التكنولوجيا تدخل عالم كرة القدم

تحدد قوانين لعبة كرة القدم الكرة المستخدمة في المباريات الرسمية في نوع معين من كرة القدم موحد الحجم والوزن والمادة المصنعة منها.
اكتشفت كرة القدم في بداية الأمر من ركل قربة مصنوعة من جلود الحيوانات، ومع مرور الوقت تطورت كرات القدم إلى ما تبدو عليه اليوم. حيث كان لاكتشاف تشارلز غوديير طريقة تقوية المطاط أثر كبير في تصميم كرة القدم وتطورها في الزمن الماضي. وحالياً تقدم البحوث التكنولوجية والدراسات العلمية لتحسين أداء كرة القدم وتطورها.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على التطورات التي خضعت لها صناعة الكرة لتصبح كما هي اليوم، مع استخدام التكنولوجيا في تطويرها.

- 1900– 1930: شهد العام 1900 محاولات لاكتشاف نوع أقوى من المطاط يمكنه تحمل ضغط أقوى وقوة أكبر، أشهر هذه المحاولات كان بإضافة أنابيب داخلية مكسوة بالجلد البني الثقيل، تميزت هذه الكرات بأنها يمكن أن ترتد بسهولة بعد الركل، وكانت مغطاة بالجلود المدبوغة، ومقسمة إلى ثمانية عشر قسماً مرتبةً في ست لوحات في كل منها ثلاث شرائح. وكان كل قسم مخيط باليد بواسطة رقائق القنب والدانتيل مع فتحة صغيرة على جانب واحد لإدخال الهواء.
رغم جودة هذه الكرة في ذلك الوقت ولكن كان يعيبها زيادة انتفاخ الكرة في أثناء المباراة وركل هذه الكرة كان يسبب الكثير من الألم للاعبين، إضافة إلى خصائص امتصاص الماء من قبل الجلد في الأجواء الممطرة مما يجعل الكرة ثقيلة جداً وتتسبب في إصابات الرأس والقدمين.

- 1930– 1960: خلال الحرب العالمية الثانية كانت هناك تحسينات أخرى في الإنتاج، حيث تم إضافة نوع من القماش القوي ذي مواصفات خاصة قابلة للتمدد إلى حد معين بين المتانة والسطح الخارجي الذي يغطي كرة القدم. أعطى هذا التحسين مزيداً من التحكم في أسلوب وحركة الكرة وشكل كروي أفضل, ومع ذلك فقد لعبت نوعية كرات القدم دورا حاسما في نتائج المباريات بسبب انفجار الكرة خلال المباراة.
في العام 1950، تم التخلص من مشكلة امتصاص الماء باستخدام الدهانات الاصطناعية وغيرها من المواد غير قابلة لاختراق المياة إلى غلاف الجلد، تم استخدام لون الدهان البرتقالي لتسهيل مشاهدة الكرة في أثناء تساقط الثلج.
في العام 1951 ومع ظهور الاضواء الكاشفة سمح باستخدام الكرة البيضاء لمساعدة المشاهدين رؤية الكرة بشكل أسهل من اللون البرتقالي.

- 1960– 2000: مع التقدم العلمي ظهر اكتشاف جديد ساهم بتطوير كرة القدم بشكل كبير وهو الجلد الصناعي، وفي عام 1960 تم إنتاج أول كرة أصطناعية كلياً بواسطة الجلد الصناعي، وكان الجلد الصناعي المستخدم في كرة القدم يعطي محاكاة لنظام الجلد الطبيعي مع امتصاص أقل بكثير للمياة، وراحة أكثر للأقدام وسرعة أرتداد أعلى.
ساعدت الجلود الاصطناعية على سهولة إيجاد تصميم جديد لكرة القدم، حيث قام المهندس المعماري الأميركي ريتشارد بكمنستر فولر بإعداده. وفي بطولة كأس العالم لكرة القدم 1970 في المكسيك تم استخدام كرة قدم سميت بالاسم تيليستار من شركة أديداس وتم تطبيق شكل التصميم الذي توصل إليه المهندس المعماري ريتشارد بكمنستر فولر على كرة القدم حيث تألفت من 12 جزءا من خماسي الأضلاع و20 جزءا من سداسي الأضلاع تمت خياطتها معاً، ونفخها بالهواء لتحقق الشكل الدائري.
تم استخدام اللون الأبيض والأسود في الكرة لمساعدة المشاهدين على التلفزيون الأبيض والأسود على مشاهدة الكرة بوضوح.

-2010: أشهر كرة قدم أنتجت في العام 2010 هي كرة القدم جابولاني مصنعة من قبل شركة أديداس. تمت دراساتها بالتعاون مع الأكاديميين في جامعة لوبورو كانت الكرة الرسمية لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 في جنوب أفريقيا. تتكون الكرة من سطح مركب من ثماني لوحات مصبوبة حرارياً تهدف إلى تحسين الديناميكية الهوائية، وتم استخدام آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة.