ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

 


الإهداءات



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-24-2016, 03:04 PM
:: الإدارة ::
ضى القمر غير متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~




لوني المفضل Crimson
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 فترة الأقامة : 4632 يوم
 أخر زيارة : 12-25-2021 (03:59 AM)
 المشاركات : 41,480 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي اسم الله المنان



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى: ( المنان):
أيها الأخوة الأكارم، لا زلنا في اسم "المنان".
الدعوة إلى الله فرض عين على كل مؤمن:
الآية الدقيقة جداً التي تبين منهج الدعوة إلى الله، وفيها اسم "المنان"، أو فيها فعل يشير إلى ذات الله، وإلى صفته المنة هي قوله تعالى:
﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
( سورة آل عمران )
الحقيقة أيها الأخوة، هذه الآية منهج للدعاة إلى الله، لأن الله سبحانه وتعالى خاطب النبي فقال:
﴿ أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً ﴾
( سورة الأحزاب )
وقد يغيب عن الأخوة الأكارم أن الدعوة إلى الله فرض عين على كل مؤمن.

أحد أركان النجاة من عذاب الله التواصي بالحق:
الدعوة إلى الله فرض عين على كل مؤمن وقد يعجب أحدكم من هذه الحقيقة، فرض عين لأن الله سبحانه وتعالى حينما قال:
﴿ وَالْعَصْرِ﴾
( سورة العصر )
وقد أقسم بمطلق الزمن لهذا المخلوق الأول، الذي هو في حقيقته زمن، قال:
﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾
( سورة العصر )
جواب القسم خاسر لا محالة، لأن مضي الزمن يستهلكه، لأن الإنسان بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه.
﴿ إِلَّا ﴾
( سورة العصر )
رحمة الله في إلا، لا يخسر.
﴿ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾
( سورة العصر )
التواصي بالحق هو الدعوة إلى الله، أحد أركان النجاة، لا تنجو إلا إذا بحثت عن الحقيقة، إلا إذا آمنت بالله، آمنت بالمنهج الذي جاء النبي به، ثم عملت وفقه، عملت وفق هذا المنهج، ثم دعوت إلى هذا المنهج، وصبرت على البحث عنه، والعمل به، والدعوة إليه، هذا كلام خالق الأكوان.

من لم يطلب العلم و يؤمن بالله خاسر لا محالة:
أيها الإنسان يقسم الله لك إنك خاسر، إن لم تطلب العلم، وتؤمن بالله، وتبحث عن منهجه، ثم تتحرك وفق هذا المنهج، ثم تدعو إلى هذا المنهج، وتصبر على البحث والعمل والدعوة، هذا الدليل الأول على أن الدعوة إلى الله فرض عين.
إنسان قد لا يخطر في باله إطلاقاً أنني لابدّ من أن أدعو إلى الله، ولكن لئلا يثقل الأمر عليكم الدعوة إلى الله كفرض عين في حدود ما تعلم، ومع من تعرف، لست مكلفاً أن تقوم بدعوة عامة، ولست مكلفاً أن تتبحر في العلم، ولا أن تتعمق به، ولا أن تتفرغ له، التعمق، والتبحر، والتفرغ فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الكل، هذا المعنى يغطيه الآية الكريمة:

﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ﴾
( سورة آل عمران الآية: 104 )
من للتبعيض.

الله عز وجل ما كلف الإنسان فوق ما يطيق و إنما في حدود ما يعرف:
أما حينما يقول الله عز وجل:
﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾
فرقنا بين دعوة هي فرض عين، ودعوة هي فرض كفاية، التبحر، والتعمق، والتفرغ، والقدرة على الردّ على كل الشبهات، هذه دعوة هي فرض كفاية، إذا قام بها البعض سقطت عن الكل، أما أن تبلغ عن النبي ولو آية، أي استمعت إلى خطبة، تأثرت بها تأثراً كبيراً، انقل شيئاً منها إلى من حولك، إلى زملائك، إلى أصدقائك، إلى جيرانك، إلى أهلك، إلى أولادك، إلى أقربائك في سهرة، في ندوة، في نزهة، في لقاء، في اجتماع، لمَ أنت ساكت ؟.

(( ما من قوم يقومون من مَجلس لا يَذكرونَ اللهَ فيه إِلا قاموا عن مثلِ جيفة حمارٍ ))
[ أخرجه أبو داود عن أبي هريرة ]
أما إذا جلس القوم، وتدارسوا القرآن:

(( إِلا حَفَّتْهُم الملائكةُ، وغشيتهم الرحمةُ، ونزلت عليهم السكينةُ، وذكرهم الله فيمن عنده ))
[ أخرجه مسلم والترمذي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري ]
لذلك الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم في حدود ما يعلم، ما كلفك الله فوق ما تطيق، في حدود ما تعلم، ومع من تعرف، وهذا ننطلق به من قول الله عز وجل:
﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾
( سورة الشعراء )
يخاطب الله سيد الأنبياء والمرسلين
﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾
ما الحكمة ؟ الحكمة أن القريب ليس بينك وبينه حواجز، أنت مثلاً لا تستطيع أن تقول لإنسان في الطريق تعال احضر هذا الدرس، يخاف منك، لكنك تقول هذا لأخيك، أو لابنك، أو لأخ زوجتك، أو لابن عمك، واثق منك، وأنت واثق منه، حاجز الشك ليس موجوداً بين الأقارب، لذلك ابدأ بالأقارب.

