#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ألسنا أيها الأحبة كل طبيب نفسه ؟؟؟؟ !!!
![]() كثيرا ما نردد في السر والعلن "الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله" وكلمة الهدى تأخذنا إلى معنى التقرب إلى الله، والعمل من أجل إرضائه تعالى، و مفردات التقرب والسعي والطاعة والعمل الصالح ... وإلخ .... الخ ....تندرج هي الأخرى ضمن قائمة المفعول به، أما الفاعل القائم على هذه الأخيرة فهو عنصر مهم وضروري تقوم عليه حياة كل إنسان ألا وهو اللب (القلب ) الذي لولاه لما استطعنا أن نجعل ديننا فلاحا ودنيانا صلاحا. وآخرتنا إن شاء الله فوزا ونجاحا . لعلك مثلي ترى أن قلب المؤمن المنشغل بذكر الله يجعل صاحبه حيا عند ربه استنادا على قوله صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الميت والحي" وكذلك فإن القلب الذي ينبض بحيوية وانتظام يجعل المرء حيا هو الآخر، ولكن القلبين مختلفين، فالأول حي بذكر الله فربح دينه، والثاني ينبض بالحياة ولكنه ربح دنياه، وهنيئا لمن وفق في الجمع بين الاثنين ، نعم العبد هو، مع كل دقة ،ونبضة جزاء.. إسمحوا لي أيها الأحباب أن أتوقف لضرورة معنى كلمة القلب؟ . لقد شرح الإمام الغزالي رحمه الله هذا المعنى الاسمي وقال أن هذا اللفظ يطلق لمعنيين: الأول هو اللحم الصنوبري المودع في الجانب الأيسر من الصدر وهو القلب الذي نعرفه جميعا، أما الثاني فقال رحمه الله :إنه لطيفة بانية روحانية تعلق بهذا القلب الجسماني . وهنا مربض الفرس وبيت القصيد، بمعنى آخر، هو مركز الهداية أو الضلالة، مركز الاتباع أو الانحراف، وخير مثال للقلب المنقاد الخاضع للخالق هو القلب العمري، وأدق تشبيه للقلب الضال المنحرف هو قلب أبي جهل عليه اللعنة ثم إن للقلب أنواع ثلاثة يصنف إليها، وهذه الأخيرة أخذت على أساس ثبات القلب على الطاعة أو تأرجحه بين الثبات والانحراف أو انحرافه تماما وفيما يلي سرد هذه الأنواع. القلب الأول وخير مثال له (ولله المثل الأعلى )هو القلب العمري ويمكن تعريفه أنه ذلك الذي أقبل لله عز وجل بوجهه عليه وهو القلب المطمئن المراد بقوله تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" والمشار إليه في الآية التالية: "يا أيتها النفس المطمئنة" تكتنفه صفات وشمائل الخير كالرجاء والشكر، الرضا بالقدرخيره وشره، الحلم والصبر، الزهد والفقر، اللين والتسامح والتزود للسفر، و... و...و... مما يجعل المصباح يتوهج ويتضاعف نوره مع كل إشراقة شمس وإطلالة قمرليغطي بذلك ظلمات الفسق والفجور والعصيان، ولاشيء يطفأ هذا النور كان من كان . أما القلب الثاني فهو القلب المشحون بالهوى المكلل بسوء الأخلاق،الغارق في أوحال الشهوات والشبهات ،المشوه بكثرة الأرزاق، ففيه تصفد الملائكة وتقفل أبوابها، وتحرر الشياطين وتفتح نوافذها، فيضعف سلطان الهدى ويتسلطن ملك الهوى ليخبو نور اليقين وتنطفئ شموعه، ليصبح القلب لجة ظلماء في عتمة الليل البهيم، يجري بجوارحه وراء كل شهوة غير مبالي بالشبهة ، لقد أصبح في خبر كان وأخواتها في الدرك الأدنى معتقدا أنه الأعلى، ذلك لأن جوارحه تحركت وفق الهوى فتجلت المعصية و انقشع نور الهدى، ولمثل هذا