![]() |
#3 | |
حبيب برونزى
![]() ![]() ![]() |
![]()
الحلقة ( 4 )
لا تعلم آية كم مر عليها من الوقت وهى فى ذكرياتها وأحزانها ولكنها لاحظت بأن مشروب الكاكاو أصبح بارداً جداً .. فنظرت له وهى معاتبةٌ لنفسها على سرحانها الذى أنساها المشروب المفضل لديها ... ووجدت صوتاً يقول لها : حاتم : بتبصى للكوباية كدة ليه .. هى ذنبها انك مشربتيهاش .. ايمن نبهك ان الكاكاو هيبرد ولازم يتشرب سخن عشان انتى عايزة تدفى .. وانتى قلتى ماشى بس برده الكوباية لسة متشربش منها الا شفطة .. آية : شفطة .. حاتم : اه شفطة .. ايه اول مرة تسمعى الكلمة دى .. آية : لا ابدا عارفاها وصماها وحفظاها .. حاتم : طيب اشربيه بقى بارد .. وعموما هو ممكن يتشرب ساقع كأنه عصير .. آية : انا هروح اخليهم يعملولى واحد تانى .. حاتم : هما مين دول .. آية : بتوع الكافتيريا هيكون مين يعنى .. كان أيمن مستيقظاً وحاضر ذلك الحوار فقال لها .. أيمن : لا اقعدى انتى ياآنسة انا هقوم اجيبلك واحد تانى .. آية : لا معلش كفاية تعبك لما جيبته اول مرة .. أيمن : ياستى وماله نتعبلك تانى .. عن اذنكم دقايق وراجع .. نهض أيمن من كرسيه وهو منبسط العينين وفرحاً وقائلاً لنفسه : ياواد ياأيمن يالعيب ... سهلها ياااااااارب .. يسود بعض الصمت قليلاً حتى يقطع ذلك الصمت حاتم متسائلاً .. حاتم : معلش انتى ممكن تعتبرينى متطفل .. ممكن اسأل سؤال ؟ آية : اتفضل .. حاتم ( فى خجل ) : بس هو سؤال شخصى .. آية : يبقى عرفته .. حاتم : طب هو ايه ؟ آية : هتقولى مسافرة لوحدك ليه ؟ حاتم ( فى خجلٍ أكبر ) : ايوة بالظبط .. ده كان سؤالى .. آية : مسافرة لوحدى لانى ببساطة يتيمة .. ابويا مات وانا عندى 4 سنين وماما ماتت السنة اللى فاتت بمرض السرطان وماليش اخوات وعايشة لوحدى .. حاتم ( فى خجل أكبر وأكبر ) : انا اسف .. آية : وتتأسف ليه .. هو انت يعنى كنت عارف وبتستهبل .. حاتم : بتستهبل .. ياللا ما علينا .. طيب يعنى ملكيش عم أو خال .. آية ( فى سخرية ) : عندى طبعا .. دول كتير .. اكتر من الهم على القلب .. حاتم : طب ومقعدتيش عند حد منهم ليه .. آية : باختصار انا ضيفة تقيلة عندهم .. حاتم : لا حول ولا قوة إلا بالله .. طب انتى هتستقرى عند جدك يعنى .. آية : لا طبعا مش هستقر انا رايحاله زيارة كل سنة .. حاتم : ليه انتى بتش..... آية ( مقاطعة ) : فى ايه ياأستاذ .. اسئلتك كترت اوى .. مش فاهمة اللى يهمك اروح واللا مروحش لية اهل واللا ماليش .. حاتم : انا اسف .. وما هى إلا ثوانى حتى جاء أيمن فوجد آية مدير وجهها ناحية نافذة القطار وهى عابثة الوجه وحاتم ينظر لها فى غضب .. أيمن : ايه ياجماعة هفك خناقة تانى ؟ آية ( فى حدة ) : ليه يعنى ؟ مفيش خناقة ولا حاجة .. حاتم ( فى حدةٍ أكبر ) : متبقاش تضايق الانسة تانى ياأيمن وتسأل فى اى حاجة .. أيمن ( فى تعجب ) : انا !! بس انا مسأ...... حاتم ( مقاطعاً ) : انا بقولك عشان تعمل حسابك مش بقولك انك سألت .. اصلى سبق وسألت وخدتلى كلمتين حلوين .. أيمن ( فى سره ) : يادى النيلة .. وانا اللى قلت هسيبلهم فرصة .. نابى طلع على شونة .. آية : ميرسيه ياأستاذ أيمن على تعبك .. أيمن : ياستى مفيش تعب ولا حاجة .. اى حاجة انتى عيزاها قوليلى وانا هجيبهالك على طول .. تسند آية رأسها على ظهر كرسيها وتبدأ فى ذكرياتها من جديد .. فى حين أن السرحان والشرود قد رجع إلى حاتم مرةً أخرى وهو مازال ينظر إلى آية .. وتلك المرة يفكر فى طريقتها العنيفة معه .. ويقارن بينها وبين عبير .. تلك الفتاة الرقيقة التى لم يصدر منها صوتاً عالياً قط .. ******************** عندما تذكر عبير .. تجددت آلامه .. تجددت ذكرياته .. عبير وذلك الضوء الذى يلازمها أينما كانت .. تلك العينان اللتان تشعان حيوية وحناناً وحباً .. نعم إنها تحبنى .. هكذا حدثنى قلبى .. إنها تنظر لى، ليس لرجلٍ سواى .. هى من طلبت التعرف علىّ .. إذن فهى تحبنى .. ولكن لماذا لم تأتى بالميعاد ياعبير ... مر يومان لم أرى فيهما حبيبتى .. أشعر بضيقٍ وتوتر ... أريد أن أراها .. أين هى ... وإذ بذلك الصوت الأنثوى الرقيق يهتف قائلاً ... عبير : يمكن تكون زعلان منى .. حاتم ( ولم يصدق أنها أمامه ) : انا كنت زعلان .. لكن لما شوفتك واطمنت عليكى راح الزعل .. عبير : انت مجامل اوى ياحاتم ... حاتم : انا مبعرفش اجامل .. انا بقول الحق ... عبير : طيب مش عايز تعرف انا مجتش ليه .. حاتم : ياريت أعرف .. ان مكنش يضايقك .. عبير : اصلى زعلت من نفسى اوى .. حاتم ( فى لهفة ) : ليه ؟ عبير : عشان جيت وطلبت منك نتعرف .. حسيت انى بفرض نفسى عليك عشان كدة مجتش .. حاتم : لا بالعكس .. ربنا عالم انا مبسوط قد ايه .. انا من زمان نفسى اتعرف عليكى ونبقى .... نبقى ... عبير : نبقى ايه .. اصحاب ؟ حاتم : اصحاب ؟! اه اه نبقى اصحاب .. ولو مكنتيش انتى جيتى كنت انا اللى هاجى واتعرف عليكى .. عبير : يعنى مزعلش من نفسى ؟! حاتم : لا خالص .. انا بجد مبسوط انى عرفتك .. تشربى ايه ؟ عبير ( بمرح ) : طب ما تقولى تتغدى ايه ؟ واللا انت اتغديت فى الشغل ؟! حاتم : انا مكنش عندى نفس بقالى يومين بس فعلا دلوقتى انا جعت .. تاكلى معايا ؟ عبير : اكل معاك .. ياللا ويبقى عيش وملح .... حاتم وعبير : ههههههههههههههههههههه ... قطع عليه ذكرياته أيمن .. أيمن : إحم إحم .. ياعم الحاج .... بطل بقى .. طهقتنى .. حاتم : ايه يابنى آدم انت ... بالراحة انت سرعتنى ... أيمن : والله لو بسرعك لأول مرة كنت اعتذرتلك وقدرت لكن دى المرة المليون بعد المليار وخمسة .. حاتم : يعنى انت عايز ايه دلوقتى .. أيمن : ارغى معايا حسسنى بوجودك معايا او وجودى معاك مش مهم .. حاتم : خلاص عايز تتكلم فى ايه ؟! أيمن : طب ايه رأيك نقوم نشرب سيجارة فى مكان تانى ونبقى نرغى هناك .. حاتم : ياللا ياسيدى .. ثم ينظر حاتم إلى آية وكان سيسألها ان كانت تريد شئ ولكنه لاحظ شرودها التام وعبراتها على وجهها فآثر الصمت ورحل هو وأيمن عن المكان .... وتركها مع نفسها فى أحزانها .... ************************ كم اشتقت إلى وائل فى ذلك الأسبوع .. أجلس وحيدةً فى منزلى ولا يوجد من يراعينى .. فأمى ماتت منذ عام وأبى مات وانا صغيرة لم أتعدى عمر الأربع سنوات ولولا صورته الوحيدة لدى كنت نسيته نهائياً .. اضطررت إلى المكوث بالبيت وأخذ أجازة من عملى .. ذلك العمل القريب لاسطبل الخيل الذى يمارس فيه وائل هوايته .. وفى ذلك الأسبوع شعرت بغضبٍ شديد وعجزٌ أشد فأنا أريد رؤياه وأريد مرور الأيام بأسرع ما تستطيع .. وأخيراً انتهى الأسبوع .... وارتديت أفضل ما عندى .. وذهبت إلى تلك العيادة الصغيرة .. ورأيت محمود مساعده .. آية : محمود .. محمود .. محمود : ايوة ؟ آية : ايه انت مش فاكرنى .. انا البنت اللى وقعت من اسبوع فى حفرة ود/ وائل الله يكرمه كشف علية وقالى اجيله النهاردة .. محمود : اه اهلا وسهلاً ياآنسة .. عاملة ايه دلوقتى .. أحسن ؟ آية : الحمد لله .. هو فين الدكتور ؟ محمود : الدكتور سافر أول امبارح .. آية ( فى صدمة ) : ايه ... سافر .. فين وليه ؟ محمود : والدته تعبانة اوى .. وسافر يطمن عليها .. هيرجع كمان 10 ايام .. آية : 10 ايااااام ؟! طب و.... محمود : متقلقيش هو وصى دكتور زميله عليكى وقاله لما تيجى هيتابع معاكى هو هيشوفك ويتابع معاكى بداله .. آية : بجد .. ( وفى سرها : يعنى هو مش ناسينى وبيوصى علية .. يافرج الله ) ... محمود : ايوة والله .. اقعدى 5 دقايق على ما دكتور مصطفى يخلص الحالة اللى معاه .. آية : طيب طيب .. ترك محمود المكان وإذ بآية تترك المكان فى نفس اللحظة وترحل عن العيادة أيضاً وتقول : محدش هيتابعنى الا وائل .. وتمر أيامى بدونه .. وانتهت تلك الأيام الطويلة ... وذهبت مرةً أخرى إلى العيادة .. وتلك المرة وجدته .. رأيته فى حجرة الكشف فكان الباب موارباً .. رقص قلبى فرحاً لرؤيته .. وجلست فى إحدى المقاعد وانتظرت دورى بفارغ الصبر .. حتى رآنى محمود ... محمود : انتى جيتى .. ده الدكتور وائل كان هيتجنن عليكى .. آية ( فى فرحةٍ عظيمة ) : بجد يامحمود .. محمود : ايوة .. ده اتنرفز عشان انتى مشيتى من غير د/ مصطفى ما يتابعك .. استلمى بقى النرفزة اللى هتشوفيها منه ... بس معلش انتى اخر واحدة فى الكشف لانك جاية متأخر .. آية ( فى إحباط ) : مش مشكلة مش مشكلة .. انا هستناه ... وتمر قرابة الساعة حتى ينتهى د/ وائل من كل الحالات التى كشف عليها ويحين موعد الكشف على آية .. فتدخل وهى تريد أن تقول له " وحشتنى " .... ويبدو لها أنه لا يتذكرها .. آية : السلام عليكم يادكتور .. وائل : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. اتفضلى .. آية : حضرتك مش فاكرنى .. انا اللى وقعت فى حفرة وحضرتك ربطلى رجلى بربا......... وائل ( مقاطعاً وفى جدية تامة ) : ايوة فاكرك .. مشيتى ليه المرة اللى فاتت من غير د/ مصطفى ما يكشف عليكى ؟ آية : اصل .. اصل .. اصل كان عندى معاد مهم .. وائل : معاد مهم .. مممم .. وانتى قبل ما تيجى العيادة مكنتيش تعرفى ان عندك معاد مهم ؟! آية : كنت عرافة طبعا بس اصل مقدرتش استنى كتير يومها ... عشان المعاد ميروحش علية .. وائل : آه ... طيب اتفضلى اطلعى على سرير الكشف .. آية : حاضر .. تنهض آية وتصعد على سرير الكشف ويأتى د/ وائل للكشف عليها وبعد أن ينتهى .. وائل : جميل .. كدة رجلك بقت تمام .. بس هديكى أدوية كالسيوم عشان انتى عضمك ضعيف .. وياريت تاخديها لمدة اسبوعين متواصلين ... ومتحاوليش تعملى مجهود خالص ... آية : بس انا بشتغل .. وائل : طيب حاولى متمشيش كتير ومتقفيش كتير على رجلك فى الاسبوعين دول .. آية : حاضر ... وائل : هشوفك بعد أسبوعين ان شاء الله ... آية : ان شاء الله .. حاضر يادكتور .. وائل : مع السلامة .. آية : الله يسلمك .. خرجت من المكان وأنا أحب جديته وحبه الشديد لعمله .. بل وشعرت بأنه خائفٌ علىّ من أية مضاعفات .. هكذا حدثنى قلبى ... ولكن تلك المرة لن أنتظر أسبوعين لأراه فأنا يومياً أراه عند ممارسته لهوايته المفضلة .. ركوب الخيل .. بعد انتهاء وقت عملى .. ************************ وما هى إلا لحظات من تلك الذكريات حتى عادت آية إلى الواقع لتجد أن أيمن وحاتم غير موجودين ... فتشعر برهبةٍ شديدة وتبحث عنهما بعينيها .. وتبحت بالأخص على ذلك الوجه الشارد .. حاتــــم ... ![]() الحلقة ( 5 ) فاقت آية من شرودها لتكتشف عدم وجود أيمن و " حاتم " وتساءلت مع نفسها أين هم .. وعلى الجانب الآخر كان أيمن يتحدث مع حاتم محاولاً من جديد مساعدته على نسيان تلك المرأة .. أيمن : يابن الحلال اهدى بقى شوية وريح قلبك التعبان ده .. انا مش فاهم انت بتعمل فى نفسك كدة ليه .. حاتم : انت مش شايف انها غريبة شوية .. أيمن : عبير مش غريبة .. عبير غدارة ومستغلة و....... واللا بلاش لتاخد ثواب منى .. حاتم : أنا مش بتكلم عن عبيرياأيمن .. أنا بتكلم عن البنت اللى مسافرة معانا دى .. أيمن : هى مش غريبة .. هى عنيفة .. اوى بصراحة .. حاتم : انا مش بتكلم برده على عنفها وطريقتها فى الكلام معانا .. أيمن : أومال بتتكلم عن ايه .. فهمنى ياعم الحاج .. حاتم : منين بتروح لجدها زيارة كل سنة ومنين طلبت مننا نوصفلها الطريق ؟!! أيمن ( متفكراً ) : تصدق صح .. إزاى مجاش فى بالى كدة .. حاتم : انا هسألها .. أيمن : لاااااااااااااا الله يخليك .. لاحسن تدينا كلمتين من إياهم .. والمرة الجاية حاسس انى هقتلها ... حاتم : هو كل حاجة عندك هزار ياأيمن ... أيمن : مهو انت هتجننى .. واحنا نسألها ليه سؤالك ده .. احنا مالنا ... هى أدرى بظروفها عننا .. هو حد عارف ظروف الناس ... اياك تسألها وادينى بحذرك .. ياهنحرجها فى الرد ياهتحرجنا هى فى الرد .. وفجأة صمت أيمن وذهب فى عالم آخر ولاحظ حاتم سرحانه المفاجئ .. حاتم : إيه ياعم انت روحت لفين كدة ؟ أيمن : .................. حاتم : انت اتوفيت واللا ايه .. ما تنطق ياله ... أيمن : أصلى شوفت واحدة زى القمر دلوقتى ... حاتم : فين دى .. فين دى .. أيمن : خلاص مشيت .. هى يعنى هتقفلك .. حاتم : آه يعنى إذا حضرت الشياطين يعنى .. ماشى ياعم هنيالك .. أيمن : ياشيخ اتنيل هو انا ححب واحدة من شكلها .. هى أمورة آه لكن حب لأ ... ( ثم متنهداً ) واللا يمكن .. حد عارف ... حاتم : حد عاااااارف .. ماشى لما نشوووووووف .. ياللا بينا نرجع .. رجع حاتم وأيمن إلى مكانهما ليجدا آية فى حالة غضب ثم تقول ... آية ( فى غضب ) : كنتو فين ان شاء الله .. حاتم : نعم ؟!!! آية : سايبنى لوحدى فى القطر ورحتو فين ؟ حاتم ( فى انفعال ) : هو احنا يابنتى كنا أهلك .. ده انتى غريبة أوى ... أيمن : فى ايه ياحاتم صلى على النبى ياآنسة احنا لقيناكى نمـ....... آية ( مقاطعة ) : عندك حق ياأستاذ حاتم .. انتو مش أهلى .. بس انتو وعدتونى توصلونى .. حاتم ( فى انفعال أكبر ) : أه وعدناكى نوصلك مش نقعد جنبك لحد سوهاج ده ايه الهم ده .. آية : لا ياأستاذ حاتم أنا ميرضنيش أفرض نفسى على حد خلاص متشكرة ليكم أوى .. انا هبقى اسأل على الطريق بنفسى .. أيمن : ياآنسة متزعليش من حاتم هو ميقصدش يزعلك .. حاتم : لا أقصد، ثم تعالى هنا .. منين بتزورى جدك كل سنة ومنين عايزانا نوصلك الطريق .. أومال كنتى بتروحيله إزاى .. آية ( فى غضب كبير ) : يتهيألى ياأستاذ حاتم سبق وقلت لك إن أمى ماتت من سنة وهى الـ............ حاتم : أنا مجيتش سيرة والدتك فى الموضوع .. آية : أمى ليها دخل بالموضوع .. أيمن ( محاولاً تهدئتهما ) : ياجماعة اهدوا شوية .. ميصحش كدة .. الناس سامعة أصواتكم .. آية : ياأستاذ حاتم .. جدى اللى انا ريحاله يبقى أبو ماما الله يرحمها وماما هى اللى كانت بتيجى معايا كل سنة وعمرى فى حياتى ما ركزت فى الطريق واحنا ماشيين ولا حتى عمرى فى حياتى أخدت بالى بنركب ايه عشان نوصل لجدى وعشان كدة لا حفظت طريق ولا مواصلات .. كل اللى اعرفه انه فى سوهاج وانه هيستنانى عند المركز عشان صحته وسنه ميساعدوش يجينى لحد محطة القطر .. حاتم ( فى خجل ) : أنا .. أنا .. أيمن ( مغتاظاً من أيمن ) : انت ايه .. ما تنطق ياحتوم .. حاتم : انا آسف .. انا بجد آسف .. واسف أكتر على الطريقة اللى كلمتك بيها .. عن إذنكم .. انا هقوم شوية لحد الجو ما يهدى وتكونى انتى هديتى ونسيتى اللى انا عملته .. أيمن : كنت لسة هقترح عليك تعمل كدة ... آية : لا ياأستاذ حاتم مفيش أسف ومفيش زعل .. يمكن ارتحت لوجودكم معايا ومعتمدة على كدة ولما فوقت ولقيت نفسى لوحدى وانتو مش موجودين خوفت اوى وكنت على اعصابى .. الوحدة اللى انا عايشة فيها بقالى سنة من يوم موت أمى مميتة .. ولما اتعاملت معاكم حسيت انى مبقتش وحيدة حتى لو كانت معرفة لساعات بسيطة وفيها خناق وشد وجذب .. بس حسيت بالأمان اللى محسيتوش من سنين .. حاتم ( فى ندمٍ حقيقى ) : أنا مش عارف أقولك ايه .. ولا مليون كلمة أسف هتديكى حقك فى الاعتذار .. ياريت تسامحينى .. لم ترد آيه عليه بل أدارت وجهها للناحية الأخرى باكيةً بكاءً لم تبكيه من قبل .. حتى لم تبكيه من جرح وائل الشديد لها .. وائــل .. ذلك الشاب الأسمر الذى أحبه قلبها ... وعند ذكر اسم وائل رجعت آية مرةً أخرى إلى ذكرياتها معه .. لاحظ أيمن شرود آية فى تلك المرة وطلب من حاتم أن يتحدث معه بعيداً عن مكان مجلسهم .. أيمن : حاتم .. تعالى نتكلم شوية بعيد عن هنا .. حاتم ( فى استسلام وحزن ) : حاضر .. وبعد أن يذهبا بعيداً يتحول أيمن من الشخص المرح إلى الشخص الغاضب .. ويثور على صديق عمره ... أيمن : ايه ياأخى .. ايه اللى انت هببته ده .. حاتم : ارجوك ياأيمن .. اللى انا حاسس بيه دلوقتى محسيتوش قبل كدة .. الندم اللى جوايا من اللى عملته فى البنت دى أكبر من الندم اللى حسيته فى حب عبير .. البنت دى قدرت فى لحظة تنسينى جرح عبير لية من المصيبة اللى انا عملتها فيها .. انا مش عارف أعمل ايه .. أيمن ( فى غضبٍ وانفعال ) : اسمع بقى متتعبش اعصابى بكلام كل يوم اقولهولك .. متاخدش البنات المحترمة بذنب ست عبير هانم .. ست عبير اللى قعدت كل يوم تقابلك وتاكل وتشرب معاك وتمثل عليك الحب وتسحب منك فلوس بالهبل وفى الاخر تطلع الهانم متجوزة وبتدى الفلوس دى للنطع جوزها يصرفها فى القمار وانت مش اول واحد تعمل معاه كدة .. يعنى هى تصطاد زباين وتستغلهم وتمثل عليهم الحب والهيام وهو يصرف فلوس الزباين على الأرف والحرام .. ياأخى افهم .. عبير دى أزبل عينة فى البلد لكن البنت اللى انت بهدلتها دى من العينات المحترمة .. وواضح على وشها .. ولو تفتكر محمود صاحبنا لما قالك ابعد عن الست دى .. وحاول مليون مرة معاك وانت ولا انت هنا .. البنى ادم بيبان من وشه وملامحه وطريقة كلامه .. عمرى فى حياتى ما شوفت ست هى اللى بتروح تتعرف على الراجل .. انا اعرف اننا اللى بنحفى وراهم لحد ما يوافقوا يرمولنا السلام بس .. لكن دى وبمنتهى السهولة جت عشان تتعرف معاك واول قعدة بتقولك غدينى واللا مش عارف ايه .. ايه ده .. ايه الارف ده .. فوق بقى واعرف الفرق بين بنات الناس وبنات الشوراع .. فوق ياحاتم .. فوق .. يترك أيمن صديقه حاتم وحده دون أن ينتظر منه رداً ويرحل عن المكان ويرجع مرةً أخرى إلى مجلسهم .. حيث يريد التحدث قليلاً مع آية .... وعند وصوله كانت آية تبكى بشدة وبصوت ضعيف .. أيمن : ياآنسة .. انا مش عارف اعتذرلك ازاى .. بس مش هقدر اقولك أكتر من ان حاتم انجرح أسوأ جرح والبنات فى نظره زيهم زى بعضهم ... دى خلاصة حالة حاتم الى عايشها بقاله 4 سنين .. آية : 4 سنين ؟! وهو لسة بيحب عبير ؟! أيمن : لا مش بيحبها طبعا هو مأثر فيه اللى عملته ف........ ثوانى كدة .. انتى عرفتى منين اسمها ؟! هو حكالك واللا ايه .. آية : يحكى ايه بس ؟! ولمين ؟ لية انا .. ده احنا بنتخانق كل 5 دقايق تقريباً .. هو كان من شوية نايم وبيحلم وبيكلم نفسه فى الحلم وقعد يقول مجتيش ليه ياعبير مجتيش ليه ياعبير .. وانت بتحكى دلوقتى استنتجت ان عبير دى صاحبة جرحه .. أيمن : بالظبط هى صاحبة جرحه .. منها لله هى واللى زيها .. انا مش عايزك تزعلى .. استحمليه .. هو انسان طيب ومحترم اوى وقلبه زى البفتة البيضا .. انتى لسة معرفتيهوش كويس .. صدقينى لما تعرفيه هتحبيه .. زى أخوكى طبعا .. بس ممكن أطلب منك طلب ؟ آية : اتفضل .. أيمن : تساعدينى اننا نعالجه ونلغى من دماغه الفكرة المنيلة بنيلة اللى واخدها عنكم .. آية : أستاذ أيمن .. انا محتاجة اللى يقف جنبى ويواسينى .. عشان انا كمان مجروحة ... أيمن : اييييييييه ... ![]() الحلقة ( 6 ) أيمن : ايييييييييييييييييييه .... مجروحة انتى كمان ... لا حول ولا قوة إلا بالله .. هى الناس جرالها ايه .. ده يفسر عنفك معانا من أول شوفنا بعض .. انتى كمان واخدة فكرة زفت عننا من اللى جرحك .. آية : ايوة والفكرة دى هتفضل موجودة .. لانى تعبت وقلبى محروق من اللى حصلى .. أيمن : بصى متعتبريش طلبى تطفل .. لكن انا هموت واعرف حصلك ايه .. آية : حصلى ايه .... يااااااااااه ياأيمن ... ( تصمت قليلاً ثم تتابع حديثها بصوتٍ يملؤه الحزن ) من 3 سنين حبيت واحد .. كان دكتور .. حبيته من نظرة .. من غير ولا حرف معاه .. شغلى كان جنب اسطبل خيل وهو كان بيحب يمارس هواية الخيل كل يوم .. كنت كل يوم بشوفه وكنت بكره يوم أجازتى عشان مبشوفوش فيه .. فى مرة وقعت فى حفرة ورجلى اتكسرت والناس شالتنى وودونى فى عيادة قريبة من الاسطبل .. وتخيل وللصدفة طلع هو الدكتور اللى كشف علية ودوانى .. فى اخر متابعة معاه طلب منى رقم تليفونى وكنت هطير من الفرحة ... واديتهوله وروحت البيت وانا طايرة من الفرح وبوست ماما وحكيتلها على اللى حصل .. اصلى كنت قلت لها انى بحب .. فرحت لفرحى لكن برده حذرتنى .. مسمعتش كلامها لما حذرتنى كنت بحلم بالوقت اللى يكلمنى فيه هيقولى ايه ويطلب ايه وهيحصل ايه .. وفعلا اتصل بية .. وفضل كل اللى بيعمله انه يتصل بية ... كل يوم بيكلمنى وبطرق غير مباشرة بيفهمنى انه بيحبنى .. وانا عبيطة مكنتش طالبة حاجة من الدنيا الا حبه .. مكنتش بكلمه فى جواز ولا بقوله تعالى قابل ماما .. مش عارفة ليه .. أيمن : عشان مقالكيش بشكل صريح انه بيحبك وعايز يتقدملك .. آية : يمكن .. وانا طبيعتى تمنعنى انى اقوله تعالى لازم هو اللى يبتدى ويطلب منى احددله معاد .. حس بحبى لكن منطقش هو بكلمة بحبك .. استنيتها منه سنتين .. لحد أمى ما ماتت .. روحتله وانا ببكى - دم مش دموع - على فراق أمى .. خلاص بقيت يتيمة وماليش غيره من بعد ربنا .. روحتله قلت له أمى ماتت .. حسسنى بحنانه وقرب منى أكتر .. وبقى يخرج معايا كل يوم ويوصلنى واحنا راجعين لحد البيت .. لحد ما فى يوم جارتى قالت لى ميصحش كدة وعيب .. فوقت من اللى انا فيه .. وقلت لازم يكون فى نهاية للقصة دى .. كلمته وقلت له لازم اقابلك .. وياريتنى ما طلبت منه الطلب ده .. أيمن : حصل ايه ؟ *********************** تتذكر آية ما حدث فى مقابلة وائل .... وائل : خير ياآية .. فى ايه طلبتى مقابلتى ليه ؟ آية : جيرانى لمونى على توصيلك لية كل يوم لحد باب البيت .. وائل : مش فاهم .. آية ( وهى محرجة ) : يعنى لازم يكون فى نهاية للى احنا فيه .. وائل : وهو ايه اللى احنا فيه ؟ آية : ايه اللى احنا فيه ؟ انت بتسأل ؟ المقابلات والتليفونات .. وائل : خلاص نقطعهم .. آية ( فى أمل ) : ازاى ؟ وائل : منشوفش بعض تانى ولا نكلم بعض تانى .. آية : ................ وائل : مش ده اللى انتى عيزاه .. آية : انت كنت بتقابلنى وبتكلمنى بقلك سنتين فى التليفون ليه ياوائل ؟ وائل : عادى يعنى .. اصحاب .. آية : اصحاب ؟!!! بس انا مكنتش متوقعة اننا بالشكل ده نكون أصحاب .. وائل : اومال كنتى متوقعة ايه بقى ....... اوعى تكونى فاهمة انى بحبك .. آية : فاهمة ؟! وائل : لا ياحبيبتى فوقى من الوهم ده .. انا مبحبكيش الا كصديقة عادى بنتكلم مع بعض ونخرج مع بعض .. آية ( فى صدمةٍ ) : مفيش اصحاب بيكلموا بعض كل يوم ولا بيخرجوا مع بعض كل يوم ... اسمى ايه اللى احنا كنا فيه .. وائل : انتى هتشغلى بالى ليه بالتسميات .. سميها زى ما تحبى .. آية : انت بتهزر ياوائل .؟ صح ؟ قول انك بتهزر ؟؟ وائل : لا بصى متأرفنيش .. اهزر بتاع ايه يعنى .. انا مالى انا متوقعة انى بحبك .. سألتينى ؟ لا طبعا مسألتنيش .. متكلمتيش سنتين فى الموضوع ده جاية دلوقتى بعد أمك ما ماتت وتسألى .. وجاية تقوليلى الجيران بيتكلموا واللا يختى خايفة تقعدى لوحدك فى البيت واللا فكرانى واحد أهبل ممكن يتجوزك... انا مش فاضى للكلام الفارغ ده انا اصلا كنت جاى اقولك انى هسافر الاسبوع الجاى فى بعثة تبع النقابة لمدة 5 سنين وجاى أودعك واشوفك انتى عايزة ايه .. آية : أحلى وداع ياوائل .. بجد أحلى وداع ... ************************ أيمن : الندل .. آية ( باكيةً ) : حسيت انى اتشليت .. ياريتنى كنت سمعت كلامك ياأمى .. من ساعتها وانا فى نار مليانى .. قلبى محروق .. مش مصدقة الكلام اللى اتقالى .. والله كنت هتشل .. ملقتش حد جنبى .. ابويا ميت وامى ميتة والجيران فى حالهم ويوم ما جارة جت تكلمنى عشان تقولى ميصحش راجل يوصلك .. طب فين الود .. فين السؤال عنى .. ده الناس كلهم شايفينى لوحدى .. حتى أعمامى وخيلانى .. قلت أروحلهم .. لقيتهم بيقابلونى بأسلوب زى الزفت .. خافوا اقولهم اجى اعيش معاكم .. ايوة انا كنت محتاجة مبقاش لوحدى لكن هما اللى طردونى من بيتهم ومن حياتهم .. ماليش اخوات .. الكل قطع معايا .. مش بسمع صوت حد الا صدى صوتى انا .. حسة انى مذلولة ... حتى العرسان اللى بيجى كل أمهاتهم كانوا بيرفضونى .. معرفش ليه ... هو انا بإيدى انى أكون يتيمة .. أيمن : عشان كدة بتتعاملى معانا بعنف .. آية : قولى انت اعمل ايه .. انا خوفت من كل الناس .. كرهتهم .. اشتغلت شهرين من بعد موت أمى وسيبت الشغل .. بقيت حسة انى عايشة فى غابة .. ومقدرتش انسى اللى وائل عمله فية .. وكل شوية دموعى بتنزل .. وكل شوية بلوم نفسى .. ياريت أمى كانت معايا .. ياريت حتى عم أو خال من الكتير اللى عندى وقفوا جنبى .. حتى يبعتوا بنت من بناتهم تقعد معايا اسبوع فى الشهر .. يومين فى الاسبوع طيب .. محدش كان راضى يساعدنى .. مسابوش قدامى باب موارب حتى .. رمونى وكأنى مش من لحمهم ... أيمن ( محاولا المرح لتخفيف آلامها ) : لا انتى حالتك أصعب من حاتم .. ده حاتم كدة بيمثل علينا ... آية ( فى شبه ابتسامة ) : ربنا يعينه .. كل واحد وله بلوته ... أيمن : اصبرى .. انا هقولك حاجة حلوة اوى .. عشان بس تتأكدى ان ربنا معاكى دايما وانتى مش لوحدك زى ما بتقولى .. آية : ايه هى ؟! أيمن : هقولك .. ودايما ردديها او على الاقل افتكريها . ( ابتسم فإن هناك من يحبك .. يعتنى بك يحميك .. ينصرك .. يسمعك .. يراك .. إنه (( الله )) ما أخذ منك إلا ليعطيك … وما أبكاك إلا ليضحكك .. وما حرمك إلا ليتفضل عليك .. وما ابتلاك إلا لأنه يحبك .. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .. ) افتكرى الجملة دى دايما .. واستغفرى كتير بنية الحماية وبنية العلاج من الجرح ده .. اتقربى من ربنا أكتر .. واصبرى .. وأخرة الصبر خير يا....... انتى اسمك ايه يابنتى .. آية : انا اسمى آية .. أيمن : اسم على مسمى .. اصبرى وربنا هيجازيكى خير ياآية .. ودلوقتى بدل ما كنت بحاول مع عمك الحاج حاتم حاخدكم انتو الاتنين فى مقص واحد وححاول معاكى انتى كمان ... آية ( فى ابتسامة حقيقية ) : تحاول ايه ؟ أيمن : أعالجكم طبعا .. يضحك كلٍ من آية وأيمن .. وبعد قليل يأتى حاتم .. وينظر لآية فى حزنٍ وندم حقيقى .. وتتصنع آية الغضب .. آية : جرى ايه ياأستاذ .. انت كل شوية هتقعد تتنحلى كدة .. حاتم : المرادى غير اى مرة .. آية : يعنى ايه بقى ان شاء الله .. حاتم : المرادى قاصد أبصلك .. اعتذرلك عن قلة زوقى معاكى .. آية ( مبتسمة ) : حصل خير ياأستاذ حاتم .. حاتم : يعنى مسمحانى ؟! آية : ايوة مسمحاك بس بشرط .. حاتم ( فى لهفة ) : أؤمرى .. آية : توصلنى لحد بيت جدى المرادى ... يضحك الثلاثة سوياً ما لم يضحكونه من قبل .. وأثناء ضحكهم يأتى صوتاً أنثوياً يسأل .. الفتاة : من فضلك ياآنسة .. جنبك حد فى الكرسى ده .. آية : لا مفيش .. اتفضلى اقعدى .. الفتاة : متشكرة اوى بجد .. مش عارفة اقعد فى الكرسى بتاعى لان فى اتنين رجالة مش محترمين عمالين يبصوا علية ويعاكسوا ولا حتى هاممهم الناس اللى حوالينا .. مبقاش فى خشا فعلا .. آية وأيمن وحاتم : خشا ؟!!! ينفجر الأربعة ضاحكون من كلمة الفتاة .... أيمن : والآنسة اسمها ايه ؟ آية : مفروض على فكرة انا اللى اسأل السؤال ده .. حاتم : لا اصل أيمن بيعمل مجلدات أسماء تقريبا .. آيمن : اتريأ اتريأ ... الفتاة : اسمى فاطمة .. أيمن : احلى اسم .. اهلا بيكى يافاطمة ... ينظر أيمن إلى فاطمة نظرات لأول مرة ينظرها فى حياته وشعر بتحرك قلبه تجاهها .. وشعر به حاتم فلكزه فى يديه .. قائلاً له فى همس .. حاتم : هو انا اخلص تتنيح .. تتنح انت .. حاسب لتطلع عنيفة زى آية وهنبتدى خناقات تانية .. أيمن : وله ياحاتم دى البنت القمر اللى شوفتها وانا وانت واقفين بنتكلم من شوية .. حاتم : لا ياراجل .. عشان كدة انت لسة متنحلها .. أيمن : انت سخيف اوى ياض .. لم يبالى أيمن بحاتم كثيراً وتساءل فى نفسه : انتى مرتبطة ياآنسة ... الحلقة ( 7 ) أيمن ( فى همس ) : حاتم .. انت عرفت منين ان اسمها آية ؟ حاتم : اقولك بصراحة .. أيمن : اه قول .. حاتم : اصلى لمعت أوكر .. أيمن : طب وليه ياحبيبى تلمع الأوكر .. مش فى أسرار ... ممممممم .. يعنى انت عرفت حكايتها ايه ... حاتم : اه من ابن ال........ ده مش راجل ده عيل .. أيمن : الله يعينها ... بقولك ايه اياك تجيبلها سيرة انك عارف حاجة .. حاتم : انت عبيط ياض .. انت فاكرنى عبيط عشان اروح اقولها انا عرفت كل حاجة عنك .. أيمن : طب ليه قلة الأدب ما تخلى لسانك حلو .. حاتم : بقولك ايه ياأيمن .. هى لسة بتحب وائل ده ؟؟ أيمن : مش عارف هى مقالتش .. بتسأل ليه ؟ حاتم ( فى خجل ) : يعنى سؤال برئ .. أيمن : ياراجـــــــل .. سؤال برئ .. طيب .. تلحظ آية ذلك الهمس الذى بينهما ... فتتساءل .. آية : انتو بتتكلموا بهمس ليه ؟ حاتم : لا ابداً ياآنسة ...... هو اسم حضرتك ايه .. آية ( فى خبث ) : هو انت متعرفوش لسة ياحاتم ؟ حاتم : فى الحقيقة لسة .. آية : غريبة .. حاتم : ايه اللى غريب .. هو أيمن يعرفه واللا ايه ؟ آية : اه أيمن يعرفه .. بس مش ده الغريب .. حاتم : أومال ايه ؟؟ آية : بعدين بقى .. ثم توجه حديثها إلى فاطمة .... آية : يعنى انتى مسافرة فى شغل .. فاطمة : ايوة .. مسافرة أسوان .. آية : يااااااااه ... أسوان .. يعنى لسة هتقعدى بعد احنا ما ننزل 6 ساعات تقريبا فاطمة : اه .. دى حاجة ملل .. آية : طب مسافرتيش ليه بالطيارة .. فاطمة : طيارة ؟ دول بيموتوا على القرش يابنتى هيسفرونى بطيارة ... آية : يعنى هو كان من جيبهم مثلا .. مهو كله تحت بند السفر ... أيمن : بدون قطع كلامكم ... فاطمة انتى بتشتغلى ايه بالظبط ورايحة أسوان تعملى ايه ؟! حاتم : وانت مالك ياأيمن .. متضايقش آنسة فاطمة .. فاطمة : لا مفيش مضايقة ولا حاجة ... انا بشتغل سكرتيرة فى شركة سياحة ورايحة اسلم ورق مهم جدا للفرع بتاعنا فى أسوان . أيمن : بس مش صعب انك تسافرى لوحدك ؟ حاتم : فعلا .. بس اذا كان من القاهرة لسوهاج 14 ساعة اومال لاسوان تاخدى كام ساعة ؟ فاطمة : مين .. ايه .. انت بتقول ايه .... هههههههههههههههههههه .. من القاهرة لسوهاج 7 ساعات بس .. جيبت منين ال14 ساعة .. شكلك اول مرة تركب .. حاتم ( فى خجل ) : فعلا اول مرة .. آية ( فى غضب ) : يعنى كمان كنت هتخلينا ننزل أسوان فى اخر الخط واضيع انا بقى وانت مش فاهم حاجة ولا تعرف حاجة .. حاتم ( فى غضب ) : فى ايه يابنى آدمة انتى ما تتكلمى بالراحة وبأدب هو انتى لازم تزعقى .. اياكى تعلى صوتك علية .. ثم ما انتى بتقولى كل سنة بتروحى يبقى مين فينا اللى ميعرفش حاجة .. آية ( فى انفعال ) : 500 مرة اقولك انى مكنتش بركز فى الطريق ومكنتش بحسب وقت .. ايه فى ايه .. انت هتحاسبنى .. حاتم : لا اسم الله عليكى انتى .. ما انتى كمان بتحاسبينى .. أيمن ( فى يأس ) : يييييييييييه .. حراااااااااام .. كفاياكم ناقر ونقير .. زهقتونى .. فاطمة ( محاولةً إخفاء ضحكها ) : هما على طول بيتخانقوا .. بقالهم كتير يعنى ؟! أيمن : بقالهم كتير جدااااااااا .. دى اقل كلمة بيتخانقوا فيها . فاطمة : لو مكنتش آية قالت لى انها معرفة القطر كنت قلت انها عشرة سنين .. الناقر والنقير اكتر ناس بيحبوا بعض وبيخافوا على بعض .. أيمن : ممكن دقيقة مع انسان تقعديها معاه وتحسى انك تعرفيه من يوم ما اتولدتى .. زى .... آااا ..... زى ؟ فاطمة ( فى خجل ولهفة ) : زى ايه ؟ أيمن : زى ..... زى حاتم وآية كدة ... فاطمة ( فى يأس ) : فعلاً .. طيب .. رغم أنها ساعة واحدة فى تعرفها على حاتم وأيمن وآية إلا أن هناك شئٌ بداخلها تحرك جهة أيمن وكأنها بالفعل تعرفه منذ سنواتٍ عديدة ... ظلت فاطمة تفكر مع نفسها قليلاً فى ذلك الاحساس المفاجئ .. وفى نفس الوقت تدير آية وجهها إلى الناحية الأخرى لتكتشف بأنها ظلت لمدة ساعة دون تذكر ذكرياتها مع وائل .. ذلك الشاب الأسمر الذى أماتها وهى مازالت حية فتسقط تلك الدمعة التى لازمتها منذ بداية الجرح وحتى الآن ... تنهمر الدموع من عينى آية بكثرة .. فكانت فى حب وائل تشعر بحنانه وحبه وخوفه عليها .. إذن فماذا حدث .. ولماذا جرحها بتلك الطريقة .. هل كانت واهمةٌ بحبه أم هناك شئٌ آخر جد عليه .... ويقطع صوت تفكيرها حاتم .. قائلاً .. حاتم : خلاص بقى ياآية انا اسف .. أيمن : فى ايه ياآية الشاب عمال يعتذرلك بقاله 5 دقايق وانتى مش معبراه ومش بتردى عليه .. آية : 5 دقايق ؟!! أيمن : ايوة .. شكلك ياحاتم زعلتها جدا لدرجة انها كانت سرحانة ومأخدتش بالها لا من كلامك ولا من الوقت .. آية : فاضل قد ايه ونوصل .. حاتم ( فى حزن ) : انتى زهقتى مننا ؟ آية ( فى انفعال ) : فاضل كام .. ردوا علية .. حاتم : فاضل ساعتين .. آية : ماشى .. شكرا .. تنهض آية من مكانها فيستوقفها حاتم قائلاً لها .. حاتم : رايحة فين ؟ آية ( فى انفعال ) : رايحة اشم هوا .. ثم انت مالك بتسأل ليه .. اوعى كدة عدينى ... ترحل آية عن المكان ويصيب أيمن وحاتم وفاطمة ذهولاً شديداً لرد فعلها العنيف ذلك .. فتنهض فاطمة قائلةً .. فاطمة : انا هروح اشوف مالها .. حاتم : بلاش ياآنسة فاطمة عشان دى بتدى كلام زى الرصاص وزى ما قالت لى وانت مالك هتقولك انتى كمان وانتى مالك .. اتقى شرها احسن .. أيمن : بالعكس ياحاتم .. البنات بيبقوا فاهمين بعض وقريبين من بعض وسهل الكلام بينهم .. روحى يافاطمة وياريت ترجعى بيها عشان دى مجنونة تقريبا وممكن تعمل فى نفسها حاجة .. حاتم ( فى خجل وغضب خفيف ) : متقولش عليها مجنونة ... فاطمة ( مبتسمة ) : ياسيدى ياسيدى .. حاتم : لا ياآنسة فاطمة متفهمنيش غلط .. فاطمة : ما انا مفهمتش غلط .. أيمن : عاملة زيى انا برده مفهمتش غلط انا فهمت الصح .. ترحل فاطمة عن المكان ويتبقى حاتم وأيمن .. حاتم : بذمتك يعنى ياأيمن انا عملت لها حاجة .. أيمن : لا انت معملتش اى حاجة .. انت حتى برئ .. رايح تقولها انتى يابنى آدمة انتى وبأدب ومتعليش صوتك علية .. كان فاضل قلمين على شلوتين وموت البنت بقى وريح نفسك خلاص .. حاتم : يعنى انا اللى غلطان ياأيمن .. طب ازاى مهى كمان طلعت متعرفش الطريق .. أيمن : يابنى دى بنت مش مشكلة تعرف طرق طالما ان كان فى حد بيروح معاها وحد كبير زى مامتها الله يرحمها .. لكن احنا رجالة .. احنا اساسا طلع منظرنا وحش لما قلنا 14 ساعة فى القطر .. كان ممكن البنت تنزل فى أسوان فعلا وساعتها بقى لو قتلتنا بس من غير ما تقطعنا حتت يبقى كتر خير الدنيا ... بقولك ايه انت لازم تعتذرلها .. حاتم : طيب انا هروحلها .. أيمن ( فى خجل ) : اه روح انت وخلى فاطمة ترجع .. حاتم ( غامزاً له ) : ماشى ياعم .. من عنية .. يتجه حاتم باحثاً عن الفتاتين حتى يجدهما فتراه فاطمة فتنسحب فى هدوء دون أن يطلب منها حاتم ... فتتأهب آية لمعركةٍ جديدة معه .. حاتم : ينفع يعنى اللى انتى قلتهولى ده ؟! آية : نعم ؟ وانا قلت لك ايه بقى ان شاء الله .. حاتم : انتى مش قلتيلى انت مش فاهم حاجة ولا عارف حاجة .. آية ( فى خجل ) : انا اسفة اصلى اتجننت لما عرفت انك اول مرة تسافر سوهاج .. فسألت نفسى اومال كنتو هتوصلونى ازاى للمركز ... حاتم : بينى وبينك كنت هسأل .. بس من وراكى ... آية : هههههههههههههههه .. خلاص ماشى انا اسفة .. برغم انك انت كمان غلطت فية .. حاتم : انتى اللى بدأتى والبادى أظلم .. آية : هههههههههههه .. ماشى ياعم ليك حق تردها .. حاتم : لا والله انا مرديتهاش .. انتى عرفة انى كراجل شرقى مقبلش ان بنت تشتمنى ... ببقى هقتلها ... انتى حظك معايا انى مش فاضى .. آية : ياسلام .. مش فاضى .. طب ده كلام لذيذ .. ليه بقى مش فاضى ؟ حاتم : ورايا غسيل ... تضحك آية ويضحك حاتم .. وقد شعرا الاثنان فى نفس الوقت براحة نفسية تجاه بعضهما ولكن لم يصارح أحد الآخر بذلك الارتياح .. حاتم : خلاص حليب ياقشطة .. آية : كمان بتقولها غلط ؟ اسمها صافى يالبن وانا هرد عليك اقولك حليب ياقشطة .. حاتم : ههههههههههههههه .. لا برافو عليكى .. انا بس كنت بعملك اختبار .. آية : ياراجل .... طيب ماشى .. ياللا بقى نرجع .. حاتم : لا استنى .. عايزة اسألك فى حاجة .. آية : حاجة ايه ؟ حاتم : لما سألتك عن اسمك قلتيلى غريبة انى معرفهوش .. وقلتيلى بعدين هتقوليلى ايه اللى غريب .. آية : الغريب انى شوفتك وانت واقف وسامع كل الحوار ... وانت بتكلمنى لما رجعت غلطت وقلت اسمى .. طب عرفته منين وانت مكنتش قاعد معانا ؟!! انا كدة واللا كدة شوفتك اصلا وانت واقف .. مع انك حاولت تستخبى ... حاتم : ................. آية : نرجع بقى .. صح ... حاتم : لا نستنى شوية .. آية : لا انا رجلى وجعتنى من الوقفة .. حاتم : طيب تعالى نقعد فى الكافتيريا نشرب حاجة ونبقى نجيب لأيمن وفاطمة اى حاجة يشربوها .. آية : لا مش لازم نقعد فى الكافتيريا .. احنا نجيب ونشيل ونروح نشرب معاهم هناك .. حاتم : طيب ياستى اللى يريحك ... ياللا بينا .. شعرت آية بسعادةٍ كبيرة وخفية ... وخافت أن تكون تلك السعادة شئٌ جديد دار بقلبها .. نعم خافت أن تُجرح مرةً أخرى .... ماذا تفعل .. ستضع حداً بينها وبين حاتم .... ![]() |
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|