكانية التصوير بالطب النووي كونه يساعد في تشخيص حالات كثيرة من أمراض الكلي، كما يمكن أخذ خزعة من نسيج الكلي لدراستها في المختبر وتحديد مرض الكلي بشكل دقيق.
أعراض الفشل الكلوي
أما عن أهم مظاهر وأعراض اعتلال الكلي فيقول د. عوض إن الكلي قد تصاب بالمرض دون أن ينتبه المريض لذلك، كما أنه في الغالب لا تظهر أي أعراض لإصابة الكلي إلا بعد حدوث الفشل الكلوي بالكامل، ومع ذلك فإن هناك بعض الشواهد المبكرة التي تنبيء عن حدوث المرض وأهمها وجود زلال بروتين في البول وارتفاع ضغط الدم وحصول تدهور في وظائف الكلي بالإضافة إلي تورم الساقين وحدوث تشنجات عضلية بهما وزيادة الرغبة في التبول خاصة في الليل.. وكذلك تقل الحاجة إلي الأنسولين أو الأقراص المخفضة للسكر إلي جانب الشعور بالغثيان والقيء وحدوث ضعف عام وشحوب فقر الدم.. كما يصاحب ذلك عادة زيادة في احتمالات إصابة القلب والجهاز الدوري واعتلال الشبكية واعتلال الأعصاب.
وحول المراحل التي يمر بها مرض الفشل الكلوي يوضح د. عوض أن مراحل المرض تعتمد علي المسبب فإذا كان السبب التهاباً في الحويصلات الكلوية فإن الإصابة بالفشل الكلوي تكون خلال عدة شهور، ولكن إذا كان السبب هو مرض السكري فإن الاصابة بالفشل الكلوي قد تتم بعد 20 - 25 سنة وهنا تبرز أهمية المراحل لأن مريض الكلي يمر بمرحلة أولي يزيد فيها حجم الكلي وفي المرحلة الثانية يبدأ ترسب البروتين في البول وهذا يحتاج إلي فحص خاص لاكتشافه ولذلك ننصح المريض الذي أصيب بمرض السكر لمدة تتجاوز خمس سنوات، بضرورة إجراء الفحص الطبي الخاص بذلك.. وفي المرحلة الثالثة نلاحظ خروج زلال بكميات كبيرة في البول.. أما في المرحلة الرابعة فتبدأ أنزيمات الكلي والبولينا في الدم بالارتفاع وفي المرحلة الخامسة تصبح عملية غسيل الكلي ضرورة لابد منها.
معالجة الفشل الكلوي
ويتابع د. عوض حديثه عن الفشل الكلوي ويقول إنه وبالرغم من عدم وجود شفاء مطلق لهذا المرض إلا أنه تتوافر أربع طرق رئيسية للعلاج وهي الغسيل البريتوني المستمر المتنقل capd والغسيل البريتوني الأوتوماتيكي apd وغسيل الدم hd وزراعة الكلي ويضيف أن معظم المرضي سوف تكون لديهم تجربة في جميع أنواع العلاج في وقت ما.
وعن كيفية تحديد نوع الغسيل المناسب لكل مريض يقول إن اتخاذ القرار بتحديد أي الأنواع المناسبة لحالة المريض يعتمد علي عوامل كثيرة مثل السن وأسباب الفشل الكلوي والحالات المرضية الأخري التي يعاني منها المريض وكذلك طبيعة حياته.
الغسيل البريتوني
ويوضح د. عوض ان هذا النوع من الغسيل يعتمد علي الغشاء البريتوني الطبيعي والموجود اصلاً داخل جسم الانسان بحيث يعمل هذا الغشاء كفلتر وذلك بأسباب سوائل الديلزة داخل التجويف البريتوني من خلال انبوبة صغيرة بلاستيكية مرنة تثبت بشكل دائم في البطن عن طريق عملية بسيطة ويكون طول هذه الأنبوبة حوالي 15 سم خارج البطن لتوفير طريقة للتواصل مع اكياس السوائل المستعملة في الديلزة.
