#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استغلال الوقت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المسلمون: يقول الله -عز وجل- في كتاب العزيز: (وهو الذي جعل الليل والنهار خِلفَةً لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا)، وأقسم الله عز وجل بالزمن فقال: (والعصر إن الإنسان لفي خسرإلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). هذا الوقت إما أن يكون الإنسان خاسرًا فيه, إما أن يُكتب عند الله من الخاسرين, وإمّا أن يكتب عند الله تعالى من الفائزين وذلك بحسب استغلاله لهذا العصر, بحسب استغلاله لعمره, ولذلك أقسم الله سبحانه وتعالى بأول النهار وبآخر النهار, قال الله -عز وجل-: ( والضحى* والليل إذا سجى) وقال -عز وجل-: ( والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى)، أقسم الله تعالى بالفجر فقال: ( والفجر * وليال عشر)، لماذا يقسم الله تعالى؟. يقسم ربنا بهذه الأوقات حتى نعلم قيمتها وحتى نصونها ونحفظها ولا نعمل فيها إلا خيرًا, فهذا العمر الذي تعيشه أيها العبد هو المزرعة التي تجنى ثمارها في الدار الآخرة, فإن زرعته بخير وعملٍ صالح جنيت السعادة والفلاح وكنت من الذين يُنادى عليهم في الدار الآخرة كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيام الخالية، وإن ضيعّته بالغفلات وزرعته بالمعاصي والمخالفات, ندمت يوم لا تنفعك الندامة وتمنيت الرجوع إلى الدنيا يوم القيامة فيقال لك: أو لم نعمركم، ـ أي ألم نجعل لكم عمرًا ـ ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذيرفذوقوا فما للظالمين من نصير . أيها المسلمون: صَحّ عن الرسول أنه قال: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عُمُرِه فيما أفناه, وعن شبابه فيما أبلاه, وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه, وعن علمه ماذا عمل به))، فهذا العمر وهو أعَزُّ شيء لديكم فلا تضيّعوه ولا تفرطوا فيه, فإن الله عز وجل جعل في كل يوم وظائف لعباده من وظائف طاعته منها ما هو فرض كالصلوات الخمس, ومنها ما هو نافلة كنوافل الصلوات والذكر وغير ذلك, وجعل الله سبحانه وتعالى للشهور وظائف كالصيام والزكاة والحج, ومن هذه العبادات ما هو فرض وما هو نافلة, وجعل الله سبحانه وتعالى لبعض الأوقات فضلاً على بعض في مضاعفة الحسنات وإجابة الدعوات كالأشهر الحُرم وشهر رمضان قال الله عز وجل عن الأشهر الحرم: (منها أربعة حُرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم)، وكان الرسول يُعظم تلك الأشهر الحرم, ومن هذه الأشهر هذا الشهر المحرم الذي نحن فيه والذي كان الرسول يصومه وكذلك شهر رمضان وليلة القدر وعشر ذي الحجة ويوم عرفة ويوم الجمعة. وما من موسم من تلك المواسم إلا ولله نفحات يصيب به من يشاء برحمته, إن الله عز وجل قد أمرنا بشغل الأوقات بذكره وطاعته فقال: (واذكر ربك كثيرًا وسبح بالعشي والإبكار)، كما تكون في أول النهار كذلك تكون ذاكرًا في آخر النهار. قال عز وجل: (واذكر ربك في نفسك تضرّعًا وخيفة)، إذا مللت من ذكر ربك جهارًا فلا تَمَلّن من ذكره في نفسك تضرعًا وخيفةً ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين. وما حجر الله عز وجل علينا شيئًا في الذكر, ما خَصّ الشارع لنا شيئًا معينًا من الذكر أو طريقة معينة من الذكر بل فتح الباب فقال عز وجل: (الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً)، فعلى الفراش تستطيع أن تذكر الله وأنت سائر إلى عملك تستطيع أن تذكر الله, وأنت منتظر أحدًا تستطيع أن تذكر