ملف كامل عن تنمية مهارات الطفل ، لتربي طفلك
* ألعاب ملائمة ..
* كتب كرتونية أو صلبة .. فيها صور كبيرة .. وقصص بسيطة ..
* كتب ومجلات .. فيها صور أطفال ..
* مكعبات ..
* لعب ..
* فارزات للأشياء .. لوحات تركب فيها أسافين وأشياء أخرى .. من النوع البسيط ..
* أحاجي الصور المقطعة أجزاء للمبتدئين .. من أجل معاودة تركيبها ..
* اللعب التي تشجع على اللعب الإيهامي ( كآلة طفل لقص عشب الحديقة ومكانس ومجموعات لأدوات المطبخ ) ..
* لعب للحفر ( كرفش أو مجرفة ممشطة ودلو )
* دمى من جميع الأحجام ..
* سيارات وشاحنات وقطارات ..
* أوعية أو حاويات من جميع الأشكال والأحجام ..
* لعب الاستحمام ( كقوارب ، وأوعية ، ولعب تطفو على سطح الماء وتحدث صريرا ) ..
* كرات من جميع الأشكال والأحجام ..
* لعب صالحة للدفع وللسحب ..
* لعب لخارج المنزل ( منزلقات ، وأراجيح ، وصناديق الرمل )
* دراجة ثلاثية العجلات للمبتدئين ..
* لعب يرتبط بعضها ببعض ( ذات الأربطة، والعقود الكبيرة ) ..
* الحيوانات المحشوة ..
* آلات مسيقية مختلفة ( ولوحة مفاتيح الطفل )
* أقلام تلوين كبيرة ..
* لعبة بشكل تليفون ..
* مرايا غير قابلة للكسر .. من جميع الأحجام ..
* ملابس للعب ..
* ملاعق خشبية ، ومجلات قديمة ، وسلال ، وصناديق وأنابيب كرتوينة ، وغير ذلك من الأشياء المشابهة غير القابلة للكسر والموجودة في أنحاء المنزل
كيف تعلمين طفلك إرتداء ملابسه ..!
يمكنك أن تبدأي بتعليم طفلك كيفية ارتداء ملابسه من عمر السنة وبشكل تدريجي ..
فهو في البداية سيشارك في عملية الارتداء فقط , بحيث ينفذ أوامرك فيدخل ذراعه في
الكم أو يمد قدمه لارتداء سرواله ..
أما الرغبة الفعلية بارتداء ملابسه فتظهر لديه في عمر السنتين ..
خلال هذه الفترة علميه ارتداء الملابس التي يسهل ارتداءها ثم أعطه بالتدريج الثياب الأكثر تعقيداً ..
" علميه أن يبدأ بإغلاق الأزرار أو فكها من الأسفل الى الاعلى, ليتمكن من رؤية ما يقوم به" ..
ضعي له علامة مميزة على الجهة الامامية أو الخلفية للثياب حتى لا يخطئ ..
وفي عمر الأربع سنوات تقريباً سوف يتمكن طفلك من ارتداء ملابسه ونزعها بدون
مساعدة ..
لا تختاري لطفلك أحذية كبيرة على رجله .. لأنه سيسقط إذا كان لا يمسي بعد , أما إذا
كان يمشي الطفل فإنه سيعرضه للسقوط ..
قبل المشي اختاري لطفلك حذاءً خفيفاً , بعد المشي احرصي أن يكون الحذاء مقوى
داخلياً لدعم القديمن ومريحاً ويضمن له استمرار القبة الأخمصية وكاحل القدم ..
إضافة الى ذلك عليك أيضاً أن تعلمي طفلك أن يغسل يديه بعد الاكل وبعد الخروج من الحمام ..
- أن ينظف أسنانه بعد كل وجبة طعام وقبل ان يذهب الى النوم ..
- أن يسرح شعره ..
- أن يبقى مرتباً دائماً ..
- أن لا يوسخ ثيابه ..
- أن ينظف ويرتب غرفته ..
كيف يحل الاطفال المسائل من خلال العمل الفني ..!
لدى الفنان الصعير مسألة عليه حلها , فهو يحاول تحقيق تشابه مع شيء لم يرسمه من
قبل
- وهو رسم بطة اثناء الطيران , وهو راض عن شكل الرأس لا انه لا يستطيع رسم
الذيل بالجودة نفسها , وتخطر له فكرة وهي اضافة غيوم تطير البطة من خلالها ,
ويرتاح لهذا الحل , فذيل البطة لن يظهر لانه سيكون داخل الغيوم ..
وهذا الفنان هو بريان الذي يمثل الاطفال في سن الخامسة وقد ابدى هنا براعة مثيرة
للاعجاب في حل المسألة التي اعترضته اثناء الرسم , وهذه البراعة تميز عادة الاطفال
الصغار عندما تواجههم التحديات الصعبة لعملية الرسم .. ويعود جزء من هذه الصعوبة
الى التناسق الحركي المحدود نسبياً عند الطفل , الا ان التحدي الحقيقي لكل طفل يكمن
في ان عليه ان يبتكر طرقاً ليظهر فيها الناس والاشياء والاحداث الموجودة في عالمه
على السفحات المسطحة ..
وهذه ليست عملية نسخ بل عملية ابتكار وتحليل الاشياء والافعال الى مكوناتها , فهي فعلاً عملية حل المسائل ..
