ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

 


الإهداءات


العودة   منتديات حـــبة حــب > هஐ¤ღ المنتدى الاسلامى ღ¤ஐه > ~ القسم الاسلامى العام ~

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-06-2013, 04:55 PM
مشرف قسم
أسد العرب غير متواجد حالياً
Egypt     Male
لوني المفضل Darkblue
 رقم العضوية : 6
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 فترة الأقامة : 5026 يوم
 أخر زيارة : 03-01-2018 (05:28 PM)
 العمر : 34
 المشاركات : 2,206 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أدلة إثبات سماع الموتى لخطاب الأحياء



ذكر الأدلة التي فيها إثبات السماع :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه :« أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثًا ، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَنَادَاهُمْ فَقَالَ : يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ ، يَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ ، يَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، يَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، أَلَيْسَ قَدْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ، فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا . فَسَمِعَ عُمَرُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَسْمَعُوا ، وَأَنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا (1) ؟ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا . ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَسُحِبُوا فَأُلْقُوا فِي قَلِيبِ بَدْرٍ ».(2)
المبحث الثالث : مذاهب العلماء في المسألة :
ظاهرُ الآياتِ الكريمةِ أنَّ الموتى لا يسمعون كلامَ الأحياء ، وأمَّا الحديث ففيهِ إِثبات السماع لهم، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على مذهبين :
الأول : مذهب إثبات السماع مطلقاً للأموات ، وتأويل الآيات التي فيها نفي السماع .
وهذا مذهب الجمهور من العلماء (3) ، حيث ذهبوا إلى إجراء الأحاديث التي فيها إثبات السماع على ظاهرها وعمومها ، وقالوا : إن الميت بعد موته يسمع كلام الأحياء ويشعر بهم .
وهو اختيار جمع من المحققين ، كابن حزم (4) ، والقاضي عياض (5) ، والنووي (6 ) ، وشيخ الإسلام ابن تيمية (7 ) ، وابن القيم (8 ) ، والحافظ ابن كثير (9 ) .
واختلف أصحاب هذا المذهب في الجواب عن الآيات التي فيها نفي السماع على أقوال :
القول الأول : أن الموتى في الآيات المراد بهم الأحياء من الكفار ، والمعنى: إنك لا تُسْمِع الكفار الذين أمات الله قلوبهم إسماع هدىً وانتفاع ، « وشُبِّهُوا بالموتى وهم أحياء صحاح الحواس ؛ لأنهم إذا سمعوا ما يُتلى عليهم من آيات الله ، فكانوا أقماع القول ، لا تعيه آذانهم ، وكان سماعهم كلا سماع ، كانت حالهم - لانتفاء جدوى السماع - كحال الموتى الذين فقدوا مصحح السماع ».(10 )
وهذا القول فيه حمل للآيات على المجاز ، وذلك بتشبيه الكفار الأحياء بالموتى .
وقد قال بهذا القول : ابن قتيبة ( 11)، والخطابي ( 12)، والبغوي ( 13)، والزمخشري ( 14)، والسهيلي ( 15)، وأبو العباس القرطبي (16 )، والسمعاني ( 17)، والقاري (18 )، والسيوطي ( 19)، والشنقيطي ، وابن عثيمين ( 20) .
قال الشنقيطي :« اعلم أن التحقيق الذي دلت عليه القرائن القرآنية واستقراء القرآن أن معنى قولـه:{ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى } ، أي لا تسمع الكفار - الذين أمات الله قلوبهم ، وكتب عليهم الشقاء في سابق علمه - إسماع هدىً وانتفاع ؛ لأن الله كتب عليهم الشقاء ، فختم على قلوبهم وعلى سمعهم ، وجعل على قلوبهم الأكنة ، وفي آذانهم الوقر ، وعلى أبصارهم الغشاوة ، فلا يسمعون الحق سماع اهتداء وانتفاع ».أهـ (21 )
واستدل أصحاب هذا القول بأدلة منها (22 ):