الله, فلذلك قال الله سبحانه: (فسبحان الله حين تُمسون وحين تُصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيًا وحين تظهرون) . فحياتك بين التسبيح لله عز وجل وبين حمده, فإذا عرفنا هذا ونحن على أبواب الإجازة الصيفية فماذا نحن عاملون وعلى أي شيء نحن مقدمون من الأعمال, أمّا فكرنا في ذلك, أما فكر الشباب كيف سيقضون أوقاتهم أم أنهم يقضون أوقاتهم كيفما اتفق وحسبما حَلا لهم, وحسبما وجدوا من الفرصة في ارتكاب ما نهى الله عز وجل عنه, إن الناس في استغلال هذه الأوقات الآتية على أصناف, وكل الناس يغدو كما قال : ((فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها )). فمن الناس من يستغل هذه الأوقات في الاستزادة من الخير والاطلاع والعلم فيقتنون الكتب المفيدة ويذهبون إلى المحاضرات القيّمة يستمعون الذكر وأحاديث الرسول , وربما رحلوا إلى العلماء ليلتقوا بهم ويجلسوا في حلقهم فيستفيدوا فائدة عظيمة. ومن الناس من يسافر لصلة أرحامه, فأرحامه في أشتات البلاد فمن رحم في الشمال ومن رحم في الجنوب ومن رحم في الغرب, ومن ثم فهو يرحل إلى أرحامه فيصلهم ويجلس معهم ويذكرهم بالله سبحانه وتعالى فيكون إن شاء الله من الذين ينسأ الله لهم في أعمارهم فيزيد في أعمارهم ويبارك الله عز وجل لهم في أوقاتهم. ومن الناس من يسافر بعائلته فيما أباح الله من ملكوت السموات والأرض في هذه البلاد التي إذا قورنت بغيرها من البلاد لوجدت فيها خيرًا كثيرًا, فلا تجد الإباحية المعلنة التي توجد في البلاد الخارجية حتى البلاد الإسلامية, فيخرج بعائلته إلى ما أباح الله من المناظر الطيبة فيذكرهم بخلق الله عز وجل في أرضه وسمائه, فهذا على خير إن شاء الله تعالى, ومن أراد أن يفعل هذا فعليه بالصحبة الطيبة, من أراد أن يأخذ عائلة أخرى معه فعليه أن يبحث عن العائلة المحافظة, عن العائلة التي تقيم الصلاة, عن العائلة التي إذا سمعت الله أكبر تركت اللهو واللعب واتجهت إلى ذكر الله سبحانه وتعالى. ومن الناس من يشغل وقته بتوجيه النصح للمسلمين, فمن منّ الله عليهم بالعلم فيخرج إلى قريته أو إلى القرى المجاورة لمدينته فيعلم الناس التوحيد ويعلم الناس الصلاة والحلال والحرام, فهذا من أحسن منه قولاً ومن أحسن منه فعلاً كما قال الله سبحانه وتعالى: ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين . وصنف آخر من الناس أسأل الله تعالى أن لا نكون منهم, هذا الصنف شغل وقته بالحرام, فهو في ليله على أشرطة الفيديو أو على قنوات التلفاز الذي لا يبث إلا الحرام, والذي لا يبُث إلا ما يدمر الفضيلة والأخلاق فهو ينتقل من شريط إلى شريط, إذا انتهى من فيلم ما انتقل إلى فيلم آخر, وهكذا حتى يقضي وقته, ربما فات الفجر عليه, ربما نام عن صلاة الفجر فإذا أصبح هام مع أصحابه ربما إلى ما حرم الله عز وجل, ربما إلى النظر إلى المحرمات واللعب بالورق والشيشة والدخان وغير ذلك والغيبة والنميمة, فيصبح كما قال رسول الله ـ ونعوذ بالله أن نكون من هذا الصنف ـ: ((إن الله يبغض كل جُغظري جواظ صَخّاب في الأسواق, جيفة بالليل حمار بالنهار)) لا شغل له كما قال رسول الله إلا ملذاته ولا ينتقي الحلال وإنما الحلال عنده ما حَلّ في يده والحرام عنده ما عجز عنه, ولو استطاع أن يسافر إلى بلاد الغرب لسافر لو كان يملك مالاً, فليس عنده حرام وإنما الحرام عنده ما حُرم منه وما عجز عنه. وصنف آخر يسافرون بعائلاتهم, يحزمون في مثل هذه الأوقات أمتعتهم ويقطعون التذاكر بالأموال التي أنعمها الله تعالى عليهم إلى بلاد الكفر, إلى البلاد التي تستباح فيها المحرمات, إلى