وفي الرسم تظهرللعيان العملية التي يحل بها الاطفال المسائل لذلك نستطيع من خلال
رسومهم اكتشاف الكثير عن كيفية تفكيرهم وكيفية تعاملهم مع العالم , وتكشف الحلول
التي يختارونها مثلما فعل بريان , الكثير عنهم فقراره في اخفاء جزء من البطة داخل
الغيوم ينقل لنا الكثير مما يفهمه , فهو يعرف تماماً ماهو صعب بالنسبة له ويعرف اين
سيخفق , وعندما يدرك ان لديه مشكلة يستخدم معرفته بالعالم من حوله للخروج من
المأزق ويستخدم عدة اشياء يعرفها مثل وجود غيوم في السماء , ومعرفته بان هذه
الغيوم ناعمة بحيث يمكن اختراقها واختفاء جزء من اي شيء اثناء مروره وراء كتلة
من الغيوم .. ويعتمد بريان المدروس لمشكلة رسم البطة على مثل هذه المعارف القديمة
لديه , وهذه عملية ابتكار حقيقية تستند الى عشرات الابتكارات السابقة ..
كيف تختارين ألعاب طفلك ..!
- اختاري اللعبة التي تتناسب مع سن طفلك ..
- إذا كان طفلك رضيعاً احضري له الألعاب التي تتحرك وتلمع لأنه يحبها ..
- لا تختاري لطفلك لعبة أصغر من حجم قبضته ..
- لا تختاري لطفلك لعبة كبيرة الحجم يتعدى طولها طول ساعده وكفه حتىيتمكن من
إمساكها بيديه ..
- لا تشتري لطفلك الألعاب ذات الرؤوس الحادة حتى لا تؤذيه ..
- لا تشتري لطفلك لعبة سهلة الكسر الى أجزاء صغيرة حتى لا يبتلعها ..
- لا تقدمي لطفلك كل الألعاب التي تشترينها له مرة واحدة حتى لا يملّ منها ، وإنما قدميها له بالتدريج ..
- اذا كان طفلك في عمر يتراوح بين السنة والسنتين اشتري له الألعاب التي تقوم على
السحب أو الجذب ، لأنها تستهويه كثيراً ..
- لا تشتري لطفلك ألعاب يصعب غسلها ، لأنك بحاجة لتنظيفها كلما اتسخت حتى لا تنقل الجراثيم إليه ..
- لا تختاري ألعاباً قابلة للاشتعال ..
- تأكدي من أن اللعبة التي ستشترينها لطفلك مطابقة لكل قواعد السلامة ..
- لا تشتري لطفلك الأسهم النارية والمفرقعات ، حتى لا يأكلها أو يتأذى بنارها ..
- قدمي لطفلك الألعاب التي تساعده على التعبير كلعبة الهاتف التي يتمرن من خلالها على الكلام ..
- لا تسمحي لطفلك باللعب بالرمال ..
كيف أنمي قدرات طفلي ..!
كيف أعرف المواهب التي يمتاز بها ولدي..!
ما هي الألعاب المناسبة لكل سن ، كل هذه التساؤلات وغيرها تدور في ذهن كل أم تريد
إخراج كل ما في طفلها من طاقات وقدرات لتجعل منه طفلا مميزا .. ولنتفق في البداية
أن كل طفل يمكن أن يصبح طفلا مميزا إذا اكتشفنا ما يمكنه أن يتميز فيه ونميناه
..
ووفرنا له البيئة الهادئة الآمنة لنمو قدراته ..
العام الأول ..
وهو العام الذي يبدأ فيه طفلك بالتعرف على نفسه وعلى من حوله وتمييز الألوان
والأصوات ، لذا يمكنك أن تلاعبيه بعض الألعاب التي تنمي تلك المهارات ..
وفري لطفلك الألعاب ذات الأصوات المختلفة والأحجام والأشكال والخامات المختلفة مثل
المطاط والبلاستيك ، ليدرك كيفية انبعاث الأصوات وارتباطها بالحركة واختلافها من
لعبة لأخرى ..
العبي معه بعض الألعاب المفيدة كلعبة الاختفاء ، بأن تخفي وجهك بين يديك ثم تظهريه
له بتعبيرات ضاحكة ، ثم انتقلي إلى الاختفاء خلف كرسي مما يزيد من ثقته بنفسه ،
فالطفل خلال الشهور الأولى لا يستطيع إدراك أن بعض الأشياء تتميز بصفة الاختفاء
المؤقت ، وبمساعدتك له بمثل هذه الألعاب يتعلم أن يبدأ في البحث عنها بعد أن يدرك
تدريجيًّا أن بعض الأشياء قد تظهر وتختفي بشكل مؤقت ..
نمي مهارات طفلك الذهنية باستخدام الأشياء مطاطية متنوعة الأشكال والأحجام في
تزيين فراشه ؛ فسوف يساعده هذا على تعلم مفهوم الحركة حين يدفع بها أو يرتطم بها
فتتحرك أمامه ، ويزيد أيضًا من تعرفه على أشكال الأشياء وطرق القيام بتحريكها ..
لا تجعلي فراش طفلك موجهًا تجاه الحائط ، بل دعي أمامه مجالا للرؤية ، وقومي بوضع
صور ملوَّنة على الحائط ، ومرآة بالقرب من فراشه ؛ بحيث يمكنه رؤية حركاته
المختلفة؛ فسوف يعزِّز هذا من إدراك الذات لديه ، فعندما يرى نفسه في المرآة أشيري
إليه واذكري اسمه عاليًا ، وكرريه على مسامعه ..
مع نهاية العام الأول يدخل طفلك مرحلة الاستكشاف لكل ما حوله ؛ فابدئي معه بتعريفه على أعضاء الوجه والجسم فسمّي له هذه الأعضاء باسمها مستخدمة الإشارة في ذلك ، ودعيه يستكشف الكتب ذات الغلاف السميك ..
