منتديات حـــبة حــب - عرض مشاركة واحدة

مصطفى منصور · #1 01-02-2014, 11:58 AM

يُحكى أن رجلامن بنى إسرائيل كان يعمل صياداللسمك ويكتسب من هذه المهنة .وكان يخرج صبيحة

كل يوم ليبحث عن رزقه بين لُجج البحر ليعود فى آخر النهاربرزقه ورزق أولاده،وكان رزقه كفافاً

تارة ويتسع تارة أخرى.وفى يوم من الأيام ذهب إلى البحركعادته فرزقه الله بسمكة كبيرة هامت بها

نفسه لاليأكلها إنماعها فيقضى من ثمنها دينه ويحضر بعض الضروريات لمنزله وإ ن فضل من ثمنها

شئ فهو لقوت أولاده ،وجعل يرسم آماله وأحلامه حول هذه السمكة الكبيرة فأخذهاوذهب بها إلى

السوق وعرضها للبيع فتقدم إليه جندى غليظ الكبد منتفخ الأوداج مصعرالخد وقال له:بكم تبيع هذه

السمكة أيهاالصياد؟فقال له:أُريدأن أبيعهابكذا وبالغ فى ثمنها فأخذهامنه عنوة بعدماصفعه على وجهه

صفعة قاسية فضاعت منه أحلامه التى يحلم بها من وراء هذه السمكة،ثم مشى هذاالجندى المغتصب

لقوت الصياد وأولاده مشى وهونشوان ويترنح فرحان حتى وصل بيته ودخل على زوجته وأولاده

وألقى بالسمكة بين أيديهم وقال لزوجته أحضرى لى السكين حتى أذبح هذه السمكة ،فلما قبض على

رأسهاليذبحهاعضته السمكة فلم يلق لهابالاً،فلمافرغ من ذبحهاخرج ليقضى بعض حاجاته وجد أن

صابعه قدانتفخ من الورم فذهب إلى الطبيب الذى أشارعليه بقطع صابعه فقطعه،وماإن فرغ من

قطعه حتى ورمت كفه فقال له الطبيب لابدمن قطعهافقطعها،ثم ورمت ساعده فقام الطبيب بقطعها

..وهكذاكلما فرغ من قطع عضوحتى يصيب الداء العضوالذى بعده حتى نام ذات ليلة فرأى فى منامه

من يقول له:ياهذا إنك ظلمت من ظلمته فاذهب إليه فتحلله من ظلمك له إلا وقطع الله جسمك

إرباًإرباً فلمااستيقظ من نومه ذهب للصياد وتحلله من ظلامته فعفاالرجل عنه وعند ذلك توقف

الداء فى جسمه،وأصبح يعيش بين الناس بذراع واحدة ويمشى بينهم عظة وعبرة لكل ظالم

لايخاف الله ولايتقيه،وقالوا إن الله أوحى إلى نبى هذاالزمن"وعزتى وجلالى لولاأن ترضَّى

عبدى لعذبته بظلمه مادام حياً"

وقدسأل أحدالصالحين هذاالصياد أَكنتَ قد دعوت عليه؟قال نعم إنه لمااغتصب قوتى وقوت أولادى

بقوته وبأسه رفعتُ وجهى إلى السماءوقلبى يذوب كَمَدَاًوحسرةً وقلت"إلهى جعلتنى ضعيفاً

وجعلته قوياًفخذ لى بقدرتك وعزتك حقى منه فقدظلمنى ولاصبرلى إلى الآخرة.