أعظم ملوك الأرض

قال ابن إياس فى أحداث سنة 794 من هجرة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم:

ومن الوقائع الغريبة أن جماعة من بلاد الغرب خرجوا قاصدين الحج فى البحر المالح، وكان معهم شخص شريف، فأخذهم الإفرنج بمركبهم؛ فلما عُرضوا على صاحب صقلية أمرهم أن يقيَّدوا، فقُيدوا..

فلما جاءوا يقيدوا الرجل الشريف قال للترجمان:

-قل للملك عن لسانى، إذا قدم عليك ابن ملك من الملوك، ماذا تصنع به؟

فقال الترجمان للملك ذلك، فقال الملك:

-أُكرمه لأجل أبيه.

فقال الترجمان للشريف ذلك، فقال له الشريف:

-وإن كان على غير دينك؟

فقال الملك: نعم.

فقال الشريف للترجمان:

-قل له إن أبى أكبر ملوك الأرض.

فقال له الترجمان ذلك، فقال الملك:

-ومن أبوه؟

فقال الشريف:

-أبى الحسين بن على بن أبى طالب.

فقال الملك للشريف:

-من يصدِّق دعواك؟

فأخرج له درجا كان معه، فيه نسبه متصل بالنبى صلى الله عليه وسلم.

فلما سمعه الملك أمر بإطلاقه ومن معه من الأسراء، وأمر بإكرامهم وتجهيزهم إلى بلادهم..

قال ابن إياس: وهذه من النوادر الغريبة.