العطاء الكبير لا يكون حقيقة إلا لله عز وجل:

﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾
المنّ هو العطاء، كما قلنا: العطاء الثقيل في حجمه، لا أقول إذا أعطيتك مبلغاً بسيطاً، أو خدمة آنية، هذا لا يسمى مناً، أما حينما يمنح للتقريب إنسان بيتاً، ومركبة، وأرضاً، ورأسمال هذا منّ، حلّ له كل مشكلاته في الدنيا، المنّ العطاء الكبير ولا يكون حقيقة إلا لله عز وجل، لا يوجد عطاء يليق بكرم الله ينتهي عند الموت، هذا ليس عطاء.
يا بني ما خير بعده النار بخير، مهما بلغ الإنسان، بحجمه المالي، مهما بلغ بمكانته، مهما بلغ في هيمنته، ما دام الموت ينهي كل شيء هذا ليس عطاء، لا يسمى مناً، لأن عطاء الله عز وجل يتناسب مع كرمه، عطاء الله أبدي، فالعطاء الذي ينتهي عند الموت.
أي ميت نُشيعه في نعش، بيته الفخم تُرك، مركبته الفارهة تُركت، مكانته، مكتبه، له بيوت أخرى في أماكن جميلة، كل حجمه المالي تُرك في الدنيا، ونزل في القبر وحده، العطاء أي عطاء ؟ الذي يرافقك بعد الموت، من هنا قال الإمام علي رضي الله عنه: الغنى والفقر بعد العرض على الله، إياك أن تسمي زيداً غنياً قبل الموت، أو زيداً راً قبل الموت، الغنى والفقر بعد العرض على الله.


عطاء الله الذي يليق بكرمه لا ينتهي عند الموت بل يبدأ بعد الموت:
سيدنا موسى، في ملمح دقيق جداً، قال:
﴿ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾
( سورة القصص )
ماذا فعل ؟ سقى الفتاتين، هذا هو الخير، لذلك ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يمشي مع أصحابه أمام قبر، فقال:

(( صاحب هذا القبر إلى ركعتين مما تحقرون من تنفلكم خير له من كل دنياكم ))
[ورد في الأثر]
في الدنيا هناك شركات عملاقة، ميزانياتها أكبر من ميزانيات دول، هذا للدنيا وعلى الدنيا كثير، أهم شيء أن عطاء الله الذي يليق بكرمه لا ينتهي عند الموت، بل يبدأ بعد الموت.

الفوز العظيم للإنسان يكون بطاعة الله عز وجل:
لذلك:
﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾
( سورة الأحزاب )
إله يقول: فوز عظيم، كنت أقول دائماً: طفل قال لك: أنا معي مبلغ عظيم والده مدرس، جمع مئتي ليرة بالعيد، رآه مبلغاً عظيماً، لو أن إنساناً آخر يعمل في البنتاغون قال: أعددنا لهذه الحرب مبلغاً عظيماً أنا أقدره بمئتي مليار دولار، كلمة عظيم نفسها، قالها طفل فقدرناها بمئتي ليرة، وقالها مسؤول كبير في البنتاغون فقدرناها بمئتي مليار، فإذا قالها ملك الملوك، ومالك الملوك:
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
( سورة النساء )
إذاً كلمة عظيم تابعة للقائل، الطفل قدرنا هذه الكلمة بحجم، والموظف الكبير في دولة عملاقة قدرناها بحجم، فإذا قال ملك الملوك، ومالك الملوك:
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
فالمن العطاء الكبير، العطاء الأبدي الذي لا ينتهي عند الموت، لذلك هذه الدنيا:

(( ولو كانت الدنيا تَعْدِلُ عند الله جَناح بعوضة ما سَقَى كافراً منها شَربة ماءٍ ))
[ أخرجه مسلم وأبو داود عن جابر بن عبد الله ]
النبي عليه الصلاة والسلام معصوم بمفرده وأمته معصومة بمجموعها:
الآية الكريمة:
﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾
بشر، يشتهي ما تشتهي، يتمنى ما تتمنى، يحب ما تحب، يكره ما تكره، يغضب مما تغضب منه، يرضى مما ترضى منه، هو بشر، ولولا أنه بشر لما كان قدوة لنا، لو كان النبي ملكاً، أخي أنت ملك، نحن بشر، لا، هو بشر، يشتهي المرأة، يشتهي المال، يشتهي الراحة، يشتهي السلامة، لولا أن النبي بشر، تجري عليه كل خصائص البشر لما كان سيد البشر.
لذلك النبي عليه الصلاة والسلام معصوم بمفرده، وأمته معصومة بمجموعها.