ويضيف أن هذا النوع من الغسيل يقسم الي نوعين الأول هو الغسيل البريتوني المستمر المتنقل capd والثاني هو الغسيل البريتوني الأوتوماتيكي.
أما الغسيل البريتوني المستمر المتنقل capd فيتم من خلاله تغيير السوائل الموجودة في التجويف البريتوني عن طريق عمل غيار يدوي للأكياس بحيث يمكن اجراؤه في اي مكان نظيف سواء في المنزل او العمل او المدرسة او حتي في الاجازات ويعتمد هذا النوع علي الجاذبية لاخراج السوائل المستعملة خارج التجويف البريتوني واستبدالها بسوائل جديدة.
وأشار الي ان معظم مرضي capd يحتاجون الي 4 غيارات في اليوم بحيث يتم في كل غيار وصل كيس الديلزة والتفريغ بالقسطرة لكي يتم تفريغ السائل المستهلك الموجود داخل البطن في كيس التفريغ الموضوع علي الأرض، ومن ثم يمسح بإدخال السوائل الجديدة عن طريق كيس معلق فوق مستوي الكتفين وتستغرق هذه العملية من 10 - 20 دقيقة للتفريغ و 10 دقائق تقريباً لوضع السوائل الجديدة.
ويؤكد د. عوض انه يجب علي المريض ان يحدد وقتاً لتغيير الكيس يومياً كما يجب تخصيص مكان لحفظ المواد والأكياس في المنزل. كما يحتاج ايضا الي قسطرة دائمة توضع في البطن، لذلك من الضروري ان يدرك المريض ان هناك ثمة مخاطر لحدوث التهاب في البطن او في مكان خروج القسطرة من الجسم وبالتالي يجب الحفاظ علي النظافة بشكل دائم.
وعن الغسيل البريتوني الأوتوماتيكي apd يقول د. عوض ان هذا النوع من الغسيل يستخدم فيه جهاز لتغيير السوائل وتتم هذه العملية في البيت خلال فترة الليل عندما يكون المريض نائماً حيث يقوم جهاز ال apd بالتحكم في وقت التغيير. ويوضح ان هذا الجهاز يقوم بإفراغ السائل المستهلك ثم تعبئة التجويف البريتوني بالسائل الجديد لان معظم المرضي يحتاجون لبقاء السوائل في البطن خلال فترة النهار والبعض يحتاج الي غيار اضافي خلال اليوم وذلك للتأكد من حصول الغسيل المناسب.
ويؤكد د. عوض ان هذا النوع من الغسيل هو الافضل لمعظم المرضي لأنه يريحهم من عملية التغيير خلال النهار فهو يوفر علاجاً مثالياً لأولئك الذين لديهم عمل منتظم كطلاب المدارس وربات البيوت وأولئك الذين يحتاجون شخصاً ليساعدهم علي القيام بعملية الغسيل.
الغسيل الدموي
ويقول د. عوض انه قبل البدء بعملية الغسيل الدموي يحتاج المريض لعملية بسيطة لعمل الوصلة الشريانية تحت الجلد في الذراع عادة بحيث يقوم الجراح بتوصيل شريان مع وريد ويوضح انه خلال عملية الغسيل الدموي يتم وضع ابرتين في هذه الوصلة وتوصيل هذه الابر بالانبوب الذي يحمل الدم الي الجهاز ويتم سحب الدم عن طريق احدي الإبر وادخاله الي الفلتر ثم يعاد الي الجسم عن طريق الابرة الاخري وتكون كمية الدم خارج الجسم قليلة في اي وقت من الاوقات، وفي نهاية الجلسة التي تستغرق 3-5 ساعات يتم ازالة الابر ووضع لاصق مكانها علي ذراع المريض ويضيف انه يمكن عمل الغسيل الدموي في وحدة للغسيل في المستشفي او في مركز للعناية الشخصية او في المنزل.
