لا تزال الأمة نائمة

يقال إن في التاريخ الإسلامي لم يكن هناك إلا ستة من مفسري الأحلام، أما اليوم فهناك في كل مدينة وقرية عشرات الـمفسرين، وانتشروا على الفضائيات كانتشار النار في الهشيم، ويرجع السبب إلى كثرة الأحلام في أيامنا هذه لأننا أمة نائمة، منافسين به أهل الكهف، فقبل ثلاثة واربعين عاما أقدم شاب يهودي على حرق الـمسجد الأقصى الـمبارك في أغسطس عام 1969 والذي التهمت نيرانه أفئدة الـمسلمين في أصقاع الأرض قبل أن تلتهم جدران الـمسجد ومحتوياته، وتوقعت الـمؤسسة الإسرائيلية الحاكمة آنذاك ردة فعل عربية وإسلامية عارمة، حيث نقل على لسان غولدامائير رئيسة وزراء العدو الصهيوني صبيحة اليوم التالي لحرق الـمسجد الأقصى قولها: «لم أذق طعم النوم طوال الليل وأنا أتخيل بأن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا من كل حدب وصوب، ولكن عندما أدركني الصباح ولم يحدث ما كنت أتوقعه أدركت أن باستطاعتنا أن نفعل ما نشاء، فهذه أمة نائمة». هذا الكلام لم يأت من فراغ، وما أشبه اليوم بالبارحة، نرى أمة العرب والإسلام تغط في نوم عميق عما يجري حولها من أحداث ومخططات شيطانية تحت مسمى «الربيع العربي» هدفها تدمير الأمتين العربية والإسلامية لمصلحة الـمؤسسة الصهيونية العالـمية عن طريق ضرب مكونات مجتمعاتها بعضها ببعض، مستغلة الخلافات السياسية والعرقية والـطائفية والإرث التاريخي لهذه الأمة الـمبتلاة ببعض عقول متحجرة عفنة كبؤرة صالحة لنمو البكتيريا الخلافية التي تسهل لهم عملية تحطيمها وإرجاعها الى العقود الغابرة ونهب خيراتها وتدمير اقتصاداتها والسيطرة على شعوبها حتى تهنأ إسرائيل برغد العيش «اللهم أيقظنا من رقدتنا التي طال بها الأمد