هل تأتين معي؟

تعالي معي ولا تبتئسي
ولا تعمهي ولا تقنطي
ولن تنقصي ولن تصّدّعي بل طفوات
تعالي حيث المثالية
وحيثما أكنْ تكوني ولا تترددي
في جعبتي أمورٌ سأطلعُكِ على بعضها
ولكن حذارِ من سوء ظنّك بي
أو اتخاذكِ كلامي هزوا
وإن كان لا بدّ فستكونُ لي أخرى
أنا ما كنتُ يوما كالحاً في سوء الظنون
ولا من حولي يلتفّ الدهاء وإن بسر فغُثاء لا أكثر
أفكاري من صلبِ قراري ولا تسودها إيرادات المبتذلين
وبعدها أقوالي مرجعيتها من عبق كلام أحسن القائلين
ثم تكون محليّة الصنع ولن تطالها معاول المصطنعين
أما أفعالي فليس للحيلة فيهم طريق لها وإن كانت تنقصهم المقادير
أنا لا أفعل ما لم أقل ولن أقولَ ما لا أفعل
وعن صمتي فهو سيد ما قد سبق ولا يكون إلا عن يقين

فتعالي

تعالي واركبي قلبا لا يتهاوى شراعه مع عواصف السنين
تعالي واسمعي لحناً ذهبياً لا يتغير طعمه مع ما يكون من تلحين
تعالي واحتسي حناناً لا ينجلي ليلاً ونهاراً وفي أعماقه ترانيم
تعالي وامضغي عاطفة تفوق ما عند النساء وتجعلكِ تستزيدين
تعالي إلى ربوتي بقرارها النفيس

حينها
ستسامرين وتنتفضين
وعلى أكفي مجدكِ تستعيدين
تعالي أعطِكِ حبّاَ حُقَنا
تعالي أطيّرْكِ على أجنحة الهيام وتفرحين
تعالي أبنِ لكِ بيتاً من قصب دفء الرائعين
تعالي أنسجْ لكِ ثوباً من ودقي الرزين
تعالي أفتحْ لكِ درباً يخلو من الأنين
تعالي واتركي عالماً لبثتِ به تعانين
تعالي وادخلي بقوةٍ ويقين
تعالي واكتظّي بعالمي
فعالمي لا يُستهان ولا ينهر السائلين
تعالي ولا توجسي خيفة في نفسكِ
فالبعيد يصير قريباً وبعدها لا تندمين
وإني على أن أريكِ ما أعدكِ لمن القادرين
إلا أن يشاء الله أحكم الحاكمين
ولو علمتِ ما بي من تشويق لأستكثرتِ من القدوم