ففي وحدة الغسيل في المستشفي تقوم الممرضة بإدخال الإبر في ذراع المريض ومتابعة عملية الغسيل ويحتاج المريض هنا الي المواظبة علي برنامج ثابت والذهاب الي الوحدة 3 مرات اسبوعياً.
وفي مركز العناية الشخصية يكون دور المريض اكثر فاعلية في العلاج حيث يقوم بتحضير الجهاز وادخال الابر في يديه وضبط سرعات المضخة وقياسات الجهاز، ومن ثم مراقبة العملية تحت اشراف فريق مختص وهنا ايضا يجب الالتزام ببرنامج ثابت والذهاب الي المركز 3 مرات اسبوعياً.
اما في المنزل فيقوم المريض بعملية الغسيل الدموي بمساعدة شخص اخر ولمعرفة ما يجب عمله يجب ان يتم تدريب المريض لمدة شهرين او ثلاثة قبل البدء بعملية الغسيل الدموي في المنزل، كما يجب ان يتم تخصيص مكان في المنزل للجهاز ولمخزون المواد الخاصة به.
ويوضح د. عوض ان المريض الذي يقوم بعملية الغسيل الدموي سواء في المستشفي او المركز او المنزل يجب عليه اتباع نظام غذائي دقيق حتي يتمتع بصحة جيدة كما يحتاج الي فحص ومتابعة وريد الغسيل كل يوم لاحتمال حدوث التهاب او تجلط. كما يمكن ان يشعر بعض المرضي بصداع وتقلص في العضلات او غثيان اثناء العلاج.
التبرع بالكلي
من جهته يوضح د. الفاضل الملك استشاري جراحة المسالك البولية وزرع الكلي بمؤسسة حمد الطبية ان اي شخص يستطيع التبرع بالكلي في حال تمتعه بالرغبة الصادقة في التبرع لانقاذ حياة قريب بدون توقع اي مقابل مادي لذلك بالاضافة الي الاهلية وهنا يبرز جانبان اولهما:
الأهلية العقلية والنفسية حيث يجب ان يكون الشخص في حالة عقلية ونفسية تمكنه من اتخاذ قرار مثل هذا بعد فهم ما يترتب علي مثل هذا القرار.
ويتم التقرير في ذلك بعد المقابلة الشخصية المطولة مع المتبرع، واذا استدعي الامر قد يتم تحويله الي جهات الاختصاص من اطباء نفسيين لتقرير ذلك.
اما الجانب الثاني فهو الأهلية الجسدية كأن يكون عمر المريض اكثر من 18 عاما اي ان يكون في سن التمتع باتخاذ قرارات بدون ولي امر ودون الستين في العادة وان تكون صحته العامة جيدة ولا يعاني من امراض مزمنة قد تجعل عملية التبرع ذات خطورة زائدة وألا يعاني من اي امراض في الكلي او المسالك البولية. بالاضافة الي خلّوه من الأمراض التي قد تؤدي علي المدي البعيد الي التأثير علي وظائف الكلي كضغط الدم المرتفع او مرض السكر.
من يستفيد من زراعة الكلي
اما عن الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة من الزرع فيقول د. الفاضل ان بعض مرضي الفشل الكلوي ليسوا مناسبين لزراعة الكلي ومثالاً لذلك المرضي الذين يعانون من امراض القلب المستعصية
والأمراض السرطانية والالتهابات الخطرية واكد ان العمر المتقدم للمريض لايمنع من الاستفادة من عملية زراعة الكلي ولكن من ناحية عامة تقل قدرة كبار السن علي تحمل العملية الجراحية والعقاقير التي تستعمل بعد زراعة الكلي، في حين ان باقي المرضي يمكن اجراء عملية الزراعة لهم اذا وجد المتبرع المناسب وبعد ان يلتزموا بأخذ العلاجات المطلوبة واتباع ارشادات الاطباء.
