#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
![]() ![]()
لا أعرفُ هل أقول لك "قمري" كما اعتدت أن أناديك, أم أني صرتُ بعد اليومِ لا أملكُ حقَّ إضافة هذي الياء؟
على كلّ حال, ورغمَ إرادة القدر أو أهوائك, سأظلُّ أخبئُك داخلَ قلبي و أرفعك في سماءِ حياتي قمرا (لي) يضيءُ روحي وأيامي. قمري: سأتذكرُ كلماتِك وفلسفتَك الأفلاطونيّة _أحيانا_ في الحُبّ: ((سنظلّ نُحبّ بعضنا بعدَ الفِراق)) (( الحُبّ لا ينفد)) (( هو شيءٌ مطلقٌ لا شيءَ يحويه حتى ينفد)) وسأحبك أكثر. قمري: كلّ شيء يقف ضدّي معك: قلبي, أصابعي, دموعي كلها تتخلى عني لصالحك , حتى عقلي يُلبّسُ عليّ الحقائق ويجعلني _بعد المُحاكمة_ متواطئة مع القدر ومع يأسك ! , وكلماتي التي قلتها لك تبتزّني لأعود فأكتب إليك, أسترضيكَ, أرجوكَ. جملة "لن أفرّط فيك" التي كتبتها كثيرا لك تلحّ علي, رغم وضوح موقفك, و وشاية أفعالكَ بمضيّ عزيمتك في تنفيذ قرارك, واختيارك؛ إلا أنني في النّهاية _ومثل كلّ مرة_ أُهزم فحواسي كُلّها عميلةُ عذابِكَ, تُجلّلُني بنارِ الشّوقِ, وتغمرني في بحرِ ذكرىً تحرّضُ على ال, فأتخلى عن النّسيان الذي استنجدت به, ويبتعد حُلم الاستيقاظ. ! قمري: لقد صبرتُ, وجالدتُ آلامَ البعد عنكَ عشرة أيام, _مع أنّه من المفترضِ ألا أقول مثل هذا الكلام_ إلا أنني فخورة بنفسي! مُتباهية بقوّتي, مُتعجّبة من صمودي! كيفَ تمكّنت؟ كيف استطعت؟ أشعرُ بأنني قد حطّمتُ الرقم القياسي في الصبر, والتحمّل, وأصبحت أثقُ _ما دمتُ صبرت عنك عشرة أيام_ بقدرتي على مواجهة ما تحمله حقائب الأيام من عذابات وجِراح. صحيح أنني قبضت على نفسي أكثر من مرة وأنا متلبّسة بالتلصص على أحرفك, وباستراق النظرِ إلى صورك, و إعادة قراءة رسائل كنت قد بعثتها إليّ.. صحيح أن أصابعي تمرّدت عليّ وصفعت صيامي عن الكتابة إليك فكتبت, وصوتي شربَ نطقا اسمك لكني عفوتُ عنّي؛ وعن صوتي وأصابعي وكلّ حواسي لأنها في حالة إنقاذ روحٍ من الوبقِ شوقا. قمري: حينَ جعلتَني شيئا مناقضًا للواقعِ, لا يجتمعُ وإيّاه؛ غرسْتَ في قلبي سكّينا قطّعت شرايينَه ولا تمنحه الخلاصَ بالموتِ بل تركتني أحيا أعاني النزف. قمري: لنْ أنسى, ولم أنسَ في عزّ الجرح, وفي قاعِ الكآبة, ووجعَ الحرمان أيام الفرحِ معك, جعلتني _بوجودك_ ألمسُ بيديّي نجوم السّعادة, وأحتضنُ جسدَ الحُبّ بعد أن كان _قبل إشراقكَ على حياتي_ كالشّبحِ الذي يُسمعُ عنه دون أن يُرى. قمري: استجبتُ لما تريدُ, فسحبتُ وجودي من أيامك, و جرَرتُ قلبي المُعلّق بك, المُثقَل بأشواقه إليك, وكسرتُ فرضَه الحصارِ عليك؛ لأنّك /لأني لا أريدُ لحبنا أن يكون عِبئا أو حلمًا مُضلّلا, أريدهُ أن يكونَ شفّافا يُسبغُ على روحَينا صدقَا في زمنٍ مُلئت أدراجه بالخِداعِ, ويرفَعُ عن خطواتنا بنقائهُ قذارةَ أرضٍ مُجبرينَ على السّير فوقَها, ويسمو بنا حينَ ينغمسُ الأحياءُ في دناءاتهم. قمري: حينَ قرّرتَ, واستجبتُ.. ألغيتُ كلّ شيءٍ كنا نتواصل بواسطته, حتى رقمَ هاتفي, ليس ذلك إمعانا في الهَرب فأنا أطمعُ وأرغب في أعماق نفسي أن نعودَ, لكنني فعلتُ ما فعلتُ وقايةً لنفسي من التهشّمِ على أرضِ صبرك, أريدُ أن أظنّ وأتوهمَ أنك بحثتَ عنّي, وحاولتَ الاتصال بي. لذلكَ أنا أرجوكَ _إن قرأتَ أحرفي_ ألا تردّ عليّ, ليسَ أنفةً وفضلَ كبرياء _ فهذي الأمور لا تكون إلا بين اثنين _ لكن كما قلتُ أخافُ على انكسارِي وأضنّ بما تبقى في عينيّ من أدمعٍ: فإنكَ إن كتبتَ لي _سواءً سرّني أو ساءَني ما كتبتَ_ سأبكي: حزنا على خسارتك حينَ تُحمّل الكلمات باقات حبك, وحزنا من قسوتِكَ حينَ تجفو و تدجج الأحرف بمزيدٍ من السكاكينِ, وسيكون _حتما_ الوجعُ أكبر حين تُديرُ ظهركَ وتردّ عليّ صمتًا, لذلك أنا أرجوك ألا تردّ حتى أوهم نفسي أنّك حاولتَ, لكن حِفاظًا وصونًا لدموعي استجبتَ لرجائي. قمري: أحبك, وسأظلّ. كُن _دومًا_ لأجل هذا الحبّ بخير, وسأكون. * يا غراماً كان مني في دمي.. قدراً كالموت، أو في طعمه ما قضينا ساعة في عرسه.. وقضينا العمر في مأتمه ما انتزاعي دمعة من عينه.. واغتصابي بسمه من فمه ليت شعري أين منه مهربي.. أين يمضي هارب من دمه ؟ لست أنساك وقد ناديتني.. بفم عذب المناداة رقيق ويد تمتد نحوي، كيد من.. خلال الموج مدت لغريق
الموضوع الأصلي :
الى قمري ،، احرف مغسولة بالدمع
-||-
المصدر :
منتديات حبة حب
-||-
الكاتب :
معانى الورد
![]()
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|