كيف تعلمين طفلك تفهم مشاعر وظروف واحتياجات الآخرين؟

تعتبر القدرة على تفهم مشاعر الآخرين ومواقفهم وحاجاتهم المختلفة أمرا ضروريا ومهما فى حياة الإنسان لأنه يجعله يضع نفسه مكان الآخرين ويتفهم آلامهم وحزنهم. ولكى تساعدى طفلك على أن يكبر ليصبح شخصا ناضج المشاعر، فيجب أن تعوديه منذ الصغر أن يتصرف بتعاطف وتفهم لمشاعر وظروف الآخرين وهو الأمر الذى سيعلم طفلك التسامح وسيكون أساسا لعلاقاته مع الناس فى المستقبل. إن الطفل فى العادة أو فى كثير من الأحيان يكون أنانيا فى التفكير ويفكر فى نفسه وحاجاته فقط، فهو يرى أن العالم منغلق على حاجاته فقط وأنه ليس من الواجب عليه تفهم مواقف الآخرين أو مراعاة مشاعرهم. وعادة فإن الطفل وهو فى سن صغيرة لا يستطيع أو يستوعب فكرة وضع نفسه فى مكان الآخرين فى المواقف المختلفة، ولذلك فإن تفهمه ومراعاته لحاجات ورغبات أى شخص تأتى مع الوقت الذى سيمنحه فرصة للمراقبة والملاحظة وخوض التجارب المختلفة.
إن الطفل حديث الولادة قد يبكى عندما يسمع طفلا آخر يبكى أو أنه قد يعطى رد فعل معينا بناء على تعبيرات وجه طفل آخر، ومن هنا قد يأتى دور الأهل وخاصة الأم التى يجب عليها أن تستجيب بكل الحب لحاجات طفلها وهو الأمر الذى سيجعله يربط بين المشاعر الجيدة التى يشعر بها وبين اهتمام أمه به وهو الأمر الذى يعنى أيضا أنه سيبدأ فى تكوين أساس من الحب وتفهم مشاعر وظروف الآخرين. ومع مرور الوقت وكلما كبر طفلك فإن مجرد الاستماع له يتحدث عن مشاكله وتفهم مشاعره سيجعله يشعر أنه محبوب.
لكى تساعدى طفلك فى التعرف على مشاعره وتفهم مشاعر الآخرين فيجب أن تقومى بتسمية كل شعور باسمه على أن تقومى مثلا باستخدام كلمات كسعيد، حزين، مجنون، مندهش أو متفاجئ. يمكنك بعد ذلك أن تقومى بتعريف طفلك على مجموعة أخرى من الكلمات مثل محبط، متفاجئ. يمكنك أيضا أن تظهرى على وجهك تعبيرا معينا والإشارة إليه وتطلبى مساعدة طفلك فى تحديد كلمة لهذا الشعور.تحدثى مع طفلك عن المشاعر وشعوره ورد فعله تجاه بعض المواقف ، فمثلا إذا ضحك طفلك بعد سؤالك له عن حاله فقولى له إنه يشعر بالسعادة. وتستطيعين أيضا مشاركة ما تشعرين به مع طفلك وهو الأمر الذى سيساهم فى تنمية مهارات الاستماع عند الطفل.
شجعى طفلك على أن يقوم بالتبرع بجزء بسيط من مصروفه لأى جمعية خيرية مع مساعدته على اختيار الجهة التى سيتبرع لها وإعداد جدول أسبوعى أو شهرى للتبرعات.علمى طفلك كل ما يحتاج لمعرفته عن الفقر فى دول العالم المختلفة وكيف يتم مساعدة تلك الدول أو الشعوب الرة عن طريق توفير السلع والخدمات الطبية.
إن الطفل عندما يكون على وعى بمشاعر الآخرين فإنه يتعلم وضع نفسه فى مكان الآخرين وتفهم معاناتهم ومساعدتهم. امدحى طفلك إذا أظهر اهتماما بصديقه وكان حريصا على محاولة مساعدته للتخلص من المشكلة التى تواجهه. وعلى طفلك أن يفهم أن مجرد جلوسه مع صديقه والإنصات لما يقوله أمر مفيد جدا.إذا فعل طفلك أمرا خاطئا أو جرحك دون قصد، فلا يجب عليك أن تبالغى فى رد فعلك عن طريق الكلمات القاسية والعقاب. يجب على الطفل أن يشعر دائما أن أمه تحبه وتقدره.

على الأم أن تتعامل مع كل من حولها بأسلوب طيب، واعلمى أن طفلك عندما يراك تهتمين بزيارة صديقة مريضة أو تعدين وجبة بسيطة لجيرانكم الجدد أو تساعدين أى شخص محتاج وكبير فى السن فإنه سيدرك أن هذا هو أسلوب الحياة الذى يجب أن يتبعه.
إذا كنت على سبيل المثال مع طفلك فى الخارج تتسوقون وسخر من شكل رجل يمشى فى الشارع، فيجب عليك أن تشرحى له أن ما قاله سيجعل الرجل يشعر بالحزن مع الوضع فى الاعتبار أن الصراخ فى وجه طفلك أو إحراجه بسبب ما تفوه به والطريقة التى سخر بها من الرجل سيجعله غير متقبل لمحاولة تعليمك له وتوجيهه لضرورة فعل الصواب. ومن الأفضل أن تقولى لطفلك أنه بسخريته تلك فإنه قد جرح مشاعر الرجل، ويمكنك فى تلك اللحظة أن تحاولى مقارنة شعور الرجل بشعور مماثل لطفلك فى موقف مماثل أو موقف سابق كان مصدر حزن له.