الإسلام منهج تفصيلي كامل:
إذاً:
﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾
ماذا فعل هذا الرسول ؟ هنا:
﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ ﴾
يا ترى أي آيات ؟ الآية: العلامة، الدليل، البرهان،
﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ ﴾
في الأعمّ الأغلب الكونية، لأنه
﴿ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ ﴾
الكتاب جاء بكلمة مستقلة، إذاً الله عز وجل له آيات كونية، وله آيات تكوينية، يعني عبادة التفكر كأن الناس قد غفلوا عنها، إن الله عز وجل حينما يقول:
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
( سورة آل عمران )
والحقيقة الدقيقة أن الله سبحانه وتعالى حينما قال:
﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
( سورة يونس الآية: 101 )
هذا أمر، الطامة الكبرى أن المسلمين في آخر أيامهم توهموا أن الإسلام عبادة شعائرية ليس غير، يصلي ويصوم ويحج ويؤدي زكاة ماله، مع أن الإسلام منهج تفصيلي كامل.

التفكر في آيات الله عز وجل:
منهج الإسلام منهج تفصيلي من أين نأخذه ؟ نقول: كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، ما لم تقم قرينة تصرفه عن الوجوب، أي إذا قال الله عز وجل:
﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾
( سورة الكهف الآية: 29 )
هذه لام الأمر
﴿ فَلْيَكْفُرْ﴾
هل يعقل أن الله يأمرنا أن نكفر ؟ لا، هذا أمر تهديد وهناك أمر إباحة.
﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ﴾
( سورة البقرة الآية: 187 )
و أمر ندب:
﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ﴾
( سورة النور الآية: 32 )
هذا أمر ندب، و هناك أمر إباحة، وأمر ندب، وأمر تهديد، لكن إذا قال الله عز وجل:
﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾
( سورة الأنعام الآية: 72 )
هذا أمر يقتضي الوجوب، وأي أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، الآن هذا الأمر:
﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
( سورة يونس الآية: 101 )
هل نظرنا ما في السماوات والأرض ؟ هذا معنى قول الله عز وجل:
﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ ﴾
( سورة الجمعة )
فحينما غفلنا عن أن كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، وضغطنا الدين كله بأوامر شعائرية فقط ؛ فقد أضعنا جانباً كبيراً جداً من الدين، ألف و ثلاثمئة آية في القرآن الكريم تتحدث عن الكون ما موقفنا منها ؟ ينبغي أن يكون الموقف منها التفكر
﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ ﴾
الإيمان هو الخلق:
﴿ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾
( سورة الجمعة )
كيف نغفل عن قوله تعالى:
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ﴾
( سورة الأعلى )
يزكيهم، يطهر نفوسهم من الأدران، لا يوجد مؤمن كذاب، لا يوجد مؤمن محتال، لا يوجد مؤمن لا ينجز الوعد، لا يوجد مؤمن لا يقيم العهد، لا يوجد مؤمن يكذب، لا يوجد مؤمن يقسو، الإيمان هو الخلق، فن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان
﴿ يُزَكِّيهِمْ﴾
ما لم تتزكَ
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ﴾
يعني أهّل نفسه للجنة، الصدق، والأمانة، دائماً وأبداً أذكركم بقول سيدنا جعفر لما قال للنجاشي:

(( أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه، وصدقة، وأمانته، وعفافه ))
[ أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن أم سلمة أم المؤمنين ]
إن حدثك فهو صادق، إن عاملك فهو أمين، إن استثيرت شهوته فهو عفيف.
﴿ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ﴾
( سورة يوسف الآية: 32 )
هذا جوهر الدين، الإيمان هو الخلق
﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾
تسمو نفوسهم، لا في كذب، لا في احتيال، لا في حقد، لا في كبر، لا في استعلاء، لا في قهر لا في ظلم، في إنصاف، في رحمة، في عفو، في تواضع، في إكرام،
﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾
التزكية ثمن الجنة.

الفالح من زكى نفسه وطهرها من أدرانها:
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ﴾
نحن بمقياس أهل الأرض قد أفلح من جمع ثروة طائلة، بمقياس أهل الأرض قد أفلح من وصل إلى منصب رفيع، بمقياس أهل الأرض قد أفلح من تزوج فتاة رائعة الجمال، بمقياس أهل الأرض قد أفلح من كانت له ذرية ذات شأن كبير
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ﴾
الذي زكى نفسه وطهرها من أدرانها، وكل دروس أسماء الله الحسنى من أجل أن تتزكى بها، من أجل أن تشتق هذا الكمال من الله عز وجل، من أجل أن تكون معطياً، مناناً، أن تعطي ما عندك، أن تبني حياتك على العطاء لا على الأخذ.
لذلك ما من اسم أيها الأخوة إلا ولك منه نصيب، الله عز وجل منان، هل أنت تعطي أم تأخذ ؟ ما الذي يسعدك أن تعطي أم أن تأخذ ؟ إن كان الذي يسعدك أن تعطي فأنت من أهل الآخرة، وإن كان يسعدك أن تأخذ فأنت من أهل الدنيا.


التزكية ثمن الجنة:
لذلك:
﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ ﴾
(( بلِّغُوا عني ولو آية ))
[أخرجه البخاري والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ]
والله أخ من إخوانا الكرام لا يحسن أن يتكلم بكلمة واحدة، اشترى مئة شريط وزعها على أقربائه بالتسلسل، بالتناوب، وسجل، واسترجع الشريط، وأعاره لشخص آخر بعد حين صار عدد كبير من أقربائه في المسجد، هذا دعا إلى الله، ولا يحسن أن يقول كلمة واحدة.

﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾
زكاهم أي طهرهم، ولن تتزكى النفس إلا باتصالها بالله، اتصالها بالله تزكية، ترحم، وتتواضع، تنصف، تعدل، تسامح، تعفو والذي يلفت النظر في الإنسان أخلاقه العالية، وحينما أراد الله أن يثني على نبيه قال له:
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾
( سورة القلم )
والإيمان هو الخلق.

الجمع بين الكتاب و السنة:
الآن:
﴿ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾
( سورة الجمعة الآية: 2 )
هذا المنهج، نحن لو سألنا أنفسنا ما فحوى دعوة الأنبياء ؟ الله عز وجل يقول:
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾
( سورة الأنبياء )
يعني هذه الآية تؤكد فحوى دعوة الأنبياء جميعاً، عندنا عقيدة، وعندنا سلوك، وعندنا منطلقات نظرية إن صحّ التعبير، وتطبيقات عملية، و عندنا تصورات، و حركات
﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾
الآن
﴿ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾
بالكتاب يوجد أحكام كلية وفي السنة يوجد أحكام تفصيلية، الله عز وجل يقول:
﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ﴾
( سورة البقرة الآية: 110 )
حكم كلي، التفاصيل، نصاب النقدين، الذهب والفضة، نصاب النباتات المزروعات، نصاب الركاز، نصاب الأنعام، النبي فصّل، فالآيات القرآنية فيها أحكام كلية والسنة النبوية فيها أحكام تفصيلية.
لذلك لا يمكن إلا أن تجمع بين الكتاب والسنة.

(( تَركْتُ فيكُمْ أَمْرَيْنِ لنْ تَضِلُّوا ما تَمسَّكْتُمْ بهما: كتابَ الله، وسنّة رسولِهِ ))
[ أخرجه مالك عن مالك بن أنس ]
بالكتاب كليات، بالسنة تفصيلات، لذلك
﴿ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾
الحكمة هنا السنة كما قال العلماء.

الدعوة إلى الله تحتاج إلى علم و براعة بعرض الأفكار:
﴿ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
( سورة الجمعة )
الإنسان حينما يسعى لهداية إنسان سعياً حثيثاً، سعياً علمياً، لذلك أنا أقول من دعا إلى الله بمضمون سطحي، بمضمون هزيل، بمضمون متناقض، بمضمون هوائي، بالمنامات، بالكرامات فقط، بالشطحات، بمضمون غير متماسك، بمضمون غيبي، بمضمون غير علمي، بأسلوب غير علمي، بأسلوب غير تربوي، قال: من دعا إلى الله بهذا المضمون وبهذا الأسلوب، يا الله ! لا يعد المدعو عند الله مُبلّغاً بهذه الطريقة، ويقع إثم تفلته على من دعاه بهذه الطريقة.
فلذلك الدعوة إلى الله تحتاج علم، ما كل عالم بداعية، لكن كل داعية يجب أن يكون عالماً، الدعوة فيها براعة بعرض الأفكار، بعرض الحقائق.


أعظم عطاء على الإطلاق أن يمنّ الله على الإنسان بالهدى:
لذلك:
﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
حينما خاطب النبي الأنصار قال يا معشر الأنصار:

(( ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي ))
[ أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عباس ]
وأعظم عطاء على الإطلاق أن يمنّ الله عليك بالهدى.
﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾
( سورة آل عمران )
والحمد لله رب العالمين

 

الموضوع الأصلي : اسم الله المنان     -||-     المصدر : منتديات حبة حب     -||-     الكاتب : ضى القمر



 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 05-24-2016, 03:06 PM   #2
:: الإدارة ::


ضى القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 أخر زيارة : 12-25-2021 (03:59 AM)
 المشاركات : 41,480 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 SMS ~




لوني المفضل : Crimson
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى: ( المنّان ):
أيها الإخوة الكرام، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى، وهو اسم ( المنان ).
1 ـ ورودُ اسم ( المنان ) في السنة النبوية:
اسم ( المنان ) أيها الإخوة، لم يرد في القرآن الكريم، ولكنه ورد في السنة المطهرة، مراداً به العلمية، ودالاً على كمال الوصفية، كما تعودنا في أسماءه الحسنى الثابتة، وقد ورد هذا الاسم في سنن أبي داود، من حديث أنس رضي الله عنه، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يصلي، ثم دعا، فقال هذا الرجل:
(( اللَّهمَّ إني أَسأَلُكَ بِأنَّ لَكَ الحمدَ، لا إِلهَ إِلا أنْتَ، المَنَّانُ، بَديعُ السَّمَواتِ والأرضِ، ذو الجَلالِ والإِكْرَامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأصحَابِهِ: أتَدرونَ بمَ دَعَا ؟ قالوا: اللهُ ورسولُهُ أعلم، قال: والذي نفسي بيده، لَقَدْ دَعا الله باسمه الأعظم، الذي إِذَا دُعِيَ به أَجَابَ، وإِذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى ))
[ أبو داود ]

اسم الله الأعظم:
هذا النص النبوي الشريف الصحيح ينقلنا إلى اسم الله الأعظم، اسم الله الأعظم إذا دعوت به أجابك، وإذا سألت به أعطاك.
وقد اختلف العلماء حول اسم الله الأعظم، بعضهم قال: الرحمن، بعضهم قال: الرب، وفي هذا الحديث اسم الله الأعظم ( المنان ).
وهناك من العلماء من يجتهد في أن اسم الله الأعظم هو الذي أنت بحاجة إليه، فإذا كان العبد مريضاً فاسم الله الأعظم هو الشافي، وإذا كان العبد راً فاسم الله الأعظم هو الرزاق، وإذا كان العبد مقهوراً فاسم الله الأعظم المنتقم، وإذا كان العبد ضعيفاً فاسم الله الأعظم هو القوي، أسماء الله كلها حسنى، وصفاته كلها فضلى، والله عز وجل يقول:
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
( سورة الأعراف الآية: 180 )

معاني قوله تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
لهذه الآية معان كثيرة، من معاني هذه الآية لن تستطيع أن تدعو الله إلا إذا توسلت إليه بكمال مشتق منه، تريد أن يجيبك الرحيم ؟ كن رحيماً، تريد أن يستجيب لك ؟ كن عادلاً، تريد أن تلبى دعوتك ؟ كن منصفاً:
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
معنى آخر لهذه الآية: أنت بحسب حالك اختر من أسماء الله الحسنى الاسم المناسب، فقد تكون متطلعاً إلى الشفاء، قل: يا شافٍ، يا عظيم، قد تكون متطلعاً إلى النصرة قل: يا ناصر، يا رب انصرني، انصر دينك يا رب.
فلذلك اسم الله الأعظم موضوع خلافي، المتفق عليه أن اسم الله الأعظم إذا دعوت به أجابك، وإذا سألت به أعطاك.

حظُّ المؤمن من الدعاء:
لكن هذا ينقلنا أيضاً إلى موضوع آخر: هو أنك حظك من الدعاء ليس الاستجابة، لكن حظك من الدعاء الاتصال بالله، لأن الله عليم، يجيبك ولم تدعه، ولا يجيبك ولو دعوته، كيف ؟ يجيبك ولو لم تدعه إذا كانت الإجابة خيراً في حقك، ولا يجيبك ولو دعوته إذا كان مضمون دعائك ليس في صالحك، فكثيراً ما يدعو الإنسان ربه، كمن يطلب من أبيه أداة حادة لجرح أخيه، عندئذٍ لا يستجيب له، فقال علماء التفسير: حظك من الدعاء ليس أن يجيبك الله، بل أن تتصل به، لأن الله سبحانه وتعالى جعل حاجاتنا عنده، وأمرنا أن ندعوه كي نتصل به، كي نذوق حلاوة القرب.
فالمؤمن كما قال عليه الصلاة والسلام وهو في الطائف:
(( إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولك العتبة حتى ترضى لكن عافيتك أوسع لي ))
[ الطبراني عن عبد الله بن جعفر ]
(( عَجَبا لأمر المؤمن ! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيراً له وليس ذلك لغير المؤمن ))
[ رواه مسلم عن صهيب الرومي ]
والمؤمن أيها الإخوة حينما يوقن أن الله سبحانه وتعالى رحمته عامة، وأفعاله حكيمة، ولا يفعل إلا الأصلح، لأنه كامل كمالاً مطلقاً، عندئذٍ يستجيب لقضاء الله وقدره، ومن علامات المؤمن أنه يرضى بقضاء الله وقدره.

(( إذا أحب الله عبداً ابتلاه، فإن صبر اجتباه، فإن شكر اقتناه ))
[ ورد في الأثر ]
إذاً: اسم الله الأعظم قد يكون اسم الرب، وقد يكون اسم الرحمن، وقد يكون اسم ( المنان )، كما ورد في هذا الحديث، ولكن قد يكون اسم الله الأعظم الاسم الذي أنت في أمسّ الحاجة إليه.

2 ـ معنى ( المنان ) في اللغة:
1 ـ القطع:
أيها الإخوة، ( المنان ) في اللغة صيغة مبالغة، مِن الفعل منّ يمُن مَناً، معنى منّ، يمن، مناً: أي قطع يقطع، قطع الشيء، وذهب به، معنى ذلك أنه منّ.
شيء آخر، منّ عليه، أي أحسن وأنعم عليه.
﴿ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴾
( سورة القلم )
أي غير محسوب، أو غير مقطوع، أو غير منقوص، هناك معان دقيقة لمنّ منّ، يمن، مناً، اسم المبالغة ( المنان )، على وزن فعّال، كأن تقول: غفّار.
﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ﴾
( سورة طه الآية: 82 )
إن اسم الله إذا جاء بصيغة المبالغة فيعني مبالغة في الكمّ، أو في النوع، فالله عز وجل إذا قلت: يا غفار، فإنه يغفر أكبر ذنب تتصوره، وإذا قلت: يا غفار فيغفر مليون ذنب، والصلح مع الله يتم بلمحة واحدة، والدنيا ساعة فاجعلها طاعة، والصلح سريع.
أيها الإخوة، بعض العلماء قال: المنة ؛ النعمة الثقيلة.
قدم إنسانٌ لإنسان هدية بألف ليرة، هذا عمل طيب، أما أن يعطيك بيتاً، و مركبة، وأرضاً، ورأس مالٍ، بلا مقابل، فهذا عطاء كبير بمقياس البشر.
فالمن النعمة الثقيلة، ولا تكون حقيقة إلا لله عز وجل، لأن الله سبحانه وتعالى منحك نعمة الإيجاد، أوجدك، ولم تكن شيئاً مذكورا، منحك نعمة الإمداد، منحك نعمة الهدى والرشاد، فالنعم العظيمة، النعم الجليلة، هي نعم الله عز وجل.