فرقي مجموعة من الوسائد على الأرض لعمل بعض التلال لطفلك ليصعد عليها أو ليحبو
حولها ، ضعي واحدة أو اثنتين في مواجهة الأريكة ، ودعي ابنك يقفز عليها وساعديه
لينزل على بطنه أو يخطو أولى خطواته لينزل على قدميه ..
مع نهاية العام الأول خاصة تتطور قدرة الطفل الحركية وتزداد قوة عضلاته وقدرته على
التحكم في وضع جسمه وحركة أطرافه ؛ ولذلك فإنه من الحكمة أن تشتمل بعض ساعات اللهو مع الطفل على تمرينات أو ألعاب حركية لتساعد على زيادة نموّه الحركي ..
من العام الثاني للمدرسة
مع دخول طفلك عامه الثاني تبدأ حركته في الزيادة ويزيد معها حبه للاكتشاف ؛ لذا
احرصي على أن يكون البيت صديقا له ، فلا تدعي في طريقه أي شيء خطر أو مؤذ ..
كوني قارئة نشطة تستخدمين كل حواسك لفن الحكي حتى تنعشي حواس طفلك وتدفعيه
لاستخدامها ؛ ( غيري نبرة صوتك ودرجته حسب الموقف، الشخصية ، الإحساس
المتضمن ... ) كذلك عبري بوجهك تعبيرات مختلفة ، يمكنك أيضًا أن تستعيني بأشياء
حية من عناصر القصة ليلمسها الطفل لوقت حكيك ؛ ( أقمشة ، دمى ...) وإن كان هناك
في القصة ما يعبر عن صوت أو ملمس أو رائحة فأحضريه لطفلك للتعامل معه وقع
الحكي ..
نشطي الحواس الخمس لدي طفلك ، واجعليه يتعرف على ملمس مختلف الأشياء ..
مثل : الصلصال ، وصابون الحلاقة مثلا ، وعلِّميه اسم كل إحساس ، فهذا طري ، وهذا
خشن ، وللتذوق علِّميه أن هذا مالح وهذا مُرّ ، وهذا بارد وهذا ساخن ، ولحاسة الشم
وفري له الروائح المختلفة للطعام والعطور وصفي له كل رائحة ، اجلسي معه وأنصتا
للأصوات المختلفة ، وقولي له هذا صوت العصفور ، وهذا صوت الساعة ، ومن الممكن
أن تخبئي منبهًا أو لعبة ، ويبحث هو عن مصدر الصوت ، وللبصر استخدمي الألعاب
المختلفة الألوان والفاكهة واخبريه باسم كل لون ..
حاولي
قدرته على التمييز والملاحظة .. أحضري له صور لأشخاص العائلة وقولي
له هذه ماما ، هذا بابا ، وكرِّري عليه ذلك حتى يبدأ هو في ربط الصور بالأشخاص ..
وكذلك صور الحيوانات ، فهذه قطَّة ، وهذا كلب ، وهذا عصفور ، وعندما تكونين في
الشارع اجعليه يرى القطة والكلب حتى يتعود عقله على ربط الأشياء بعضها ببعض ..
ويمكنك الآن
القدرات الحركية الدقيقة وانسجام حركة العين مع اليد من خلال
ألـعاب الفك والتركيب المختلفة Puzzles والمكعبات ، كذلك ألعاب المحاكاة أو التقليد
مثل أن تكون له مثلاً أطباق ، وملاعق ، وعرائس ليطعمهم ..
تحدثي معه عن أحاسيسه ؛ فإذا كان سعيد جدًّا اسأليه : هل أنت سعيد بهذه اللعبة
مثلاً... إلخ ، حتى يتعلم كيف يعبِّر عن نفسه ، في الأحوال العادية ، والغضب ، والفرح
والحزن ... إلخ ..
أعطيه ورقة وقلما ودعيه يفعل ما يريده ، وكلما كبر في السن تفاعلي معه بنفس
الأسلوب ، ونمِّي قدراته حسب كل شيء ..
يمكن أن تعطيه قصة مصورة بسيطة للغاية صورها غير مرتبة ، ويقوم بترتيب صورها
حسب الأحداث بعد أن تناقشيه في كل صورة على حدة ..
التلميذ الصغير
مع دخول طفلك المدرسة وبلوغه سن السادسة يمكنك أن تمارسي معه بعض الأنشطة
داخل المنزل كالقيام ببعض التجارب العلمية البسيطة ، ومثل هذه التجارب موجودة بكتب
للعلوم المبسطة ، ويمكنك قبل بداية التجربة أن تثيري لديه الفضول في المعرفة ، بسؤال
أو عن طريق لغز بسيط ، وتقومين بتسهيل اللغز رويدًا رويدًا حتى يتوصل للحل ..
ساعدي طفلك في زراعة بعض النباتات ومراقبتها يوميًّا ، مع كتابتك أنت لملاحظات
يومية على لوح كبير أو سبورة عن نمو هذا النبات ، مع مشاهدة ابنك لما تكتبين ،
ومساهمته في إملائك هذه الملاحظات ..
اصطحبيه للتسوق معك ، مع إعطائه بعض النقود ليشتري بعض المستلزمات البسيطة
تحت إشرافك ، ويمكنك - وبطريقة مبسطة - أن تجعليه يتحمل معك ميزانية البيت لمدة
يوم واحد، الأمر الذي يزيد من ثقته بنفسيه وشعوره بالمسئولية وكيفية ترتيب
الأولويات ..
اجعلي القصص في هذا السن تتناسب مع طفلك ، مع تمثيل هذه القصص وتوزيع الأدوار
بينكما ، بل يمكن أن يُدْعى الأهل لرؤية هذه التمثيليات إن استطعتِ لذلك سبيلاً، ودعيه
في بعض الأحيان يقوم هو بقصِّ قصص من خياله يرويها للأسرة ..