البلاد التي فيها ما فيها من معاقرة الخمور والزنا, فيأخذ نفسه أو يأخذ حتى عائلته ليصيبهم شيء من ذلك الشقاء والبلاء ويسيح بهم وينتقل بهم من مسرح إلى مرقص, ومن مكان إلى مكان فيه ما حرم الله عز وجل, ويستحي الإنسان أن يقول ما في تلك الأمكنة فيرجع وقد انقضت الإجازة, انقضت العطلة وليس في حياة المسلم عطلة إنما المسلم حياته كلها مشغولة, مشغولة بما ذكرنا من طاعة الله سبحانه وتعالى, فيرجع بعائلته وقد ندم إن كان في قلبه ضمير يُحسّ بتضييع تلك الأوقات وقد ندم على ما شاهد من الحرام, وقد ندم على ما ضيّع من الأوقات, وقد يعود وقد حظي غيره بأجزاء من كتاب الله سبحانه وتعالى حفظها, وقد يحظى غيره بصلة الرحم, وقد يحظى غيره بتوجيه الناس والاهتداء إلى أمر الله سبحانه وتعالى, فيكون هو قد خسر وفاز غيره وفلح. إخوة الإيمان: هذه الأوقات التي بين أيدينا يجب أن نتقي الله سبحانه وتعالى فيها, إن الله عز وجل سائلنا عن هذا العمر الذي نضيعه, سائلنا الله عز وجل عن كل دقيقة تمر بحياتنا, فكيف بالساعات الطوال؟ فكيف بالأيام الخالية, فكيف بالأشهر الماضية في اللهو واللعب, إن الله عز وجل سائلنا عن هذا العمر كما ذكر : ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسئل عن أربع)) ـ ومن هذه الأربع ـ ((عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه)). أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه على كل شيء قدير. الخطبة الثانية الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قديرما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم، والصلاة والسلام على إمام المتقين وقائد الغر المحجلين محمد صلوات ربي وسلامه عليه. هذه فتوى لسماحة الشيخ /محمد بن صالح العثيمين ـ حفظه الله ـ عن هذه الهوائيات التي ترونها في بعض بيوت المسلمين, عن هذه الهوائيات التي ربما يتسابق بعض المسلمين لشراؤها واقتنائها أة استئجارها. والسؤال هنا هو: انتشرت في الآونة الأخيرة ما يسمى "بالدش" أو الصحن الهوائي حيث ينقل القنوات الخارجية الكافرة وغيرها, حيث تعرض أفلام خليعة يظهر فيها التقبيل واضحًا والرقص الشبه العاري والكلام الساقط والبرامج التي تدعو إلى التنصير, فهل يجوز اقتناء هذه الأجهزة والدعاية لها والتجارة فيها وتأجير المحلات لهم؟ علمًا بأن البعض يدعي بأنه يشتريها لغرض مشاهدة الأخبار العالمية. الجواب: "بسم الله الرحمن الرحيم, قد كثر السؤال عن هذه الآلة التي تلتقط موجات محطات التليفزيون الخارجي وتسمى "الدش", ولاشك أن الدول الكافرة لا تألوا جهدًا في إلحاق الضرر بالمسلمين عقيدة وعبادة وخُلقًا وآدابًا وأمنًا, وإذا كان كذلك فلا يبعد أن تبث من هذه المحطات ما يحقق لها مرادها, وإذا كانت قد تدس في ضمن ذلك ما يكون مفيدًا من أجل التدليس والترويج لأن النفوس لا تقبله بمقتضى الفطرة ما كان ضررًا محضًا, ولكن المؤمن حازمٌ فطنٌ عَلّمه الله تعالى كيف يقارن بين المصالح والمفاسد بين المنافع والمضار, وعنده من القوة والشجاعة ما يستطيع من خلاله التخلص من أوضار هذه المفاسد والمضار وإذا كان أمر هذه الدشوش ما ذكر في السؤال فإنه لا يجوز إقتناؤها ولا الدعاية لها ولا بيعها وشراؤها؛ لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان المنهي عنه بقوله تعالى: ولا تعاونوا على الإثم والعدوان . نسأل الله تعالى أن يهدينا وإخواننا صراطه المستقيم, وأن يجنبينا صراط أصحاب الجحيم من المغضوب عليهم والضالين" كتبه: محمد صالح العثيمين. ولقائل أن يقول: ما هو السبيل لإخراج هذا الجهاز والتخلص منه, ذكرت لنا وجوب إخراج هذا الجهاز من البيوت المسلمة وأنه لا علاج ولا حل حقيقي إلا بإخراج هذه الجهاز من البيوت, لأن هذا الجهاز لا خير فيه, وكل عاقل يشعر بهذا فما هو السبيل العملي لكي يخرج الإنسان هذا الجهاز, ما هو البديل لأبنائنا وما هو البديل لزوجاتنا؟ هل البديل هو أن أخرج هذا الجهاز وأكون غائبًا عنهم ـ غافلاً عنهم أم البديل شيء آخر مما يفرح النفوس, ومما يجعل القلوب تقبل, إن الأطفال أمانةً في أعناقنا والطفل ينشأ على ما عوده أبوه: وينشأ ناشئ الفتيـان فـينا *** على ما كان عَوَدّهُ أبوه وما دان الفتى بحجىً ولكن *** يعوده التديـن أقـربوه إن الطفل أمانة في عنق الوالدين ينشأ على ما يُنشأ عليه, ويرى فيهم المُثُل والقدوة, ولما كان الطفل هو رجُل الغد وحامل طبائع نشأت معه كان لزامًا على المربين من الآباء والأمهات أن يصونوا الأمانة ويحفظونها من الضيام ويوجهوا أطفال المسلمين الوجهة السليمة, وثقوا تمامًا أنه لن يضيع الأبناء إلا بإهمال آبائهم ((وكل مولود يولد على الفطرة, فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه))، ومن الرعاية للأبناء والأجيال القادمة الاهتمام الجِدّي بإخراج الوسائل المدمرة للأطفال من التلفاز والفيديو والمجلات الخليعة والتعامل معها بحزم لا هوادة فيه وبالأسلوب التربوي الحكيم الذي لا ينقلب إلى ضده, وهذه بعض الوسائل التي بدت ليّ لعل الله عز وجل أن ينفع بها: في البداية: لابد من تعويد الأطفال قيمة الوقت فلا يتاح لهم قتل الساعات الطوال في اللهو واللعب بلا تقدير لقيمة الساعات التي تمضي والوقت يُهدر بلا عمل مثمر, وفي المقابل لابد أن تكون قدوة لهم, لابد أن تحفظ أوقاتك فلا تبدد عمرك في متابعة كل خواءٍ, فإن كنت تنصح ابنك باستغلال وقته فلابد أن تكون قبل ذلك مستغلاً لوقتك. ثانيًا: تعويد الأطفال منذ الصغر على النوم مبكرًا ليلاً فإن الله عز وجل جعل الليل سُباتًا والنهار معاشًا, فلا يصلح أن يتعود الأطفال على السهر الطويل في الليل, والنوم في النهار. ثالثًا: تعريف الأبناء بأن الواجبات الدينية هي أقدس ما يحرص عليه ويزرع في قلوبهم حب التعبد لله عز وجل, فلا يشغلهم أمرٌ عن الصلاة في وقتها المحدود, ولتثبيت هذا الأمر فخذ أبناءك إلى المسجد, ايتِ بهم إلى المسجد وعرفهم على كيفية الصلاة وكن جالسًا معهم في حِلق الذكر والنصيحة والتوجيه حتى يتعود الأولاد الاستماع إلى نصيحة الوعاظ وحتى يتعودوا الإتيان إلى مساجد الله سبحانه وتعالى. رابعًا: تعليم الأبناء منذ صغرهم بالحلال والحرام, كثير من الآباء هداهم الله يهمل أبنائه فلا يعلمهم الحلال والحرام, وإنما يعلمهم الطعام والشراب وكيفية اللهو واللعب, لا يعلمهم الحلال والحرام, وأن من اقترف الحرام فإنه يُعذب, ومن أدى الواجب وترك الحرام فإن الله عز وجل أعَدّ له جنة عظيمة عرضها السموات والأرض, فينبغي للآباء أن يعلموا أبناءهم الحلال والحرام والخير والشر, حتى يستطيعوا أن يميزوا ما يعرض عليهم ويزنوه بميزان شرع الله عز وجل. خامسًا: يعود الآباء أبنائهم على نبذ الأغاني الرخيصة للرجال والنساء, نبذ أصوات المعازف واللهو المتدني, وذلك منذ الصغر, إذا كان في حوزة أبنائك من هذه الأغاني ومن هذه الموسيقى فاستبدل هذه الأشرطة بأشرطة القرآن وأشرطة القصص للأطفال التي قد توفرت ولله الحمد في الأسواق.. والحريص يُربي فيهم الحِسّ المرهف بحيث تكره آذانهم سماع الموسيقى, فإذا سمع أغاني أو سمع موسيقى سارع بإغلاق الجهاز الذي ينبعث منه أو يذم ذلك المغني. سادسًا: يعرف الأبناء أن أكثر برامج التلفاز وأن