#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
حــلم صغــــير
تمـــر اللحظـات متئافــلة متجاهــلة مــرارة انتظار تلــلك الطفلة
الــتي تتــجول فـي أنحــاء البيــت ممسكة بدميتـــها الصغيــرة التــي لا تفــارقها أبــدا ووالــدها فــي عمــلة وفي المدرسة أخواتها الذين تنتظرهــم بفارغ الصـــبر ...تمضــي الثوانــــي علــى طريقتــها قالــت لــها امهــا أن تعــد للعشـــرة عـــشر مــرات وسـترى أخواتـها قـد رجـعوا من المدرســة ..ووصلـت للمـرة الثامـنة في العــد خائفة من أن تكمل عدها قبــل رجوع اخــوتها ... جلســت في زاويــة صغيــرة أمام البــاب الــذي ســـيقتحمه اخــوتها وبــدأت باكمــال الـــعد ...فاذا بأصــوات أقــدام تخــترق ســـمعها قفـــزت فجأة باتجـــاه الباب لكـــن القادم كان اخــوها الكبير راجعا من جامعتة ..خاب أملــها بالـــقادم ..أدرك الاخ ذلــك .. فحملـــها وأجلســها في حضــنة وأخـذ يبادلها الحديث بدات تتحدث له عن احــلامهــا بــدخول المدرســـة وشــراء حقيبة جميلـة ودفاتر عليـها صـور من تــرى على تـلك الشـاشـة الصغيرة ثم أخــذت تتحدث عن حلمها الأكبـر بأن تصبــح طبيبـــة للأطفـال في المنــاطق المضطربة على حد تعبيرها ...قاصدة بذلك أطفال مخيمات اللاجئين وأطفال فلســـــطين من لم يســـلموا من أيدي المجرمين المحتلين ... كانـت تــراهم علــى التلفـــاز لـم تدرك أن الــطريق اليهـــم طويلة صعبة مملوءة بالحواجز والمعوقات. كان أخوها يســتمع الى تلك الاحــلام الكبيــرة وأبتســامة باهتة ترتســـم علـى شــفتية ونظـــر اليـــها وقال ان شـــــاء اللــــــه ولم يكمـل جملـتة تلــلك ...والا تـسرب الى ســـــمعهم صوت الباب وهو يطرق بعنف ..جاء من كانت تنتظرهم قفزت من حضن اخيها مسرعة وذهبت لاستقبالهم .. تحدثت معهم قليلا ثم جاء الاب من عمله .. بدات اصــوات طرق الصحون والملاعق تتعالى وتنادي ساكني البيت بالمجيء لتحضير الطعام وجلست العائلة على المائدة الصغيرة تتابعت اللقم واحدة تلو الاخرى من أفواه الأطفال المسرعين ينتظرون بتلهف ان يطرق الشبع بطونهم كي يفروا للعب .. انتهى الطعام ...عانقت المياة الأيادي الصغيرة وعلت اصوات الأولاد وهم يخرجون من البيت الى الملعب القريب للعب الكرة .... كانت معهم تجري ثم تذكرت دميتها نادت بهم لينتظرونها ... دخلت مسرعة لتحضرها وأصوات اخوتها تعلو شيئا فشيئا تناشدها الرجوع بسرعة كي يتاح لهم وقت اكبر للعب .. جاءت مسرعة وذهبوا الى الملعب وامهم توصيهم توخي الحذر .. أخذ الاولاد يلعبون مع من كان في الملعب من الأطفال .. والفتيــات الصغـيرات يقفن جانبا يشــاهدن كل تتمنى الربح لاخواتها .. ملت الفتاة من مشاهدة اللعبة ...ابتعدت قليلا واخذت تتطلع الى الربى الممتدة من خلف السياج الشوكي الذي وضعه الجنود على مسافة ليست بالبعيدة عن الملعب ..ونظرها يجول الاجواء هنا وهناك .. رأت شيئا لامعا قريبا منها ملقى على الأرض ...اقتربت منه .. فوجدته مقلمة صغيرة تحفظ الأقلام ... تذكرت حلمها الدائم بأن يكون لها مثل هذه المقلمة الملــونة الجميــلة .. وفكرت في أخذها للبيت وغـــــــسلها .. لاســـــــــيما وان المقلمة لاتبدو قديمة ورأت انــها لا تشــــكو من شـــــيء لكن تلك الأفكار ســرعان ما تلاشت بعد أن امســكت بها لأن هذا الحلم الصغير كان حلما ناسفا متفجرا .. كان ســرابا كان لغما صعـدت روحــها البريئة الى الســــــــــــــــــــــــــــــــــــماء البعيدة .. لتعانق بشـــوق ارواح الاف الشــــهداء ... وبقي جسدها على تلك الارض الجافة .. وابتــسامة وادعه تلف ذلك الوجه الملائكـي الحالـــم .. وبالقـرب منها تلك الدمـية كان حلما وحلما صغيرا جدا ..
|
11-05-2014, 03:00 PM | #5 | |
:: الإدارة ::
|
طرح في قمه الروعه والجمال
سلمت اناملك ويعطيك الله العافيه على مجهودك في أنتظار المزيد والمزيد من عطائك ومواضيعك الرائعه والجميله ودائما في إبداع مستمر دمت بخير ان شاء الله .. |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|