ويمكنك تقوية ذاكرته بلعبة الكروت ، بأن تأتي بكروت بها عدة أشكال وألوان مزدوجة
وتضعيها على وجهها على طاولة في صفوف ، واحدا تلو الآخر ، ويمكن أن تبدئي بأربعة
كروت ، وتجعليه يراها ، وعليه أن يتذكر مكان كل كَرتين متشابهين ، وبعد ذلك يمكنك
أن تزيدي في الكروت كلما تمكن من اللعبة ..
نمي تفكيره المنطقي ؛ فيمكن أن تخبئي منه شيئا وتطلبي منه أن يبحث عنه ، ولكن على
أن يكون هذا المكان ليس بعيدا عن الغرف التي تجلسون بها ، وإن فشل في أن يجدها
أخبريه مثلا هل اللعبة طويلة حتى يبحث في مكان طويل ، أم هي عريضة تختفي في مكان
واسع ، أم أنها عالية .. وهكذا لتساعديه في التفكير ..
ساعدي طفلك على صناعة بعض الأغراض الخاصة به مثل عمل سلة أوراق من الورق
الكارتون ، أو صنع شماعة لحجرته ..
طفلك المبدع
كل الألعاب والأنشطة التي سبق ذكرها ستساعد طفلك على
مهاراته المختلفة
وستساعدك على اكتشاف ما يحبه وما يمكن أن يتميز فيه ، ولكن لا تنسي بعض الأمور
الهامة :
هيئي المناخ المناسب لإطلاق هذه الطاقات والمهارات بإزاحة المشاكل والضغوط التي قد
تعيق طفلك عن التفرغ لموهبته ، وامنحيه الحرية في التعبير عنها ..
وفري بيئة مليئة بالمثيرات التي تحفز من رغباته ؛ من خلال الألعاب التي سبق ذكرها
وغيرها من أنشطة تبتكرينها له ..
لا بد أن يشارك الأب اهتمامات الطفل ليشعر بدعم والده وتقديره له ..
تأكدي أن النشاط الذي تمارسينه مع طفلك يقع في حدود قدرته لا أسهل منها ولا أصعب
وأن يكون محببا إليه ، وحاولي أن تكون مدة مزاولة هذه الأنشطة قصيرة نسيبا ..
تأكدي أن نومه كافٍ وطعامه صحي ومتنوع ..
تأكدي من التوازن بين الأنشطة المنظمة والأنشطة الحرة ، ولا تنسي أن النشاط الحر هو
الأهم وهو ما يظهر ميوله وقدراته الحقيقية ..
ضعي نصب عينيك دائما أن إمتاع الطفل ومرحه هو البوابة الحقيقية للتعلم ، ولا تنسي
أن فترة ممارسة النشاط هي فرصة لبناء وتقوية العلاقة بينك وبين طفلك ، كما تحقق له
العديد من الاحتياجات الهامة كالإنجاز والحب والتفهم ، وهذا يعنى بالطبع البعد عن التوتر
أثناء القيام بالأنشطة المختلفة ..
دعمي طفلك بلقب يناسب المجال الذي يتميز فيه ، ويصبح علامة له مثل ( العبقري , الفنان , الرائع , ... وهكذا ) ..
من وسائل التحفيز والتشجيع التي يمكنك اتباعها ؛ ذكر قصص السابقين من الموهوبين
والمتفوقين وسيرهم وتحبيب هذه الشخصيات إلى الطفل ليتخذهم قدوة ، واجعلي طفلك
يختار لنفسيه شخصية تكون قدوته ..
احتفي بطفلك دائما وبإنتاجه من الإبداع واعرضي كل ما يقوم به من أعمال فنية في
مكان واضح أو بتخصيص مكتبة لأعماله ..
اهتمي بكافة نواحي النمو من نمو حركي وعقلي وحسي ووجداني .. فلا تغفلي جانبا
لحساب الآخر ..
أشبعي حب الاستطلاع لدى ولدك بالإجابة على جميع تساؤلاته بل وتحفيزه على مزيد
من التساؤل ، وعوديه على الملاحظة والانتباه للتفاصيل ..
وفي النهاية لا تنسي أنك إنما تحاولين اكتشاف ميول واهتمامات طفلك لا ميولك
واهتماماتك أنت وأحلامك ، الأمر الذي قد يسبب في أحيانا كثيرة رد فعل سلبي ..
الإيحاء ودوره في
ذكاء الأطفال ..!
للإنطباع الشخصي عن الذات انعكاس بليغ في اعمال الإنسان وأفكاره وذكائه ..
فالشخص الذي يتصور نفسه غبياً ,مثلاً , يتجنب قدر الإمكان الظروف والحالات التي
تتطلب الذكاء لمنع تنبه الآخرين لغبائه , فقلما يتواجد في الأماكن التي تمارس فيها الألعاب
الفكرية وتتدنى رغبته في الألغاز .. وهو دوماً يخاف طرح اسئلته لئلا تبدو في منتهى
البساطة ( سخيفة ) فيحجم عن طرحها أساساً , ولإعتقاده ببداهة آرائه وعبثها يرتدع
عن الادلاء بأي رأي أثناء المشاورات وقد نوهنا في الموضوعات السابقة الى دور جميع
هذه الأمور مثل الألعاب الفكرية , والألغاز , والتساؤل , والمشاورة و في النمو العقلي للإنســآن ..
فالشخص المتسم بمثل هذه الحالة يتسبب في كف نموه العقلي بتهربه من هذه الحالات ..
ويمكن اللجوء الى الإيحاء لتحسين أو تعديل انطباع الطفل عن نفسه حيث يمكن بالتلقين
إحياء فكرة التمتع بالذكاء , والابداع , والذاكرة , والارادة والعزيمة المطلوبة , وحسن
المثابرة لدى الطفل ..