المنن والنعم الثقيلة لا تصح حقيقة إلا لله:
شيء آخر: هذه الدنيا أعطاها الله لمن يحب، ولمن لا يحب، أعطاها لقارون وهو لا يحبه، وأعطاها لسيدنا عثمان بن عفان، كان غنياً وهو يحبه، هذه الدنيا أعطى الدنيا لمن لا يحب، أعطاه لفرعون، وأعطاه لنبيه الكريم سليمان، لأن الدنيا تنتهي بالموت فلا تعد عطاءً يليق بكرم الله.
لذلك المنن ؛ النعم الثقيلة، لا تصح حقيقة إلا بنعم الله، وأكبر نعمة يمكن أن تصل إليها نعمة الهدى، لأن المال عرض حاضر، يتوقف القلب فتصبح كل أموالك المنقولة وغير المنقولة للورثة، في ثانية كان إنسان ملء السمع والبصر فأصبح خبراً على الجدران، يقال فيه: رحمة الله عليه، كان إنسانا فصار جثة، وأحيانا يسافر الإنسان راكبا فيرجع بضاعة في صندوق، لها معاملة، وتخليص، وتقرير، كان إنسانًا فصار خبرًا، فلذلك لا يليق بكرم الله أن يكون عطاءه منقطعاً، والدنيا دار انقطاع، لذلك الموت ينهي غنى الغني، ينهي فقر الر، ينهي قوة القوي، ينهي ضعف الضعيف، ينهي وسامة الوسيم، ينهي دمامة الدميم، ينهي صحة الصحيح، ينهب مرض المريض.
الدنيا دار بلاء وانقطاع، من كل شيء إلى لا شيء، من كل شيء إلى كفن، كان بتوقيع على دفتر شيكات يمنح مليارات، فأصبح ملفوفاً بكفن، والغريب أن هذا الكفن ليس له جيب يضع فيه دفتر شيكات، هذه الحقيقة.
فلذلك المنن ؛ النعم الثقيلة، ولا تصح حقيقة إلا بنعم الآخرة، لذلك:
﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾
( سورة الأحزاب )
البطولة أن تفوز فوزاً عظيماً، البطولة أن تستحق الجنة.
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾
( سورة القمر )
البطولة كما قال الإمام علي رضي الله عنه: << الغنى والفقر بعد العرض على الله >>.
﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾
( سورة الزمر الآية: 15 )
لكن ( المنان ) هو الذي يقدم لك نعمة ثقيلة، وعلى الحقيقة هي نعم الله عز وجل، ولكن هناك مَن يمنّ عليك، يقول لك: لحم كتفك من خيري، هذا منٌ بالقول، وهو مستقبح، وهناك منٌ بالعمل ؛ أن يعطيك، أن يملكك، أما المنّ بالقول فمستقبح، ولكن العلماء أجازوه في حالة نادرة، حينما تُكفَر النعمة.

أعلمه الـرماية كل يوم *** فلما اشتد ساعده رماني
وكم عملته نظم القوافي *** فلما قـال قافية هجاني
المنّ حقيقة بالفعل لا يليق إلا لله، أما المنّ بالقول فيفعله معظم السفهاء، لذلك:
﴿ لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾
( سورة البقرة الآية: 264 )
هناك إنسان كلما فعل خيراً يذكره، كيف البيت ؟ هل أنت مرتاح فيه إن شاء الله ؟ إذا أعطاه ثيابا، هل أنت مرتاح إن شاء الله، وهل القياس مناسب ؟ يقولها أمام الناس.

﴿ لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾
المنّ القولي مستقبح، إلا في حالة نادرة إذا كُفرت النعمة.

(( ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي ))
[ أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عباس ]
حينما وجد الأنصار على أنفسهم في لعاعة من الدنيا تألف النبي بها قوماً ليسلموا، ووكلهم إلى إسلامهم، قال:

(( ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي، ألم تكنوا عالة فأغناكم الله ))
فلذلك المنّ مقبول في حالات نادرة ؛ حينما ينسى الإنسان الخير، ينسى العطاء فيذكره غيرُه به.