واضاف د. الفاضل انه لايمكن اجراء عملية زراعة الكلي لمريض الفشل الكلوي قبل وصوله لمرحلة الغسيل مما يوفر عليه المصاعب التي تصاحب غسيل الكلي.
وحول الفحوصات التي تجري لمريض الفشل الكلوي فبل الزراعة قال انه يتوجب تناسق فصيلة الدم وفحص الانسجة بين المتبرع والمريض حتي لايرفض جهاز المناعة الكلية الجديدة.
تناسق فصيلة الدم
اما بالنسبة لفصائل الدم فهناك اربع فصائل رئيسية وهي a,b,ab,o حيث يمكن للمريض صاحب فصيلة معينة ان يتقبل كلية من الفصائل المبينة ادناه:
المريض------o--------a--------b---------------ab
المتبرع------o-------a,o-----b,o----a,b,ab,o
وفيما يتعلق بتناسق الانسجة فيوضح د. الفاضل ان هناك (3) أقسام رئيسية هي (dr,b,a) ولكل منها حوالي العشرين فصيلة وهذا يعني ان هناك المئات من تشكيلات الانسجة مما يجعل التناسق بينها اكثر تعقيدا بين فصائل الدم ومع ازدياد درجة التناسق في فحص الانسجة بين المريض والمتبرع تزداد فرصة عمل الكلي وعمرها ولكن ليس هناك ضمان كامل بعدم رفض الكلية حتي لو كان تناسق الانسجة متطابقا تماما.
ويشير د. الفاضل الي أهمية اجراء فحص الفيروسات مثل فيروسات الكبد المعدية والايدز و(السايتو مقالوفايرس) لان الفيروسات قد تكون موجودة في مريض الفشل الكلوي او الكلية الجديدة وتنشط بعد الزراعة، كما يتم فحص البول ووظائف الكلي وتخطيط القلب وفحصه بالموجات الصويتة وصورة اشعة الصدر وقد يستدعي الامر اجراء فحوصات اكثر تعقيدا كالتصوير الملون لشرايين القلب والكلي وفحص الكليتين بالموجات الصوتية.
نتائج عملية الزرع
وعن النتائج المتوقعة لعملية زراعة الكلي من متبرعين اقارب يقول د. الفاضل انه وبعد مايقارب نصف قرن من التجربة في زراعة الكلي فان النتائج اصبحت الان ممتازة من ناحية وظيفة الكلي والمشاكل المتوقعة أو تأهيل المريض اجتماعيا ووظيفيا.
فغالبية المرضي الان يتوقع ان تكون حياتهم بعد الزراعة طبيعية الي حد كبير وتستمر كذلك الي ما فوق عقد الي عقدين من الزمان.
غير ان ذلك يعتمد علي حرص المريض علي تعاطي العقاقير المقررة بصفة منتظمة، والمراجعة حسب الموعد بصورة دقيقة حيث ان هؤلاء المرضي يحتاجون الي تعديل الجرعات او زيادة او حذف علاج من وقت لآخر حتي تكون حياتهم منظمة ومنضبطة الي حد كبير.
مضاعفات الزرع
ويضيف د. الفاضل ان هناك بعض المضاعفات التي تصيب المريض بعد الزراعة ولعدد محدود جدا من المرضي، بيد ان المريض لابد ان يكون ملما بها قبل الدخول في مشروع زراعة الكلي وكذلك المتبرع.
ويمكن تقسيم المضاعفات هذه الي آنية، في اول ثلاثة اشهر وآجلة، فيما بعد الاشهر الثلاثة الأولي، اما المضاعفات الآنية وهي تتعلق بالجراحة في غالبها كالتهاب الجروح والنزف وجلطات الساقين وغيرها وهي في ذلك مثل كل الجراحات الأخري كذلك يمكن ان يحدث مايسمي باللفظ الحاد للكلية المزروعة وهذا عادة ما يستجيب للعلاج بالعقاقير ولايشكل خطورة علي المريض او الكلية.