فالطفل الذي يمنحه تباعاً خطاً وفيراً على الصعيد الفكري والابداع والمواهب ..
على هذا
أوحوا الى أطفالكم دوماً بتمتعهم بخصائص وسمات مطلوبة وادفعوا بذلك لاختبار حالات
نجاح كثيرة والشعور بالاعتزاز لتحقيقها وعندما يواجه الطفل خبرة الفشل اخبروه بأن
الفشل امر طبيعي يشهده حتى جميع العلماء والشخصيات الوجيهة , فالأذكياء لايهابون
خبرات الفشل بل يجرأون على خوض الاختبار ثانية , بينما ينتاب اليأس المترهلون جراء
أية خبرة فاشلة مما يفرز عزوفهم عن العمل والنشاط وعدم مواصلته .. وجهوا ابناءكم بعد
اختبار الفشل لمواصلة أعمالهم وبالطبع ينبغي أن تجهدوا لمنع تكرر مثل هذه الخبرا
لديه الى درجة شعوره باليأس التام ..
كيف توجهين النمو الحركي لطفلك ..!
أتخذي الاجراءات التالية قبل ان يتمكن الطفل من التحكم بانتصاب رأسه ..
- إحرصي على رفع رأس الطفل وجسمه معاً .. فرفع جسمه فجأة يدفع راسه بالاتجاه
المعاكس مما قد يعرضه للأذى ..
- امسكيه بنفسك أو اتركيه على الأرض عدة مرات يومياً وهو يستقر في وضع يكون
وجهه في كلتا الحالتين متجهاً نحو الأسفل ..
- إحني ساقيه ويديه بهدوء ثم اسلبيها ثانية , كرري هذا التمرين عدة مرات يومياً ..
- اديري وجهك يميناً ويساراً ليحرك الوليد رأسه نحو أطرافه وهو يقلدك ..
اما التمارين الخاصة بما بعد نجاح الوليد في التحكم بانتصاب رأسه وقبل تمكنه من
الجلوس , فإنها :
1- واصلي تحريك يديه وساقيه ..
2- اتركيه يستلقي على بطنه وضعي بعض الأشياء الملونة على مقربة منه ليحاول رفع
رأسه لمشاهدتها ..
3- أجلسيه لمدة على ركبتك ممسكة به أو متكئاً على وسائد تسنده جالساً , ولكن احذري ..
التمادي في تنفيذ هذا التمرين تفادياً لإرهاقه ..
بإمكانك إجلاسه عدة مرات ثم إعادته الى وضع الاستلقاء ..
4- أمسكي به واقفاً على قدميه وارفعيه قليلاً عن الأرض ليحاول وضع قدميه على
الأرض ..
5- قربي اليه أشياء ذات ألوان زاهية وحفزيه بذلك ليمد يديه محاولاً المسك
بها.. اختاري اشياء خفيفة ليقدر على المسك بها أو استعملي أدوات تصدر عنها اصوات
معينة يكون بإمكان الطفل إثارة أصواتها بهزها ( مثل الاجراس ) أو بالضرب عليها ..
وبعد تمكنه من الجلوس :
1- واصلي تمرين الاستلقاء والجلوس المتتالين .. وفي بعض الأحيان اتركيه مستلقياً
وحفزيه ليمسك بأصابعك ثم أسحبيه وهو يمسك بها حتى يصبح في وضع
الجلوس .. امسكي ظهره أحياناً وارفعيه قليلاً ثم دعيه يتخذ بقية الخطوات بنفسه ..
2- اجلسي الطفل واجعلي الأشياء الملونة أو الصوتية على يساره أو يمينه لترغيمه
على الالتفات الى جانبه للمسك بها ..
3- احتضني الطفل عمودياً ممسكة تحت إبطيه بيديك بحيث تكونان وجهاً لوجه .. دوري
حول نفسك أو هزي الوليد نحو الخلف ثم الامام وأنت على هذا الوضع ..
4- ابطحيه على بطنه وضعي شيئاً جميلاً امام عينيه ليرفع يديه محاولاً المسك به ثم
ابدأي برفع ذلك الشيء عن الأرض تدريجياً .. بوسعك أن تبتعدي عنه قليلاً ليحاول سحب
نفسه على الأرض قليلاً للوصول حبواً الى ذلك الشيء ..
5- يكتسب الطفل بالتدريج القدرة على الوقوف وهو يمسك بيديك او بالأشياء المحيطة
به .. اعينيه للوقوف على قدميه عدة مرات يومياً .. نسقي قدميه أحياناً واتركيه وافقاً لمدة
وأنت تحرصين على تفادي سقوطه .. بإمكانك أن تتركي الطفل لفاصل زمني تصن فيه
لتعودي للمسك به ثانية ثم تدرجي شيئاً فشيئاً بزيادة عدد الصفقات , شجعيه أثناء وقوفه
واهتفي فرحة وأنت تقولين مثلاً : أحسنت , جيد جداً و...
وبعد نجاحه في الوقوف على قدميه :
1- أمسكي بيديه أو اجعليه يمسك بأصابعك واعينيه لينهض , إجعلي بالقرب منه شيئاً
يسند يده إليه ليحاول النهوض مستعيناً به ..
2- ادفعي نحوه كرة وهو جالس واطلبي منه أن يدفعها إليك بدوره .. ضعي شيئاً ما في
يده ووجهيه ليتسلمه بيده الأخرى ..