الدليل الأول : أنَّ الله تعالى بعد أن نفى السماع عنهم قال: { وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ } ، فمقابلته جلَّ وعلا الإسماع المنفي في الآية عن الموتى بالإسماع المثبت فيها - لمن يؤمن بآياته - دليلٌ واضح على أنَّ المراد بالموت في الآية موت الكفر والشقاء، لا موت مفارقة الروح للبدن، ولو كان المراد بالموت في قوله:{ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى } مفارقة الروح للبدن لما قابل ذلك بقولـه: { وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ } ، بل لقابله بما يناسبه، كأن يُقال: إن تسمع إلاّ من لم يمت .
الدليل الثاني : أنَّ استقراء القرآن الكريم يدل على أن الغالب استعمال الموتى بمعنى الكفار ، كقولـه تعالى :{ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } [ الأنعام:36] ، وقد أجمع(23 ) من يعتد به من أهل العلم أن المراد بالموتى في الآية هم الكفار .
وكقولـه تعالى : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَل [ الأنعام:122] ، فقولـه :{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا } ، أي : كافراً ؛ فأحييناه ، أي : بالإيمان والهدى ، وهذا لا نزاع فيه بين المفسرين ، وفيه إطلاق الموت وإرادة الكفر .
وكقولـه : { وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ } [فاطر:22] ، أي: لا يستوي المؤمنون والكافرون .
الدليل الثالث : أنَّ قولـه تعالى : { إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى } ، وما في معناها من الآيات ، كلها تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه يحزنه عدم إيمانهم ، كما بينه تعالى في آيات كثيرة ، كقولـه تعالى : { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ } [الأنعام:33] ، وقولـه تعالى :{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون َل [الحجر:97] ، وقولـه : { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } [النحل:127] ، وقولـه : { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [الشعراء:3] إلى غير ذلك من الآيات ، ولما كان يحزنه كفرهم وعدم إيمانهم أنزل الله آيات كثيرة تسلية له صلى الله عليه وسلم ، بَيَّنَ له فيها أنه لا قدرة له على هدي من أضله الله ، ومن الآيات النازلة تسلية له صلى الله عليه وسلم ، قولـه هنا : { إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى } ، أي لا تُسمع من أضله الله إسماع هدى وقبول ، ولو كان معنى الآية وما شابهها: إنك لا تسمع الموتى ، أي: الذين فارقت أرواحهم أبدانهم لما كان في ذلك تسلية له صلى الله عليه وسلم.
واعتُرِضَ : بأن ما ذُكِرَ من معنى آيتي النمل والروم مسلم فيه ، لكن ذلك لا يمنع الاستدلال بهما على نفي سماع الموتى ؛ لأنَّ الموتى لما كانوا لا يسمعون حقيقة ، وكان ذلك معروفاً عند المخاطبين شبه الله تعالى بهم الكفار الأحياء في عدم السماع ، فدل هذا التشبيه على أن المشبه بهم – وهم الموتى في قبورهم – لا يسمعون ، كما يدل مثلاً تشبيه زيد في الشجاعة بالأسد على أن الأسد شجاع ، بل هو في ذلك أقوى من زيد ، ولذلك شُبِّهَ به ، وإن كان الكلام لم يُسقْ للتحدث عن شجاعة الأسد نفسه ، وإنما عن زيد ، وكذلك آيتا النمل والروم ، وإن كانتا تحدثتا عن الكفار الأحياء وشُبّهوا بموتى القبور ، فذلك لا ينفي أن موتى القبور لا يسمعون ، بل إنَّ كل عربي سليم السليقة ، لا يفهم من تشبيه موتى الأحياء بهؤلاء إلا أن هؤلاء أقوى في عدم السماع منهم ، وإذ الأمر كذلك فموتى القبور لا يسمعون .(24 )
واعتُرِضَ أيضاً: بأنَّ الله تعالى قال في آية أخرى :{ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ } [فاطر:22] وهذه الآية صريحة بنفي سماع الأموات، ولا يتأتى حملها على المعنى الذي ذكِرَ .