المسلسلات والأفلام التي تعرض مصدرها الدول الأجنبية الكافرة المعادية للإسلام والمسلمين والتي لا شيء أحب إليها من إفساد المسلمين وصرفهم عن دينهم وخلقهم وتراثهم الخيّر. حتى ينعموا دائمًا بالسيطرة على المسلمين مع إعلام الأبناء أن اليهودية العالمية هي التي تسيطر على جميع وسائل الإعلام والوكالات في العالم, فلا تقدم لنا إلا الشر في ثوب برّاق خدّاع, ولك أن تأخذ شريط من الأشرطة التي تتكلم عن أعداء الإسلام, وتلخص هذا الشريط وتقرأه على أبنائك أو أن تسمع أبناءك ذلك الشريط أو أن تقتني كذلك تلك الكتيبات التي فيها التحذير من أعداء الإسلام, فتقرأ على أبنائك ما يرد في هذه الكتيبات من التحذير منهم. سابعًا: لابد من تقديم البدائل وتوفيرها وذلك بتنمية الهوايات المثمرة بحيث يقضي معها الأبناء أوقات فراغهم, ومن ذلك المطالعة المفيدة فتقتني الكتب المفيدة التي تتناسب مع أعمار أولادك من القصص المفيدة والتي يبعد فيها الصور ويبعد فيها الكلمات النابية . وكذلك الدخول معهم إلى عصر الكمبيوتر على أن يكون باتزان وروية وتوجيه واعتدال, فتُنمي فيهم كيفية استغلال هذا الشريط في الخير كذلك الأشغال اليدوية للأبناء والبنات مثل النجارة والخياطة والزخرفة وأن تُنمي فيهم الهوايات الخيّرة مثل الخط وغير ذلك وأن تلحقهم بالمراكز الصيفية التي فيها التربية وفيها التعلم وفيها التوجيه, وهي ولله الحمد متوفرة وعلى اختلاف المراحل بين ابتدائية ومتوسطة وثانوية, وكذلك هناك مراكز لتحفيظ القرآن الكريم, فألحق أبناءك بهذه المراكز التي هي لتحفيظ القرآن الكريم والتي هي خير ما تدخل أبناءك وتسجلهم فيها, وكذلك لا بأس أن تخرج بأهلك وعائلتك إلى الأماكن الخالية من التبرج ومن معصية الله تبارك وتعالى والخالية من الموسيقى والأغاني, فتروح عنهم وتعقد جلسة في تلك الأماكن لهم فتوجههم وتذكرهم بالله تعالى وتستغل المناظر لتذكر بعظمة الله عز وجل كما قال تعالى عن المؤمنين: سبحانك ربنا ما خلقت هذا باطلاً . والرسول صلى الله عليه وسلم كان يستغل المواقف ليذكّر برحمة الله عز وجل وعظمته, ففي سبي هوازن وثقيف جاءت امرأة من السبي تبحث عن ولدها فوجدت ولدًا فألزقته وأرضعته, فيستغل النبي هذا الموقف ويقول: ((أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ فيقولون: لا, فيقول النبي : الله أرحم بعباده من هذه بولدها)). فتنظر إلى الجبل العظيم وتنظر إلى الأشجار المورقة الجميلة فتقول لهم من خلق هذا؟ الجنة فيها أعظم من هذا, وهكذا تذكرهم وتنبههم على عظمة الله عز وجل, ولا بأس أن تخرج بهم من حين وآخر لكي تتعرف على أحوال إخوانك المسلمين المحتاجين, لا بأس أن تأخذ أبناءك إلى العائلات الرة التي تحتاج إلى العون, إلى اليتامى الذين يحتاجون إلى المساعدة, فتعودّ أبناءك العطف على المساكين وعلى الفقراء وتعودهم الإنفاق في سبيل الله ومساعدة والديهم في قضاء حوائجهم من ملابس وأشياء أخرى مادية أو عينية أو غير ذلك. هذه بعض الخطوات العملية التي لك أن تسلكها حتى تخرج هذا الجهاز المدمر من البيت فليس الحل كما أسلفت هو أن تخرج الجهاز ثم تنشغل عن أبنائك بالدنيا وتنشغل عن زوجتك بالدنيا ولكن مع إخراج هذا الجهاز لابد من البديل ولابد من التربية الحكيمة, فهؤلاء الأبناء هم رجال الغد وهم الذين نأمل أن يخرجوا الأمة من نكستها ومما هي فيه من الأزمات, ولا يكون ذلك بترك الحبل على الغارب ولا يكون ذلك بالتلفاز والفيديو ولا يكون ذلك بالمجلات الخليعة.., إنما يكون ذلك بالتربية الإسلامية.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|