3- أمسكي يديه وهو واقف وشديه نحو نفسك ليتقدم خطوة نحوك .. بإمكانك وأنت تقفين
وراءه أن تمسكي بظهره تفادياً لسقوطه , وتحني ساقه وتقدميها نحو الأمام قليلاً .. إجهدي
بالتدريج لحثه على المشي وأنت تمسكين بيديه .. بالإمكان أن يستقر بين أبويه وكل منهما
يمسك بإحدى يديه فيحركانه على هذا النحو ..
4- استقري على مسافة قرية أمامه واعرضي له لعبة جميلة لتحثيه للتقدم عدة خطوات نحوك ..
5- أجعليه يستقر الى جانب الجدار الجدار أوشيء من أثاث المنزل ليستند اليه محاولاً
تحريك نفسه ..
6- أجلسيه وحثيه على النهوض بمفرده دون الاستناد الى الجدار أو أية وسيلة أخرى ..
7- وفري له ( مشاية ) يجلس فيها ويحاول السير بتحريك ساقيه .. اختاري له مشاية في
حجم يسمح باستقرار قدميه على الأرض ..
وبعد تعلمه السير على قدميه :
1- وفري له الأمان فيما يحيط به .. ابعدي الأدوات الحادة والقاطعة والمحرقة و ..
عن المكان الذي يتواجد فيه الطفل واحفظيه من السقوط أينما تحتملين ذلك بنصب حاجز أو باب ..
2- شجعي الطفل للإكثار من المشي .. شاركيه في ألعاب مثل : القطار السريع وماإليها
من ألعاب تستدرج الطفل للمشي أو الدوران أو القفز ..
3- ألقي بعض الأشياء على الأرض واطلبي من الطفل أن يرفعها ويقدمها لك .. بوسعك
التدرج في زيادة عدد الأشياء التي تضعينها في مسيره ليرفعها الواحدة تلو الأخرى
ويقدمها لك ..
4- وفري له دراجة ذات ثلاث عجلات تتحرك بسحبه أقدامه على الأرض أو بإدارة
الدواسة ..
5- تسابقا معاً عدواً واسمحي له ان يفوز في السباق .. أجري معه لعبة واتبعيه أحياناً
محاولة المسك به .. وحثيه أحياناً أخرى ليعدو وراءك ويمسك بك .. اطلبي منه أن يقف
متصلباً ويقاومك عندما تحاولين أن تدفعيه باتجاهات مختلفة أوتضربيه برفق
بوسادة .. ليقف احياناً على فرشة ( حشية ) مرنة وادفعيه بقوة أكبر ليسقط عليها ..
6- اصحبي الطفل الى السلالم ووجهيه ليتسلقها .. قدمي له كرة وادعيه ليسدد بقدميه
الضربات اليها في اتجاهات مختلفة ..
7- را الطفل الى أماكن مختلفة واسمحي له بالتحرك بانطلاق فيها ..
8- مع زيادة سن الطفل علميه ألعاباً مثل : نط الحبل , الحجلان , القفز ,الدوران ..
9- وفري لطفلك مكعبات خشبية أو وسائل لعب بنائية واطلبي منه تنضيد المكعبات في
صف واحد أو وضعها فوق بعض .. أنجزي هذه الأعمال بنفسك واطلبي منه أن يتمثل
بك في أدائها ..
10- إسمحي له بأداء بعض الأعمال بمفرده مثل تنظيف المنضدة بمنديل , ارتداء
الملابس , فتح الأزرار وكمها , حمل الأواني , تناول الطعام ..
عند تنفيذ التمارين الخاصة بمختلف مراحل النمو الحركي , إحرصي على أداء كل منها
لمرات عديدة مبدية التذاذك من أدائها .. أعربي له عن سرورك وأنت تتابعين يبذل
جهده , شجعيه وقدمي له المكافأة إن أحسن أداء عمل ما .. لاتكتفي بما ذكرنا من اجراءات
بل ابتدعي اعمالاً وحركات أخرى غيرها على أن تكون منسجمة مع نمو الطفل .. أديها
أولاً بنفسك ..
معاني وقيمة اللعب لدى الطفل ..!
تتحقق السعادة بكل معانيها لدى الطفل، مع ما نوجهه إليه من فضائل ومميزات، حينما
نقدم له مساحة من الحرية تجعله كائناً له وجوده واعتباره، يتفاعل مع البيئة المحيطة به في تأثر بها ولا يؤثر إلا على مقتنياته من الألعاب وما يحوله للعب.
فقد ذهب الزمان الذي كان يقحم فيه الطفل في الحسابات المادية للأسرة، فيولد لديه الخوف والقلق، ويحمل الطفل ما لا طاقة له به.
فماذا يعني اللعب للطفل؟.. اللعب هو المتعة والسعادة التي يحصل عليها من جراء نشاط يؤديه أو فعل يحدثه، فهو يلعب من أجل اللعب، ولا يلعب ليتعلم أو يحقق هدفاً، و إن كان يتحقق ذلك فإنما يحدث بصورة لا إرادية.ولا يدخل ضمن أهداف الطفل في التأهيل أو التعلم، حيث يكتشف القواعد والأنظمة والعادات التي تتحكم بالوسط المحيط به، ويكتشف العالم الذي يعيش فيه، بصورة تلقائية.
وتمكن الألعاب الأولى الطفل من اكتشاف جسده وتحديد المسافات والأبعاد، ثم تعرفه بمميزات وصفات الأشياء المحسوسة، صلبة أم لينة، سائلة أم ثابتة، ثم يكتشف أشكالها وأحجامها وحركتها، فالبالون يطير ويرتفع والرمال تتحرك والماء يسيل.. ويكتشف الطفل أسرار الموجودات من حوله في حركتها وأشكالها.
