كلمة قبل رمضان

كلمة قبل رمضان علينا بالصدق ورد الصدق والحث عليه في محكم القرآن وصحيح السنن، ومدح أهله وأثني عليهم أيما ثناء ويكفي متعظا بالقول ونافذ العقل بالبصيرة قول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) } [التوبة: 119] ولمبتغي تحقيق الصدق أن يعلم أن أركان اكتماله ثلاثة: قائل ومقول ومقول عنه، فمتى استوت الثلاثة ولم تتناقض كان صدقا تاما وبعبارة أقرب: الصدق استواء السّرّ والعلانية والظّاهر والباطن بألّا تكذّب أحوال العبد أعماله، ولا أعماله أحواله الصدق... تفان في أداء الواجب أو العمل الصدق... وجه واحد، ولباس واحد الصدق... لون لا يتلون، وموقف لا يحور، ومبدأ لا يُستبدل فالصدق حقيقة وقول يتطابقان، فإذا الحياة متناسقة بلا تناقض، متفقة بلا تنافر الصدق... حياة بقلب حي؛ وقلب بحياة دافئة المرء الذي يعيش بعيدا عن الصدق حياته هباء، تيهٌ عن المنطلق، غيابٌ للغائية وفقدانٌ للثابت فهي حياة كاذبة تتآكل أطرافها، وتنصهر أركانها، وتتضارب صورها، فإذا بالبناء النفسي والتكوين الشخصي وقد صار عائما ضعيفا مهتزا، تتجاذبه مجريات الدنيا وتقلبات أحوالها، فيمسي بضفة ويصبح على أخرى أُخيّ أُخيّتي عِش حياة الصدق كن صادقا مع نفسك ومحيطك ومجتمعك، كن صادقا مع من اخترتهم لك خلانا كن في قولك صادقا، وفي عملك صادقا، وفي بذلك وعطاءك صادقا فهذه أول ليالي شهر شعبان، وقد أطلت علينا بعطرها نسائم من رمضان نحتاج توبة للقائه.. فهل صدقنا التوبة؟ نحتاج عدة للقائه.. فهل أعددنا العدة؟ نحتاج للقائه أفئدة دافئة بالحياة، نحتاج نفوسا تملأها الخشية نحتاج عينا رقيقةً دمعتها؛ سلسةً عبرتها، حاضرة في خشوعنا، تساعدنا في طريق الأوبة، وتسعفنا عند استغفارٍ وصحيح توبة نحتاج جوارح مطيعة منساقة، سريعة الاستجابة، صادقة الثبات على الطاعة، إذا ناداها الملك قالت: لبيك لبيك نحتاج أن نكون كما نحن لا أن نمثل أدوارا ليست لنا فهل صدقنا مع أنفسنا حقا؟ نداء لي ولكم: ألا تكون حياتنا هدرا وغبنا ومَيْنا يملأها الفارغ من الدنيا، وتعوج بها السبل المختلفة هنا وهناك