2 ـ فضل الله وعطاءه ببعثة النبي عليه الصلاة والسلام:
أيها الإخوة، من معاني المنّ من قوله تعالى:
﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾
( سورة آل عمران الآية: 164 )
أكبر عطاء هذا النبي العظيم.
﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ﴾
( سورة يونس الآية: 58 )
أما المنّ القولي ـ دققوا ـ:
﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ ﴾
( سورة الحجرات الآية: 17 )
الله منّ عليكم بالعطاء، وأنتم تمنون بالقول، والمنّ القولي مستقبح، وهو يذهب أجر العمل الصالح، فإن فعلت خيراً يجب أن تنساه إلى الأبد، وكأنك لم تفعل شيئاً، والأكمل إذا فعل معك معروف ينبغي ألا تنساه ما حييت، أكمل موقف بمن أحسنت إليه أن يذكر هذا الفضل.
﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾
( سورة البقرة الآية: 237 )
أكمل موقف لمن أحسنت إليه ألا ينسى هذا الفضل، وأكمل موقف لمن أحسن أن ينسى، المحسن يجب أن ينسى، والمحسن إليه ينبغي ألا ينسى.
أيها الإخوة، أحياناً الإنسان من كماله لو ذكر إنسان فضله يقول: لله المنة، والفضل، هذا فضل الله، إذا ذكر إنسان إحسان المحسن أيضاً من كمال المحسن أن يقول: لله المنة والفضل، وأساساً لما قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(( ألم تكونوا ضلالاً ))
لم يقل فهديتكم، قال:
(( فهداكم الله بي ))
لله المنة والفضل، فإذا أراد إظهار فضله عليك خلق الفضل ونسبه إليك، فأنت تواضع، والتواضع موقف موضوعي، ليس موقف مجاملة.
مرة أحد الإخوة الكرام قدم بيتا في موقع جيد جداً لمشروع خيري، القائمون على هذا المشروع الخيري أقاموا له حفلا تكريميا، وكل المتكلمين أثنوا على إحسانه وعطائه إلا رجلا واحدا قال كلاماً آخر، قال له: أيها المحسن الكبير، كان من الممكن أن تكون أحد المنتفعين بجمعيتنا، وأن تقف في رتل طويل تنتظر الدور لقبض مبلغ يسير مع التوقيع المهين، ولكن الله أكرمك بأنك تعطي ولا تأخذ.
صدقوا أيها الإخوة، حينما تعطي يجب أن تذوب لله شكراً، أنه سمح لك أن تعطي، والعطاء والأخذ لا علاقة له بالذكاء، قد تجد إنسانا قمة في الذكاء، وهو مضطر أن يبذل ماء وجهه ليأخذ، وقد تجد إنسانا قمة في الذكاء، ومع ذلك هو ر، يضطر أن يسأل، ويتذلل، وإنسان آخر أقلّ ذكاء، وأقلّ فهما، لكن الله رزقه، فإذا أعطيت يجب أن تذوب شكراً لله أنه سمح لك أن تعطي، ولم يلجئك إلى أن تأخذ.

3 ـ المنّان يعطي قبل السؤال:
( المنان ) هو الله عز وجل، و ( المنان ) ذو الهبات العظيمة، والعطايا الوافرة، الذي ينعم، ويبدأ بالنوال قبل السؤال.
للتقريب: أب كريم، قوي، غني، ابنه بحاجة إلى ثياب جديدة، الكمال المطلق يقتضي أن يشتري له هذا الثياب من دون أن يسأله، فمن كمال الله عز وجل أن يعطي قبل السؤال، ويعطي من دون سؤال.
هذا يذكرنا بما قلته قبل قليل: حظك من الدعاء الاتصال، لأن كرم الله يقتضي أنه يعطيك، ولم تكن سائلاً، وقد تسأله ولا يعطيك، إن كان هذا العطاء ليس في صالحك، لأن الله عز وجل لا يفعل إلا ما هو خير لك.
﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ﴾
( سورة آل عمران الآية: 26 )
لم يقل: والشر، أي أن عطاءك خير، ومنعك خير، إعزازك خير، وإذلالك خير، لكن العلماء، قالوا: لا ينبغي أن تقول: الله ضار، ينبغي أن تقول: الضار النافع، لأنه يضر لينفع، لا ينبغي أن تقول: الله الخافض، هو يخفض ليرفع، لا ينبغي أن تقول: الله المذل، هو يذل كي تتوب إليه، عندئذٍ يعزك، الله عز وجل يعطي من دون سؤال، ولله المنة والفضل، ولا منة لأحد عليك، وهو المحسن إلى العبد، والمُنعم عليه، ولا يطلب جزاء.

وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ
﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾
( سورة المدثر )
لا تمنن من أجل أن تستكثر الرد.
أحيانا يدعي إنسانٌ الذكاء، يقول: أنا الآن أخدمه، لكن أنا لي مصلحة معه، أخدمه، لكن أنتظر منه في وقت ما أن أسترد هذه الخدمات عطاء كبيرا، هذا معنى قول الله عز وجل:

﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾
لكن الله سبحانه وتعالى يمنحك كل شيء، ولا يطالبك بشيء.

حقُّ الله على عباده:
الإمام البخاري رحمه الله تعالى روى حديثاً رائعاً عن معاذ بن جبل قال: كنت ردف النبي عليه الصلاة والسلام.
(( قال يا معاذ: هل تدري ما حقُّ الله على العباد ؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم ـ سأله ثانية وثالثة ـ قال: فإن حقَّ الله على العباد: أن يعبدوه ))
[ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن معاذ بن جبل ]
أنت حينما تعبد الله تؤدي واجب العبودية، وهذا من حق الله عليك.