هذا الاكتشاف للعالم الخارجي لا ينحصر في إطار الأغراض أو الجوامد وإنما يشمل الأشخاص، فيكتشف الطفل الأشخاص والوجوه الجديدة يوماً بعد آخر ويفهم طبيعتها وخصائصها وعلاماتها الفارقة.
ويختبر اللامحسوس من خلال اكتشاف المشاعر والأحاسيس في بيئته، وتجاه سلوكياته، فبالرغم من أنه يعتمد على والديه في مأكله ومشربه ولبسه إلا أنه يشعر بأنه سيد ألعابه يحركها، يقذفها ويرميها متى ما شاء وكيفما يشاء.. فلا قواعد ولا ضوابط للعبه.
ولا يوجد نتائج محددة للعبة التي يقتنيها، إلا أنه يفهم سريعاً نوعية اللعبة وكيف يؤثر فيها، فيضع قطعة فوق أخرى، ويحك أزرار اللعبة لتصدر الموسيقى.. ليعبر بذلك عن شعوره بمقدرته على إدارة الموجودات في محيطه وتسيير المواقف من خلال اللعب، الأمر الذي يمكنه من تقدير أموره الحياتية بنفسه.
اللعب يعني التخيل والاختراع، فهو يستخدم مهاراته في الاختراع وهو يلعب، فيجعل ألعابه تبكي وتضحك وتتكسر وتموت.. إنه يبعث فيها الحيوية والحركة من خلال تخيلاته واختراعاته، فيبدأ بتخيل الألعاب الأكثر قرباً من الواقع ويستخدم أدوات حقيقية موجودة في الواقع.
وبما انه لا شيء ينظم طريقة لعب الطفل وحركته بشكل مسبق فإن كل شيء متوقع حدوثه، ويستيقظ الفضول في نفسه ليقوده إلى الاكتشاف فيستغل الطفل شعوره بالمتعة والسعادة، ليطوره في مصلحته وفائدته من اللعب وليتحول في المستقبل إلى سلوك حقيقي.
التهاب الأذن الوسطى الحاد..ما هي اسبابه وكيف يمكن معالجته؟
*محمد مصطفى السمري
التهاب الأذن الوسطى ذلك المرض الأكثر شيوعا بين الأطفال، ما هي أسبابه وأعراضه؟. وكيف نقي أطفالنا منه. وما هو العلاج إذا لم تفلح الوقاية؟هذا الالتهاب الحاد الذي يصيب الغشاء المخاطي المبطن للأذن الوسطى، هو مرض شائع يعاني من الكبار والأطفال، خاصة في فصل الشتاء نظرا لتعرض الطفلللأمراض التي تصيب جهازه التنفسي في هذا الفصل، وبالتالي امتداد الالتهاب من الأنف والحلق إلى الأذن الوسطى عن طريق قناة استاكيوس (وهي قناة تصل الأذن الوسطى بالجزء الخلفي العلوي من الحلقوم، وتقوم بتهوية الأذن الوسطى، كما تقومه بمعادلة الضغط الواقع على الجانب الداخلي من طبلة الأذن بضغط الهواء الواقع على سطحها الخارجي).
ومن المعروف أن الأذن البشرية مكونة من ثلاثة أجزاء: (أ) أذن خارجية مكونة من صيوان الأذن لتجميع الأصوات، وقناة الأذن الخارجية لتوصيل الأصوات إلى الطبلة فتتذبذب تبعا لها. (ب) وأذن وسطى عبارة عن تجويف عظمي يحتوي على ثلاث قطع عظيمة مركبة بدقة أبدعها المولى عز وجل تسمى المطرقة والسندان والركاب، نظرا لمشابهتها لهذه المسميات ووظيفتها الأساسية تكبير الأصوات ونقلها من الأذن الخارجية إلى الأذن الداخلية مع التحكم في شدة هذه الأصوات. وثمة عضلتان دقيقتان متصلتان بالعظيمات تنقبضان عندما تقرع أصوات عالية طبلة الأذن فتحدان من ذبذبة غشاء الطبلة، وبذلك تحميانه، كما تحميان الأذن الداخلية من الضرر. (ج) وأذن داخلية تحوي عدة قنوات معقدة الشكل، لإحداها - وتسمى القوقعة - وظيفة تحويل الذبذبات الصوتية إلى إشارات عصبية، تمر في عصب السمع إلى المخ، كما تحوي أيضا قنوات نصف دائرية (هلالية) تعمل على حفظ توازن الجسم.
وتكمن خطورة التهاب الأذن الوسطى في موقعها الاستراتيجي في قاع الجمجمة، وفي قربها من الأغشية السحائية للمخ، وفي اتصالها بالجيوب الهوائية في عظمة مؤخرة الأذن. وقد ينتج عن امتداد هذا الالتهاب إلى أحد هذه الأجزاء مضاعفات شديدة الخطورة قد تودي بحياة الطفل.
أسباب إصابة الأطفال
يرجع انتشار هذا المرض بين الأطفال للأسباب الآتية:
1 - قناة استاكيوس في الأطفال تكون قصيرة، وفي وضع شبه أ (مستعرضة)، وأكثر اتساعا عن مثيلتها في الكبار، مما يسهل من انتقال الالتهابات والميكروبات من الأنف أو الحلق إلى الأذن الوسطى.
2 - كثرة إصابة الأطفال بأمراض الجهاز التنفسي العلوي كنزلات البرد والإنفلونزا، وكذلك إصابة الأطفال بالحميات مثل الحصبة والحمى القرمزية والنكاف.. إلخ وكلها تؤدي إلى وصول الميكروبات والفيروسات للأذن الوسطى إما عن طريق الدم أو عن طريق قناة استاكيوس.
3 - تكرار التهاب اللوزتين، والتهاب الجيوب الأنفية الحاد والمزمن، وتضخم لحمية خلف الأنف.