ولا بد من من التنويه الى ان عددا محددا من المرضي قد يفقدون الكلية المزروعة اثناء الزرع او بعده بمدة قصيرة جراء بعض هذه التعقيدات.
اما بالنسبة الي التعقيدات الآجلة، وبعضها مايتعلق بالجراحة كتضييق الحالب، او الاوعية الدموية في الكلية المزروعة وهي في العادة يمكن علاجها بالجراحة.
اما في غالبها فهي تتعلق اما بالتعقيدات الناتجة عن تعاطي تثبيط المناعة لمدة طويلة او باللفظ المزمن للكلية المزروعة.
اما التعقيدات المتعلقة بالعقاقير فتعتمد بطبيعة الحال علي نوع العقاقير التي يتعاطاها المريض والغالبية العظمي تتعلق بنقص مناعة المريض النسبية والتي تكون سببا في الالتهابات المتكرررة سواء كانت بكتيرية او فيروسية وكذلك سببا في بعض انواع الامراض الخبيثة وبصفة اساسية تلك التي تصيب الجلد او الجهاز اللمفاوي في الجسم ويضاف الي ذلك.
- هشاشة العظام بالذات بنتيجة الجرعات العالية من عقار الكورتزون وكذلك بعض التعقيدات البسيطة التي تنتج عن عقاقير بعينها كزيادة نمو الشعر وتورم اللثة مع عقار السيكلو سبورين مثلا.
وعن اللفظ المزمن يقول د. الفاضل انه المصير المحتوم لكل كلية مزروعة ماعدا تلك المنقولة في توأم الي شقيقه التوأم المتطابق تماما - وكثير من المرضي الذين يزرعون الكلي يعتقدون خطأ ان هذا هو الحل النهائي لكن اذا امتد العمر بصاحب الكلية المزروعة فلابد من حصول اللفظ المزمن حتي بعد عقدين او ثلاثة من الزمن يوضح انه حتي الآن فان الفهم العلمي لهذه الظاهرة غير مكتمل تماما بيد انه من المؤكد ان درجة تطابق الانسجة بين المتبرع والزارع لها معول كبير في تأخير هذا المصير المحتوم.. وهذا هو مايفسر تفضيل الاقارب علي غير الاقارب في التبرع اذا كانت كلية القريب بالدم تؤمن حالة مستقرة لوقت اطول بكثير من كلية غير القريب علي المدي البعيد.
ويعرض د. الفاضل بعض النصائح لكل من المتبرع والمريض بعد الزراعة فبالنسبة الي المتبرع بكلية يمكنه عادة ان يعيش حياة عادية دون أي تغيير في نمطها ما دامت عملية اختيار المتبرع قد تمت حسب الأسس العلمية ودون أي تجاوزات. اذ ان كثيراً من الناس يفقدون إحدي الكليتين نتيجة مرض في المسالك البولية أو اصابة، ثم يعيشون حياة عادية ويبقي الشيء الوحيد الذي نصر عليه هو الاكثار في تناول السوائل خاصة في أشهر الصيف وخصوصاً اذا كان الشخص ممن يعرضون أنفسهم لحرارة الجو لطبيعة أعمالهم.
المتلقي للكلية
أما بالنسبة للمريض المتلقي للكلية فإنه عادة ما يكون تحت المراقبة اللصيقة في العام الأول بعد الزرع نسبة لأن غالبية التعقيدات المذكورة أعلاه تحصل في العام الأول .. بعد ذلك تتباعد مدة المراجعات لكنها لا تنقطع مدي الحياة وهذا هو المهم لأنه ومن خلال هذه المراجعات سيقوم الطبيب باجراء ما تمليه الضرورة حسب حالة المريض- ولابد ان يفهم المريض ان عقاقير تثبيط المناعة يجب أن تؤخذ مدي الحياة إلا اذا أزيلت الكلية لسبب أو آخر ونفس الشيء ينطبق علي كل العقاقير التي تقرر للمريض سواء كانت لعلاج ضغط الدم المرتفع، مرض السكري أو أي أمراض أخري قد يعاني منها المريض.
