ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

 


الإهداءات



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-01-2012, 03:09 PM
حبيب فضى
Hadeer Hossam غير متواجد حالياً
Egypt     Female
لوني المفضل Coral
 رقم العضوية : 24
 تاريخ التسجيل : Sep 2011
 فترة الأقامة : 4640 يوم
 أخر زيارة : 03-01-2018 (05:15 PM)
 الإقامة : القاهره
 المشاركات : 2,151 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حلم سارة



سارة ذات 17 ربيعا تعيش ظلما من والدها الذي ينهرها لأتفه الأسباب ولا يشعرها بقيمتها وكأنها ليست ابنته وفلذة كبده


تقارن حالها مع بنات جنسها فترى بونا كبيرا وتسأل نفسها :


لم والدها يعاملها بقسوة شديدة ؟ ولا تجد أي إجابة فتشعر بالأسى


والحزن


أما أمها فلا تملك لها أي وسيلة للدفاع


سئمت تلك الحياة التي تراها خالية من روح الحب والحنان


وخطر ببالها أن تترك المنزل وتذهب للعيش مع صديقتها شيماء التي تشعر بالراحة معها وتغبطها على حب والديها لها


باعت ما تملك من مصاغ لتجمع به مالا يعينها على متطلباتها حتى ما شاء الله


أعدت حقيبتها وخرجت من البيت عند الساعة الحادية عشرة دون أن يشعر بخروجها أحد


أوقفت سائق " لموزين " وطلبت منه الذهاب لبيت صديقتها


طرقت الباب وفتحت لها شيماء الباب ولفت انتباه شيماء الحقيبة التي تحملها سارة ولكنها لم تسألها واستقبلتها في حجرتها


قالت سارة لشيماء :


شيماء أنت أعز صديقاتي وأريد البقاء معك لم أعد أحتمل قسوة والدي


هل ستقبلين بقائي معك ؟


ردت شيماء وبدهشة : وبكل سرور سأسعد معك ولكن هل أخبرت أهلك بمجيئك عندي ؟


شيماء : لا لم أخبرهم وهم لا يعلمون وأرجوك لا تخبريهم


استأذنت شيماء وذهبت لإحضار " العصير " وقالت لأمها :


صديقتي سارة تركت منزلها وستعيش معي


اندهشت أم شيماء مما سمعته وردت


لن نسمح لها بالبقاء معنا بيتنا ليس فندقا لإيواء اللاجئين !


شيماء تهدأ أمها وتحاول إخفاض صوتها كي لا تسمع سارة


ولكن الأم علت نبرات صوتها أكثر وقالت :
دعيها تسمع حتى تعود من حيث أتت ولا أريدك أن تصادقي فتاة عاقة هاربة من أهلها


ما فعلته صديقتك يدل على خسة ودناءة


وستعرضنا معها حتما لإحراج شديد إذا علم أهلها ببقائها في منزلنا ونظرات الناس لنا وتساؤلاتهم عن سر بقاء فتاة في منزلنا


أمر لا أقبله ولا يقبله أي عاقل ولن أسمح باستقبالها إلا ضيفة تمكث بعض الوقت ثم تعود


سمعت سارة كلام والدة شيماء وبكت بشدة واحتارت ماذا تفعل الآن ؟


هل تعود للبيت منكسرة خائبة ؟


أم تذهب إلى مكان آخر ؟


ولكن إلى أين ستذهب ؟


أخذت حقيبتها وقالت : لن أبقى هنا ولن أسبب لهم ولا لنفسي إحراجات لا يتحملها أحد لقد أخذني بريق محبتهم
ونسيت كيف ستكون ردة فعلهم ؟


كم كنت حمقاء


خرجت من الحجرة غاضبة حزينة


وجه شيماء احمر خجلا ولكنها أمسكتها وطلبت منها البقاء حتى الصباح


رفضت سارة وأصرت على الخروج


سألتها شيماء ولكن إلى أين ستذهبين ؟

ردت سارة بعصبية شديدة :

إلى الجحيم لا شأن لكم بي وأعتذر عن مضايقتي لكم


خرجت هائمة على وجهها مئات الأسئلة تدور في ذهنها


وسؤال كبير يحطم أعصابها


أين الطريق ؟


وكيف السبيل ؟


الشارع موحش والطربق مجهول ووعر


سمعت خطوات شباب يمشون خلفها فارتعدت فرائصها


ولكنها واصلت السير ولم تلتفت لهم وأوقفت سيارة لموزين مباشرة


ركبت بسرعة وسألها السائق إلى أين ؟


فلم تعرف بما ترد عليه كرر سؤاله


فقالت بصوت متحشرج إلى المستشفى


فقال : حددي أي مستشفى تريدين


ابتلعت ريقها وقالت : المستشفى العام أسرع ولا تكثر الكلام


وصلت إلى المستشفى وناولت السائق أجرته ودخلت إلى المستشفى ولا تدري ماذا ستفعل فيه : فقط أرادت مكانا تبيت فيه وتفكر ماذا ستفعل بعد ذلك ؟


جلست في صالة الانتظار تندب حظها العاثر وتلوم نفسها وقالت :


الناس تأتي لهذا المكان إما طلبا للشفاء أو زيارة للمرضى المنومين وأنا جئت لآوي إليه فقط ولا أدري ماذا سأفعل بعد ذلك ؟


كم أغبطهم وهم خارجون إلى سياراتهم يستقلونها وسيعودون لمنازلهم .. آه المنزل ما أعذب هذه الكلمة !


