وعادت ..من جديد

حين تقدم اليها , كان شديد الغيرة لكنه قلما يعبر عن احاسيسه وكأن تعبيره خروجا عما نشأ عليه ,, كانت تستدعي منه كلمة اعتراف بالوجود كونها امرأة يغريها التواجد الأوحد , لكنه لا يكف بسخريته اللازعة : سأسمعك اغاني مسجلة تعبر عني ,ضاحكا بملء فيه ,, لم تعر الامر اهتماما طالما الحياة على وتيرة الهدوء القريب للملل , (( حين اعترف لها برغبته في الزواج من اخرى ,, لكأنما العالم اختصر ,, وكل المسافات انزوت تتدعى دورانا للأرض في لحظات من التحدي الواهي , تدعي مرور الساعات في قلب ثواني خربة ودقائق عاجزة و ما اقساك من رجل ,, سمعته حين قال كلمة الحب ’’ لأمرأة اخرى ’’ انقسم احساس في نفسها فتفرق , ربما لم تتسائل " هل هي كأي امرأة تعيش ليس على هوامش بل في قلب الحضور , ام انها كائن لا حق له بالحياة ,, هي كائن مهمل , هي شئ مثل فأل سئ اذا وعدتها السّعادة , سرعان ما تنسحب كمخدر تبخر مفعوله في بوتقة مليئة برماد مشتعل , , اتصلت بها لتعلم من الانسانة الفائزة , كثيرا ما شاقت الفوز ,, كثيرا ما حايلت ايامها ان قلبا تعب من الهموم ,ان نفسا عاشت تفر من قدر كان , هل تّورث الأقدار؟ كان صوتا هناك لم يكن غريبا عليها , صوته الذي طالما زعق ورج قلبها وكيانها اليوم بجانبها هناك يتبادلان الابتسامات , ما معني ان تسمع , ما معنى عين وسمع دون قلب وبصيرة ؟ كلنا نملك الحواس حين تلتقي اضواء بالعين وذبذبات بالهواء مشتتة بالأذن لكن لماذا تتفرق المشاعر وتتنافر بالحواس , لماذا تصعق يد من نار, وتقبض يد بهلوان على جمر ,, كيف تموت المشاعر ؟ هى تنتهي بخاطرنا , اغلقت سماعة الهاتف , واغلقت حواسها .. لكنها تيقن فرقا بينهما ,, كفرق بين حاسة واخرى ,, كفرق بين شعور .. وشعور ,, لكنها برغم الألم والجراح .. قررت أن يكون لها تواجدا .. كما تريد .. هى !!