الكلى والسكري
ومن جهتها أوضحت د. آمال آدم من الجمعية القطرية لمرضي السكري ان مرض السكري يعتبر حالة مرضية مزمنة تحدث كنتيجة لوجود مشاكل تتعلق إما بإفراز الأنسولين أو بطبيعة عمله داخل الجسم، فاذا توقف البنكرياس عن إفراز الأنسولين يتسبب ذلك في حدوث السكري من النوع الأول، واما اذا كان الجسم غير قادر علي الاستفادة من الأنسولين بالصورة المطلوبة فإن ذلك يتسبب في حدوث السكري من النوع الثاني.
ورغم ان السكري لا يمكن علاجه نهائياً إلا انه يمكن السيطرة عليه من خلال التشخيص المبكر واستخدام العلاج المناسب واتباع نصائح وارشادات الطبيب وتبني نمط صحي للحياة.
وعن أهم المضاعفات الناتجة عن مرض السكري توضح.. د. آمال ان عدم تنظيم نسبة السكر في الدم يؤدي الي حدوث مضاعفات خطيرة علي المدي الطويل أهمها:
- اعتلال الكلي والذي يمكن ان يؤدي الي حدوث الفشل الكلوي.
- اعتلال الشبكية والذي يمكن أن يؤدي الي فقدان البصر.
- اعتلال الأعصاب والذي يمكن ان يؤدي الي حدوث مشاكل بالدورة الدموية وتتسبب في حدوث الذبحة الصدرية والجلطة القلبية والسكتة الدماغية.
أما عن كيفية حدوث اعتلال الكلي بسبب السكري تقول: ان الكلي من أهم أعضاء جسم الانسان وهي تعمل كمرشح لتنقية الدم من السموم، ونقل الدم الي بقية أعضاء الجسم. ومرض الفشل الكلوي هو فقدان الكلي لجزء كبير من وظائفها الحيوية مثل التخلص من نواتج الهضم الضارة بالجسم والذي يحدث نتيجة لوجود السكر في الدم بنسبة كبيرة يؤدي الي ترسب مواد غريبة شبيهة بالمواد الكربوهيدراتية علي جدران الشعيرات الدموية وكذلك داخل أنسجتها، وينتهي الأمر بأن تتصلب الشرايين الكلوية.
وحول أهم الفحوصات التي تظهر فيما اذا كان مصاب السكري مريضاً بالفشل الكلوي فتقول د. آمال انه يجب اجراء تحليل يبين وجود زلال في البول بالاضافة الي تحليل آخر للكشف عن وظائف الكلي.
وتعتبر مدة الاصابة بالسكري من أهم العوامل التي تسبب اعتلال الكلي عند مصابي السكري بالاضافة الي وجود تاريخ مرضي في العائلة أو وجود عوامل جينية والارتفاع الملحوظ والمستمر لنسبة السكر بالدم، الي جانب ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون وكذلك ظهور الزلال بالبول والتدخين.
تجنب الإصابة بالفشل الكلوي
وتوضح د. آمال انه يمكن لمرضي السكري تجنب الاصابة بالفشل الكلوي بالمحافظة علي معدلات مناسبة لنسب السكر بالدم والمحافظة علي ضغط الدم بالاضافة الي التقليل من الدهون والبروتين في الوجبات الغذائية وتجنب التدخين والكحول، الي جانب علاج أي التهابات بالجهاز البولي والحرص علي فحص الزلال بالبول علي الأقل مرة واحدة سنوياً والرياضة تحت اشراف الطبيب المعالج.