قال تعالى: "أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا، أم تحسب أن أكثرهم يسمعون ويعقلون إن هم إلا كالأنعام أو أضل سبيلا" [الفرقان: 43-44] وكم قلب نجده على هذه الطريقة يسري ووراء الشهوات يلهث ويجري. كما قال تعالى : " فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" [الأعراف:176] والقلب الثالث هو قلب تبدو فيه خواطر الإيمان وما إن يأتيه خاطر الهوى ليستدرجه إلى الشر يلحقه خاطر الهدى فيدعوه إلى الخير، وينتصر عليه، وبعدما يتحول الضعف إلى قوة، يمتزج حب الفضيلة مع الميل إلى الرذيلة ويتصارعا في حلبة القلب، ولا يزال هذا الأخير يترنح ويتأرجح ويتردد بينهما إلى أن يتغلب الذي هو أجدر بالانتصار، ورب قلب نجده سائرا على هذا الصراط ولأجل هذا نص قوله تعالى "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء" [الأنعام :125] ذلك لأنه من استطاع كدح الشيطان فهو المهتد وحق له أن يفرح، فلما تلا الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية سئل: يا رسول الله كيف انشراح صدره؟ قال: إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح فقيل له: يا رسول الله فما علامة ذلك؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والتأهب للموت قبل نزول الموت [رواه الطبري] وهذا الحديث باب ندخل منه إلى علامات القلب السليم، فسلامة الروح والوجدان هي التي تجعل العبد يشتاق إلى دار الخلود، لأن الدار الآخرة لهي الحيوان، والتي إليها يجب أن نعد الزاد، كذلك يصبح المرء زاهدا في دنياه متيقنا أنه ضيف غريب وعابر سبيل ومن اليوم هم أصدقائه وأحبائه وخلانه هم أنفسهم غدا بين يدي الرحمن خصمائه، لهذا وذاك وجب الاستعداد والتزود بخير زاد وإن خير الزاد التقوى . والسؤال المطروح هنا هو: هل هناك قلب مريض إذن؟ والذي يفرض نفسه بنفسه ما هي أمراضه وماهو علاجها؟ بالطبع، إن هذا السؤال لن يبقى معلقا بدون جواب، لأجل هذا نقول أن القلوب المريضة موجودة حقا بل كثرت في هذا الزمان، زمن الفتن والبدع والشهوات وسوء الأخلاق والشبهات والسفور والمنكرات وكما تعرفون أيها الأحبة أن الأخلاق السيئة والتي أقصد بها الخبيثة هي أمراض القلوب وأسقام النفوس،وعلل الأرواح ، فلا خلق يضاهي عظمة خلق سيد المرسلين وإمام المتقين محمد رسول رب العالمين "وإنك لعلى خلق عظيم" وكما تفضلت أمناعائشة رضي الله عنهاوقالت "كان خلقه القرآن" ثم أنه إذا أصيب العبد بمرض في قلبه فإنه يحتاج إلى كشف وفحص نفسي دقيق لمعرفة العلة والأسباب حتى يبادر في علاج والإصلاح، فمثلا يمكن أن تكون الصحبة السيئة من بين تلك الأسباب،إن لم أجزم بأنها هي السبب الرئيسي أما معالجتها فهو المراد بقوله تعالى: "قد افلح من زكاها" وإهمالها هو المراد بالآية "وقد خاب من دساها" إذن داء القلوب هو سوء الأخلاق والميل إلى الشهوات، والعلامات عديدة وكثيرة من أن تحصى أو تعد، لكن من عنده شيء أحب إليه من الله فقلبه مريض، وكلنا نعرف أننا خلقنا من أجل شيء واحد لا إثنان، نعم... لقد خلقنا لعبادة الله وحده لا شريك له فقد قال عز جاره وجل ثاؤه: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" فالعمل