وأجيب : بأن هذه الآية هي كآيتي النمل و الروم المتقدمتين ، لأن المراد بقولـه: { مَّن فِي الْقُبُورِ } الموتى ، فلا فرق بين قولـه:{ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى } وبين قولـه: { وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ } ؛ لأن المراد بالموتى ومن في القبور واحد ، كقولـه تعالى: { وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ } [الحج:7] ، أي يبعث جميع الموتى ، من قُبر منهم ومن لم يُقْبَر ، وقد دلت قرائن قرآنية على أن معنى آية فاطر هذه كمعنى آية الروم ، منها قولـه تعالى قبلها:{ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ } [فاطر:] ؛ لأن معناها لا ينفع إنذارك إلا من هداه الله ووفقه ، فصار ممن يخشى ربه بالغيب ويقيم الصلاة ، وما أنت بمسمع من في القبور ، أي الموتى ، أي الكفار الذين سبق لهم الشقاء ، ومنها قولـه تعالى : { وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ } [فاطر:19] ، أي المؤمن والكافر وقولـه تعالى : { وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ } [فاطر:22] أي المؤمنون والكفار ، ومنها قولـه تعالى بعدها : { إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ } [فاطر:23] أي ليس الإضلال والهدى بيدك ، ما أنت إلا نذير وقد بلغت .(25 )
القول الثاني : أنَّ الموتى في الآيات المراد بهم الذين ماتوا حقيقة ، لكن المراد بالسماع المنفي هو خصوص السماع المعتاد الذي ينتفع به صاحبه ، وأن هذا مثلٌ ضربه الله للكفار ؛ إذ الكفار يسمعون الحق ، ولكن لا ينتفعون به .
قالوا : وقد يُنفى الشيء لانتفاء فائدته وثمرته ، كما في قولـه تعالى : { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } [الأعراف:179] . (26 )
وهذا رأي : شيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم ( 27) ، وابن رجب ( 28) ، والأبي ( 29) ، وذكره ابن جرير الطبري احتمالاً آخر في معنى الآية .
قال الطبري :« معنى الآية : إنك لا تسمع الموتى إسماعاً ينتفعون به؛ لأنهم قد انقطعت عنهم الأعمال ، وخرجوا من دار الأعمال إلى دار الجزاء ، فلا ينفعهم دعاؤك إياهم إلى الإيمان بالله والعمل بطاعته ، فكذلك هؤلاء الذين كتب ربك عليهم أنهم لا يؤمنون لا يُسْمِعُهم دعاؤك إلى الحق إسماعاً ينتفعون به ؛لأن الله تعالى ذكره قد ختم عليهم أن لا يؤمنوا ، كما ختم على أهل القبور من أهل الكفر أنهم لا ينفعهم بعد خروجهم من دار الدنيا إلى مساكنهم من القبور إيمان ولا عمل ؛ لأن الآخرة ليست بدار امتحان ، وإنما هي دار مجازاة ، وكذلك تأويل قولـه تعالى: âإِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ } [فاطر:22] ».أهـ (30 )
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :« قولـه :{ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى } إنما أراد به السماع المعتاد الذي ينفع صاحبه ؛ فإن هذا مثل ضُرب للكفار ، والكفار تسمع الصوت ، لكن لا تسمع سماع قبولٍ بفقهٍ واتباع ، كما قال تعالى :{ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } [البقرة:171] ، فهكذا الموتى الذين ضُرب لهم المثل لا يجب أن يُنفى عنهم جميع السماع المعتاد ، أنواعَ السماع ، كما لم يُنْفَ ذلك عن الكفار ; بل قد انتفى عنهم السماع المعتاد الذي ينتفعون به ، وأما سماعٌ آخر فلا يُنفى عنهم ».أهـ (31 )
وهذا القول : دلت عليه آيات من كتاب الله ، جاء فيها التصريح بالبكم والصَّمَم والعمى مُسنداً إلى قوم يتكلمون ويسمعون ويبصرون ، والمراد بصممهم : صممهم عن سماع ما ينفعهم دون غيره ، فهم يسمعون غيره، وكذلك في البصر والكلام ، وذلك كقولـه تعالى في المنافقين : { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } [ البقرة:18] فقد قال فيهم : ( صم بكم ) مع شدة فصاحتهم ، وحلاوة ألسنتهم ، كما صرح به في قولـه تعالى فيهم : { وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ } [ المنافقون:4] أي لفصاحتهم ، وقولـه تعالى : { فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } [ الأحزاب:19] ، فهؤلاء الذين إن يقولوا تسمع لقولهم ، وإذا ذهب الخوف سلقوا المسلمين بألسِنةٍ حِداد ، هم الذين قال الله فيهم : صم بكم عمي ، وما ذلك إلا أن صممهم وبكمهم وعماهم بالنسبة إلى شيء خاص ، وهو ما يُنتفع به من الحق ، فهذا وحده هو الذي صَمُّوا عنه فلم يسمعوه ، وبكموا عنه فلم ينطقوا به ، وعموا عنه فلم يروه ، مع أنهم يسمعون غيره ويبصرونه وينطقون به ، كما قال تعالى : { وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون } [ الأحقاف:26] .(32 )
