أوراقه دائمة الخضرة ورائحته عطرية وثماره حمراء اللون
البن الأسمري شامخٌ فوق الجبال يُطل على الحقول والوديان (تقرير مصور)
شامخة فوق هامات الجبال متألقة في مدرجات جبلية رائعة الجمال تطل على الحقول والوديان تلك هي شجرة البن تلك الشجرة الاستوائية الفريدة من نوعها المتميزة والمستديمة بأوراقها الدائمة الخضرة ذات أزهار جميلة المنظر عطرية الرائحة غزيرة العدد ذات لون ابيض وذات ثمار حمراء اللون في حالة نضجها علي شكل عنقودي في آباط الأوراق تتسم مراحل زراعته بالصبر والعناية الفائقة في جميع مراحله صُنعت منها القهوة والتي لعبت دورا هاما في كثير من المجتمعات على مر التاريخ وأصبحت رمزاً للضيافة والكرم عند العرب والبن العربي والذي يعد من أجود أنواع البن وأعلاها سعراً من الناحية التجارية حيث إن ثماره كبيرة وعالية الجودة ولذلك تعتبر أشجار البن من الأشجار المشهورة على مستوى العالم نظرا لأهميتها الاقتصادية لقد تميز جبلي هادا وضرم بتهامة بللسمر منذ مئات السنين بزراعة هذه الشجرة المباركة ولكن للأسف أن الاهتمام بها بدأ ينقرض مع الوقت لأسباب تكمن من خلال الأسطر التالية بالإضافة إلى بعض المحاور التي تطرقت إليها أرجو أن تفي بالغرض مراحل زراعة البن الأسمري وإنتاجه المرحلة الأولى زراعته والعناية به (1)عندما تزرع أشجار البن فليس ذلك الانتهاء من العمل فالمزارع لا يزال لدية الكثير من الأعمال للقيام بها لرعاية أشجار البن ولذلك يتطلب لزراعة أشجار البن أماكن مناسبة فليس كل المناطق صالحة لزراعة هذه الشجرة ومن المعروف بأن أشجار البن دائم الخضرة لذلك يجب أن تتوفر الرطوبة المناسبة الكافية لذلك وعلى أثر ذلك تبين لي أنها تحتاج إلى مناخ مناسب يتمثل في جو دفيء رطب ومن هنا فقد أنعم الله سبحانه وتعالى على تهامة بللسمر بتشكيلة من التضاريس ترتب على ذلك تنوع المناخات بها مما جعل لكلا العاملين مكاناً مناسباً لزراعة البن ويشترط من ذلك أو يفضل زراعته في المدرجات الجبلية رغم صعوبة تضاريس المنطقة ولكن استطاع الأهالي بفضل سواعدهم أن يتغلبوا على تلك التضاريس الوعرة (2)تحتاج إلى تربة طينية صالحة غنية بالمواد الغذائية غير رملية لتنمو نباتاً حسناً لتستمر دائمة الخضرة كما يجب الحفاظ عليها وذلك بتنقية التربة من الرمل الغير صالح لها من جراء السيول المتساقطة من أعلي الجبال كما أنها بحاجة إلى تنقية التربة بإزالة الحشائش ومما ينبت حواليها من شوائب النباتات والأعشاب التي لا يستفاد منها حتى تستفيد من الماء الذي تسقى به كما يتطلب حماية أشجار البن بقدر المستطاع من الحشرات والأمراض (3)العناية بها من حيث إضافة السماد وخصوصاً السماد البلدي الحيواني لما يتصف به من فائدة عظيمة على عكس السمادات الكيميائية الأخرى والتي تتصف بحرارتها مما قد تؤثر سلباً على شجرة البن في عملية إنتاجها وخلطة مع التربة وسقايتها بالماء باستمرار وخلال يومين تقريباً وهذا في حالة عدم سقوط الأمطار وبطبيعة الحال فقد كانت سنوات مضت تتميز بكثرة الأمطار وعلى طوال السنة على عكس هذه الأيام ولكنهم