أما النصائح التي يمكن ان تقدمها لمصابي السكري بالفشل الكلوي بعد الزرع فتتمثل بأن يستمر المريض في أخذ العلاج الموصوف له بانتظام وعمل فحوصات دورية، بالاضافة الي اتباع نظام غذائي.
وأخيراً لا تنصح د. آمال آدم المصاب بمرض السكري التبرع بكليته.
الغسيل الكلوي ( الإنفاذ) أو (الديلزة Dialysis)
وهي عبارة عن عملية تنقية الدم من المواد السامة بمعاملته مع محلول سائل الإنفاذ dialysing fluid (يشبه تركيبه تركيب البلازما). وهناك نوعان من الغسيل الكلوي:
الإنفاذ البيروتوني (الخلبي) Peritoneal dialysis والذي يستخدم به الغشاء البريتوني (الموجود في جوف البطن كغطاء لجدار البطن والأحشاء) كفاصل بين سائل الإنفاذ والدم وتتم الطريقة كالآتي:
يغرز في أسفل البطن (تحت السرة وفوق العانة) قسطره خاصة canula بعد التخدير الموضعي، ثم يتم تسريب سائل الإنفاذ من خلالها (لتر واحد أو لترين) إلى جوف البطن ويترك لبضع ساعات (4-5 ساعات) ونتيجة لفرق التركيز بين سائل الإنفاذ والدم تنفذ المواد السامة إلى السائل من خلال الشعيرات الدموية الموجودة في جوف البطن (في غشاء البيرتون) ومن ثم يصرف السائل إلى الخارج وتتكرر هذه العملية عدة مرات في اليوم مع الأخذ بعين الاعتبار وجوب توقف العملية أثناء نوم المريض.
تمتاز هذه الطريقة بسهولتها وقلة تكلفتها وعدم حاجتها إلى الآلات المعقدة، فالمريض لا يحتاج إلى الحمية الغذائية ولا إلى التنويم في المستشفي حيث يمكن بالتدريب أن يقوم بالعملية بنفسه في البيت.
ومن أهم وأخطر عيوب هذه الطريقة (مما يجعلها غير منتشرة إلا في أوروبا وأمريكا) هي إمكانية حدوث التهاب بيريتوبي للمريض إذ أنها تحتاج إلى درجة عالية من التعقيم وتدريب المرضى عليها.
الإنفاذ الدموي (غسيل الكلى) أو الديلزية الدموية haemodialysis تتم هذه الطريق بإخراج دم المريض من جسمه وتمريره عبر جهاز الإنفاذ الذي يقوم بتنقيته ثم يتم إعادته إلى جسم المريض. وجهاز الإنفاذ يحتوي على غشاء رقيق يسمى المنفاذ dialyser الذي يفصل بين الدم وسائل الإنفاذ، كما يحتوي على غشاء نصف نفوذ Semipermeable والذي يسمح بمرور مواد معينة من الدم إلى سائل الإنفاذ.
كما أن الجهاز يحتوي على مضخة لضخ الدم في جهاز الإنفاذ ومن ثم إعادته إلى المريض، ويحتوي أيضاً على مصيدة الفقاعات الموجودة في الدم التي يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة للمريض إذا ما عادت إلى الدورة الدموية. كما يحتوي على عدة أجهزة إنذار للتنبيه إذا ما حدث خطأ ما في دائرة الإنفاذ.
ومن ميزات هذه الطريقة كفاءتها العالية في التخلص من السموم المتراكمة في الجسم. ومن عيوبها تكلفتها العالية ووجوب عملها في المستشفي مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا، في كل مرة يبقى المريض دون حراك لفترة ما بين 4-5 ساعات كما أن المريض يشعر بضعف جسدي وجنسي، كما أن هذه الطريقة تعتبر العامل الرئيسي في نقل الفيروس المسبب لالتهاب الكبد الوبائي (ب) B و (ج) C.