واعتُرِضَ هذا القول: بأن فيه قلب للتشبيه المذكور في الآيات ، حيث جُعل المشبه به مشبهاً ؛ لأن القيد المذكور في هذا القول يصدق على موتى الأحياء من الكفار ، فإنهم يسمعون حقيقة ، ولكن لا ينتفعون من سماعهم ، كما هو مشاهد ، فكيف يجوز جعل المشبه بهم - من موتى القبور - مثلهم في أنهم يسمعون ولكنهم لا ينتفعون من سماعهم ، مع أن المشاهد أنهم لا يسمعون مطلقاً ، ولذلك حسن التشبيه المذكور في الآيات ، فبطل القيد الذي ذكره أصحاب هذا القول .(33 )
القول الثالث : أن معنى الآيات : إنك لا تُسمع الموتى بطاقتك وقدرتك ، ولكن الله تعالى هو الذي يسمعهم إذا شاء ؛ إذ هو القادر على ذلك دون من سواه .
وهذا رأي : ابن التين (34 ) ، والإسماعيلي (35 ) ، وذكره ابن جرير الطبري احتمالاً آخر في معنى الآية (36 ) .
واستدلوا على ذلك بأدلة منها :
الدليل الأول : أن الله تعالى بعد أن نفى السماع قال :{ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ } [ النمل: 81 ] ، فبين أن الهداية من الكفر إلى الإيمان بيده دون من سواه ، فنفيه سبحانه عن نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكون قادراً أن يُسمع الموتى إلا بمشيئته ، هو كنفيه أن يكون قادراً على هداية الكفار إلا بمشيئته .
الدليل الثاني : أن الله تعالى أثبت لنفسه القدرة على إسماع من شاء من خلقة بقولـه :{ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء } ، ثم نفى عن نبيه صلى الله عليه وسلم القدرة على ما أثبته وأوجبه لنفسه من ذلك ، فقال له : { وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ } ولكن الله هو الذي يسمعهم دونك وبيده الإفهام والإرشاد والتوفيق ، وإنما أنت نذير فبلغ ما أرسلت به .(37 )
أدلة القائلين بإثبات السماع مطلقاً للأموات :
استدل القائلون بإثبات السماع مطلقاً للأموات بأدلة منها :
الدليل الأول : مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم لقتلى بدر من المشركين (38 ) ، وهذا الحديث الصحيح أقسم فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الأحياء الحاضرين ليسوا بأسمع لما يقوله صلى الله عليه وسلم من أولئك الموتى بعد ثلاث ، وهو نص صحيح صريح في سماع الموتى ، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه تخصيصاً .(39 )
واعتُرِضَ : بأن عائشة رضي الله عنها روت الحديث بلفظ :« إِنَّهُمْ الْآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ » ، وهذا يدل على أن الرواية التي فيها التصريح بالسماع غير محفوظة.
وأجيب : بأن تأول عائشة رضي الله عنها بعض آيات القرآن ، لا تُرد به روايات الصحابة العدول الصحيحة الصريحة عنه صلى الله عليه وسلم ، ويتأكد ذلك بثلاثة أمور :
الأول : أن رواية العدل لا ترد بالتأويل .
الثاني :أن عائشة رضي الله عنها لما أنكرت رواية ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم :« إنهم ليسمعون الآن ما أقول » قالت: إن الذي قاله صلى الله عليه وسلم :« إنهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم هو الحق » فأنكرت السماع ونَفَتْهُ عنهم ، وأثبتت لهم العلم ، ومعلومٌ أنَّ من ثبت له العلم صح منه السماع .
الثالث : هو ما جاء عنها مما يقتضي رجوعها عن تأويلها إلى الروايات الصحيحة ، قال الحافظ ابن حجر : « ومن الغريب أن في المغازي لابن إسحاق رواية يونس بن بكير بإسناد جيد عن عائشة مثل حديث أبي طلحة وفيه :« ما أنتم بأسمع لما أقول منهم » وأخرجه أحمد (40 ) بإسناد حسن ؛ فإن كان محفوظاً فكأنها رجعت عن الإنكار ، لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة ، لكونها لم تشهد القصة ».أهـ (41 )
وقال الإسماعيلي:« كان عند عائشة من الفهم والذكاء وكثرة الرواية والغوص على غوامض العلم ما لا مزيد عليه ، لكن لا سبيل إلى رَدِّ رواية الثقة إلا بنصٍ مثله ، يدل على نسخه أو تخصيصه أو استحالته ».أهـ (42 ) (43 )