لجئوا إلى طريقة مبتكره وجميلة وهى عمل خزانات ليتم من خلالها حفظ مياه الأمطار الساقطة وذلك من خلال توريد قنوات من الجبال إلى الخزانات وقد كانوا قديما يعانون في مسألة سقايتها وذلك من خلال جلب الماء بالقرب على ظهور الدواب من العيون الجارية التي كانت تزخر بها الجبال في تلك السنوات (4) تحتاج إلى تقليم وتشذيب بين كل حين وأخر الأغصان اليابسة على السيقان الرئيسية كذلك شجرة البن تحتاج على تقليم كل حين لأن من عادتها الاتساع والامتلاء حيث يختلف ارتفاعها باختلاف الأنواع والأصناف وطريقة التربية حيث تتراوح ارتفاعها من 3-6 أمتار (5)تمر شجرة البن بعدة مراحل خلال إنتاجها وبعد تقريبا السنة الرابعة من غرسها وبطبيعة الحال البداية الأزهار ثم الثمرة بلونها الأخضر ثم تتحول إلى الاصفرار مع شيء من الاحمرار ثم الاحمرار كاملا وهي بداية نضجها وقطفها وهي تكون في هذه الحالة غضة لينة المرحلة الثانية الأساليب المتبعة في جني ثمرة البن: (1) تتسم عملية جني البن بأتباع الأساليب التقليدية فغالباً ما يلجأ المزارعون إلى جني الثمار على مراحل أي كلما كانت الثمرة في مرحلة تسمح بجنيها على النحو الذي يسمح بالمحافظة على جودتها ومنافستها فكلما بدأ لون الثمرة يميل إلى اللون الأحمر الفاتح إلى مشارف النضج يقوم المزارع بجنيها (2) يحرص المزارع على جمع الثمار التي تجنى في وقت واحد مع بعضها وفصلها عن الثمار التي تجنى لاحقاً حتى يضمن جودةَ ونكهةَ أفضل للثمرة (3) يحرص المزارع على عزل الثمار المتساقطة حتى لا تؤثر أيضاً على جودة البن لأن هذا النوع من الثمار عادة ما تكون مشبعة بالرطوبة (4) تثمر شجرة البن مرتين إلى ثلاث في السنة الواحدة وذلك عند توفر الماء الكافي لسقايتها ولذلك يتطلب عملية قطف الثمرة عند نضجها يدويا وبطريقة فنية حيث يراعى عدم قطف قاعدة الثمرة حتى يتسنى من خلالها أن تثمر مرة أخرى {المرحلة الثالثة تجفيف البن} تعتبر عملية تجفيف البن أكثر مراحل إعداد المحصول للتسويق تعقيداً وتعباً إذ تتطلب حرصاً كبيراً من المزارعين لضمان الجودة والنكهة المطلوبين وذلك من خلال النحو التالي : (1 ) بعد جني المحصول يقوم المزارعون بعرضه لأشعة الشمس وفي أماكن جافة كأسطح المنازل لمدة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع
(2 ) في معظم الأحيان تشهد عملية التجفيف بعض الأخطاء التي تقلل من جودة الثمرة كأن يتم عرض كميات كبيرة في مساحات ضيقة مما يؤدي إلى تخمر بعض الثمار نتيجة الرطوبة وغياب التهوية الجيدة ولذلك يتطلب فرزه على مساحات متباعدة (3 ) عدم تجفيفه على مساحة ترابية مما يؤدي إلى المشكلة ذاتها (4 ) يراعى في عملية التجفيف عدم خلط المحصول القديم مع حصول حديث {المرحلة الثالثة التقشير أو الجرش } تتمثل عملية تقشير ثمرة البن المرحلة الأخيرة قبل تسويق المحصول وتتخلص هذه العملية في فصل قشرة الثمرة عن النواة حيث يتم تسويق النواة باعتبارها الجزء الأهم في الثمرة فيما يتم تسويق القشرة بشكل منفصل ويعرف المشروب الذي يعد منها بالقشر وقد كانوا قديماً يتم