4 - نقص المناعة عند الأطفال خاصة خلال فترة التسنين.
5 - ولعل أهم الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الأطفال بهذا تؤدي إلى إصابة الأطفال بهذا الالتهاب يرجع إلى الوضع الخاطئ في أثناء الرضاعة، حيث تقوم الأم بإرضاع طفلها وهو في وضع أ، وهذا معناه تسرب بعض اللبن إلى الأذن الوسطى عن طريق قناة استاكيوس (التي تفتح مع البلع في أثناء الرضاعة).
وتبلغ الخطورة مداها إذا كانت الرضاعة صناعية، ففضلا عن الوضع الأ
بالنسبة لزجاجة اللبن - وهو وضع يساعد على رجوع بعض اللبن إلى البلعوم الأنفي ودخوله قناة استاكيوس - فإن اللبن الصناعي أكثر عرضة للتلوث على عكس لبن الأم الذي يكون معقما دائما، ناهيك عن ضعف مقاومة الأطفال الذين يرضعون صناعيا.ولعل في هذا ما يدل على أهمية الرضاعة الطبيعية.
الأعراض
تتلخص أعراض التهاب الأذن الوسطى الحاد في ارتفاع كبير في درجة حرارة الطفل، وآلام شديدة بالأذن (نتيجة لتجمع الصديد في الأذن الوسطى مما يحدث شدا عنيفا على طبلة الأذن، ويزول الألم بزوال الشد على الطبلة إما بخروج الصديد إلى الخارج عن طريق ثقب بالطبلة أو زوال الصديد بالعلاج المبكر). وهذه الآلام الشديدة، يستطيع الطفل فوق العامين أن يعبر عنها فنراه قد أمسك بأذنه المصابة وأشار إلى موضع الألم.. أما الطفل الرضيع فلكونه لا يستطيع أن يعبر عن موضع مرضه، فإنه يعبر عن هذا الألم بالبكاء الشديد المستمر خاصة بالليل، ويفقد الطفل قدرته على النوم، ويصبح متهيجا، كما يفقد شهيته للطعام.
تلاحظ الأم أن طفلها يضرب رأسه في الوسادة، أو يحك أذنه بشدة، أو يحرك رأسه يمينا ويسارا. ويمكن للأم عندئذ التنبؤ بحدوث هذا المرض عندما يأتي بهذه الأفعال أو في الأقل تشك في حدوثه. هذا بالإضافة إلى حدوث أعراض أخرى كالقيء والإسهال والنوبات العصبية والتشنجات وهي أعراض تتفق مع أعراض النزلات المعوية، مما يزيد الأمر صعوبة أمام الأم، ويجب عليها عندئذ سرعة عرض طفلها على الطبيب، حتى لا يزداد تجمع الصديد خلف الطبلة مما يهدد بانفجارها نتيجة لضغط الصديد داخل الأذن الوسطى.
الوقاية
جب علاج نزلات البرد خاصة إذا صاحبت حميات الأطفال، وكذلك علاج التهاب الأنف والجهاز التنفسي. ويجب استئصال اللوزتين واللحمية إذا كانتا من العوامل التي تؤدي إلى حدوث الالتهاب.
ينبغي إبعاد الطفل عن كل مريض بالبرد أو الإنفلونزا، وحث الأم على الإرضاع من الثدي لما فيه من مزايا عديدة. أما إذا كانت، الأم ترضع طفلها صناعيا فيجب عليها الاهتمام جيدا بنظافة اللبن وأدوات الرضاعة. وينصح بإبقاء الطفل فترة في وضع رأسي بعد الرضاعة حتى نطمئن إلى تخلص المعدة من الهواء، وبالتالي عدم تقيؤ الطفل إذا ما نام بعد الرضاعة، وبالتالي عدم رجوع اللبن ودخوله إلى قناة استاكيوس.
العلاج
1 - يعطى الطفل (نقطا للأنف) بمعدل 3 قطرات كل ساعتين، وهذا يساعد على انقباض الغشاء المخاطي المحيط بقناة استاكيوس، وبذلك تصبح القناة مفتوحة دائما. كما يعطى الطفل دواء مخففا للألم ومهبطا للحرارة مثل الأسبرين.
2 - إعطاء المضاد الحيوي المناسب والفعال ضد البكتريا المسببة للالتهاب. ويجب إعطاؤه لمدة لا تقل عن أسبوعين، أو خمسة أيام بعد زوال الأعراض. ويعد (الأمبيسلين) أفضل مضاد حيوي في هذه الحالة، ويعطى بمعدل 50 - 100 مجم/ كيلو/ اليوم.
3 - في حالة استمرار الأعراض أو عدم الاستجابة للعلاج الطبي يتم العلاج الجراحي، المتمثل في عمل فتحة أو شق في طبلة الأذن Myringotomy تحت التخدير العام، وذلك لتصريف الصديد المتكون داخل الأذن الوسطى، ويتبع ذلك عادة شفاء الالتهاب والتحام الطبلة مرة أخرى بدون أن يتأثر السمع في أكثر الحالات.
وينبغي تحذير كل أم من أن إهمال العلاج، أو عدم تكملة العلاج بحجة زوال الأعراض، أو عدم مناسبة المضاد الحيوي أو عدم كفايته، يؤدي إلى حدوث التهاب صديدي مزمن يصاحب عادة بمرض يطلق عليه "كوليستياتوما" Cholesteatoma، وهو مرض خطير يؤدي إلى تآكل عظام الأذن وانتشار الالتهاب خارج الأذن، وحدوث مضاعفات خطيرة لا تؤدي إلى فقد الطفل لسمعه فحسب بل وقد يفقد الطفل حياته كذلك.
|