الدليل الثاني : عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ ....»(44 ) ، وهذا الحديث فيه تصريح من النبي صلى الله عليه وسلم بأن الميت في قبره يسمع قرع نعال من دفنوه إذا رجعوا، وهو نص صحيح صريح في سماع الموتى ، وظاهره العموم في كل من دُفِنَ ، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه تخصيصاً .(45 )
واعتُرِضَ : بأن ما ورد في هذا الحديث مخصوص بأول الدفن ، عند سؤال الملكين ، وهو غير دائم ، فلا يفيد عموم سماع الأموات في كل الأحوال والأوقات .(46 )
وأيضاً : فإن الروح تعاد للبدن عند المساءلة - كما ثبت بذلك الحديث (47 ) – لذا فإن سماع الميت قرع النعال، إنما هو بسبب اتصال الروح بالبدن ، وهذا الاتصال غير دائم ، بل هو مخصوص بوقت السؤال (48 )، وعليه فلا يصح الاستدلال بهذا الحديث ، على عموم سماع الأموات في كل وقت وحين .
الدليل الثالث : عن أبي هريرة رضي الله عنه :« أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ ».(49 ) ، وهذا الحديث فيه مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل القبور بقولـه :« السلام عليكم » ، وقولـه :« وإنا إن شاء الله بكم لاحقون » ، وهذا يدل دلالة واضحة على أنهم يسمعون سلامه ؛ لأنهم لو كانوا لا يسمعون سلامه وكلامه لكان خطابه لهم من جنس خطاب المعدوم ، ولا شك أن ذلك ليس من شأن العقلاء ، فمن البعيد جداً صدوره من النبي صلى الله عليه وسلم .(50 )
واعتُرِضَ : بأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم في تشهد الصلاة بقولهم :« السلام عليك أيها النبي ... » (51 ) وهم خلفه ، وقريباً منه ، وبعيداً عنه ، في مسجده ، وفي غير مسجده ، وكذا جمهور المسلمين اليوم ، وقبل اليوم ، الذين يخاطبونه بذلك ، أفيقال : إنه يسمعهم ، أو أنه من المحال السلام عليه ، وهو لا يشعر بهم ولا يعلم؟ (52 )
واعتُرِضَ أيضاً : بأن السلام على القبور إنما هو عبادة ، والقصد منه تذكير النفس بحالة الموت ، وبحالة الموتى في حياتهم ، وليس القصد من السلام مخاطبتهم ، أو أنهم يسمعون ويجيبون .(53 )
الدليل الرابع : ما جرى عليه عمل الناس - قديماً وإلى الآن - من تلقين الميت في قبره ، ولولا أنه يسمع ذلك وينتفع به لم يكن فيه فائدة ، وكان عبثاً ، فعن أبى أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره ، فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل: يا فلان بن فلانة ، فإنه يسمعه ولا يجيب ، ثم يقول: يا فلان بن فلانة ، فإنه يستوي قاعداً ، ثم يقول: يا فلان بن فلانة ، فإنه يقول: أرشدنا رحمك الله ، ولكن لا تشعرون ، فليقل: أذكر ما خرجت عليه من الدنيا ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأنك رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبياً ، وبالقرآن إماماً ، فإن منكراً ونكيراً ، يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول: انطلق بنا ، ما نقعد عند من قد لُقِّنَ حُجَّته ، فيكون اللهُ حجيجَه دونهما ، فقال رجل : يا رسول الله ، فإن لم يعرف أمه؟ قال: فينسبه إلى حواء ، يا فلان بن حواء ».(54 ) قالوا : فهذا الحديث وإن لم يثبت إلا أن اتصال العمل به في سائر الأمصار والأعصار ، من غير إنكار، كافٍ في العمل به ، ولولا أن المخاطب يسمع لكان ذلك بمنزلة الخطاب للتراب والخشب والحجر والمعدوم ، وهذا وإن استحسنه واحد ، فالعلماء قاطبة على استقباحه واستهجانه ، قالوا : وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :« اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ »(55 ) ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يُسأل حينئذ ، وإذا كان يُسأل فإنه يسمع التلقين.(56 )
واعتُرِضَ : بأن حديث تلقين الميت لا يصح ، بل هو حديث متفق على ضعفه .(57 )
الدليل الخامس : أن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال - في وصيته عند موته -:« فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا (58 ) عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا ، ثُمَّ أَقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا ، حَتَّى أَسْتَأْنِسَ بِكُمْ وَأَنْظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي »(59 ) ، وهذا يدل على أن الميت ترد عليه روحه ويسمع حس من هو على قبره وكلامهم ، وهذا الحديث إنما قاله عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن مثله لا يدرك إلا من جهة النبي صلى الله عليه وسلم .(60 )
