#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
وَفاةْ حِكايَتي مَعَكْ
في تَمامِ الساعَةِ الثامِنَةِ وَ المَشاعِرُ دافِئَةٌ وَعِنْدَ إِشارَةِ العُشاقِ كانَ اللِقاءُ
وَكما اعتادَتْ هِيَ بِعَفوِيَتِهَا وَبراءَتِها أَمسَكَتْ يَديهْ لِتُدفئ صَقيعْ لَهفتِهَا فلَحظاتْ انتظارِه كانتْ بارِدَة تُجَمَّدَتْ أَطرافَها وَارتَعَشَتْ نَبضاتُها أَنفاسَها مُتسارِعَةً وَقَلبُها يَتراقَصُ فَرحًا بقفَصِ صَدرِها يُرَفْرِفُ بِجناحَيه فَرَحًا تَختالُ بِدِفءْ يَدَيْهِ تَتَأَبطُ ذِراعِه كَـ طِفْلَةٍ بَريئَةٍ وتَقُولُ : لَهُ بِعَفوِية أَتَيتَ كَـعادَتِكَ مُتَأَخِرًا لَكِنْ لا يَهُمْ .. مايَهُم أَنَكَ هُنا الآنْ إِلى أَينَ سَتَأْخُذني ..؟؟ وَيَتَنَهَدْ تَنهيدَةً صَماءْ لا تُزْفِرُ شَيئًا ..* إلى ذاكَ المَكانْ الذي اعتَدنا الذِهابْ إِلَيهْ وَيَرْمُقُها بِنَظرَةٍ خالِيَه مِنَ الشُعورْ .. أَنتِ أَيَتُها الأَميرَةَ الحَسناءْ مَدعُوَةٌ عَلى العَشاءْ .. حَسَنًا ، هَيّا نَختَصِرْ المَسافَة عَدْوًا أَحتاجُكَ ..أَحتاجُ أَنْ أَعيشَكَ كُلَّ لَحظَةٍ وَكُلْ ثانِيَة أَحتاجُ أَن تَرْويني ليزدادَ عِشقي وَجُنوني .. وَصَلوا إِلى ذلِكَ المَكانْ وَحينَ أَحضَرَ النادِلُ العَشاء كانَ ساخِنًا جِدًا لَكِنَها أَحسَتْهُ كُتْلَةٌ مِنَ الجَليدْ تَفوحُ مِنه رائِحَةُ الأَحزانْ وَنَظَرَتْ إِلَيْه وَرَأَتْ عَينَيْه كَـ غيرِ عادَتِها لَيسَتْ تِلْكَ العَينانْ اللَتانِ تُثيرانِ بِها الجُنونْ وابتَسَمَتْ وَأَمسَكَتْ مِلْعَقَتَها لِتَتَناوَل أوَلَ لُقْمَة بِطَعْمِ حيرَتِها فَتَوقَفَتْ لَحظَة وباغَتَتهُ بِسُؤالْ ..* لِماذا لا تَاْكُلْ .. ألَمْ يُعْجِبْكَ الطَعامْ ؟! صَمَتَ لِبُرْهَه .. ثُمَ فاجَئَها بِسُؤال ماذا لَوْ افتَرَقْنا ؟!* ماذا لَوْ عانَدَتنا الظُروفْ وَماتَتْ كُلْ الأَحلامِ بِمَهْدِها ماذا لَو لَم يَكُنْ مُقَدَّرًا لَنا أَنْ لا تُشرِق الشَمسُ عَلى عِشقِنا ماذا لَوْ كانَ مَصيرُه أنْ لا يُبصِرُ النُورْ وَيَعتَكِفُ في ظَلامِ الفُراق ؟! ابتَلَعَتْ غُصَةْ دَهشَتَها بِصُعوبَة والكَلِماتْ تائِهة على شَفتِيها وبِعينيْها دَمْعَةٌ حارِقَة تَتَأَرجَحُ فَوقَ مُقلَتيها تَأبى السُقوط عَلى وَجنَتَيها كَيْ لاتُشَوِهُ مَلامِحَها وَاسْتَجمَعَتْ أَنفاسَها بِصعوبَة بالِغَه فَهي تَخشى أَنْ تَكونْ قِيامَة قِصَة غَرامِها قَدْ أَزَفَتْ* وَبِصَوتٍ مَبحوحْ مَجروحْ قَالَتْ ::* هَلْ أَنتَ جادْ ؟ هل تَمْزَح؟ حَتمًا تَمْزَحْ ..تَمْزَحْ يا مَجنونْ ؟! فجاءَها الجَوابُ كَـ صاعِقَة ارتَعَدَتْ لِهَولِها فرائِصَها نَعَمْ أَنا جادْ وَهذا المَساءْ سَنَفتَرِقْ وهذا هُوَ لِقاءَنا الأَخيرْ بِرَبِكْ حَبيبي هَلْ تُريدْ إنهاءْ حَياتي وَذَبحي بِسكينْ الفِراقْ أَهَكَذا تُوَجِه طَعْنَتُكَ إِلى صَدري لِتُنهي عِشقي وَتُنهيني ماذافَعَلْتُ حَتى تُعاقِبني ؟ وَ تُعلِنْ وَفاةْ حِكايَتي مَعَكْ وُتواريها ثَرى الذِكرياتْ فَقالَ : لَها اهدَئي فَنَحُنُ نَتَحدى الأَقدارْ وَنَسبَحُ ضِد تيارْ الأَعرافْ والتَقاليدْ وَمُحالٌ أَن نَمضي بِعِشقِنا لِلْأَمامْ فَـتيارِ الظُروفِ جارِفْ ويَحتاجُ أَنْ نُفَكِرَ بِاتزانْ وِمِنَ الجُنونْ الاستمرارْ بِالسباحَة بالاتجاهْ المُعاكِسْ لِلتَيارْ حَقًا حَبيبي ! الآنْ تُدرِكْ ذَلِكْ بَعدَ أَنْ أَصبَح قَلبي يتَضَورُك جوعًا الآنْ جِئتَ لِتَنْتَزعَ عِشقَك مِنْ شراييني الآنْ حَيثُ لا أَحتِمِلْ البُعدَ بَينَك وَبيني وَفي تَمامْ الساعَة العاشِرَة وَالمَشاعِرُ بارِدَة عِندَ العشاءْ الأَخيرْ كانَ الفِراقْ ثُمَ نَهَضَ لِيَرْحَلْ وقَبلَ أَنْ يُغادِر كَما هِيَ بِعَفوِيَتِها وَبراءَتِها أَمسَكَتْ يَديهِ البارِدَة أَخبِرني حَبيبَ قَلْبي هَلْ سَنَلْتَقي يَومًا ؟ فَقالَ لَها :: إِنْ الأَرضَ واسِعَة الأَحياءْ يَتلاقونْ مادامَ دولابُ الزَمانْ مُستَمِرٌ بِالدَورانْ* ثُمَ أَهداها وَرْدَةً كانتْ بمزهَرِيَة عَلى طاوِلَةْ أَوجاعِها طَاوِلَةْ العَشاءْ الأَخيرْ وَرَحَلْ .. وَتَرَكَ وردَتِه بِيَدِها حَتى جَفَتْ فَبَلَلتْها بِدَمعِ عَينَيها لِتَرويها لَكِنْ دُموعْ الفِراقْ مالِحَة تَقْتُل الورودْ ولمْ يَبقى إِلا أَشواكَها تَمضي أَيامُها وَلَنْتَنتَزِعْ أَشواكَها مِنْ يَدَيها لكِنْ عَبيرَ ذِكرياتِها باقٍ لايَزولْ وَمَضَتْ بِدروبِ وِحدَتِها تَجرُ أَرتالَ إِنكسارتِها وصَوتُ أَقفالُ بوابَةِ الفراقْ تَدوي بِداخِلَها*
|
06-04-2016, 05:03 PM | #2 | |
نائب الاداره
|
سلمت اناملك ويعطيك الله العافيه على مجهودك
والمزيد من عطائك ومواضيعك الرائعه والجميله ودائما في إبداع مستمرفي أنتظار المزيد |
|
|
06-04-2016, 06:03 PM | #3 | |
مشرف قسم
|
يعطيك العافية ..
بانتظار جديدك بشوق .. وتقبلوا مني المرور .. ودي وتقديري .. |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|