من طرائف الإمام الأعمش

يُحكى أن الإمام الأعمش كان من المحدثين الأجلاء وكان مرجعاً فى الفقه وعلوم الحديث وإماما

فى علوم القرآن،وكان قد تقدمت به السن وله زوجة سليطة اللسان سيئة الخلق ،وكان يصبرعليها

طلباً للأجروحباً فى الثواب ،وكان لايخرج من عندهاإلاحزيناً مهموماً فإذاجلس إلى تلاميذه ليدرس

لهم الفقه والحديث سرَّى عنه،وفى يوم من الأيام اختلف مع تلاميذه فى مسألة فقهية اشتد بينهما

الجدل وطال النقاش وأصرواعلى موقفهم ضده،فغضب منهم وقال لهم :والله لولاأن فى منزلى شراً

منكم حالاً وأسوأمنكم مقالاً ماخرجت إليكم ،ثم انصرف عنهم ودخل منزله مغضباً فاستقبلته زوجته

بسيل من الشتائم وأمطرته وابلاً من السباب ،فكاديموت من شدة الغيظ والألم،فعلم بذلك واحدمن

تلاميذه الكبارفتوجع لحاله ثم دخل وكانت زوجته جالسة على مقربة من الشيخ،فاقبل عليها وجعل

يرضيها عن الشيخ،فقال لها:أيتهاالمرأة لاتغضبى من أبى محمدولايؤلمك ماتشاهدينه فيه من عيوب

ولاتتوجعى من كبرسنه وابيضاض شعره وبخرفمه وعمش عينيه وقصريديه واعوجاج ساقيه

واصفرارلونه ونتن بطنه وهزال جسمه وفقرحاله وقِدَمِ ثيابه وهمهمته فى الكلام.وكان الشيخ

بحيث يسمع فكاد يذوب من الألم فأخذشيئاً كان أمامه ورماه به فى وجهه وقال له:يافاسق اخرج

من هنا فوالله لقدعرَّفتها من عيوبى مالم تكن تعرف