رغم قسوة والدي علي إلا أني كنت في راحة وأمان وكرامة واطمئنان


منزلي حفظ لي ماء وجهي لو كنت الآن فيه لخلدت للنوم


وتمددت على سريري بلا وجل أو خجل


أما هنا هل سأنام على البلاط ؟



أم هل سأظل أنتقل من جناح إلى جناح وليس لي هدف سوى البحث عن بقعة أنام عليها


حالي مضحك ومبك


ماذا لو سألوني عن مرضي أو عن سر وجودي ؟


حالي حال هؤلاء البشر من سيلتفت لي


لست أدري هل سيسألني أحد أم لا ؟



شعرت بالجوع وذهبت لكافتريا المستشفى واشترت " ساندوش وعصير برتقال" وعادت للجلوس تأكل وتفكر


راقبت حالة سارة إحدى الممرضات المناوبات ليلا واقتربت من سارة وقالت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... هل جئت للزيارة أرى حقيبة في يدك ؟


ردت سارة وعليكم السلام والرحمة نعم ..لا


" لا تدري بما سترد "


شعرت الممرضة أن هذه الفتاة تحمل سرا ومجيئها للمستشفى أمر مريب فهي لم ترد بإجابة واضحة ولها وقت طويل تجلس في صالة الانتظار وشعرت أن الفتاة بحاجة لمساعدة


ثم قالت لها : اعتبريني أختا لك وسأساعدك قدر المستطاع حدثيني عن مشكلتك أختك شروق


انفجرت سارة باكية وقصت على الممرضة حكايتها وطلبت منها المساعدة قالت الممرضة لسارة حسنا بالتأكيد أن أهلك قلقون عليك لاسيما والدتك سأتصل بوالدتك وأطمئنها عليك لتهدأ وتمهد لنا طريق العودة


قاطعتها سارة : لا تفعلي ستخبر أمي أبي وسيأتي لقتلي


لا لن يقتلني بل سيضرم نارا ويشويني فيها


ردت عليها شروق :


لا عزيزتي لن يمسك بسوء لا يوجد أب يفعل ما ذكرت قد يضربك


و يوبخك ولا تنسي أنك مخطئة و سيفرح بعودتك صدقيني


وأي ردة فعل قاسية منه أو من غيره أفضل من حالتك هذه أليس كذلك ؟


طأطأت سارة رأسها وقالت : أنا بين نارين أخاف من ردة فعله ولا أحتمل وضع التشرد


شروق: سأتصل بوالدتك ربما لم يشعر والدك بخروجك الساعة الآن الثالثة فجرا ....... هل أفعل وتأكدي أني سأقف لجانبك


سارة : حسنا اتصلي


اتصلت شروق بوالدة سارة ردت عليها الأم وهي تجهش بالبكاء


طمأنت شروق الأم على ابنتها ووعدتها بإعادة سارة


وطلبت منها ألا تسمح للأب بضربها والصفح عنها هذه المرة فما لاقته سارة كفيل بتأديبها


قالت الأم : الحمد لله أن ابنتي بخير ووالدها قد خرج الساعة الثانية عشر مسافرا إلى جدة فقد أخبروه بوفاة عمه ولم نكن قد افتقدنا سارة وعندما لم أجدها احترت ماذا أفعل ؟


هل أخبره أم أبحث بنفسي حتى أجدها دعيها يا ابنتي تعود الآن ولن يحدث لها مكروه


بشرت شروق سارة وخرجتا من المستشفى متجهتين لمنزل سارة


............................


رن جرس التنبيه ودخلت الأم توقظ سارة


سارة استيقظي بسرعة حتى لا تتأخري عن مدرستك


نهضت سارة وقلبت بصرها في الحجرة أنا على سريري الحمد لله ولم أخرج من البيت وكل تلك الأحداث المؤلمة كانت حلما


اندهشت الأم من كلام سارة واقتربت منها قائلة :


ماذا دهاك يا سارة ؟ تتمتمين بكلام غير مفهوم !


هل رأيت كابوسا في منامك ؟


سارة تضحك وقالت نعم يا أمي لقد رأيت حلما مزعجا والحمد لله أنه حلم وليس حقيقة


والحمد لله أني معك في منزلي ولم أخرج منه ولن أخرج أبدا

 

الموضوع الأصلي : حلم سارة     -||-     المصدر : منتديات حبة حب     -||-     الكاتب : Hadeer Hossam



 توقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap 


الساعة الآن 12:25 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010