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾
( سورة النساء الآية: 1)
ما حق الله على عباده ؟ أجاب النبي عليه الصلاة والسلام: أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئاً.
سؤال ثانٍ:

(( يا معاذ بن جبل، قلتُ: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حقُّ العباد على الله إذا فعلوا ذلك ))
دققوا، والله أيها الإخوة الكرام القسم الثاني من هذا الحديث يملأ القلب أمناً وأماناً، يملأ القلب طمأنينة، يملأ القلب ثقة بالله عز وجل.

(( يا معاذ هل تدري ما حقُّ العباد على الله ))
كيف بإله عظيم يعطي إنساناً ضعيفاً حقاً عليه ؟!
سأله ثانية وثالثة:

(( قال: الله ورسوله أعلم، قال: يا معاذ حقُّ العباد على الله إذا هم عبدوه أن لا يعذِّبهم ))
أنشأ الله لك حق عليه، قال لك: اعبدني.

خاتمة: قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ
حينما ادعى من ادعى وقال: نحن:
﴿ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ ﴾
( سورة المائدة الآية: 18 )
رد الله دعواهم.
﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ﴾
( سورة المائدة الآية: 18 )
استنبط الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أن الله لا يعذب أحبابه، مستحيل وألف ألف أَلف مستحيل أن يُعذب الله أحبابه، فإذا أحببته، إذا أطعته، إذا أخلصت إليه، إذا نصحت عباده، ولم تبنِ مجدك على أنقاضهم، ولا غناك على إفقارهم، ولا عزك على إذلالهم، وكنت خادماً لهم، ونصحتهم، ولم تلقِ في قلوبهم الخوف، ولم تبتز أموالهم، ولم تفضح ثغراتهم، إذا كنت محسناً فإن الله يحبك، وإذا أحبك ألقى محبتك في قلوب الخلق، فلذلك:

(( يا معاذ حقُّ العباد على الله إذا هم عبدوه أن لا يعذِّبهم ))
﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ﴾
﴿ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ﴾
( سورة المائدة الآية: 18 )
فإذا قال المسلمون: نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، الجواب جاهز:

﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ﴾
والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-24-2016, 03:29 PM   #3
حبيب فضى


سمراء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 631
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 02-27-2018 (02:42 AM)
 المشاركات : 1,901 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



انتقاء مكلل ب اهاديِج الزهور
اشكرك عدد مداد الارض
لروحك الجوري



 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-25-2016, 03:14 PM   #4
:: الإدارة ::


ضى القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 أخر زيارة : 12-25-2021 (03:59 AM)
 المشاركات : 41,480 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 SMS ~




لوني المفضل : Crimson
افتراضي



ازدادت احرفي بهائاً وبات للحرف شذى
بحضوركم وردكم
لكم خالص التقدير

ولكم قواقل ورد لاتنتهي


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-05-2016, 07:36 AM   #5
نائب الاداره


مصطفى منصور غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3677
 تاريخ التسجيل :  Jan 2013
 أخر زيارة : 06-28-2019 (03:31 AM)
 المشاركات : 24,963 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Blue
افتراضي



أسأل الله أن يرزقك الفردوس
الاعلى من الجنة
تحياتى


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-26-2016, 04:47 PM   #6
حبيب جديد


حقائق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28440
 تاريخ التسجيل :  Jun 2016
 أخر زيارة : 09-05-2016 (10:37 AM)
 المشاركات : 16 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



روووووووووووووووووووعة


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-26-2016, 05:03 PM   #7
حبيب نشيط
بنت الاجواد


فارسه على ظهر جواد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28032
 تاريخ التسجيل :  Mar 2014
 أخر زيارة : 03-01-2018 (06:45 PM)
 المشاركات : 1,770 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



إنتقاء ثري بالذائقه
سلمت ودام رقي ذوقك
بإنتظار القادم بشوق
كل الود لروحك


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 08-22-2016, 08:12 AM   #8
حبيب جديد


نوران مدحت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28458
 تاريخ التسجيل :  Aug 2016
 أخر زيارة : 08-22-2016 (08:12 AM)
 المشاركات : 1 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 08-22-2016, 04:11 PM   #9
:: الإدارة ::


ضى القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 أخر زيارة : 12-25-2021 (03:59 AM)
 المشاركات : 41,480 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 SMS ~




لوني المفضل : Crimson
افتراضي




ازدادت احرفي بهائاً وبات للحرف شذى
بحضوركم وردكم
لكم خالص التقدير

ولكم قواقل ورد لاتنتهي


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 08-22-2016, 04:55 PM   #10
حبيب برونزى


همس الحب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 51
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 03-01-2018 (07:02 PM)
 المشاركات : 1,411 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 SMS ~
أبد ماكــــان [الصمت] يعنــي النسيــــان..!
شوف الارض صامتـه.. بس في جوفهـا بركآن.
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



طرح رائع
يعطيك الف عافيه
ولاننحرم من مواضيعك الرائعه
كل الود




 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap 


الساعة الآن 02:16 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010