عبادة، والطاعة عبادة، وتأسيس أسرة صالحة نباتها حسن عبادة والصحبة الحسنة عبادة وإن كانت صالحة فهي لقلوبنا عيادة ،ومن الأمراض من لا يدركها صاحبها لأن قلبه طبع الله عليه فأصبح مرتعا للهوى وفقد الصواب والرجاء وهو يراه نقاء وصفاء لذلك يغفل عنه، ومن تداركه فقد هدي، وتحتم أن يذوق مرارة الدواء إذا أراد الشفاء من عضال الداء،والبلسم الشافي هو الصبر، وما أدراك ما الصبر، الصبر على الشهوات، والطاعات والصبرعند الشدائد والملمات، فهنيئا لمن وجد الصبر في نفسه أيها الأحباب لأنه وجد العلاج، ألسنا أيها الأحبة كل طبيب نفسه، نسأل الشافي أن ييسر لنا طرق وسبل العلاج والشفاء . أما إذا قررنا الوصول إلى القلب العمري وملأ الأرواح بالإيمان وتغذيها بالقرآن فعلينا مجاهدة النفس وقرعها والصبر عليها في أربعة مسالك : التقليل من الطعام لكسر الشهوات، وقصر المنام لتصفو الإرادات،مع قلة الكلام للسلامة من الآفات، وأخيرا الصبر وتحمل الآلام لبلوغ الغايات، فبإدن ربه يصبح القلب نظيفا شفافا ونورانيا، خفيفا رقيقا وروحانيا، يجول في ميدان الخيرات ويحلق في فضاء الطاعات، ونكون بإذن ربنا قد روضناه كما تروض الأسود، ليصبح أنعم به من قلب، نسأله تعالى السلامة من هذه آفات الشهوات وسوء الاخلاق والشبهات (الفيروسات المهلكات). وأن يبلعنا رمضان لنجدد في قلوبنا الإيمان وأخيرا وليس بآخر أقول ما قال الرسول: " يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك " اللهم افتح مسامع قلوبنا لذكرك، وارزقنا طاعتك وصل اللهم وسلم وبارك على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى وعلى آله وصحبه دائما وأبدا. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين دمتم في حفظ الرحمن وكل عام ونحن إلى التوبة أسرع وإلى الله أقرب
الموضوع الأصلي :
ألسنا أيها الأحبة كل طبيب نفسه ؟؟؟؟ !!!
-||-
المصدر :
منتديات حبة حب
-||-
الكاتب :
ضى القمر
![]()
|
![]() |
#2 | |
:: الإدارة ::
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
توبيك جميل جدااااااااااا
تسلم ايدك يانونا تقبلى مرورى وتحياااتى |
|
![]() |
![]() |
#3 | |
:: الإدارة ::
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() |
|
![]() |
![]() |
#4 | |
حبيب ذهبى
![]() ![]() ![]() |
![]() جَزآكٍ آلمولٍى خٍيُرٍ " .. آلجزآء .. " و ألٍبًسِكَ لٍبًآسَ " آلتًقُوِىَ "وً " آلغفرآنَ " وً جَعُلكٍ مِمَنً يٍظَلُهمَ آلله فٍي يٍومَ لآ ظلً إلاٍ ظله .~ |
|
![]() |
![]() |
#5 | |
مشرف قسم
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً.. جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ دَآمَ لَنآ عَطآئُگ |
|
![]() |
![]() |
#6 | |
عضو مهم
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاكى الله خير
وجعله فى ميزان حسناتكِ وانار دربكِ بالايمان ويعطيكى العافيه على طرحكِ ماننحرم من جديدكِ المميز خالص ودى وورودى |
|
![]() |
![]() |
#7 | |
الاداره
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاكى الله خيرا
ربى يجعله بميزان حسناتك |
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|