ماجد المصرى : الجمهور اعتبرني أحد رموز النظام السابق و طالب بمحاطمتي

ماجد المصرى : الجمهور اعتبرني أحد رموز النظام السابق و طالب بمحاطمتي



منذ فترة طويلة لم يحظ الفنان ماجد المصرى بمثل هذه الإشادة التى نالها عن دوره فى مسلسل «آدم» وهو الذى يلعب شخصية سيف الحديدى الضابط بأمن الدولة الذى لا يعرف الرحمة ويستخدم جميع الأساليب ليحقق ما يريد، مجسدا النموذج الذى ثارت ضده الثورة المصرية وطالبت بإقصائه من المجتمع المصرى وعلى إثر هذا تم إلغاء جهاز أمن الدولة استجابة للمصريين الذين دفعوا الثمن غاليا لظلم وقهر ضباط أمن الدولة.


ماجد المصرى اعترف فى حواره مع «الشروق» أن هذا الدور حقق له نقلة كبيرة فى مشواره الفنى كان ينتظرها منذ وقت طويل وقال «كل فنان ينتظر هذه اللحظة التى تحمل له دورا جيدا يحافظ من خلاله على نجاحه الذى حققه طوال مشواره ويشعره بانسجام وبخبرته ويعكس نضوجه الفنى وهو ما وجدته فى شخصية الضابط سيف فهى شخصية ممتعة لأى ممثل حيث إنها تركيبة معقدة للغاية والمطلوب أن يكرهها المشاهد منذ اللحظة الأولى لأن الكره هنا هو مقياس النجاح وإذا حدث العكس أكون قد فشلت فى لعبها.

وأضاف: الحمد لله أننى تلقيت ردود أفعال تؤكد أننى نجحت فى الدور واستطعت أن ألعبه بالشكل المطلوب حيث تلقيت ردود أفعال آراها اكثر من رائعة وأهم تعليق قرأته على موقع اليوتيوب ومواقع عديدة على شبكة الإنترنت من يطالب بمحاكمتى مع رموز النظام السابق لأننى أجسد واحدا منهم بالمسلسل وكنت أنحاز لهم وآخر قال إنه لو بحثنا وراء ماجد المصرى سوف نكتشف أنه كان ضابطا بأمن الدولة قبل أن يتوجه إلى التمثيل وهذه التعليقات رغم غرابتها ورغم أنها تبدو هجوما علىّ إلا أنها أسعدتنى جدا حيث أكدت لى أنه ما كان مطلوبا منى أنجزته بالضبط.

وعن كيفية استعداداته الخاصة لهذه الشخصية قال ضاحكا: لم أدخل مبنى جهاز أمن الدولة من قبل ولم أتعامل مع أحد منهم ولكن فى الحقيقة ما كنت اسمعه عنهم كان كافيا بالنسبة لى لأفهم سيكولوجياتهم وطبيعة تعاملهم مع الناس وتصرفاتهم وهو ما كون لدىًّ شكلاً لهذه الشخصية ولتاريخها وهو ما ساعدنى على أداء الدور.

وعن مشهد اكتشاف هذا الضابط أنه قتل ابنه وهو جنين فى بطن أمه بعد أن ظن أنه «ابن حرام» قال ماجد المصرى: كان هذا أصعب مشهد على الإطلاق وإن كنت لا أريد أن أحرق باقى الأحداث حتى لا يفقد المشاهد عنصر انجذابه للعمل ولكن سوف نجد مشاهد عديدة فى هذا الإطار يتعرض لها هذا الضابط لتؤكد أنه بيده وليس بيد أحد آخر ظلم نفسه كما ظلم آخرين وهذه هى النهاية المتوقعة لهذا النموذج من البشر.

وبسؤاله إذا كان أداؤه لهذه الشخصية سيختلف لو لم تحدث الثورة قال «لقد بدأنا تصوير العمل قبل الثورة وكنت عازما أن ألعبها بالشكل الذى خرجت به فعليا إلى النور ولم أكن أضع فى ذهنى المضايقات التى قد نواجهها سواء من قبل الرقابة أو من قبل رجال أمن الدولة أنفسهم وكنت أقول حتى لو تدخلت الرقابة، وهذا ما كنت أتوقعه «مليون فى المية»، أكون على الأقل أرضيت نفسى وأشبعت رغبتى الفنية فى أدائى لها بالشكل الذى يمتعنى كفنان ويشعرنى أننى بالفعل أوفيت الشخصية حقها.

وعما إذا كان استفاد العمل من الثورة قال «بلا شك، الثورة ساهمت فى نجاح المسلسل وارتباط الجمهور به وحرصه على متابعته لأنه يتناول العلاقة بين الحاكم والمحكوم والسلطة والشعب وهو النموذج المقابل لى الذى يجسده الفنان تامر حسنى ويفضح مدى الظلم الذى يتعرض له البسطاء من هذا الشعب واستغلال اصحاب السلطة لنفوذهم وسطوتهم الذى أدى فى النهاية إلى اندلاع هذه الثورة التى أطاحت بكل رموز الفساد والظلم فى البلد.