الدليل السادس :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ما من رجل يمر على قبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام ». (61 )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه :« أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من أحدٍ مَرَّ على مصعب بن عمير وهو مقتول على طريقه فوقف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا له ، ثم قرأ هذه الآية : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب:23] ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة ، فأتوهم وزروهم ، والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه ».(62 )
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ما من أحد مر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام ».(63 )
وعن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ، ورد عليه ، حتى يقوم ».(64 )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو رزين : يا رسول الله ، إن طريقي على الموتى، فهل من كلام أتكلم به إذا مررت عليهم ؟ قال: قل: السلام عليكم أهل القبور من المسلمين والمؤمنين ، أنتم لنا سلف ، ونحن لكم تبع ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون . قال أبو رزين: يا رسول الله ، يسمعون؟ قال: يسمعون، ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا . قال: يا رزين، ألا ترضى أن يرد عليك بعددهم من الملائكة ».(65 )
قالوا : فهذه الأحاديث يعضد بعضها بعضاً ، وهي تدل صراحة على أن الميت يشعر بزيارة الحي، ويرد عليه السلام .(66 )
واعتُرِضَ : بأن هذه الأحاديث كلها ضعيفة ، ولا يصح الاستدلال بها .(67 )
الدليل السابع : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :« مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي ، حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ».(68 )
واعتُرِضَ : بأن الحديث ليس صريحاً في سماعه صلى الله عليه وسلم سلام من سلم عليه عند قبره .(69 )
الدليل الثامن : كثرة المرائي التي تقتضي سماع الموتى ومعرفتهم لمن يزورهم ، وهذه المرائي وإن لم تصلح بمجردها لإثبات مثل ذلك ، فهي على كثرتها وأنها لا يحصيها إلا الله قد تواطأت على هذا المعنى ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :« أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ »(70 ) يعني ليلة القدر ، فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كان كتواطىء روايتهم له .(71 )

 

الموضوع الأصلي : أدلة إثبات سماع الموتى لخطاب الأحياء     -||-     المصدر : منتديات حبة حب     -||-     الكاتب : أسد العرب



 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 03-07-2013, 02:50 AM   #2
نائب الاداره


مصطفى منصور غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3677
 تاريخ التسجيل :  Jan 2013
 أخر زيارة : 06-28-2019 (02:31 AM)
 المشاركات : 24,963 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Blue
افتراضي



رائع
أسأل الله أن يرزقك الفردوس الأعلى
من الجنة ويجزيك عنا خيرا على
ماخطته يمينك ...لك كل التقدير


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 03-07-2013, 05:58 AM   #3
نائب الاداره


معانى الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 أخر زيارة : 12-10-2021 (09:57 PM)
 المشاركات : 38,198 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 SMS ~










لوني المفضل : Fuchsia
افتراضي



جزاك الله خير الجزاء
جعله الله في ميزان حسناتك
انار قلبك بالايمان

ورزقك الفردوس الاعلى من الجنان
دمت بحفظ الرحمن


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap 


الساعة الآن 06:16 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010