عملية قشر البن أو جرشه عن طريق ( الرحى ) المعروفة والخاصة بالحبوب في ذلك الوقت ولكن بطريقة بحث لا تؤثر على تكسير حبة البن أو بطريقة سحقه بحجرة ملساء أما الآن ولمن لا زال يعتني بزراعة هذا المحصول فيتم تقشير أو جرش البن بواسطة الطواحين المعرفة الآن والتي سهلت عليهم كثيراً من الجهد والتعب {المرحلة الرابعة مرحله الفرز } وهي العملية التي يتم خلالها فرز النواة الجيدة عن سواها حرصاً على جودة البن المعد للتسويق وللحصول على السعر المناسب وخلال هذه العملية يتم جمع النوى المتجانسة مع بعضها من حيث الحجم والكثافة وغالباً ما تتم عملية فرز نواة البن يدوياً من قبل أفراد عائلة المزارع، حيث تقوم العائلة بنثر نواة البن الصافي في مساحة نظيفة وفي ظل إضاءة مناسبة، وتتيح هذه العملية فرصة لاستبعاد الشوائب وحبوب البن المصابة بعيوب أثناء عملية التقشير تمهيداً لعملية تسويقه {المرحلة الخامسة التسويق } مرحله التسويق وفيها يتم نقل البن والقشر إلى الأسواق المحلية لعملية عرضة للبيع {وقفة مع زراعة البن } من يلقي نظرة على جبلي هادا وضرم فقد يشاهد العجب العجاب في ألاف المدرجات الزراعية التي لم تنشأ من فراغ بل وبطبيعة الحال فقد جيشت لها الجيوش الضخمة من الناس لبناء تلك المدرجات كما أن المتأمل لهذه المدرجات أو لأثارها بصفة عامة لم تكن بقرارات فردية بل أن العمل كان جماعي إذ أن العمل الفردي لا يجدي نفعا في بناء حضارة عريقة تمتد الى ألاف السنين في عمق التاريخ ومن ناحية أخرى يتضح إلى أن أهلها عشقوا هذه المنطقة وأحبوها فسكنوها وعملوا على اتخاذ القرار لبناء تلك الحضارة العريقة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ ومن يشاهد تلك المدرجات التي اندثر الكثير منها ولم يتبق منها إلا أطلالها وخاوية على عروشها في معظمها حيث أحجم الأهالي عن زراعة تلك السلعة الغالية ( البن ) بعد أن كانت حقول البن تملا جبال هادا وضرم وأصدارها وأقصد بذلك ( وادي البن ) حيث كانت مصدرا مهما لرزق أصحابها بطبيعة الحال ومن خلال استطلاعنا الميداني وجدت أن هناك مشاكل ومعوقات ساهمت في تراجع زراعة شجرة البن (1) تهدم المدرجات الزراعية بسبب الانجراف التي أحدثتها السيول المتوالية وعدم القدرة على استصلاح تلك المدرجات لعدم القدرة على تحمل التكاليف وعدم وجود مساعدة من (وزارة الزراعة ) كما أن ترميمها ليس بالأمر السهل (2) هجرة معظم سكان الجبلين بسبب صعوبة تضاريس المنطقة وذلك في ظل التطور الحالي والبحث عن أسلوب معيشي أفضل ومريح (3) ندرة المياه وخصوصاً الأمطار وعدم وجود منشئات للري التكميلي لتساعد المزارعين وذلك بسبب وعورة المنطقة (4) عدم توفر جمعيات أو منظمات توعويه ترشد المزارعين عن كيفية الحفاظ على شجرة البن وتثقيف الناس إعلاميا (5) عدم وجود تشجيع حكومي مادي على زراعة البن أسوة بإخواننا مزارعي النخيل في مناطق القصيم والوسطى والشرقية وما يصاحب ذلك من زخم إعلامي هائل وتوفير الإمكانات الضخمة وتذليل جميع ما يعترض زراعة النخيل من صعوبات وإقامة المهرجانات الخاصة لذلك